مقالنا اليوم، سنستعرض بعض الأخطاء الشائعة التي يجب تجنبها عند بناء شبكة علاقاتك المهنية، مع تقديم نصائح وحلول عملية تعزِّز نجاحك المهني وتحقِّق أهدافك.
ما هي أهم الأخطاء التي تقع بها عند بناء شبكة علاقات مهنية؟
هناك عدة أخطاء شائعة قد يقع بها الأشخاص الذين يريدون بناء علاقات مهنية متينة، من أهمها:
1. التركيز على الكمية بدلاً من الجودة
من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكثيرون عند بناء شبكة علاقاتهم المهنية، هو التركيز على زيادة عدد المعارف والاتصالات بدلاً من السعي لتكوين علاقات عميقة ومفيدة، ويعتقد بعضهم أنَّ وجود عدد كبير من الأسماء في قائمة الاتصالات على منصات التواصل الاجتماعي أو التطبيقات المهنية، سيضمن لهم فرصاً أكبر في المستقبل.
لكنَّ الحقيقة هي أنَّ قوة شبكة العلاقات لا تقاس بعدد الأشخاص الذين تعرفهم؛ بل بنوعية تلك العلاقات ومدى تأثيرها الفعلي في مسارك المهني. يمكن لِبناء شبكة من العلاقات السطحية أن يكون عديم الفائدة إذا لم تكن تلك العلاقات مبنية على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة والدعم المهني المستمر.
ويعدّ الانخراط في حوارات غير ذات مغزى أو جمع بطاقات العمل في الفعاليات دون محاولة التواصل الحقيقي مع الآخرين يحدُّ من الفائدة المرجوة. بدلاً من ذلك، ينبغي استثمار الوقت والجهد في بناء علاقات مهنية حقيقية ترتكز على التعاون والمشاركة، والتي قد تكون أكثر أهمية وقيمة على الأمد الطويل.
الحل
يكمن الحل في إعطاء الأولوية لجودة العلاقات بدلاً من الكمية، ويجب أن يكون الهدف هو بناء علاقات مهنية قوية وموثوقة مع عدد محدود من الأفراد ذوي الاهتمام المشترك، فيمكن لكل طرف أن يدعم الآخر ويقدِّم له المساعدة والمشورة عند الحاجة.
لتحقيق ذلك يجب أن تسعى للتواصل سعياً منتظماً مع معارفك ومتابعة أخبارهم وتحديثاتهم المهنية. كما أنَّ تقديم الدعم لهم وتبادل المعلومات والخبرات بصورة غير مشروطة، سيجعل العلاقة أكثر قوة وثباتاً.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز جودة العلاقات من خلال اللقاءات الشخصية والتفاعل المباشر سواء كان ذلك في بيئة العمل أم في المؤتمرات المهنية. تبني هذه اللقاءات الثقة وتعمِّق العلاقة تعميقاً يصعب تحقيقه من خلال الإنترنت فقط.
2. عدم وجود هدف واضح
يعدُّ عدم وجود هدف واضح أحد الأخطاء الرئيسة التي قد يقع فيها الأفراد عند بناء شبكاتهم المهنية. إذا كان الشخص يتواصل مع الآخرين دون وجود رؤية محدَّدة أو فهم واضح لما يسعى لتحقيقه من تلك العلاقات، فإنَّ محاولاته قد تكون عشوائية وغير مثمرة.
يتطلب بناء شبكة علاقات مهنية ناجحة تحديد غاية واضحة، سواء كانت هذه الغاية هي البحث عن فرص عمل، أم الحصول على نصائح مهنية، أم تبادل المعرفة والخبرات.
من دون هدف محدد، من السهل أن يستهلك الفرد الوقت والطاقة في علاقات قد لا تضيف له قيمة فعلية، فمثلاً قد يكون هناك فرق كبير بين التواصل مع شخص في مجالك المهني نفسه للاستفادة من خبراته، وبين إضافة مئات الأشخاص عشوائياً إلى شبكتك دون تحديد ما إذا كان لديهم القدرة على مساعدتك أو دعمك في مسيرتك المهنية.
قد يؤدي عدم وجود هدف محدد أيضاً إلى قلة التركيز وفقدان الفائدة من التواصل مع الآخرين، فلن يكون هناك إطار واضح لتوجيه الحوار أو تعزيز العلاقات بناءً على المصالح المشتركة.
