Annajah Logo Annajah Logo
الدخول التسجيل

تصفح مجالات النجاح

  • مهارات النجاح

  • المال والأعمال

  • الصحة النفسية

  • الإسلام

  • اسلوب حياة

  • التغذية

  • التطور المهني

  • طب وصحة

  • تكنولوجيا

  • الأسرة والمجتمع

  • أسرار المال

  1. المال والأعمال
  2. >
  3. رواد الأعمال

الخلط بين الشغف والمهارة: لماذا يدمِّرك الشغف إذا تجاهلت المهارة؟

الخلط بين الشغف والمهارة: لماذا يدمِّرك الشغف إذا تجاهلت المهارة؟
رواد الأعمال الشغف مشاريع الشغف
المؤلف
Author Photo احمد ناصر الخطيب
آخر تحديث: 09/10/2025
clock icon 9 دقيقة رواد الأعمال
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

كم رائد أعمال عربي اندفعَ بحماسة إلى إطلاق مشروع ناشئ فقط لأنه يعيش نشوة الشغف وريادة الأعمال، ليكتشف سريعاً أنَّ السوق، لا يرحم من يفتقر إلى المهارة؟ في الحقيقة، الفرق بين الشغف والمهارة يشبه الفرق بين الشرارة التي تشعل النار، واليد التي تتحكم في اتجاهها.

المؤلف
Author Photo احمد ناصر الخطيب
آخر تحديث: 09/10/2025
clock icon 9 دقيقة رواد الأعمال
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

فهرس +

يظنُّ كثيرون أنَّ مجرد الحب لمجال ما، يعني النجاح، لكنَّ الواقع مختلف، فالسوق يكافئ من يتقن، لا من يعشق فقط. إنَّ تطوير المهارات وتحويل الحماس إلى ممارسة واعية هو الطريق الوحيد للنجاح في المشاريع الناشئة، فالشغف وقود، أمَّا المهارة فهي المقود الذي يحدد المسار ويحميك من السقوط.

قد نخطئ الاعتقاد: "أحب هذا المجال، إذن سأبدع فيه تلقائياً"

يبدو هذا الاعتقاد في ظاهره برَّاقاً، فهو يربط بين الشغف وريادة الأعمال مباشرة وبسهولة: "ما دمت أحب ما أفعله، فسأبدع فيه تلقائياً." لكنَّ هذه النظرة الرومانسية كثيراً ما تتحول إلى فخ يبتلع رواد الأعمال المبتدئين، فالسوق يكافئ من يتقن ويطور مهاراته بوعي.

متى يتحول الشغف إلى لعنة؟

حين يُفصل الشغف عن تطوير المهارات، يصبح مجرد عاطفة استهلاكية تحرق الوقت والجهد والمال، فالمشاريع الناشئة التي تُبنى على الحماس وحده سرعان ما تنهار أمام تحديات السوق، وخير مثال عن ذلك، نجد شركة "كوداك" (Kodak)، التي تمسكت بشغفها بالتصوير التقليدي، لكنها تجاهلت التحول الرقمي.

انهارت نتيجة هذا العمى العاطفي أمام منافسين أتقنوا التكنولوجيا الحديثة وفق ما أورده تقرير من ماكينزي (McKinsey, 2012). يوضح هذا الدرس أنَّ الشغف، إذا لم يدعمه التعلم والممارسة، يتحول إلى قيد يعوق النجاح.

كيف يخدعنا هذا الاعتقاد؟

يظن المبتدئ أنَّ الحب لمجال ما سيمنحه القدرة الفطرية على العمل بجد ومثابرة، وعلى الإبداع، فيغفل عن الحاجة للتعلم والتدريب. يبدأ كثيرون مثلاً مشاريع في التصميم أو الطهو أو البرمجة لمجرد أنهم يعشقون المجال، لكنهم يكتشفون سريعاً أنَّ النجاح في المشاريع الناشئة، يتطلب مهارات إدارية وفنية متنوعة وربما أحياناً معقدة، من إدارة الموارد المالية إلى قراءة احتياجات السوق وغيرها. هذا الخلل الكبير في عدم إدراكهم المبكر لأهمية امتلاك تلك المهارات أو اكتسابها، يؤدي إلى التباين بين الحلم والواقع هو ما يجعل الاعتقاد خطيراً.

