نتيجة لذلك، جاء التحول الوظيفي حلاً يتماشى مع الرغبات والطموحات الشخصية. وإن كنت تود معرفة أسباب التحول وفوائده تابع معنا المقال.
أسباب ودوافع التغيير
عند اجتماع مجموعة عديدة من العوامل سواء أكانت مالية، أم شخصية، أم مهنية يكون التحول الوظيفي هو الحل الأنسب لهذه التحديات، فهو قرار يحتاج إلى دراسة هذه العوامل، ومدى تأثيرها على حياة الفرد، وهل تناسب اهتماماته وتطوراته. ومن أسباب ودوافع التغيير:
عدم الرضا الوظيفي
عدم الرضا الوظيفي يعني شعور الفرد بعدم الراحة تجاه العمل أو بيئة ذلك العمل، كما يعكس شعور عدم الراحة على أداء الفرد ويؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية في آن واحد.
أسباب عدم الرضا
1. ضغط العمل
في بعض الأحيان يكون ضغط العمل غير مقبول مما يجعل الفرد يشعر بالإرهاق والتعب وهذا الضغط يسبب له شعور عدم الراحة.
2. غياب التقدير
يرغب الكثير من الأفراد في سماع كلمات الإطراء على عملهم إذ إنَّ هذه الكلمات تسبب لهم الدافع في الاستمرار، وفي بعض الأحيان يغفل أصحاب العمل عن الاعتراف بجهود الأفراد وإنجازاتهم وهذا ما يؤثر بشكل سلبي على دافعهم للمتابعة.
كيف يمكن التعامل مع عدم الرضا؟
- التواصل المباشر مع المدير أو المسؤول حول جميع الأفكار التي تواجهك.
- تعزيز مهاراتك وتطوير ذاتك من خلال اتباع دورات تدريبية مختصة.
وفي حال استمر الشعور بعدم الرضا عليك أن تبحث عن خيارات عمل أخرى جديدة.
الرغبة في تحقيق الذات
يسعى الكثير من الأفراد إلى تحديد مساراتهم المهنية بنية تحقيق أهدافهم في العمل، إذ إنَّ تحقيق الذات هي العملية التي يتم من خلالها تحديد المسار.
طرق التحول الوظيفي من خلال تحقيق الذات
- حدد أهدافك الشخصية من خلال طرح سؤال ماذا تريد من حياتك المهنية أو القيم والأهداف التي تود تحقيقها.
- اجعل مجالاتك المهنية الجديدة تتماشى مع اهتمامك وأهدافك، ويمكن البحث عن فرص جديدة من خلال القراءة عن تجارب الآخرين وحضور ورشات عمل.
- تعلم باستمرار وقم بتطوير بنفسك وذلك من خلال تعزيز مهاراتك في المجال الذي توده.
- قيِّم مهاراتك وإبداعاتك الحالية وضع خطة نحو ما تود تطويره في المستقبل.
- عليك بناء علاقات مهنية متينة إذ إنَّ هذه العلاقات ستسهل حصولك على فرص جديدة ودعم في حال احتجت لذلك.
شاهد بالفيديو: طريقة إجراء تغيير مهني بنجاح
التغيرات في سوق العمل
تكمن التغيرات في سوق العمل بسبب التطورات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية التي تطرأ على العالم بأكمله.
أسباب التغيرات في سوق العمل
- وجود الذكاء الاصطناعي الذي جعل معظم الأعمال تقوم من خلاله مما أدى إلى التخلّي عن الوظائف التقليدية التي لا يوجد فيها أي إبداع، مما جعل الأفراد يتجهون نحو تعلم مهارات تناسب التطور.
- إعادة هيكلة الشركات بسبب الأزمات الاقتصادية، وهذا ما جعل هناك العديد من فقدان الوظائف وزيادة الطلب على وظائف أخرى.
- سوق العمل المتغير يتطلب أفراد قادرين على استثمار تعليمهم إضافة إلى تطوير مهاراتهم بما يناسب التغيرات الحاصلة.
الاحتراق الوظيفي
يعرف الاحتراق الوظيفي بأنَّه حالة من التعب والإرهاق الجسدي والنفسي، وينتج هذا الاحتراق عن الجهد الكبير الذي يكون في بعض الأحيان إفراط في العمل. وبسبب الاحتراق يشعر الفرد نفسه بأنه غير قادر على متابعة أدائه بالشكل المطلوب.
