أكَّدت الدراسات أنَّ تقديم الهدايا يحسِّن الحالة النفسية للشخص الذي قدمها ويعزز ثقته بنفسه، وهذا يعني أنَّ تقديم الهدايا يعود بالكثير من السعادة على مقدمها ومتلقيها، لكن تكمن صعوبة الأمر في كيفية اختيار الهدية المناسبة لكل شخص، وما هي النقاط التي يجب الانتباه إليها ليس فقط عند اختيار الهدية؛ وإنَّما عند تقديمها أيضاً كي تنشر الهدية مشاعر الفرح في نفس متلقيها، فلا يستطيع نسيانها مع مرور الزمن؛ لذلك سنقدم لك في هذا المقال أهم قواعد اتيكيت اختيار الهدايا وتقديمها أيضاً، فلا تقع في حيرة من أمرك بعد الآن.
اتيكيت اختيار الهدايا:
توجد العديد من النقاط التي يجب الانتباه إليها عند اختيار الهدية، ونذكر منها ما يأتي:
1. مراعاة الذوق الخاص للشخص المُهداة له:
على الرغم من أنَّ الإنسان يسعى إلى تقديم هدية مميزة وغير متوقعة، لكن إن لم تتناسب مع ذوق الشخص المُهداة له، فلن يشعر بالسعادة عند الحصول عليها؛ فمثلاً إهداء حذاء رياضي لشخص يخرج دائماً بالزي الرسمي لن يكون اختياراً موفقاً، أو إهداء قميص باللون الوردي لشخص يفضِّل الألوان القاتمة لن ينال إعجابه.
2. مراعاة المناسبة التي تختار الهدية لها:
إذ إنَّ هدايا عيد الميلاد تختلف عن الهدايا المُقدمة بمناسبة الزواج، فنحن غالباً نميل عند اختيار هدايا الزواج إلى قطع الديكور ومستلزمات المطبخ والأدوات الكهربائية، أما في أعياد الميلاد يمكن تقديم قلادة شخصية أو سوار أو بطاقة اشتراك بأحد النوادي الرياضية مثلاً، وعند زيارة شخص مريض يمكن تقديم الأزهار أو سلة من الفواكه، وفي الزيارات العائلية العادية يمكن تقديم الحلويات.
3. مراعاة ما يحتاج إليه الشخص المُهداة له:
الهدية يمكن أن تكون وسيلة للمساعدة، فإن كنتَ تريد ترك أثر طيب في نفس الشخص المهداة له الهدية، يمكنك التفكير فيما يحتاج إليه، كأن تهديه ساعة قد أعجبته أو كتاباً يحتاج إليه في دراسته ولم يتمكن من اقتنائه بسبب الوضع المادي السيِّئ؛ إذ يُعَدُّ ذلك أفضل مادياً ونفسياً من الهدايا التي يزول أثرها فوراً؛ كتقديم الكيك الذي سيُنسى بعد أن يُؤكل أو باقة من الزهور تدوم لفترة قصيرة من الزمن ثم يتم التخلُّص منها.
4. مراعاة المرحلة العمرية للشخص:
من الأفضل أن تقدم هدية تناسب عمر الشخص المهداة له؛ فمثلاً الطفل يَسعَد كثيراً عند حصوله على لعبةٍ جديدةٍ أو نوعٍ من الحلويات يحبه كثيراً أو كرةٍ أكثر من سعادته عند الحصول على غطاء سرير، وفي حال كانت فتاة، فيمكن أن تُهدى علبة أدوات زينة أو فساتين ملونة أو لعبة تصميم الملابس، أمَّا المراهق فيمكن تقديم آلة موسيقية له أو أدوات تصفيف الشعر أو آلة رياضية مثلاً.