الدرس المستفاد: التوازن ضرورة

وفق موقع "هارفرد بيزنيس ريفيو" (Harvard Business Review): "لا يكتف القادة الحقيقيون بالشغف؛ بل يحولونه إلى التزام عملي." الشغف وحده لا يضمن الاستمرارية، فالنجاح الحقيقي هو ثمرة تزاوج بين الحب العاطفي للمجال وبين إتقان أدواته وإدارته؛ لذلك، من الهام أن يتوقف رائد الأعمال ويسأل نفسه: هل أكتفي بما أشعر به، أم أترجمه إلى تعلم منظم ومهارة قابلة للتطبيق؟

يشبه هذا المعتقد الخاطئ الذي يختزل الطريق إلى النجاح في مجرد حب المجال، لكنه يغفل حقيقة أنَّ الحب بلا إتقان سيارة بلا مكابح، فتطوير المهارات هو ما يحمي الشغف من أن يتحول إلى لعنة خفيَّة حتى لصاحبها، وهو ما يجعل الشغف قوة بنَّاءة لا عاطفة مدمِّرة.

شاهد بالفيديو: 7 أسباب لفشل المشاريع الناشئة في الوطن العربي

تقول الحقيقة: "الشغف يضيء الطريق، لكنَّ المهارة هي من تقودني إلى الهدف"

إذا حوَّل الاعتقاد الخاطئ الشغف إلى لعنة، فإنَّ هذا المعتقد البديل هو حقيقة ويضع الأمور في نصابها الصحيح، فالحب لمجال ما لا يكفي وحده، لكنه يصبح طاقة مضاعفة حين يُترجم إلى تعلم منظم، وتدريب واعٍ، وممارسة عميقة. إنَّ الجمع بين الشغف وتطوير المهارات هو ما يصنع الفرق بين الحالمين بنجاحات "ستأتي يوماً ما"، وبين أصحاب الأهداف المخططة التي يُعمَل عليها بجد وإيمان دون توقف بانتظار الإنجاز المستهدف.

خذ مثال "هوارد شولتز" (Howard Schultz) مؤسس "ستاربكس" (Starbucks): بدأ شغفه من مقاهي إيطاليا وأجوائها، لكنه لم يكتفِ بالاندفاع العاطفي. لقد استثمر سنوات في تعلم مهارات الإدارة والتمويل وبناء نموذج عمل متكامل، ليحوِّل فكرة رومانسية إلى مؤسسة عالمية (MIT Sloan, 2010).

يظهر هنا الفرق بين الشغف والمهارة بوضوح، فالشغف كان الشرارة، لكنَّ المهارة هي ما أوصل المشروع إلى النجاح.

لا يتوقف الأمر عند المهارات الفنية التي يدعمها الشغف، مثل الكتابة أو التصميم أو البرمجة؛ بل يمتد إلى المهارات الإدارية: إدارة الوقت، وقراءة السوق، والتخطيط المالي، وبناء فرق العمل، فالنجاح في المشاريع الناشئة يتطلب هذا التكامل بين اليد التي تُبدع واليد التي تُدير، فدون هذه الثنائية، يصبح المشروع هشَّاً أمام تحديات السوق.

هذا ما يجعل المعادلة واضحة: يُضيء الشغف الطريق، لكنَّ المهارات المتكاملة  هي التي ترسم المسار وتضمن الوصول. حين يفهم رائد الأعمال هذه المعادلة، يتحول شغفه من مجرد اندفاع عاطفي إلى قوة استراتيجية تصنع الفارق.

الشغف وريادة الأعمال

كيف توازن بين الشغف وتطوير المهارات؟

لا يقوم النجاح في المشاريع الناشئة على الحماس وحده، ولا على المهارة الجافة فقط؛ بل على المعادلة الدقيقة التي تجمع بين الاثنين، والتي تقوم على عَد الشغف وقوداً للانطلاق، وتطوير المهارات، التزاماً عملياً مدروساً.

