الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال:
طرأت كثير من التغييرات مؤخراً في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية وكذلك الاجتماعية والتكنولوجية، فرضت على عالم إدارة الأعمال اضطراباً غير متوقع وانعدام الاستقرار، إذ ظهرت عدة ابتكارات غير مألوفة أدت إلى تغير تفضيلات المستهلك.
أصبحت الاضطرابات والتغييرات السريعة هي ما يجب على إدارة الأعمال اعتيادها والتعامل معها، وإليك عدد من الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال التي يجب عليك بصفتك موظفاً أو مديراً الاطلاع عليها، لتعرف أهم التغييرات المستمرة ضمن عالم الأعمال.
1. الذكاء الاصطناعي في عالم إدارة الأعمال:
بدأت معظم الشركات استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم إدارة الأعمال إضافة إلى التعلم الآلي؛ وذلك بغاية تحليل البيانات وتطوير العمليات والخدمات المختلفة، وأتاح الذكاء الاصطناعي تحسين إنتاجية الشركات بشكل كبير، إضافة إلى توفير خدمات مثلى للعملاء.
إذ يمكنك وببساطة أن تدرب الذكاء الاصطناعي أن يقوم بالعمل دون أن تخاف من الوقوع بالأخطاء المسماة بالأخطاء البشرية أو حتى أن يتأثر بالظروف المحيطة به، وإليك عدداً من مميزات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال:
- يوفر الذكاء الاصطناعي الكثير من الجهد والوقت، فمهما بلغت صعوبة وتعقيد العملية التي تريد القيام بها، فإنَّ الذكاء الاصطناعي يضمن لك السرعة في الأداء دون أخطاء.
- اعتمدت الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال على الذكاء الاصطناعي؛ وذلك للقيام بالمجازفات والمهام التي تعد خطرة على العنصر البشري.
- كفاءة الذكاء الاصطناعي ودقته في القيام بالأعمال الصغيرة أو الكبيرة أو المعقدة جداً بشكل مستمر طوال الوقت دون الشعور بالتعب.
- خفض التكاليف المادية بشكل كبير جداً بسبب القدرة على الاستغناء عن اليد العاملة البشرية وتقليلها إلى النصف، وهذا يرفع من القدرة التنافسية للشركات إضافة إلى خفض سعر المنتج فيناسب المستهلك ويستطيع شراءه.
2. اتباع أسلوب العمل عن بُعد:
انتشرت عام ٢٠٢٠م جائحة كورونا، واضطرت معظم الشركات للإقفال شهوراً عديدة، فما كان عليهم سوى اتباع أسلوب العمل عن بُعد بوصفه أحد الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال، وأصبح العمل عن بُعد بمنزلة نموذج مستدام.
لكنَّ استمرار التقدم التكنولوجي أدى إلى جعل الشركات أكثر مرونة بما يخص كيفية عمل موظفي الشركات ومكان عملهم أيضاً، وهذا بدوره انعكس على الموظف بحد ذاته، فأدى إلى تحقيق التوازن بين عمله وبين حياته الشخصية، وإضافة إلى ذلك فقد أدى إلى تحسين الإنتاجية، وانعكس إيجاباً على رضى العملاء.
لكنَّ العمل عن بُعد يتطلب من المؤسسات والشركات أن يطوروا نظاماً إدارياً فعالاً ومتطوراً من أجل العمل عن بُعد، إضافة إلى تحسين الاستثمار في تكنولوجيا الاتصالات في كافة أقسام الشركات.
شاهد بالفيديو: الطريقة الصحيحة لإبقاء فريق العمل عن بعد على قدر عال من المسؤولية
3. القيام بالتحول الرقمي:
أحد أهم الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال هو استخدام التقنيات التكنولوجية من أجل تحسين العمليات، ولذلك فإنَّ القيام بالتحول الرقمي أجبرنا على الاعتراف بالدور الكبير الذي تقوم به هذه التكنولوجيا في تغيير آلية عمل الشركات.
على سبيل المثال تم اتباع الأتمتة إلى جانب الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات ومنتجات جديدة غير مألوفة، فهو يعد الاستراتيجية الرئيسة التي تضمن التحول الشامل للأعمال، فبالطبع لا يمكننا عده العامل الوحيد، لكنَّه أمر ذو أهمية كبيرة لنجاح أو فشل أي جهود في عملية التحويل.
يتضمن التحول الرقمي خلط التقنيات والحلول الرقمية في جميع مجالات الأعمال، ولكن يجب النظر للأمر على أنَّه تغيير ثقافي أكثر مما هو تغيير تكنولوجي، إذ سيطلب من الشركات القيام بتغييرات جوهرية في طرائق عملها.
4. تطبيق العمليات الرشيقة:
تعدى مفهوم الإدارة الرشيقة مجرد اتباع مناهج رشيقة في تطوير البرمجيات، ويتم الآن استخدامها في عدة قطاعات وفي إدارات مختلفة وبالعديد من الوظائف، وذلك في جميع أنحاء الشركات العالمية الكبرى، وإنَّ تطبيق مفهوم الإدارة الرشيقة يعني السرعة في التغيير، وكذلك المرونة، إضافة إلى طرح طرائق جديدة في التخطيط والتشجيع على التعاون المستمر وتعلم كل ما هو جديد وتحسين جميع العمليات بشكل دائم.
