أم أنَّ التحول الرقمي سيؤدي إلى زيادة معدَّلات البطالة؟ وبينما يعاني البعض من مخاوف فقدان وظائفهم التقليدية، يرى آخرون أنَّ هذه الثورة الرقمية تفتح أبواباً واسعة لفرص غير محدودة، فيمكن تطوير المهارات واستغلال التكنولوجيا لبناء مستقبل مهني جديد.
كيف يمكن أن يؤثر التحول الرقمي في المهارات المهنية المطلوبة؟
يمكن للتَّحوُّل الرقمي أن يؤثِّر في المهارات المهنية من خلال عدة استراتيجيات:
1. ظهور مهن جديدة
أدى التحول الرقمي إلى تغيير كبير في سوق العمل أسفرَ عن ظهور مهن جديدة وزيادة الاعتماد على الأتمتة في الوظائف التقليدية. وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2023، من المتوقَّع أنَّ التقنيات الرقمية خلقَت 12 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، ممَّا يفوق عدد الوظائف التي ستتأثر سلباً في التكنولوجيا.
تشمل هذه المهن الجديدة مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة وتطوير البرمجيات والتطبيقات والأمن السيبراني. ويتطلَّب التحول الرقمي مهارات متخصِّصة في إدارة الأنظمة الرقمية والابتكار في الصناعات التي تعتمد اعتماداً متزايداً على التكنولوجيا الحديثة.
علاوة على ذلك، يتَّجه سوق العمل باتِّجاه أدوار متقدِّمة، مثل فنِّيي الروبوتات ومديري الابتكار الرقمي، ممَّا يفرض على الأفراد اكتساب مهارات جديدة والتكيُّف السريع مع التطورات، ويجعل التعليم المستمر والتدريب ضرورة ملحَّة للحفاظ على القدرة التنافسية في المستقبل المهني.
2. تطور المهن التقليدية
لم يقتصر الانتشار السريع للتكنولوجيا الحديثة على استبدال الوظائف التقليدية أو خلق مهن جديدة؛ بل أيضاً عزَّز وحسَّن المهارات القائمة. من خلال الأدوات الرقمية والتكنولوجيا المتقدِّمة، أُتيحت للعاملين في مختلف المجالات فرصة تحسين كفاءاتهم وتوسيع معرفتهم، ممَّا أدَّى إلى دمج المهارات التقليدية مع الابتكارات الحديثة لزيادة الإنتاجية والإبداع.
أحد الأمثلة على ذلك هو التحسين في بعض المجالات، مثل الحِرَف اليدوية والتصنيع، حيث حسَّنت الطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا الأتمتة المتقدِّمة جودة الإنتاج والدقة.
أما في مجال التعليم، أصبح استخدام الأدوات الرقمية، مثل المنصات التعليمية من خلال الإنترنت عاملاً هاماً في تعزيز مهارات التدريس التقليدية، ما أدى إلى تقديم تجارب تعليمية مبتكرة وتفاعلية.
كذلك الأمر في مجال الإدارة والأعمال، فقد أدَّى استخدام البيانات الضخمة والتحليلات الرقمية إلى تعزيز مهارات اتخاذ القرار الاستراتيجي، ويمكن للمديرين الآن الوصول إلى بيانات أكثر دقة وفورية لتحسين العمليات وتعزيز الفعالية.
لا يُلغي هذا التطور أهمية المهارات التقليدية، ولكنَّه يُحسِّنها ويُكيِّفها مع متطلبات العصر الرقمي، فأثبتت الثورة الرقمية أنَّ المهارات التقليدية لا تزال هامة، ولكن يجب أن تُطوَّر وتُستثمَر بما يناسب التغيرات السريعة في التكنولوجيا والأسواق.
3. زيادة الطلب على المهارات الرقمية
تؤدي الثورة الرقمية إلى زيادة كبيرة في الطلب على المهارات الرقمية في مختلف القطاعات. يعكس هذا التحول الحاجة المتزايدة للأفراد الذين يمتلكون القدرة على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها، وإليك بعض النقاط الدالة على هذا الاتجاه:
3.1. زيادة الطلب على الوظائف الرقمية
تشير دراسة أجرتها شركة "LinkedIn" إلى أنَّ 70% من الشركات تُعِدُّ المهارات الرقمية ضرورية لنجاحها، كما وجدت الدراسة أنَّ أكثر من 150 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات رقمية ستظهر في السنوات القادمة.
