1. التَّشتت بسهولة:
تُعدّ المُشتتات أمراً شائعاً جداً في بيئة العمل المكتبي، سواءً أَكانت على شاكلة رنينٍ دائمٍ للهواتف، أم زملاء عملٍ ثرثارين كثيري الكلام. بيد أنَّ العمل عن بُعدٍ له حصته من المُشتتات أيضاً؛ فإن قررت الذهاب إلى مقهى والعمل من هناك، فمن السهل أن يصرفك عن عملك أيّ شخصٍ يدخل إليه أو يخرج منه، أو أن تضجَّ أذنيك بصخب المحادثات التي يُجريها من يجلسون على الطاولات القريبة.
وللعملِ من المنزلِ قصة أخرى؛ إذ ستترصّد بك كومة من المشتّتات لعلَّ أهمها غياب "الرقيب" الذي يُلزمك بالتركيز على عملك، أو وجود التلفاز الذي يُغريك بأخذ استراحةٍ في غير موعدها، أو صخبُ الأطفال ومطالب الزوجة -إن كنت متزوجاً- واستنجادها الدائم بك للقيام بأيّ مهمةٍ يَصُعبُ عليها إنجازها في وجودك، ويَسهُل عليها القيام بها في غيابك!!
وللتعامل مع مثل هذه المشتتات؛ اعرف ما هي أكثر الأمور التي قد تُلهيك، وجهِّز لنفسك بيئةِ عملٍ تخلو منها. فإن أردت العمل من غرفة المعيشة مثلاً، فاطلب من زوجتك إخفاء جهاز التحكم بالتلفاز بعيداً عن ناظريك، ونظم وقتك بحيث تُلبي احتياجاتها في أثناء فترات استراحتك إن كانت بحاجةٍ إليك في هذا الصدد.
2. عدم وضع حدود لعملك:
في حين أنَّك قد تعتقد أنَّ العمل عن بعد يوفّر إليك توازناً أفضل بين عملك وحياتك الشخصية، ستجد أنَّه قد انتهى بك المطاف إلى الوقوع في مأزقٍ معاكس يتمثَّل بالاحتراق الوظيفي؛ وذلك إن لم تحرص على تلافي هذا الأمر (ينطبق هذا بشكلٍ خاص إذا كنت تعمل من المنزل).
سبب ذلك هو أنَّه عندما تكون مساحتك الشخصية ومساحة عملك واحدة، يكون إغراء إنجاز "مهامَ أكثر" موجوداً دوماً؛ وذلك كمحاولةٍ منك لتلافي المُلهياتِ وزيادة الإنتاجية. وهو ما من شأنه أن يُصَعِّبَ عليك انتزاع نفسك من عملك حتى في الأوقات التي لا يُفترض بك العمل في أثنائها.
يكمن حلُّ هذه المشكلة في وضع جدولٍ زمنيٍّ يُحدد متى تعمل، ومتى لا تعمل؛ إذ سيجعلك هذا أقلَّ عُرضةً إلى السماح لعملك بابتلاع حياتك الشخصية، متجنباً بذلك الوقوع ضحيةً للإرهاق الذهني والوظيفي.
3. عدم وجود المعدات اللازمة:
قد يبدو إنشاء ورشة عملٍ في زاوية مطبخك أو في زاوية غرفة النوم فكرةً جيّدةً في البداية؛ لكن إذا وجدت أنَّك تفتقد إلى الأدوات الرئيسة التي تحتاجها، فستكره العمل عن بُعد. لذا قيّم خيارات مساحة العمل عن بعد قبل أن تقرر ترك العمل المكتبي. واحرص على أن توفر لنفسك بيئةً معقولةً لإنجاز ما يُلقى على عاتقكَ من مهام. فمثلاً، إذا تضمنت وظيفتك مقارنةَ التصميمات بين مواقع الويب المختلفة، فيجب أن تمتلك حينئذٍ مكتباً أو طاولةً كبيرةً بما يكفي لاستيعاب وجودِ عدة شاشاتٍ معاً؛ فضلاً عن امتلاك تلك الشاشات بالطبع!! كما ستحتاج إلى إيجاد مساحةٍ مخصّصة لتخزين مستلزمات عملك ومستنداتك.
يكمن الحل في توفير جميع المتطلبات والمعدات التي تحتاجها للقيام بالعمل عن بعد بما يلائم جميع متطلبات عملك، وإلا ستواجه صعوباتٍ جمَّةً وتفشل في نهاية المطاف.
يمكن أن يكون العمل عن بعد تجربةً إيجابيّةً بطرائق عِدَّة، فقط احرص على تجنّب أخطاء المبتدئين التي قد تجعلك تأسف على أخذ قسطٍ من الراحة من "الحياة المكتبية".
أضف تعليقاً