نتيجةً لتفشِّي هذا الفيروس في دول العالم، وانتقال العدوى بين الناس بشكلٍ لا يمكن السيطرة عليه؛ عمدت دول العالم إلى إغلاق حدودها البرية والبحرية والجوية، وإيقاف وسائل النقل الجماعي عن العمل (كالقطارات والطائرات)، وفرض حظر التجوال فيها؛ في محاولةٍ منها للحدِّ من انتشار هذا الفيروس، والذي أطلق عليه اسم: فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19). إذ أنَّ تفشِّي الوباء في معظم دول العالم، وتجاوز عدد ضحاياه أكثر من 197 ألف ضحية، ووصول عدد المصابين به إلى ما يزيد عن مليونين ونصف إصابةٍ في مختلف دول العالم؛ أدَّى إلى توقُّف عجلة الحياة، وانعكس سلباً على الأشخاص، ممَّا اضطرهم إلى ملازمة منازلهم وعدم مغادرتها إلَّا في الحالات الضرورية.
فيجب أن يكون هذا الفيروس درساً لنا جميعاً، ينبِّهنا إلى قلَّة حيلتنا أمام قدرة الله تعالى، فهذا الفيروس الذي لا يُرَى بالعين المجردة قد أثار الرعب والذُّعر في نفوس سكَّان دول العالم، حيث أنَّه لم يفرِّق بين غني وفقير، وبين الدول المتقدمة والدول الفقيرة. وإنَّها لحقيقةٌ مؤسفةٌ أنَّه كلَّما ارتقت العلوم وتقدَّمت البشرية، زادت فرص ظهور فيروساتٍ أكثر فتكاً وخطورةً لم تكن موجودةً من قبل.
لقد وقف العالم عاجزاً أمام هذا الفايروس، رغم الإمكانيات والخبرات الهائلة في مجال الصحة ومواجهة الأوبئة، الأمر الذي تطلَّب من دول العالم تخصيص جزءٍ من موازنتها لدعم البحوث العلمية.
نصائح لمواجهة أزمة كورونا وأنت في المنزل:
بعد انتشار فايروس كورونا، اضطرت دول العالم إلى فرض الحجر على مواطنيها حفاظاً على صحتهم، أي قضاء معظم اليوم في المنزل وعدم الخروج منه إلَّا للضرورات القصوى. ولكي نستفيد من هذه الفترة، ونحوِّلها إلى فرصةٍ لتطوير الذات، ونقضي وقتاً أكبر مع العائلة؛ لابد من وجود بعض النصائح التي يجب أن نقوم بها:
- استثمار فرصة وجودك في المنزل للتقرُّب من أبنائك أكثر، وتعزيز الروابط الأسرية، وتعويضهم عن ساعات الانشغال عنهم في الأيام الماضية. امنحهم الوقت لتكون معهم، وضع جدولاً بالأنشطة اليومية المشتركة في ظلِّ هذا الوضع بعيداً عن ضغوط الحياة.
- الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي والأخبار الكاذبة؛ لأنَّ الشائعات تؤثِّر سلباً على المجتمع، وتزعزع الاستقرار النفسي. وسماع الأخبار من المصادر الموثوقة.
- إعادة ترتيب أولوياتك المهنية، وتحديد أهدافك للمرحلة الحالية، واستثمارها من خلال قراءة الكتب التي تناسب اهتمامات أفراد الأسرة، والتخطيط للمرحلة ما بعد كورونا.
- قراءة كتبٍ مفيدة؛ لأنَّها تساعد في راحة الذهن والاسترخاء، وتريح الأعصاب، وتخفِّف من التوتر والضغط النفسي.
- قضاء وقتٍ في الطبيعة. في حال كنت تعيش في المدينة، حاول مغادرتها لفتراتٍ قصيرةٍ، والتمتع بأشعة الشمس المفيدة، مع تجنُّب التجمُّعات حتَّى لا تعرِّض نفسك والآخرين إلى الخطر.
- ممارسة التمرينات الرياضية بشكلٍ منتظمٍ لمدة 30 دقيقةٍ يومياً، للحفاظ على اللياقة البدنية ومساعدة الجهاز المناعي في مكافحة العدوى.