شاهد: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة
5. مراعاة العلاقة التي تربطك بالشخص:
إذ تختلف الهدية المُقدمة بحسب الشخص المُقدمة له كما يأتي:
1. هدايا تناسب زملاء العمل:
تحمل العلاقة بينك وبين زملاء العمل الطابع الرسمي نوعاً ما؛ لذلك يجب تجنُّب اختيار هدايا تحمل معاني أو رسائل خاصة، وبالتحديد عند تقديم هدية لزميل عمل من الجنس الآخر كي لا يُخطِئ فهمك؛ بل يجب اختيار هدية بسيطة مثل أدوات مكتبية مميزة كالأقلام أو دفتر يحتوي على تقويم سنوي أو حافظة أوراق أو غيرها من الهدايا البسيطة التي تفيد في عمله.
2. هدايا تناسب الأصدقاء:
هنا يجب التريُّث باختيار الهدية كي تليق بعلاقتكما وبمنزلتك لدى صديقك، وهذا لا يعني أنَّ عليك اختيار هدية غالية الثمن؛ وإنَّما اختيار هدية تحمل معاني استوحيتها من معرفتك لما يحب صديقك؛ فمثلاً قد يسعد صديقك عندما تهديه سواراً صُنِعَ بشكل يدوي ومنقوش عليه اسمه أكثر من سعادته عندما تهديه سواراً ذهبياً.
3. هدايا تناسب الأم:
لأنَّ الأم كثيرة التضحية في سبيل سعادة أبنائها؛ يجب تقديم هدية تساعدها على إتمام المهام المنزلية بشكل أسهل؛ فمثلاً يمكن تقديم آلة غسل الأطباق أو تقديم الألبسة والعطورات، ويمكن أيضاً حجز رحلة خارج المدينة برفقتها لقضاء يوم مميز بعيداً عن الإرهاق والتعب اليومي.
4. هدايا تناسب الأب:
أيضاً يجب تقديم هدية مميزة جداً للأب تقديراً لعطائه على الرغم من أنَّ الآباء يسعدون مهما كانت الهدية المقدمة لهم؛ فمثلاً يمكن شراء محفظة جلدية منقوش عليها اسمه أو عدة الحلاقة أو ساعة جيب مميزة أو جهاز لتدليك الجسم أو سماعات لاسلكية تريحه من عناء حمل الهاتف المحمول.
5. هدايا تناسب الزوجة:
إذ يجب أن تحمل الهدايا المقدمة للزوجة طابعاً رومنسياً تعبيراً عن حبك وتقديرك لها؛ كإهداء باقة من الورد المفضَّل لديها مع الشوكولا، أو تقديم قطعة مجوهرات، أو فستان مميز، أو صندوق الموسيقى، أو العطور، فلا توجد امرأة لا تحب تلك الهدايا.
اتيكيت تقديم الهدايا:
بعد اختيار الهدية المناسبة للشخص يجب الانتباه جيداً إلى طريقة تقديم الهدية، فهي لا تقل أهمية عن نوع الهدية وتترك أثراً كبيراً في نفس الشخص المُهدى؛ لذلك سنقدم لك بعض قواعد اتيكيت تقديم الهدية:
1. التأكد من نزع السعر:
غالباً يوجد ملصق يتضمَّن السعر يكون معلقاً على الهدية التي اشتريتها ومن المعيب جداً تركها.
2. التأكد من وجود العلامة التجارية:
ذلك عند إهداء قطع من الملابس أو الإكسسوارات أو كل ما يمكن ارتداؤه؛ إذ يجب أن يحمل ملصقاً أو علامة تجارية لأنَّ ذلك يدل على أنَّ الهدية جديدة ولم يسبق استخدامها من قِبل شخص آخر، فمن المعيب إهداء أي شيء استُخدِمَ مسبقاً.
3. تغليفها بشكل جميل:
لا يجب تقديم هدية ضمن كيس ممزق أو متَّسخ أو علبة قديمة؛ بل يجب وضعها ضمن علبة أنيقة ووضع غلاف ورقي وشريطة جميلة ثم اختيار كيس ملائِم للهدية وللشخص المهدى له.
4. إرفاق الهدية ببطاقة:
التي تُعَدُّ فرصة للتعبير عن مشاعرك تجاه الشخص المهدى له وليس فقط لكتابة اسم مقدم الهدية؛ كي تبقى تلك البطاقة ذكرى أيضاً ممَّن قدَّم الهدية.
