يحتاج القادة إلى تذكر دروس الطفولة: شارك، العب بلطف، واشكر الآخرين

قال "جيري ستريتزكي" (Jerry Stritzke)، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة متاجر التجزئة "آر إي آي" (REI)، في بيان صحفي: "فترة التنزيلات قبل الأعياد هي الوقت المثالي لتذكير أنفسنا بحقيقة الأساسية وهي أنَّ الحياة أكثر ثراءً، وأكثر تواصلاً واكتمالاً عندما تختار قضاءها في الخارج؛ فنحن نغلق أبوابنا، وندفع لموظفينا للخروج والاستمتاع بعطلتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "رون توماس" (Ron Tomas) المدير الإداري في منظمة "ستراتيجي فوكسد غروب دي دبليو سي إل إل سي" (Strategy Focused Group DWC LLC)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية تطوير فكر القادة.

نحن نظن أنَّ فترة التنزيلات قد خرجت عن السيطرة؛ ولذا فإنَّنا نختار الاستثمار في مساعدة الناس على الخروج مع أحبائهم في موسم الأعياد هذا، بدلاً من قضائه في التبضع".

أعلنت مجموعة من سلاسل البيع بالتجزئة، ومن ذلك "نوردستروم" (Nordstorm) و"كوستكو" (Costco)، أنَّها لن تفتح في فترة الأعياد، وقد عدَّ بعضهم هذا طريقة لمنح موظفيهم استراحة قبل موسم الأعياد.

إقرأ أيضاً: فن القيادة ومهارات القائد الناجح

هناك شيء ما في الأفق:

"جاك دورسي" (Jack Dorsey)، المؤسس المشارك لموقع "تويتر" (Twitter) الذي أُعيد تنصيبه مؤخراً بصفته رئيساً تنفيذياً، تنازل عن ثلث أسهمه في منصة المراسلة للموظفين، وقد غرَّد قائلاً: "بالنسبة إلي، أُفضِّل أن يكون لدي جزء أصغر من شيء كبير على جزء أكبر من شيء صغير، وأنا واثق من قدرتنا على جعل منصة "تويتر" (Twitter) كبرى".

عندما تُباع شركة ما، يقلق الموظفون بشأن مستقبلهم، ولكن عندما بيعَت شركة تأمين المأكولات "يميكسيبيتي" (Yemeksepeti)، أعطاهم الرئيس التنفيذي للشركة "نيفزات أيدين" (Nevzat Aydin)، شيئاً لم يتوقعوه؛ وهو 27 مليون دولار بوصفها مكافآت، وذلك لتقسيمها بين موظفيه البالغ عددهم 114 موظفاً، وقال لصحيفة "حريت" (Hurriyet) التركية: "لقد فعلنا ذلك لأنَّ النجاح الذي حققناه، أنجزناه معاً".

شاهد بالفيديو: أهم الصفات التي تجعل منك قائداً ناجحاً

المستوى الجديد للقيادة:

ألاحظ مزيداً من المبادرات من قِبل رجال الأعمال مؤخراً، وأنا شخصياً أشعر بسعادة غامرة؛ فهذا هو المستوى الجديد للقيادة، ولا يُدرَّس هذا في أي اجتماع عمل؛ بل هذا يتعلق بفعل الشيء الصحيح، ولا يمكن تدريسه خارج العمل أو في أي دورة تدريبية في القيادة؛ إذ يحتاج كل هؤلاء القادة الزائفين الذين دائماً ما ينطقون بكلمات طنانة عن أهمية موظفيهم، إلى إلقاء نظرة على هذا التحول والحصول على درس حقيقي عن ماهية القيادة الحقيقية؛ فكل واحد من هؤلاء المديرين التنفيذيين لم يفعل أكثر مما تعلمناه جميعاً.

لقد تعلمنا المشاركة منذ مرحلة ما قبل المدرسة، ولم يكن هناك أبداً درس عن اكتناز كل الأشياء الجيدة لأنفسنا، وفي كثير من هذه الحالات، كان الموظفون بمنزلة حجر الأساس بالنسبة إلى القائد، وربما يكون القائد قد وضع الهدف، لكنَّ عمل الموظفين هو الذي جعله يتحقق في النهاية؛ فلقد ساهموا في بناء الشركة وكانوا عوناً لها في السراء والضراء؛ فلماذا لا نكرمهم ونكافئهم عندما تسنح الفرصة لهم؟

نحن نقرأ مقالات عن مشاركة الموظفين، وفي كل عام يُظهر العدد أنَّ الغالبية العظمى من الشركات لديها درجات مشاركة منخفضة، وإنَّهم يحاولون إضافة جميع أنواع الامتيازات لمحاولة تحقيق زيادة في درجات المشاركة هذه. ومع ذلك، فإنَّ تطبيق مهمة مؤسستك والقيام بالشيء الصحيح سيتفوق على أي ميزة زائفة يمكنك تقديمها.

إقرأ أيضاً: ما هي المهارات الأساسية للقائد الاستراتيجي؟

شخص ما يراقب النتائج دائماً:

يجب أن يتذكر القادة أنَّ هناك شخصاً ما يراقب دائماً ويسجل التقييمات؛ فالصفقات السرية والسلوك غير الأخلاقي والمحاباة ونسب الفضل للذات، هذه كلها عوامل سيئة للمشاركة. ومع ذلك، فإنَّنا نمضي قدماً للتوصل إلى فكرة تغيِّر الوضع، ولكن، ليست هناك ميزة متاحة لا يمكن أن يكررها منافس آخر؛ فإنَّ أفعالك الإيجابية وإجراءات مؤسستك هي التي تؤثر خلال الفوضى وتربطك بأهم أصولك.

محاولة التواصل المصطنع مع موظفيك يمكن رؤيتها بوضوح؛ فإنَّهم يعرفون، وهم يهزون رؤوسهم مسايرةً لمحاولتك للتواصل من خلال أفعالك المزيفة؛ فالقوى العاملة لدينا تزداد ذكاء ولن تنخدع بجهودك الزائفة ومحاولة خداعك لها. ومع تغير شريحة الموظفين نحو الأجيال الشابة، أصبحت أيامك معدودة، ونصيحتي هي العودة إلى ما أُرشِدتَ إليه عندما كنت صغيراً وتتعلَّم فقط من دروس الحياة؛ لذلك شارك، وتعامل مع الآخرين بلطف وقل: شكراً لك.

لقد كانت هذه هي السمات المميزة لتلك الحقبة، ولكن مع ارتقائنا في السلم الوظيفي في الشركات التي نعمل بها، اتخذنا سلوكاً مختلفاً، ولقد حان الوقت للعودة إلى ما تعلمناه عن كيفية التعامل مع الناس منذ فترة طويلة.

المصدر




مقالات مرتبطة