3.2. التحول في التعليم والتدريب
وفقاً لمؤسسة "World Economic Forum"، سيتطلب 50% من جميع الوظائف بحلول عام 2025 مهارات رقمية متقدِّمة. هذا يعني أنَّ برامج التعليم والتدريب يجب أن تتكيَّف لتلبية هذا الطلب المتزايد.
3.3. ارتفاع الأجور
تشير دراسة أجرتها "McKinsey" إلى أنَّ الأفراد الذين يمتلكون مهارات رقمية، يمكن أن يكسبوا ما يصل إلى 20% أكثر من نظرائهم الذين لا يمتلكون هذه المهارات.
3.4. توجُّهُ الشركات باتِّجاه التحول الرقمي
وفقاً لتقرير "Deloitte"، 73% من الشركات في العالم التي تسرِّع من جهود التحول الرقمي في ظلِّ جائحة كورونا، ممَّا أدى إلى زيادة الحاجة للموظفين القادرين على استخدام التكنولوجيا الحديثة.
4. أهمية المهارات الناعمة
تشير المهارات الناعمة والمعروفة أيضاً بالمهارات الشخصية، إلى مجموعة من الصفات والسلوكات التي تعزز التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وتساهم في النجاح في بيئات العمل، مثل التواصل الفعَّال والعمل الجماعي والتفكير النقدي والمرونة وحل النزاعات.
أصبحت هذه المهارات ضرورية في مكان العمل الحديث، ويتوقَّع تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أنَّ 85% من الوظائف الجديدة في المستقبل، ستتطلب مهارات ناعمة. علاوة على ذلك، أظهرت دراسة من LinkedIn أنَّ الشركات تبحث بصورة متزايدة عن الموظفين الذين يمتلكون هذه المهارات لضمان النجاح والنمو في بيئة العمل.
شاهد بالفيديو: 10 مهارات ناعمة تساعدك على تحسين حياتك المهنية
التحديات التي يواجهها الأفراد في ظل التحول الرقمي
1. فجوة المهارات
فجوة المهارات هي واحدة من التحديات الرئيسة التي يواجهها الأفراد نتيجة للتحول الرقمي، وتتعلَّق هذه الفجوة بعدم توافق المهارات المتاحة في القِوى العاملة مع المتطلبات المتزايدة والحديثة في سوق العمل. مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في مختلف الصناعات، أصبح من الضروري أن يمتلك الأفراد مجموعة من المهارات الرقمية التي تتجاوز الاستخدام الأساسي للأدوات التكنولوجيَّة.
وفقاً لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي (2020)، يُتوقَّع أن يختفي قرابة 85 مليون وظيفة بحلول عام 2025، لكنَّ في المقابل، من المتوقَّع أن تظهر قرابة 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات جديدة. يشير هذا إلى تحول كبير في طبيعة المهارات المطلوبة في سوق العمل.
كما أظهرت دراسة أخرى أجرتها شركة McKinsey أنَّ قرابة 60% من العمَّال بحاجة إلى إعادة تدريب بحلول عام 2030، لضمان بقائهم في سوق العمل.
يُعدُّ هذا الرقم مؤشِّراً واضحاً على حجم الفجوة القائمة في المهارات، ولكنَّ المشكلة الكبرى هنا هو ما أظهره تقرير للمؤسسة الدولية للاتصالات (ITU)، أنَّ هناك قرابة 3.6 مليار شخص في العالم لا يمتلكون الوصول إلى الإنترنت، ممَّا يعزز الفجوة الرقمية ويؤثر في قدرتهم على اكتساب المهارات الرقمية المطلوبة لسوق العمل لا سيَّما وأنَّ المناهج الدراسية عموماً، وفي الوطن العربي خصوصاً عاجزة عن مواكبة التحول الرقمي.
2. سرعة التغيير
من التحديات التي يواجهها الفرد بسبب التحول الرقمي هو التغيُّر السريع في التكنولوجيا والعمليات الرقمية، ومع ظهور تقنيات جديدة باستمرار، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، يجد الأفراد صعوبة في مواكبة هذه التطورات، خاصة إذا كانت تفرض عليهم تعلُّم مهارات جديدة باستمرار.
مثلاً، قد يجد الموظف الذي يعمل في بيئة تعتمد على البرمجيات التقليدية صعوبة في الانتقال إلى استخدام أدوات جديدة أكثر تعقيداً، مثل الأنظمة السحابية أو تقنيات تحليل البيانات الضخمة، وهذا التغيُّر السريع يؤدي إلى شعور بعضهم بالتوتر والضغط بسبب الحاجة المستمرة إلى التعلم والتكيف مع التكنولوجيات الحديثة، والتي قد تؤثِّر في الأداء اليومي والقدرة على المنافسة في سوق العمل.