الحل
يكمن الحل في البدء بتحديد أهداف واضحة ودقيقة لشبكتك المهنية. ينبغي عليك أن تسأل نفسك: "ما الذي أريد تحقيقه من خلال هذه الشبكة؟ وما هي الأهداف قصيرة وطويلة الأمد التي يمكن لهذه العلاقات أن تحقِّقها؟" بعد تحديد الأهداف، سيكون من الأسهل اختيار الأشخاص المناسبين للتواصل معهم وبناء علاقات معهم، والذين يمكن أن يسهموا فعلاً في تقدمك المهني.
كما أنَّ وجود هدف محدد سيساعدك على صياغة رسائل تواصل أكثر فعالية وذات مغزى، فبدلاً من إرسال طلبات اتصال عشوائية، ستصبح قادراً على توجيه حديثك إلى موضوعات ذات صلة بأهدافك، ممَّا يزيد من فرص بناء علاقات قيِّمة.
تضمن مراجعة أهدافك بين الحين والآخر وتحديثها بناءً على تطور مسارك المهني أن تظل شبكتك متوافقة مع تطلعاتك المستقبلية.
شاهد بالفيديو:كيف تبني علاقات عمل جيّدة؟
3. عدم المتابعة
من الأخطاء الشائعة في بناء شبكة العلاقات المهنية هو عدم المتابعة بعد اللقاء الأول أو الاتصال الأولي. قد يعتقد بعضهم أنَّ مجرد إنشاء اتصال أو تبادل بطاقات العمل كافٍ لبناء علاقة دائمة، ولكن في الواقع فإنَّ الشبكة المهنية الفعَّالة تتطلب رعاية مستمرة واهتماماً طويل الأمد، وعدم المتابعة يمكن أن يؤدي إلى نسيان الشخص أو عدم تطوير العلاقة تطويراً يعزز من فرص التعاون المستقبلي.
قد تفقد فرصاً قيِّمة فقط لأنَّك لم تقم بخطوة المتابعة التي تجعل الطرف الآخر يشعر بأهمية العلاقة ويخلق قاعدة للتواصل المستمر، وغالباً ما تحدث هذه المشكلة بعد المناسبات الكبيرة، مثل المؤتمرات أو اللقاءات المهنية. يوسِّع الأفراد شبكة علاقاتهم من خلال اللقاءات السريعة، ولكنَّهم يفشلون في المتابعة بعد ذلك، سواء بإرسال رسالة شكر، أم بِطرح موضوعات مشتركة، أم حتى تحديد لقاء ثانٍ.
من دون المتابعة، تبقى العلاقة سطحية وغير فعَّالة، ولا تؤدي إلى الفرص المهنية أو التعاونات المثمرة التي يمكن أن تحقِّقها مع مرور الوقت.
الحل
الحل الأمثل لتجنُّب هذا الخطأ هو وضع خطة واضحة للمتابعة بعد كل لقاء أو تواصل جديد. يجب أن تكون المتابعة سريعة ولكن غير مُلحّة، مثل إرسال رسالة شكر من خلال البريد الإلكتروني أو من خلال منصات التواصل المهني مثل "لينكدإن"، مشيراً فيها إلى المحادثة السابقة أو موضوعات محددة نوقشت مسبقاً.
يمكن أيضاً توسيع التواصل من خلال مشاركة مقالات أو مصادر مفيدة تتعلق باهتمامات الشخص الآخر، ممَّا يعزِّز العلاقة ويوضِّح اهتمامك بالتواصل المستمر.
الانتظام في المتابعة هام أيضاً، فبدلاً من التواصل مرة واحدة فقط، يجب أن تحرص على إبقاء الحوار مستمراً من خلال التواصل الدوري، مثل التهنئة على الإنجازات أو التواصل في المناسبات المختلفة. هذه الخطوات الصغيرة تبني الثقة، وتخلق فرصاً للتعاون في المستقبل.
4. عدم تقديم القيمة
من الأخطاء الشائعة عند بناء شبكة العلاقات المهنية، هو التركيز فقط على الاستفادة الشخصية من العلاقات دون تقديم قيمة للطرف الآخر. تقوم العلاقات المهنية الفعَّالة على التبادل المتوازن، فعندما يسعى الشخص إلى بناء شبكة مهنية من دون أن يقدِّم شيئاً من وقته أو خبرته أو موارده للآخرين، يصبح من الصعب عليه الحفاظ على هذه العلاقات أو تطويرها.
غالباً ما يُنظر إلى الأشخاص الذين يبنون شبكاتهم دون الاهتمام بتقديم قيمة على أنَّهم انتهازيون، ممَّا قد يؤدي إلى تراجع رغبة الآخرين في التعاون معهم أو مساعدتهم في المستقبل.