أسباب الاحتراق الوظيفي
- عدم تحقيق التوازن في الحياة الشخصية والمهنية.
- غياب الدعم من قبل زملاء العمل وإدارته.
- عدم الشعور بالرضا والإنجاز في العمل.
كيف يمكن التخلص من الاحتراق الوظيفي؟
- البحث عن وظيفة جديدة توفر للفرد القدرة على التوازن بين حياته المهنية والشخصية يمكن من خلالها أن يواجه تحديات قليلة.
- الحصول على بيئة عمل داعمة.
كيف يمكن التعامل مع الاحتراق الوظيفي؟
- التحدث مع زملاء العمل حول الضغوطات التي تواجهك.
- وضع حدود واضحة وصريحة حول حياة العمل والحياة الشخصية.
- تجديد النشاط من خلال أخذ فترات استراحة بين الحين والآخر.
الرغبة في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية
تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية قرار مهم على كل فرد أن يتخذه لما فيه تحسين من نوعية حياتهم.
أهمية تحقيق التوازن
- زيادة الإنتاجية في العمل وقد يصل الأمر إلى الابتكار ووجود الإبداع.
- تعزيز العلاقات الشخصية على المستوى المهني والعائلي.
- المحافظة على الصحة النفسية بسبب التقليل من التوتر والقلق وهذا ما يساعد أيضاً على المحافظة على الصحة الجسدية.
كيف يمكن تحقيق التوازن؟
- تحديد الأولويات والتركيز عليها.
- استخدام التخطيط من خلال وضع الجداول التي تساعد على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
- التقدم لفرص عمل تقدم ساعات عمل مرنة أو تستطيع من خلالها العمل عن بعد.
كيفية إدارة التحول الوظيفي بنجاح
لا يمكن إدارة التحول الوظيفي بنجاح دون التخطيط الجيّد له إضافة إلى استعداد الفرد على التعلم بشكل مستمر وتطوير مهاراته ويمكن ذلك من خلال:
1. التخطيط الجيد
يمكن استخدام التخطيط الجيد كطريقة في إدارة التحول الوظيفي ولكنَّه يحتاج الفرد من خلاله وضع استراتيجيات واضحة وهي:
- إنشاء خطة عمل تتضمن الخطوات التفصيلية في تحقيق الأهداف.
- وضع جدول زمني لتحديد الموعد النهائي المراد لكل خطوة تنجزها.
- التأكد من السيرة الذاتية وتجديدها في كل فترة كما يجب الاعتناء بها لأنَّه تعكس مهاراتك وخبراتك.
- الاعتناء بالصحة الجسدية والنفسية من خلال ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء فهما يساعدان على التعامل مع الضغوط التي يمكن أن تواجهك.
2. تطوير المهارات
لا يمكن إدارة التحوُّل الوظيفي بنجاح دون تطوير المهارات، ويمكن ذلك من خلال اتباع عدة استراتيجيات وخطوات على النحو التالي:
- حدد المهارات المطلوبة من خلال تحليل السوق والبحث عن مهارات لها طلب كبير في المجال الذي تود البدء فيه، ولا بد من استشارة الخبراء في المجال لإرشادك نحو المهارات الأساسية المطلوبة فيه.
- ضع خطة للتطوير وذلك بتحديد المهارات التي تشكل أهمية كبيرة في تطويرها ثم ضع زمناً لتعلم كل مهارة.
- مارس مهاراتك بشكل عملي من خلال الحصول على فرصة تتطوع تتيح لك تطبيق ما تعلمته أو تنفيذ أي مشروع جانبي لتطبيقها.
- تعلم وتدرب بشكل مستمر وأفضل حل لذلك اتباع دورات تدريبية على منصات مشهورة مثل Coursera.
شاهد بالفيديو: 6 خطوات لتغيير الوظيفة بعد سن الثلاثين
3. التسويق الشخصي
أن تكون مرشَّح مثالي في العمل مهارة تحتاج إلى الترويج عن نفسك بطريقة فعّالة، ويمكن ذلك من خلال ما يلي:
- حدد ما يجعلك مميز عن غيرك وذلك من خلال امتلاك مهارة فريدة، إضافةً إلى وجود خبرات سابقة لديك، وعبر عن نفسك بشكل واضح حول هويتك المهنية.