3. التكلفة العالية للتدريب
وهي من التحديات الرئيسة التي تواجه الأفراد والشركات في ظلِّ التحول الرقمي المتسارع. وفقاً للأبحاث، تجاوزَ الإنفاق العالمي على التحول الرقمي 1.3 تريليون دولار في عام 2020، ووصل إلى 6.8 تريليون دولار حتى نهاية 2023.
وعلى الرغم من أنَّ الشركات تُظهر اهتماماً متزايداً بالاستثمار في هذا المجال، إلا أنَّ الكلفة الأولية المرتفعة، بما في ذلك تكلفة التدريب على التقنيات الجديدة، والتي تمثِّل عقبة كبيرة، خاصة في قطَّاعات، مثل البناء والهندسة المعمارية.
تشير الإحصاءات أيضاُ إلى أنَّ 42.56% من المستجيبين في تقرير BIM الإفريقي لعام 2022، أشاروا إلى أنَّ التكلفة العالية للإعداد الأوَّلي لنمذجة معلومات البناء (BIM) تعدُّ عائقاً رئيساً، ممَّا يُبرز التحديات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحمُّل هذه التكاليف بسبب نقص الموارد والتمويل مقارنةً بالشركات الكبرى.
علاوة على ذلك، فإنَّ تكلفة التدريب اللازمة لضمان قدرة الموظفين على استخدام التقنيات الجديدة بفعالية تعوق انطلاق المشروعات، وإذا لم تُستثمَر الموارد الكافية في التدريب، فقد يؤدي ذلك إلى فشل التحول الرقمي، وبالتالي فقدان الفرص التنافسية في السوق.
تشير الدراسات إلى أنَّ المؤسسات في الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 100 مليار دولار على تدريب الموظفين بين عامي 2021 و2022، وكانت أكثر من 70% من الشركات تخطط لشراء أنظمة إدارة التعلم الجديدة.
تتطلب هذه التغيرات استثماراً في خطط تدريب شاملة لضمان استعداد الفُرَق لمواجهة التحديات الجديدة، ففي حال عدم تجهيز الموظفين بالمعلومات والمهارات المناسبة، ستتحمَّل الشركات تكاليف إضافية نتيجة الأخطاء الناتجة عن سوء الاستخدام أو المقاومة للتغيير.
لذلك، يعدُّ التخطيط المالي الجيِّد وتحليل التكلفة والفائدة أمرين ضروريَّين لضمان نجاح أية استراتيجية للتحول الرقمي، ممَّا يعزِّز القدرة التنافسية للشركات.
كيف يمكن أن نستعد للتغيُّرات التي يفرضها التحول الرقمي؟
للاستعداد للتَّغيُّرات التي يفرضها التحول الرقمي علينا اتِّباع الخطوات التالية:
1. التعليم المستمر
يعدُّ التعلم المستمر من أهم طرائق الاستعداد لمواكبة التغيُّرات الرقمية، وهو عملية تعزِّز مهارات الأفراد باستمرار وتطوِّر معارفهم بما يتناسب مع التغيرات السريعة في عالم التكنولوجيا. في ظلِّ التحول الرقمي الذي يطال جميع المجالات، لم يعد التعلم التقليدي الثابت كافياً لمواكبة التحديات الجديدة؛ بل يجب على الأفراد تبنِّي استراتيجية تعلُّم مستمر لضمان قدرتهم على التعامل مع التقنيات الجديدة بفعالية.
أحد الجوانب الأساسية في التعلم المستمر هو اكتساب مهارات رقمية متقدمة، مثل تعلم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات. أصبحت هذه المهارات ضرورية لمعظم الوظائف في عصرنا الحديث، فتعتمد الشركات على التكنولوجيا بصورة متزايدة لتحسين الكفاءة والابتكار.
إضافة إلى ذلك، يُعزِّز التعلم المستمر المرونة والتكيُّف مع التغيرات المستقبلية. ومع ظهور تقنيات جديدة، يصبح الأفراد الذين يتعلمون باستمرار أكثر استعداداً لتبنِّي هذه التقنيات دون أن يكونوا عائقاً في مسيرة التحول الرقمي.
ومن خلال حضور دورات تدريبية، ومتابعة التطورات التقنية، والاستفادة من الموارد الرقمية المتاحة من خلال الإنترنت، يمكنهم الحفاظ على مستوى تنافسي في بيئة العمل المتغيرة.