فيما يأتي مجموعة من النصائح العملية التي تترجم هذا التوازن إلى خطوات ملموسة:

1. اختبر شغفك بالعمل الحقيقي لا بالخيال

يظن كثيرون أنهم وجدوا مجال حياتهم فقط لأنَّ الفكرة تبدو جذابة في مخيلتهم، لكنَّ الواقع يكشف شيئاً آخر: الشغف الذي لا يصمد أمام روتين التجربة اليومية سرعان ما يتبخر؛ لذا، ضَع شغفك على محك التجربة المبكرة قبل أن تراهن عليه بالكامل.

مثال الكاتبة "جي كي رولينغ" (J.K. Rowling)، صاحبة سلسلة هاري بوتر

لم تصل إلى النجاح من أول محاولة؛ بل عاشت سنوات من الفقر ورُفِضَت من قِبل دور النشر مرات متعددة، ومع ذلك، لم تكتب بدافع الشغف فقط؛ بل صاغَت روايتها، وعدَّلتها بما يتلاءم مع ملاحظات الناشرين، وسوَّقتها مراراً حتى لاقت أخيراً القبول. توضِّح قصتها أنَّ الفرق بين آلاف الكُتَّاب الذين يكتبون بلا تقدم، وبين من يصنع أثراً عالمياً مثل "رولينغ"، يكمن في الإصرار العملي والالتزام اليومي بتحسين العمل والسعي لإيصاله للناس، وهذا ما يبرهن أنَّ الشغف، إن لم يتحول إلى التزام عملي منظم، يبقى مجرد عاطفة لا تكفي للنجاح.

مثال من العالم العربي: محمد تهامي ومشروع (PASSION POINT)

أول ما يميز رحلته هو الجمع بين العاطفة والعقل، فرغم عمله بوصفه مهندساً في وظيفة مستقرة، أدركَ أنَّ شغفه الحقيقي هو مساعدة الآخرين على تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة. لكنَّه لم يتخذ القرار عاطفياً فقط؛ بل بعد دراسة وخطة واضحة، مع الاستعداد لتحمل المخاطر.

ثم بدأ بمرحلة اختبار شغفه بالعمل الحقيقي، فلم يقول إنه يحب ريادة الأعمال؛ بل أسس (PASSION POINT)، وقدَّم التدريب والإرشاد وبنى النماذج للمشاريع وسوَّقها فعلياً.

لكي يضمن النجاح، انتقلَ إلى تعلُّم المهارات اللازمة، فإلى جانب خلفيته في الهندسة، طوَّر نفسه في مجالات التسويق، وبناء النماذج التجارية، واستراتيجيات الأعمال، ليجعل مشروعه قادراً على المنافسة.

الأهم أنَّه قاسَ الشغف بالنتائج، فلم يكن هدفه مجرد الشعور بالحماس؛ بل الأثر الواقعي، وبالفعل، ساعدَ أكثر من 10 آلاف صاحب فكرة، وأصبح لمشروعه تأثير ملموس في المجتمع العربي.

توضح تجربة "محمد تهامي" أنَّ الشغف حين يُدار بعقلية عملية ومنظمة، يمكن أن يتحول إلى مشروع له أثر واسع.

الدرس: النجاح في المشاريع الناشئة، لا تقاس قيمة الشغف بما تشعر به؛ بل بقدرتك على الاستمرار في بذل الجهد حتى في أصعب الظروف.

2. حوِّل شغفك إلى خطة تعلم

لا يخلق الشغف وحده مؤسسة، فإذا أردت أن تبني مشروعاً متيناً، اسأل نفسك: ما المهارات التي يحتاجها شغفي ليصبح مشروعاً واقعياً؟

من الأمثلة العربية الملهمة قصة مطاعم البيك في السعودية. بدأت الحكاية عام 1974 في جدة، حين لاحظَ المؤسس "شكري أبو غزالة" أنَّ السوق يفتقر إلى مطاعم تقدِّم طعاماً بجودة عالية ونظافة مضمونة. انطلقَ بفكرة بسيطة لكنها مختلفة، وركِّز منذ البداية على الخدمة الجيدة والاهتمام بأدق التفاصيل، من نظافة المكان إلى طريقة التعامل مع الزبائن.

