سنتعرَّف في هذه المقالة على الذكاء العاطفي، وأهم الأمور التي يجب فعلها لتنمية العاطفة عند الطفل، وطرائق تنمية الذكاء العاطفي عنده.
ما هو الذكاء العاطفي؟
الذكاء العاطفي هو الاستخدام الذكي للعواطف، وهو أن تجعل عواطفك تعمل من أجلك، باستخدامها في ترشيد السلوك والتفكير بطرائق ووسائل تزيد من فرص النجاح في العمل، أو في المدرسة، أو في الحياة بشكلٍ عام، فالذكاء العاطفي: هو ضبط النفس، والحماس، والمثابرة، والقدرة على تحفيز النفس، وهذه المهارات يمكِن تعليمها لأطفالنا لنوفِّر لهم فرصاً أفضل، مهما كانت قدراتهم الذهنية.
كيفية تنمية الذكاء العاطفي للأطفال الرضع:
أولاً: يقوم الطبيب بوضع الطفل بعد الولادة مباشرة على بطن أمه؛ كي يلمس جلده جلدها ويشعر بدفئها بعد صدمته الأولى في الولادة، فيخفِّف من شعوره بالرعب من هذا المكان الجديد.
ثانياً: بعد أن يأخذه طاقم التمريض لتنظيفه يعود به فوراً إلى أمه كي تضمه وترضعه، والرضاعة ليست مجرد إطعام للصغير؛ وإنَّما هي نهر من الحب والحنان، حيثُ تؤكِّد الدراسات أنَّ الرضاعة الحنونة التي يتخللها حوار صامت بين الأم وصغيرها هي السبيل الأول لمنطقة أساسية في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة والقدرة على التعلم تسمَّى الحصين أو هايبوكامبوس (hippocampus).
كيف تنمي الذكاء العاطفي عند طفلك؟
1. انشرا الحب:
يجب على الأبوين أن يكونا رمزاً للحبِّ والألفة؛ فلا تتركوا ضم طفليكما واحتضناه وقبِّلاه كثيراً، وخصِّصا بعض الأوقات لكما ولأبنائكما فقط.
2. تجنَّبا الشجار أمام أطفالكما:
إذا رأى الطفل الأب والأم يتشاجران بصوت عالٍ، فإنَّ هذا المشهد لن يُمحى من ذاكرته لأسبابٍ عدَّة:
- الأب والأم هما أهم الشخصيات في حياة أبنائهما، فلا تَهز هذه الصورة.
- أنت تُعلِّم ابنك أنَّ الشجار لا يحلُّ المشكلات، وأنَّه تصرُّف الضعيف والجاهل والمتخلف، فكيف تتشاجر أنت مع أمِّه وتفعل كل ما تنهى عنه؟
- الشجار المستمر بين الأب والأم، والتوتر الدائم في البيت يؤثِّران سلباً في الحالة النفسية للطفل، ويشعرانه بعدم الأمان وعدم الاستقرار، فيصبح طفلاً انطوائياً، أو قد يصبح طفلاً مشاكساً يأخذ حقه دائماً باليد والصوت العالي.
3. اجعلا الحوار أسلوب التفاهم:
تكلَّم أنت وزوجتك عن الأحداث التي حصلَت معكما في كل يوم، وتأكَّد أنَّ هذا الموقف يُرسَم في عقل الصغير ويُشعره بأهمية الحوار داخل العائلة، ويجب ألا تسألاه أولاً إن كان في عمر الحضانة أو المدرسة؛ بل ابدأي أنت وزوجك؛ فمثلاً تكلَّمي له عن يومك سواء كنتِ ربة منزل أو امرأة عاملة وليفعل ذلك زوجكِ أيضاً، ثم انتظرا منه أن يبدأ، فإن لم يفعل فاسألاه دون إلحاح عن أصدقائه ومعلِّميه، كل ذلك لا يفتح باب الحب فحسب؛ لكنَّه يقربكما من صغيركما منذ البداية فيكون صديقكما حتى في عمر المراهقة، فينمو ذكاءه العاطفي نمواً كبيراً.
