ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن تأثير استخدام الهواتف الذكية في الإنتاجية.
إضافةً إلى ذلك قال 29.4% من هؤلاء الأشخاص إنَّ هواتفهم الذكية على القدر نفسه من الأهمية، أو أكثر أهمية من آبائهم، هل أنا مخطئ؟ هل أصبحتُ شخصاً غريباً يحب قراءة الكتب طوال اليوم، وليس لديه سوى عدد قليل من الأصدقاء المقربين وأفراد الأسرة الذين يقدرهم بالفعل؟ أنا لا أمزح؛ فالهواتف الذكية خطيرة، ليس لأنَّها قد تسبب التوتر والقلق وحتى الاكتئاب، لكن لأنَّها تغيِّر سلوكك، ويبدو أنَّنا لا نستطيع التركيز على شيء واحد لأكثر من 5 ثوان، والسبب هو أنَّ هواتفنا الذكية تستمر في تشتيتنا، وليس لأنَّ الناس يتصلون بك، لكن لأنَّك تتلقى باستمرار إشعارات تتعلق بأشياء لا تهمك.
غيِّر طريقة تعاملك مع هاتفك الذكي:
وجدت الدراسة نفسها التي ذكرتها أعلاه شيئاً آخر أيضاً: "طلب الباحثون من المشاركين إجراء اختبار تركيز في أربع حالات مختلفة: عندما تكون هواتفهم الذكية في جيوبهم، وعندما تكون هواتفهم على مكاتبهم، وعندما تكون هواتفهم في درج المكتب، وعندما تكون هواتفهم خارج الغرفة تماماً"، وكانت النتائج متباينة تبايناً لافتاً؛ كانت نتائج اختبار التركيز أقل عندما كان الهاتف الذكي على المكتب، ولكن مع كل طبقة إضافية من العزل بين المشاركين وهواتفهم الذكية، تحسن أداء اختبار التركيز.
بشكل عام، كانت نتائج اختبار التركيز أعلى بنسبة 26% عند إخراج الهواتف من الغرفة، إنَّها مجرد دراسة، وليس عليك أن تصدق كل ما تقرؤه، لكن هذا شيء يمكنني أن أشهد عليه شخصياً، فطيلة العامين الماضيين، غيَّرتُ طريقة تعاملي مع هاتفي الذكي على النحو الآتي:
- أوقفت تشغيل جميع الإشعارات باستثناء الرسائل والمكالمات.
- خرجت من جميع مجموعات تطبيق واتساب (Whatsapp) باستثناء مجموعة مع أصدقائي المقربين.
- أزلت جميع تطبيقات الأخبار، إذا حدث شيء هام، ستسمعه من الأشخاص حولك.
- أصبحت أستمع إلى الموسيقى وأقرأ الصحافة المدفوعة والمقالات من مؤلفين محددين أتابعهم، والمدونات الصوتية ومقاطع فيديو على منصة يوتيوب (YouTube) للتعلم في الغالب، وللترفيه أيضاً لأنَّني لست آلة.
- استخدمت هاتفي للاتصال وإرسال الرسائل النصية وتدوين الملاحظات والتقاط الصور ومقاطع الفيديو.
كما أنَّني توقفت عن الرد على الإشعارات، وهذا لا يعني أنَّني لا أقدِّر الأشخاص الآخرين الذين يحاولون التواصل معي؛ بل هذا يعني أنَّني أرفض أن أكون عبداً لهاتفي، فأنا أتحكم به.
بالنسبة إلى معظمنا، خلاف ذلك هو الصحيح؛ ففي الماضي كان كل من تطبيق فيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram) وغوغل (Google) وغيرها يتحكم بذهني، ومن الواضح أنَّها ما تزال تتحكم بي إلى حدٍّ ما لأنَّ الطريقة الوحيدة للهروب من هذه التطبيقات هي رمي هاتفك والهرب إلى الغابة، وهذا ليس واقعياً.
شاهد بالفديو: 8 طرق للتخلص من إدمان الهاتف الذكي
أنا أحب هاتفي، لكنَّني لست بحاجة إليه:
كانت النتائج رائعة منذ أن بدأت في استخدام هاتفي الذكي بالطريقة المذكورة أعلاه، فخلال العامين الماضيين، حققت إنجازاتٍ أكثر من التي حققتها في من أيِّ وقت مضى، ويبقى لدي وقت لممارسة الرياضة يومياً والتنزه مع أصدقائي وتناول العشاء مع عائلتي، فأنت وأنا لدينا الـ 24 ساعة نفسها تحت تصرفنا، لكن عامل الاختلاف هو كيف تقضي هذا الوقت.
بصراحة أعتقد أنَّني يجب أن أفعل مزيداً من الأمور لتحسين إنتاجيتي، فلا أحد يصل إلى ذروة الإنتاجية، كما أنَّه ليس من الهام أن تكون الشخص الأكثر إنتاجية في العالم، فكيف تريد أن تقضي وقتك هو خيارك، لكن لا تخبرني أنَّك لا تريد أن تكون أكثر إنتاجية بنسبة 26% بمجرد تغيير شيء واحد غير هام في حياتك؛ وهو طريقة استخدامك لهاتفك الذكي.
إذا كنت تتساءل لماذا لا يطلب منك مزيدٌ من الناس التخلص من هذا الشيء، فعليك أن تدرك أنَّهم يحاولون ربح المال عن طريق استخدامك لهاتفك؛ فالأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يدَّعون أنَّهم يديرون أعمالهم باستخدام هواتفهم الذكية يريدونك أن تستهلك محتواهم، من خلال هاتفك الذكي، ولن تخبرنا شركة آبل (Apple): "لا تشترِ الإصدار الجديد من هاتف آيفون (iPhone)؛ لأنَّه سيدمر إنتاجيتك"، بالطبع لا، فهم يحاولون إخبارك بخلاف ذلك.
في الختام:
من دون أدنى شك، تعمل الهواتف الذكية أيضاً على تحسين الإنتاجية، فلقد قرأت هذا المقال على هاتفك، كما أنَّني أقرأ كثيراً من المقالات والكتب على هاتفي؛ لكنَّني أستخدم الجهاز لتعلم شيء ما، وهو أمر جيد دائماً؛ فالأشخاص الذين يصنعون الهواتف والتطبيقات أذكى منا، وهدفهم الوحيد هو جعلك مدمن على منتجاتهم، وأعتقد أنَّه من الجيد إدراك ذلك، ولهذا السبب أحاول تذكير نفسي طوال الوقت بعدم الاعتماد على الهاتف الذكي كثيراً؛ لأنَّ انتباهي يهم أكثر من الإنتاجية، وحان الوقت لاستعادة انتباهك؛ ومن ثَمَّ استعادة حياتك.
أضف تعليقاً