تقديم القيمة ليس بالضرورة أن يكون مادياً أو ملموساً، ففي كثير من الأحيان، يمكن أن تكون القيمة مجرد مشاركة المعلومات وتقديم نصيحة أو حتى مجرد إظهار الدعم والتقدير للآخرين. من دون هذا النهج المتوازن، تصبح العلاقات سطحية وغير قابلة للاستدامة، فلن يشعر الطرف الآخر بالدافع لمواصلة التواصل أو تعزيز العلاقة.
الحل
يكمن الحل في تبنِّي عقلية "التبادل المتوازن" عند بناء العلاقات المهنية، فبدلاً من التفكير في ما يمكنك الحصول عليه من الشخص الآخر، حاوِلْ أن تركِّز على كيفية تقديم قيمة مضافة لهم أولاً، سواء كان ذلك من خلال تقديم مشورة ومشاركة موارد وتوصيل الشخص بشخص آخر قد يساعده، أم حتى دعم وتشجيع أفكاره ومشروعاته.
كن نشطاً في البحث عن فرص لتقديم المساعدة، حتى لو لم يكن لديك مصلحة مباشرة في ذلك. يعزِّز هذا النهج من سمعتك بوصفك شخصاً يدعم الآخرين ويقدِّر العلاقات الإنسانية، ممَّا يجعل الآخرين أكثر رغبة في مساعدتك عند الحاجة، ويبني علاقات متينة ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل، وهي من أهم العناصر في بناء شبكة علاقات مهنية ناجحة.
5. عدم الاستفادة من التكنولوجيا
يُعدُّ عدم الاستفادة من التكنولوجيا من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثيرون عند بناء شبكة علاقاتهم المهنية. في عصرنا الرقمي، تتيح لنا التكنولوجيا عدداً من الأدوات والموارد التي يمكن أن تعزِّز من فرص التواصل وبناء العلاقات، ومع ذلك لا يزال هناك الكثيرون الذين يعتمدون فقط على الطرائق التقليدية في التواصل، مثل اللقاءات الشخصية أو المكالمات الهاتفية، ممَّا قد يحد من إمكانياتهم في توسيع شبكتهم توسيعاً فعَّالاً.
تتضمَّن التكنولوجيا عدداً من المنصات الاجتماعية مثل "لينكدإن"، و"تويتر"، و"فيسبوك"، التي تسمح بالتواصل مع الأفراد من مختلف الصناعات والمجالات. وتقدِّم أدوات إدارة العلاقات مثل "HubSpot" و"Salesforce" طرائق فعَّالة لتتبُّع التفاعلات والاتصالات.
عدم الاستفادة من هذه الموارد يعني فقدان فرص كبيرة للتواصل مع المهنيين المؤثرين، وتوسيع دائرة المعارف، والوصول إلى معلومات وموارد قد تكون مفيدة في مسيرتك المهنية.
الحل
يتمثَّل الحل في تبنِّي التكنولوجيا بوصفها جزءاً أساسياً من استراتيجيتك لبناء الشبكات المهنية. ابدأ بتحديث وتحسين ملفك الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي المهنية، مع التركيز على تقديم معلومات واضحة ودقيقة حول خبراتك ومهاراتك، ويُفضَّل أن تتضمَّن أيضاً محتوى يعكس اهتماماتك المهنية ورؤيتك.
بعد ذلك، استفِدْ من أدوات البحث المتاحة على هذه المنصات لتحديد الأشخاص الذين يمكنك التواصل معهم، فيمكنك الانضمام إلى مجموعات ومجتمعات مهنية ذات صلة بمجالك، والمشاركة في المناقشات وتبادل الأفكار. لا تنسَ استخدام ميِّزات الرسائل المباشرة لتواصل فعَّال مع المهنيين الآخرين، مع التأكُّد من تقديم قيمة مضافة في كل تفاعل، سواء من خلال تقديم الدعم، أم مشاركة المعلومات المفيدة، أم تبادل الخبرات.
وأخيراً، طوِّر مهاراتك في استخدام أدوات إدارة العلاقات، بحيث تتبّع اتصالاتك وتتذكّر تفاصيل هامة عن الأشخاص في شبكتك. سيمكِّنك هذا من المتابعة متابعةً أكثر فعالية، وبناء علاقات متينة على الأمد الطويل.