- اجعل شبكة علاقاتك واسعة قدر الإمكان ويمكن تحقيق ذلك عند تواصلك مع محترفين في نفس المجال أو حضور مؤتمرات وفعاليات خاصة فيه.
- قم بالتسويق لنفسك عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشارك محتواك بمنصات قادرة على جلب تفاعل الآخرين وذلك ليكون لديك سمعة جيدة في عملك.
- احصل على التوصيات في سيرتك الذاتية أو في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل مديرك أو زملاء عملك. ثم اجمع شهادة كل دورة تدريبية قمت بها وضمنها في ملفك الشخصي.
- إنشاء محتوى قيّم يعكس اهتمامك وخبراتك ويمكن تقديمه للجمهور على شكل مقال تكتبه أو طرح تجربة شخصية خاصة بالمجال.
الفوائد المحتملة للتحول الوظيفي
لا شك أنَّ التحول الوظيفي فرصة للكثير من الأفراد فهو يوفر لهم التطوير بشكل مستمر إضافة إلى تحقيق أهدافهم وطموحاتهم على الصعيد المهني والشخصي وهذا ما يحقق النجاح في عالم سيطر التغيير عليه. ومن الفوائد المحتملة له:
1. زيادة الرضا الوظيفي
للتحول الوظيفي دور كبير في زيادة الرضا الوظيفي ومن فوائده:
- يحقق الفرد أهدافه الشخصية وبذلك يشعر بالرضا والإنجاز.
- عند انتقال الفرد لوظيفية جديدة يمكن أن تتاح له الفرصة في تعلم مهارات جديدة وتوسيع في معرفته وهذا ما يعزز ثقته بنفسه.
- وجود علاقات مهنية جديدة قادرة على تحسين تجربة العمل.
- عند التحول لوظيفة تناسب قدرات الفرد واهتماماته تزداد الإنتاجية لديه من خلال ازدياد الدافع.
- العمل في بيئة جديدة أو مجال جديد تتيح للفرد الإبداع مما يشجع على وجود تفكير ابتكاري لديه.
2. تطوير المهارات
من أهم الفوائد المحتملة للتحول الوظيفي تطوير المهارات فمن خلالها يمكن:
- زيادة في توفير وظائف جديدة للعمل وفي مجالات متنوعة.
- للمهارات المطورة دور كبير في تحسين المردود المالي للفرد إذ أن وظائفها بشكل عام تكون برواتب أعلى.
- تعزيز العلاقات المهنية والتوسيع من شبكة العلاقات إذ أن تطوير أي مهارة تمكن الفرد من التواصل مع المحترفين في المجال.
- تحقيق نتائج أفضل من حيث الأداء الوظيفي فهي تعزز أداء الفرد.
- مواجهة تحديات العمل بكل مرونة لما توفر تطورات المهارات الثقة بالنفس.
من خلال تطوير مهارات الفرد يمكنه بكل سهولة تعزيز مسيرته المهنية وأن يجعل من تحوله الوظيفي قصة ناجحة.
3. تحسين جودة الحياة
التحول الوظيفي المدروس يتيح للفرد تحسين جودة حياته ويجعل تجربته فيها أكثر نجاحاً، ويمكن التحسين من جودة الحياة من خلال:
- التقليل من الروتين إذ إنّ تبديل الوظيفة تتيح للفرد إضافة تجارب مميزة لحياته.
- تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية من خلال توفير ساعات عمل مرنة أو وجود ضغط أقل في بيئة العمل الجديدة.
- تعزيز النمو المهني أو الشخصي بسبب تعلُّم مهارات جديدة يتطلبها التحول الوظيفي.
في الختام
يمكن أن يكون التحول الوظيفي نقطة فارقة في حياة الفرد من خلاله يستطيع أن يحقق أهدافه وطموحاته إضافةً إلى زيادة خبرته، وتوسيع علاقاته الاجتماعية، وتحسين صحته النفسية التي هي أساس نجاح أي عمل.
أضف تعليقاً