4. اذهبا للنزهات:
النزهة ليست للتسلية والترويح عن النفس فقط؛ بل هي فرصة لرؤية الجمال والطبيعة، وفرصة لتزيد القرب والحب والتواصل بين أفراد العائلة.
كانت هذه هي أهم الخصال التي تستطيع من ورائها تنمية الذكاء العاطفي بشكلٍ كبير جداً لدى طفلك، ونقول لك: الذكاء العاطفي هو عنوان السعادة والنجاح، فلا تحرِم نفسك وزوجك وصغارك تلك السعادة.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح ذهبية لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
تعليم الأطفال مهارات الذكاء العاطفي:
إنّ كل المشاعر التي تجتاح الإنسان مصدرها الجهاز النفسي المسؤول عن توليد تلك المشاعر، سواءً كانت إيجابيةً أم سلبية، فالإنسان يحب ويكره، ويتحفز، ويفتر، يتفاءل ويتشاءم، وإن ضبط تلك المشاعر والانفعالات هو ما نسميه بالذكاء العاطفي.
قد يعتقد البعض أنّ اكتساب مهارات الذكاء العاطفي، وتنمية مهاراته هي حكرٌ على البالغين دون الأطفال، إلا أنّ الحقيقة هي غير ذلك كلياً، فالذكاء العاطفي يلعب دوراً مهماً وكبيراً في بناء شخصية الطفل، إذ تعد مرحلة الطفولة هي المرحلة الأساسية في تكوين الشخصية، ويقول عالم النفس سيغموند فرويد: "أنّ مجمل مكونات الشخصية ترجع أساساً إلى مرحلة الطفولة"، ولذا نجد أنه من الضروري والمهم لكل الآباء والأمهات والمعلمين وكل من يتعامل مع الأطفال أن يعملوا بجهد نحو تنمية مهارات الذكاء العاطفي لدى الأطفال لما لها من دور مهم في تأديب شخصية الطفل، وجعل مشاعره متوازنة قدر الإمكان، وكثيرة هي الدراسات التي تشير إلى أن تعليم الأطفال كيفية استقبال المشاعر وكيفية تفريغها يؤدي إلى نتائج إيجابية على مستوى السلوك والتفكير عند الأطفال، وانطلاقا من أهمية ما تم ذكره سنقدم في هذه المقالة وصفة سحرية تتضمن مجموعة من الخطوات التي تساهم في تعليم الأطفال مهارات الذكاء العاطفي، وزيادة معدله، وهذه الخطوات هي:
- الاحتكاك المباشر للطفل مع البيئة المحيطة به من أجل استكشافها والتعرف عليها.
- عدم الاعتماد على الوسائل التكنولوجية في تعريف الطفل على محيطه، بل استخدام التجريب والمعاينة المجردة للتعرف على الآخرين ومحيطه.
- تحفيز الطفل نحو تقبّل ذاته، وتقبّل الآخرين واستيعابهم.
- عدم كبت مشاعر الطفل والسماح له بالتعبير عن مشاعره بكل حرية من دون أي ترهيب.
- تعليم الطفل على المشاعر وتسميتها وفصلها بالتحديد، لكي يتمكن من وعيها والتعرف عليها.
- الابتعاد عن عزل الأطفال عن محيطهم الاجتماعي، وذلك من أجل أن يراكم خبرة معرفية واجتماعية تمكنه من التواصل مع ذاته ومع الآخرين.
- متابعة هوايات الطفل وتحفيزه نحو استخراج أفضل مواهبه وتنميتها، حتى يكتسب خبرةً ومعرفةً تساعده في كيفية تخريج المشاعر بطريقةٍ مثالية.
- عدم حرمان الطفل من اللعب، بل يجب الحرص على أن يمارس الطفل اللعب؛ إذ إنّ اللعب يساعد على التحكم في الطاقة الحركية للطفل، والطاقة العاطفية التي يمكنه أن يفرغها في أثناء اللعب.
أضف تعليقاً