6. التركيز الزائد على الذات
يُعدُّ التركيز الزائد على الذات من الأخطاء الشائعة التي يمكن أن تؤثر سلباً في قدرة الأفراد في بناء شبكة علاقات مهنية قوية. يميل بعض الأشخاص إلى أن يكونوا محوريين في محادثاتهم، ممَّا يجعلهم يركِّزون تركيزاً مفرطاً على إنجازاتهم وخبراتهم واحتياجاتهم الشخصية دون إيلاء اهتمام كافٍ للآخرين، وهذا النوع من السلوك يمكن أن يؤدي إلى إحباط الشركاء المحتملين ويجعلهم يشعرون بأنَّهم مجرد وسيلة لتحقيق أهداف الشخص الآخر، ممَّا يحدُّ من فرص بناء علاقات مهنية مستدامة.
عند التركيز الزائد على الذات، قد تفقد القدرة على الاستماع الفعَّال وفهم احتياجات الآخرين. وتعتمد العلاقات الناجحة على التواصل الثنائي والتبادل المتوازن، لذلك إذا لم يتمكَّن الشخص من التراجع قليلاً وإظهار اهتمام حقيقي بالآخرين، فقد يجد نفسه عالقاً في دائرة ضيِّقة من العلاقات السطحية التي تفتقر إلى العمق والثراء.
الحل
يكمن الحل في تبنِّي نهج يركِّز على الآخر عند بناء العلاقات المهنية، ويجب أن تسعى لتكون مستمعاً نشطاً، ممَّا يعني الانتباه الجيِّد لما يقوله الآخرون، وطرح أسئلة تفاعلية، وتقديم تعليقات ذات صلة. من خلال إظهار اهتمام حقيقي بالنقصص وتجارب الآخرين، ستتمكَّن من بناء علاقات أقوى وأكثر ديمومة، ويمكنك أيضاً ممارسة مهارات التعاطف والتقدير.
اعترف بإنجازات الآخرين وقدم الشكر لهم عند الحاجة، واستخدِمْ كل تفاعل بوصفه فرصة لفهم احتياجات الشخص الآخر وكيف يمكنك مساعدته. يمكن أن يكون ذلك من خلال تقديم نصيحة، أو مشاركة معلومات قيِّمة، أو حتى تقديم الدعم العاطفي في بعض الأحيان.
وأخيراً، تذكَّر أنَّ العلاقات المهنية الناجحة تعتمد على بناء شبكة من التعاون والدعم المتبادل، فيساهم كل طرف في نجاح الآخر. بتبنِّي هذا النهج التعاوني، ستزيد من فرصك في الحصول على دعم ومساعدة من الآخرين في مسيرتك المهنية، ممَّا يعزِّز من قيمة الشبكة التي تبنيها.
7. الخوف من الرفض
يعدُّ الخوف من الرفض أحد العقبات النفسية التي يمكن أن تعوق الأفراد عن بناء شبكة علاقات مهنية فعالة. يشعر الكثيرون بالتردد عند الاقتراب من أشخاص جدد أو عند محاولة التفاعل مع زملاء في مجالهم خوفاً من تلقِّي ردود سلبية أو عدم الاهتمام، وهذا الخوف قد يؤدي إلى تجنُّب المواقف الاجتماعية، وبالتالي يحدُّ من فرص التواصل والتفاعل مع الآخرين. من الهام أن نفهم أنَّ الرفض هو جزء طبيعي من الحياة، وأنَّه يحدث للجميع في مرحلة ما.
يمكن الفشل في إقامة العلاقات أو عدم تلقِّي الردود الإيجابية أن يؤثر سلباً في الثقة بالنفس، ممَّا يزيد من العزلة المهنية. قد يؤدي هذا النوع من الخوف أيضاً إلى فقدان الفرص المحتملة، فعدم المحاولة يعني عدم الاكتشاف.
هناك الكثير من الأشخاص الذين سينفتحون للتواصل والمساعدة إذا أُعطوا الفرصة، وبناءً على ذلك، من الهام تطوير استراتيجية للتغلب على هذا الخوف وتمكين نفسك من استغلال الفرص المتاحة.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح للاستفادة بشكل أكبر من علاقات العمل
الحل
يكمن الحل في تغيير طريقة التفكير حيال الرفض وتبنِّي عقلية أكثر إيجابية. أولاً، عليك أن تدرك أنَّ الرفض ليس نهاية العالم؛ بل هو فرصة للتعلم والنمو، فكلُّ تجربة سواء كانت ناجحة أم لا، يمكن أن تعطيك درساً قيِّماً حول كيفية تحسين أسلوبك في التواصل.