لكنَّ الطريق لم يكن سهلاً، بعد وفاة المؤسس، واجهَ أبناؤه ديوناً وضغوطات مالية، وكان أمامهم خياران: إغلاق المشروع أو بنائه من جديد. اختاروا الطريق الأصعب، فقلصوا التكاليف، وتخلصوا من النشاطات غير الأساسية، وطوَّروا المطاعم. في الوقت نفسه، تعلَّم "إحسان أبو غزالة" إدارة الأعمال والسفر إلى الخارج لاكتساب خبرة في “تكنولوجيا الإدارة”، ثم عاد ليطبق ما تعلمه على المشروع.

لم يقتصر التميز على الطعام فقط؛ بل شمل الهوية أيضاً: ابتكروا الخلطة السرية المخصصة، وطوَّروا شعاراً وهوية مميزة، وبنوا ثقافة خدمة تجعل الزبون محور التجربة. تحوَّل البيك مع مرور الوقت من مطعم صغير يعاني من قلة الزبائن إلى سلسلة ضخمة تغطي مدناً عدة، وتُعد اليوم من أقوى العلامات التجارية في المنطقة.

خطة تعلم

3. استعِن بمن يكمل مهارتك

من الأخطاء الشائعة أن يحاول رائد الأعمال أن يكون خبيراً في كل شيء، فالواقع يشير إلى أنَّ النجاح في المشاريع الناشئة، يتطلب شبكة من المهارات المتكاملة.

خذ مثال "أنغامي": انبثقت الفكرة عام 2011/2012 عندما لاحظ المؤسسان "إيدي مارون" و"إيلي حبيب" غياب خدمة بث قانونية مخصَّصة للجمهور العربي. لم يكن سر نجاحهما مجرد حب الموسيقى؛ بل توزُّع الأدوار والتكامل في المهارات؛ إذ تولَّى "إيدي" جانب الرؤية، والتسويق وبناء العلاقات مع الفنانين والأسواق، بينما "إيلي" تحمَّل الجانب التقني وقيادة تطوير المنصة والبنية التحتية. سمحَ لهم هذا التوازن أن يطلقوا منتجاً سريعاً إلى السوق، ويعلِّموا الجمهور عن مفهوم البث المدفوع، ثم يبنوا شراكات مع شركات التسجيلات والفنانين لتوسيع المكتبة المحلية.

الخطوات العملية التي اتبعوها والتي يمكن أن يتعلَّم منها رائد الأعمال المبتدئ:

  • تحديد فجوة سوقية واضحة: لاحظوا غياب حل قانوني ومناسب ثقافياً لبثِّ الموسيقى في الوطن العربي، فصمموا الحل حول حاجة فعلية.
  • تقسيم الأدوار وفق القوة: أحدهما ركَّز على المنتج والتقنية (CTO)، والآخر على الرؤية، والتسويق وبناء الشراكات (CEO). هذا سمح بالسرعة والاحترافية في التنفيذ.
  • إطلاق مبكِّر مع تحسين مستمر (MVP + تدرُّج): انطلقوا بسرعة بمنتج قابل للاستخدام ثم حسَّنوه اعتماداً على سلوك المستخدمين وتعليقاتهم.
  • تثقيف السوق وبناء الثقة: لم يكن المستهلك العربي معتاداً على الدفع مقابل الموسيقى؛ لذا خصَّصوا جهوداً لتعليم السوق وإقناع الفنانين والناشرين بالفائدة، ما ساعد على نمو المستخدمين بسرعة.
  • بناء شراكات استراتيجية: الحصول على تراخيص المحتوى والعمل مع الفنانين والناشرين كان حاسماً لجذب المستخدمين والحفاظ عليهم.
  • التركيز على القياس والنمو: راقبوا مؤشرات، مثل عدد المستخدمين النشطين والمشتركين المدفوعين، واستخدموا هذه الأرقام لجذب المستثمرين والتخطيط للتوسع.

الدرس المختصر: يجلب الشغف الفكرة والطاقة، لكنَّ ما يحوِّل الفكرة إلى شركة هو شركاء يمتلكون المهارات التي تُكمِّل شغفك، وتقسيم أدوار واضح، وخطة تنفيذ قابلة للقياس، تماماً كما فعل مؤسسا أنغامي.

4. قِس شغفك بنتائجه لا بمشاعرك

هل شغفك يحقق أثراً حقيقياً في السوق؟ أم أنه مجرد شعور داخلي يمنحك الحماس؟ إنَّ المقياس الحقيقي للشغف هو النتائج، لا المشاعر.