- الابتعاد عن الأفكار السلبية الناجمة عن الوضع الراهن الذي تعيشه، لذا املأ وقتك، وركِّز على ممارسة أنشطةٍ مفيدةٍ مثل: تعلِّم لغة جديدة، أو كيفية العزف على آلةٍ موسيقية؛ ممَّا يُعزِّز لديك الأفكار الإيجابية.
- التقرُّب من الله من خلال ممارسة العبادات اليومية والدعاء والتذلل إلى الله عزَّ وجل. قال تعالى في كتابه الكريم: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ}.
- استخدم النوم لمحاربة فيروس كورونا؛ لأنَّ النوم يساعدك في تقوية جهاز المناعة لديك، حيث يساعد النوم لوقتٍ كافٍ في تحسين الخلايا المناعية التي تقاوم العدوى، وينصح بالنوم من 7 إلى 9 ساعات.
- تناوُل الخضار والفواكه بشكلٍ منتظم؛ لأنَّها غنيةٌ بالفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم، ويساهم تناولها في تعزيز الجهاز المناعي وقدرته على مواجهة العدوى.
- الحرص على سماع الموسيقى؛ لأنَّها تريح الأعصاب وتعمل على تنقية الذهن.
- ممارسة الهوايات التي لم تكن تجد لها وقتاً بسبب الضغوطات اليومية، مثل: مشاهدة الأفلام مع عائلتك، أو الطبخ.
كيف نحمي أنفسنا من كورونا؟
في ظلِّ تفشِّي فيروس كورونا وانتشاره السريع بين الناس، والذي يتسبَّب يومياً بوفاة آلاف الأشخاص؛ تعدُّ فئة كبار السن والأشخاص الذي يعانون من أمراضٍ مزمنةٍ أكثر فئةٍ معرَّضةٍ إلى الإصابة بالفيروس، لذا ينصح العلماء والباحثون بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي (العزل الصحي المنزلي)، للحدِّ من انتشاره.
تبدأ الوقاية من خلال اتباع النصائح التي تساعد في تقوية جهازك المناعي لمقاومة العدوى التي تتمثَّل بـِ:
- غسل الأيدي باستمرار لمدةٍ لا تقلُّ عن 20 ثانية، بمطهرٍ كحوليٍّ أو بالماء والصابون.
- تأجيل الرحلات إلى خارج البلاد.
- تجنُّب المصافحة والاقتراب الشديد، وترك مسافةٍ بين الأشخاص (من 3 إلى 4 خطوات).
- عدم لمس الوجه، خاصةً: الفم والعينين والأنف.
- تغطية الأنف والفم بقطعة قماش عند العطاس أو السعال، ثمَّ وضعها في سلة المهملات.
- تهوية المنزل بشكلٍ منتظمٍ، مع تعقيم الأسطح الصلبة (مقابض الأبواب، المغاسل).
- الإكثار من تناول السوائل الساخنة، والمحافظة على النظام الغذائي.
- غسل الملابس بدرجة حرارة من 60 إلى 90، في حال اضطررتم إلى الخروج من المنزل.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص المصابين بأعراض البرد والإنفلونزا.
- تجنُّب الاتصال المباشر مع الحيوانات.
- التوجُّه إلى الطبيب في حال وجود حرارةٍ مرتفعةٍ أو ضيقٍ في التنفس.
- اتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة في بلدك.
ورغم هذه الإجراءات الوقائية، يجب ألَّا ننسى دور الحالة النفسية في هذه المرحلة، وأنَّه لن ينقذنا من هذه المحنة سوى الطاقة الإيجابية، واتباعنا قواعد الصحة العامة. كما على كلِّ شخصٍ في هذه المرحلة الحرجة أن يتذكَّر بأنَّ الإنسانية الآن تعتمد على خدمة الآخرين من خلال بقائنا في منازلنا.
في حال شعرت بآلامٍ في الحلق، قاومها باتباع النصائح المذكورة سابقاً، حتَّى تتمكَّن من القضاء على أيِّ فيروسٍ قبل وصوله إلى رئتيك.
أضف تعليقاً