للتغلب على الخوف من الرفض، يمكنك البدء بخطوات صغيرة، فجرِّب التواصل مع أشخاص تعرفهم قليلاً، مثل زملاء العمل أو الأصدقاء المشتركين، وبناء ثقتك بنفسك من خلال هذه التفاعلات الأقل توتراً، ثمَّ وسِّعْ دائرتك تدريجياً إلى أشخاص لا تعرفهم جيداً. حاوِلْ أيضاً تحضير أسئلة أو موضوعات للنقاش مسبقاً، ممَّا يساعدك على الشعور بمزيد من الثقة في المحادثات.
يمكنك استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو التأمُّل قبل الاقتراب من أشخاص جدد، ممَّا قد يقلِّل التوتر، وتذكَّر أنَّ معظم الناس يرحِّبون بالتواصل، وأنَّ بناء العلاقات يحتاج إلى بعض الجرأة. كلَّما تحدَّيت نفسك للقيام بذلك، ستجد أنَّ الخوف من الرفض يبدأ بالتلاشي، وستصبح أكثر قدرة على توسيع شبكة علاقاتك المهنية بفعالية.
8. عدم الاستعداد للتعلم
يُعدُّ عدم الاستعداد للتعلم من الأخطاء الكبرى التي يمكن أن تحدَّ من قدرة الأفراد على بناء شبكة علاقات مهنية ناجحة. يتطلب بناء علاقات فعَّالة وناجحة فهماً عميقاً لمجال العمل وللأشخاص الذين تتواصل معهم، فعندما يرفض الأفراد تطوير مهاراتهم أو اكتساب معارف جديدة، فإنَّهم يفتقرون إلى الأدوات اللازمة لبناء علاقات مستدامة.
يمكن أن يؤدي هذا إلى ضعف التواصل، وعدم القدرة على تقديم قيمة حقيقية للآخرين، ممَّا يحدُّ من فرص التعاون والنمو المهني. إنَّ عدم الاستعداد للتعلم قد يعكس أيضاًٍ مقاومة للتغيير، وهي صفة قد تكون غير ملائمة في عالم يتطور بسرعة، فالأفراد الذين لا يسعون لتحديث مهاراتهم أو معرفة الاتجاهات الجديدة في مجالاتهم المهنية يمكن أن يصبحوا عالقين في روتين قديم، ممَّا يقلِّل من فرصهم في التفاعل مع الآخرين وإقامة علاقات ذات قيمة.
الحل
يتمثَّل الحل في تبنِّي عقلية التعلم المستمر والرغبة في اكتساب المعرفة. يجب أن تكون لديك الرغبة في استكشاف مجالات جديدة، والتعرف على الاتجاهات الحديثة في مجالك، ومتابعة التطورات التكنولوجية.
يمكنك بدء ذلك من خلال التسجيل في دورات تدريبية وحضور ورشات عمل أو حتى المشاركة في ندوات ومؤتمرات تتعلق بمجالك المهني. من الهام أيضاً أن تفتح ذهنك للاستماع إلى الآخرين والاستفادة من تجاربهم، فالتواصل مع الأفراد ذوي الخبرة يمكن أن يوفر لك رؤى قيِّمة ومعلومات تحسِّن مهاراتك ويبني علاقات أقوى.
استخدِمْ منصات مثل "لينكدإن" للانضمام إلى مجموعات مهنية أو منتديات لتبادل الأفكار والمشاركة في النقاشات، وطوِّر مهاراتك في الاستماع الفعَّال والتواصل. يجب أن تكون قادراً على فهم احتياجات الآخرين وكيف يمكنك مساعدتهم، وهذا يتطلب التعلم المستمر.
عندما تُظهر استعدادك لتعلم أشياء جديدة، ستصبح أكثر جذباً للآخرين، ممَّا يفتح لك أبواب الفرص لبناء شبكة علاقات مهنية قوية وفعَّالة.
في الختام
يعدُّ بناء شبكة علاقات مهنية قوية خطوة حيوية باتِّجاه تحقيق النجاح في أي مجال، ومع ذلك يجب أن نكون واعين للأخطاء الشائعة التي قد تعوق تقدمنا، مثل التركيز على الكمية بدلاً من الجودة، والخوف من الرفض وعدم تقديم القيمة.
من خلال التعلم من هذه الأخطاء وتبنِّي استراتيجيات فعَّالة، يمكنك تعزيز شبكة علاقاتك وتحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على مسيرتك المهنية. تذكَّر أنَّ النجاح في بناء العلاقات يعتمد على الثقة المتبادلة والتواصل الفعَّال، لذا كن دائماً منفتحاً على التعلم والتطور.
أضف تعليقاً