مثال: شركة طماطم (Jordan Gaming Publisher)

انطلقت الفكرة من شغف مؤسسها "حسام حمو" بوجود ألعاب محلية تناسب الثقافة العربية، ولغة عربية في الألعاب. كان يرى أنَّ المحتوى العربي قليل جداً مع وجود عدد كبير من مستخدمي الهواتف الذكية بالعالم العربي.

لكنه لم يكتفِ بالشعور: بدأ أولاً بوصفه مطور ألعاب، ثم تحوَّل إلى ناشر ألعاب (Publisher) يقوم بما يأتي: ترجمة الألعاب، وتعريب النصوص، وتكييف الشخصيات، والقصة، والأصوات، والأجواء لتمتلئ بثقافة المستخدم العربي.

ركَّز طماطم على تعلُّم المهارات التسويقية وخدمة العملاء والاستثمار، وتعامَل مع مستثمرين، وحصلَ على تمويل، وتوسَّع في مكاتب، وكوَّن فريق عمل متعدِّد التخصصات (تقنية، وتسويق، وترجمة، وعمليات).

النتائج الملموسة التي تحققت:

  • نشرت أكثر من 50 لعبة بالعربية على منصات الهواتف المحمولة.
  • تجاوزَ عدد التحميلات 100 مليون تحميل لهذه الألعاب.
  • أصبحت للشركة مكاتب في السعودية والإمارات، وتوظف عدداً كبيراً من الموظفين، مما يدل على النمو والتوسع.
  • حصلت على جولة تمويل كبيرة (مثلاً 11 مليون دولار في جولة من الفئة B) مما يعكس ثقة المستثمرين في قدرتها على الاستمرار وتحقيق عوائد.

الدرس: في الشغف وريادة الأعمال، لا يكفي أن تعشق فكرتك؛ بل يجب أن تترجم هذا الحب إلى أثر ملموس يقدره السوق، وإلَّا بقيت مجرد هاوٍ.

شاهد بالفيديو: 14 نصيحة لتحويل شغفك إلى أفكار قابلة للتنفيذ

5. اجعل الممارسة طريقك إلى الإتقان

لا يولد الإتقان من المشاعر؛ بل من الجهد والوقت. الفرق بين الشغف والمهارة يظهر هنا بوضوح: الأول يضعك على الطريق، والثاني يبني فيك القدرة على البقاء فيه.

مثال: مي مدحت ومشروع إيفينتوس (Eventtus)

  • البداية بالشغف: مي مدحت خرِّيجَة هندسة من جامعة عين شمس، كانت تحب تنظيم الفعاليات ورغبت في أن ترى تكنولوجيا تسهل التفاعل بين المنظمين والجمهور، خصيصاً في مصر والمنطقة العربية.
  • ممارسة مستمرة: بدلاً من الاكتفاء بالفكرة، استقالت "مي" من عملها وحقَّقَت المشروع خطوة بخطوة. طوَّرت التطبيق مع الشريك (نهال فارس)، جمعت المهارات التقنية والتنظيمية والتجارية.
  • وقتها والتجربة العملية: جرَّبت التطبيق في فعاليات فعلية، وتعلَّمت من ردود فعل المستخدمين والمنظمين، وعدَّلت التصميم والواجهة والخدمات بناءً على تجارب واقعية، وليس على مجرد أفكار في الورق.
  • نتائج ملموسة: أطلقَت تطبيق "إيفينتوس" (Eventtus)، الذي يساعد على تنظيم الفعاليات، وتواصل المنظمين مع الحضور، وحجوزات التذاكر، ومتابعة الجدول. نجحت أيضاً في التوسع ليصبح مقر الشركة ليس في مصر فقط؛ بل دبي، مع مؤشرات نجاح في الاستخدام والتنظيم.

الدرس: الشغف هو البداية التي تدفعك للانطلاق، لكنَّ التعلم بالممارسة اليومية وحدها هو ما يحولك إلى بطل في مجالك.

إقرأ أيضاً: الشركات التقنية الناشئة في الخليج: قصص نجاح وتحديات النمو

6. لا تجعل الشغف يقودك إلى العمى

يتحوَّل الشغف أحياناً إلى عائق؛ لأنه يجعلك متمسِّكاً بماضٍ لم يعد صالحاً. هذا ما حدث مع شركة كوداك، التي كانت لعقود اسماً لامعاً في عالم التصوير.