من خلال اتباع هذه الاستراتيجية من ضمن الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال سيتم تنفيذ كافة التغييرات بشكل سريع وبكفاءة عالية دون أن يؤثر ذلك بأي شكل من الأشكال في الإنتاج، فمن خلال العمليات الرشيقة ستتم مراجعة كافة العمليات بشكل منتظم ومواكبة تحسينها بشكل يتماشى مع أهداف الشركة الاستراتيجية بشكل عام.
5. مراعاة التنمية المستدامة:
تحاول الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال مراعاة التنمية المستدامة من أجل تحقيق التطور، بحيث تنمو ولكن بطريقة مسؤولة ومراعية لكافة الجوانب، إذ تحاول الاتجاهات الحديثة دفع جميع الشركات مثلاً إلى أخذ الاعتبارات البيئية على محمل الجد.
ليس ذلك فحسب، إذ يجب على كافة المؤسسات والمنظمات أن تراعي جميع الجوانب الاجتماعية، وكيف ستؤثر الأعمال في المجتمع والحكومات المختلفة سلباً أو إيجاباً.
6. الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز في إدارة الأعمال:
أثبت الواقع المعزز أهميته الكبيرة بوصفه أحد المحركات الأساسية في الاقتصاد، وقد اكتسبت هذه التقنية أهميتها من كونها تؤدي دوراً كبيراً في تنمية العمل التجاري وتحسين تجربة العملاء، وهذا يضمن تفاعلهم المضمون مع العلامة التجارية المطروحة في الأسواق.
تعد الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال تكنولوجيا الواقع المعزز جزءاً من أهم أجزاء البنية التحتية لمختلف الشركات التجارية، وإليك كيفية الاستفادة من تقنيات الواقع المعزز في إدارة الأعمال:
- الواقع المعزز هو استخدام كافة التقنيات التكنولوجية لصناعة مشاهد رقمية بطريقة تبدو واقعية، ويتم ذلك من خلال استخدام عدة محفزات حسية وصور وأصوات وإنشاء محتوى افتراضي مرئي.
- يتم اتباع تقنية الواقع المعزز من قبل الشركات من أجل إعطاء العملاء فرصة لتجربة المنتجات قبل الشراء.
- كما يمكن استغلال هذه التقنية بشكل كبير في تدريب الموظفين العاملين في نطاق الشركة وتطوير مستوى العمل.
- يعمل الواقع المعزز على تحليل كافة البيانات وتحويلها إلى تجارب حسية، وتساعد تقنية تتبع العمق على تحديد المسافة بين التقنية والعميل المستخدم.
- كما يساعد الواقع المعزز على توفير بيئة أفضل ضمن الحياة الواقعية، فيتم خلالها دمج التقنيات الافتراضية مع العالم الواقعي.
أهمية تحليل البيانات في الاتجاهات الحديثة لإدارة الأعمال:
إنَّ أهمية تحليل البيانات في الاتجاهات الحديثة لإدارة الأعمال تكمن في تحويل البيانات الأولية الخام إلى رؤية قابلة للتطبيق، وتشتمل هذه التحليلات على مجموعة متنوعة جداً من الأدوات والتقنيات المتنوعة، إضافة إلى المقدرة على حل المشكلات بالاعتماد على استخدام البيانات.
بالنظر إلى تحليل البيانات، من الممكن عدها أحد أهم تقنيات تشكيل عمليات الأعمال، وتشتمل عادة على خمس خطوات تستخدمها في تحليل مجموعة بيانات ضخمة وكبيرة، وهي: (جمع البيانات، تخزين البيانات، معالجة البيانات، تنظيف البيانات، تحليل البيانات).
ترفع هذه العملية الهامة بشكل كبير من جودة اتخاذ القرارات، وتعزز من تطور ونمو العمل في الشركات، وإليك أسباب أهمية تحليل البيانات من وجهة نظر إدارة الأعمال:
- تمكن الشركات من اكتساب رؤية شمولية واضحة، وتمكنها من فهم عملياتها وخدماتها بشكل دقيق وواضح.
- يقدم تحليل البيانات تقارير تفصيلية عن تجربة المستخدم ووصفاً دقيقاً لكافة المشكلات التي تعترض طريقهم.
- كما يساعد تحليل البيانات على نقل جميع النماذج إلى مستوى أفضل وأبعد حتى من البيانات العادية، لتقوم بربط البيانات المقدمة للشركات مع الإجراءات المثلى لتطبيقها.
- تستطيع الشركات من خلال تحليل البيانات أن تنشئ تجارب عملاء متخصصة، ثم الاعتماد عليها في بناء منتجات رقمية لها صلة بالموضوع.
- تساعد تحليلات البيانات أيضاً على تطوير العمليات ضمن المؤسسات، وهذا ينعكس بدوره على زيادة إنتاجية الموظفين عامة بشكل كبير.
- إذا كانت أحد الشركات تواجه مشكلات مختلفة لنفترض مثلاً في الحدِّ من عدد المنتجات المرتجعة، فإنَّ تحليل البيانات يعمل على استخدام البيانات لتحديد العملاء والمبيعات، وذلك فقط من أجل تحديد سبب المشكلة، ومن ثم يجد محللو الأعمال بسرعة وسهولة وسيلة لحل المشكلة المعترضة نمو أعمالهم.
في الختام:
لا بد لك من مواكبة الاتجاهات الحديثة في إدارة الأعمال؛ لأنَّها ستدلك على مستقبل عملك المشوق والمليء بالفرص المتنوعة والتحديات الممتعة، إذ يجب على الشركات التعلم المستمر واكتساب الرشاقة الكافية لتحافظ على منافستها العالية للشركات الكبرى.
أضف تعليقاً