5. الحرص على تقديم الهدية بنفسك:
لن تترك الهدية نفس الأثر الجميل في نفس الشخص المهدى له إن أرسلتها مع شخص آخر، إلَّا إن كانت الظروف غير ملائمة؛ كأن تكون مسافراً خارج المدينة عند احتفال صديقك بعيد ميلاده، وحينها يمكنك إرسال الهدية ليشعر بأنَّك لم تنسَه رغم المسافات الفاصلة بينكما؛ بل حرصتَ على إهدائه في نفس يوم الاحتفال.
شاهد أيضاً: أكثر 10 أشياء تسعد المرأة
6. اختيار الوقت والمكان المناسبين:
مثلاً لا يجب تقديم هدية الزواج لصديقك في أثناء وجوده في مكان العمل؛ وإنَّما الأفضل الذهاب إلى زيارته في منزله، ولا يجب تقديم هدية بمناسبة بداية السنة الجديدة لشخص ما في أثناء وجوده مع أشخاص آخرين لا تريد تقديم الهدايا لهم كي لا تشعر بالإحراج أو تتسبب بالإحراج له.
إقرأ أيضاً: 9 أنواع من الهدايا لاتحبّها المرأة
7. عدم الاعتذار عند تقديم الهدية:
أحياناً يشعر الإنسان بالسوء إن قدَّم هدية غير باهظة الثمن أو صغيرة الحجم، وخاصةً إن كان الشخص المهدى له يتمتع بوضع مادي جيد فيعتذر في أثناء تقديمها ويُظهر الإحراج أمام الآخرين، وهذا التصرُّف غير ملائِم، فالأفضل أن تشعر بالفخر مهما كانت الهدية التي قدمتها وخاصةً إن كانت نابعة من القلب.
8. تحضير الجو المناسب:
ذلك عند تقديم هدية للشريك العاطفي؛ إذ يجب إضافة لمسة لمكان تقديم الهدية؛ كأن يُزيَّن المنزل بالورد والشموع مع الموسيقى الجميلة أو تُقدَّم الهدية مع عشاء رومنسي في مكانه المفضَّل.
9. تقديم الهدية بلطف:
يجب أن يشعر الطرف المُهدى بمشاعرك اللطيفة وبصدق محبتك وبأنَّ الهدية نابعة من القلب وليست لهدف ما أو لنيل غاية معيَّنة؛ إذ يجب الحرص على الابتسام في أثناء تقديمها والابتعاد عن الكلام القاسي أو الجاف قدر الإمكان، فذلك يتسبب بضياع فرحة الحصول على الهدية، وقد يتسبب بكره الشخص المُهدي لها مهما بلغت قيمتها المادية.
في الختام:
اتيكيت اختيار الهدية من الأمور الهامة التي يجب تعلُّمها كي لا يقع الإنسان في أخطاء تجعل هديته معدومة الفائدة؛ إذ يجب مراعاة الذوق الخاص للشخص المهدى له واحتياجاته في الحياة والمرحلة العمرية له، فالهدية المُقدمة للطفل لا تشبه الهدية المُقدمة للإنسان البالغ.
كما يجب مراعاة المناسبة التي تُهدى الهدية فيها إضافةً إلى مراعاة الصلة التي تربطك بالشخص المُهدى له، فهدايا زملاء العمل مختلفة عن هدايا الأصدقاء، والتي لا تشبه بدورها الهدايا المقدمة للأم أو الأب أو الشريك العاطفي.
أمَّا طريقة تقديم الهدية فتؤدي دوراً كبيراً في أثر الهدية في الشخص المُهداة له؛ لذلك يجب التخلُّص من ملصق السعر والتأكُّد من وجود علامة تجارية على الأشياء التي يمكن ارتداؤها، كما يجب وضع الهدية ضمن علبة جميلة واختيار وقت ومكان ملائمَين لتقديمها، مع الحرص على تقديمها بلطف شديد.
أضف تعليقاً