قادت الابتكار في بدايتها: قدَّمت كاميرات الفيلم بسعر مناسب، ونشرت التصوير بين عامة الناس حتى أصبحت رائدة عالمياً؛ بل إنَّ مهندسيها كانوا من أوائل من ابتكروا الكاميرا الرقمية في السبعينيات.

لكنَّ المشكلة أنَّ الشركة تمسكت بشغفها بالتصوير التقليدي، وخافت أن يهدد التحول الرقمي أرباحها من بيع الأفلام والورق. جعَلَها هذا العمى الاستراتيجي تؤجل الاستثمار في التقنية الجديدة، رغم أنَّ العالم كان يتغير بسرعة، والنتيجة: حين انتشرت الكاميرات الرقمية والهواتف الذكية، انهارت مبيعاتها، وأعلنت إفلاسها عام 2012 بعد أن كانت رمزاً للنجاح.

الدرس هنا أنَّ الشغف، إذا لم يُوازَن بعقل بارد وقراءة واقعية للسوق، قد يتحول إلى عبء. لا يقوم النجاح على الحب وحده ولا على الجهد وحده؛ بل على الجمع بين الشغف والمهارة والقدرة على التكيف مع التغيرات، فالشغف يضيء الدرب، لكنَّ المهارة والتجديد هما ما يقودانك بأمان للهدف.

إقرأ أيضاً: لماذا قد يكون اتباع الشغف أسوأ نصيحة مهنية على الإطلاق؟

في الختام

من يكتفي بالحب وحده يقع في فخ الوهم، أمَّا من يجمع بين الشغف وتطوير المهارات يصنع مشروعاً قادراً على الاستمرار، فالنجاح في المشاريع الناشئة لا يكافئ من يحلم فقط؛ بل من يتقن التنفيذ ويوازن بين العاطفة والعقل، وفي النهاية، التقدم الحقيقي يبدأ حين نفهم أنَّ الشغف يضيء، والمهارة تقود.

المصادر +

  • JK Rowling's life advice: ten quotes on the lessons of failure
  • Starbucks’ Howard Schultz and how to Restore Confidence
  • Steve Wozniak: First You Create It, Then You Grow It
  • Airbnb And The Unstoppable Rise Of The Share Economy
  • What Great Managers Do

تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت

أضف تعليقاً

Loading...

    اشترك بالنشرة الدورية

    اشترك

    مقالات مرتبطة

    Article image

    9 طرق لتحويل شغفك إلى مصدر ربح

    Article image

    النجاح في العمل يحدث لسبب، ماهو؟

    Article image

    الدليل الشامل للمبتدئين في عالم ريادة الأعمال: كل ما عليك معرفته

    Loading...

    مواقعنا

    Illaf train logo إيلاف ترين
    ITOT logo تدريب المدربين
    ICTM logo بوابة مدربو إيلاف ترين
    DALC logo مركز دبي للتعلم السريع
    ICTM logo عضوية المدرب المعتمد ICTM
    EDU logo موسوعة التعليم والتدريب
    PTF logo منتدى المدربين المحترفين

    النجاح نت

    > أحدث المقالات > مهارات النجاح > المال والأعمال > اسلوب حياة > التطور المهني > طب وصحة > الأسرة والمجتمع > فيديو > الاستشارات > الخبراء > الكتَاب > أدوات النجاح نت

    مشاريع النجاح نت

    > منحة غيّر

    خدمات وتواصل

    > أعلن معنا > النجاح بارتنر > اشترك في بذور النجاح > التسجيل في النجاح نت > الدخول إلى حسابي > الاتصال بنا

    النجاح نت دليلك الموثوق لتطوير نفسك والنجاح في تحقيق أهدافك.

    نرحب بانضمامك إلى فريق النجاح نت. ننتظر تواصلك معنا.

    للخدمات الإعلانية يمكنكم الكتابة لنا

    facebook icon twitter icon instagram icon youtube icon whatsapp icon telegram icon RSS icon
    حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام
    Illaf train logo
    © 2025 ILLAFTrain