2. التخصُّص في مجال معيَّن
يعدُّ التخصص في مجال معيَّن استراتيجية حاسمة لمواكبة التحولات الرقمية المستمرة، ويفرض التطور السريع في التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الحاجة إلى معرفة متعمِّقة في مجالات محددة. يعزِّز هذا التخصُّص فُرص الأفراد في سوق العمل، فتبحث الشركات عن خبراء لديهم مهارات متخصصة لتلبية متطلبات الأعمال الحديثة.
إضافةً إلى ذلك، يحسِّن التخصُّص القدرة على الابتكار والتعلم المستمر، فيمكن للأفراد مواكبة التحديثات في مجالهم دون التشتت. بالتالي، يبني التعمُّق في مجال معيَّن مساراً وظيفياً مستقراً، ويزيد من قيمة الفرد في سوق العمل الرقمي.
شاهد بالفيديو: 8 مهارات مهنية مطلوبة في جميع المجالات
3. بناء شبكة علاقات قوية
يعدُّ بناء شبكة علاقات قوية من العوامل الحاسمة في التكيُّف مع التحول الرقمي، وهذه الشبكات تشمل علاقات مع الزملاء والشركاء والعملاء ومقدِّمي الخدمات. تعزِّز هذه العلاقات فرص التعاون وتبادل المعرفة، ممَّا يسهم في الابتكار والنمو.
ويمكن للأفراد والشركات تبادل الأفكار والخبرات، ممَّا يساعد على فهم التوجُّهات التكنولوجيَّة الجديدة وكيفية تطبيقها تطبيقاً فعَّالاً، كما تتيح هذه العلاقات فرصة الوصول إلى موارد إضافية، مثل التدريب والتمويل والاستشارات.
هناك مجموعة من الطرائق التي تتيح بناء شبكة علاقات قوية، مثل حضور الفعاليات والمشاركة في مؤتمرات الصناعة وورشات العمل واستخدام المنصات الرقمية، مثل LinkedIn وغيرها من الشبكات الاجتماعية التي تتيح التواصل مع محترفين من مختلف المجالات.
4. التكيُّف مع التغيير
التكيف مع التغيير مهارة أساسية يجب أن يمتلكها الأفراد والشركات لمواجهة تحديات التحول الرقمي. يشمل ذلك القدرة على التعامل مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا والأسواق، ممَّا يعزِّز استجابة سريعة لتلك التغيُّرات ويزيد من القدرة التنافسية للشركات على البقاء.
عندما يواجه الأفراد التغيير، يمكنهم الابتكار وإيجاد حلول جديدة للمشكلات التي قد تظهر، ممَّا يُحسِّن استدامة الشركات واستمرارها في النمو والتطور حتى في ظلِّ ظروف غير مستقرة.
لتحقيق ذلك من الهام تطوير عقلية مرنة تشجِّع على التفكير الإبداعي والانفتاح على الأفكار الجديدة، بالإضافة إلى الاستثمار في تدريب الموظفين لتعزيز مهاراتهم ومعرفتهم بأحدث التقنيات، ممَّا يسهِّل عملية التكيُّف ويضمن نجاح الشركات في عالم الأعمال المتغيِّر.
في الختام
تتطلَّب التحديات التي تواجه الأفراد والشركات في مجال التحول الرقمي والمهارات المهنية استجابة استراتيجية وشاملة، ويتعيَّن على المؤسسات تعزيز قدراتها من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب المستمر، وذلك لضمان تجهيز الموظفين بالمهارات اللازمة لمواجهة متطلبات العصر الرقمي. علاوة على ذلك، يعدُّ التكيُّف مع التغيير وتحفيز بيئة عمل مبتكرة أمراً حيوياً، فيمكن أن يُعزِّز القدرة التنافسية ويُحقِّق النجاح المستدام.
التحول الرقمي هو تحول ثقافي يتطلَّب تغيير طريقة التفكير والعمل، لذلك من الضروري أن تبني المؤسسات ثقافة تعلُّمٍ مستمرةً تدعم الابتكار والتكيُّف. وفي ظلِّ التغيُّرات السريعة التي يشهدها السوق، يصبح من الضروري للمهنيين أن يكونوا مرنين وقادرين على تطوير مهاراتهم لمواكبة التطورات التكنولوجية.
ختاماً، يمثِّل التحول الرقمي فرصة لإعادة التفكير في كيفية العمل وتحقيق الأهداف، ومن خلال التغلب على التحديات المرتبطة به، يمكن للمنظمات أن تحقِّق نجاحاً مستداماً، وتفتح آفاقاً جديدة للنمو والازدهار.
أضف تعليقاً