هل يمكن أن يكون الموظف عالي الأداء صاحب إمكانات كبيرة أيضاً؟

إنَّ "الإمكانية العالية" (High Potential) هي مصطلح رنَّان اليوم بين المتخصِّصين في الموارد البشرية، لكن ما هي الإمكانات العالية تحديداً؟ يجب عليك أولاً التفريق بين نوعين من الموظفين، الموظف ذو الأداء العالي، وآخر ذو إمكانات عالية؛ فالأول هو موظف يتفوَّق في أداء دوره ويقدِّم باستمرار أفضل ما لديه، أمَّا الثاني فهو موظف لديه المهارات والقدرات الفطرية ليكون في يومٍ ما قائداً للشركة. وفي الحقيقة، الموظفون ذوو الأداء العالي ليسوا بالضرورة موظفين موهوبين ذوي إمكانات عالية.



لن يصبح أفضل الموظفين بالضرورة قادةً أقوياء:

قد تكون المقولات الرياضية مُبتذلة، ولكن كما يقال: لا يصبح أفضل اللاعبين دائماً أفضل المُدرِّبين، ولا يصبح أفضل الموظفين دائماً أقوى القادة، يمكنك تشبيه الأمر بهذه الطريقة.

وجدت دراسة أجرتها مؤسسة "غالوب" بعنوان "حالة المدير الأمريكي" (The State of the American Manager) أنَّ 10% فقط من الموظفين يمتلكون الموهبة اللازمة ليصبحوا مديرين عظيمين، إنَّ هؤلاء الموظفين هم كالإبرة في كومة من القشِّ؛ إذ تجد الشركات صعوبةً كبرى في إيجادهم؛ لذا تحتاج الشركات إلى تحديد موظفيهم ذوي الإمكانات العالية بدقة كبرى، هؤلاء الذين يملكون مهارات وقدرات فطرية تؤهِّلهم ليصبحوا قادةً عظماء.

إذاً، كيف يمكن للشركات التمييز بين صاحب الأداء العالي والإمكانات العالية؟ تذكَّر نقطةً أساسية: لا علاقة للمدة التي قضاها الموظف في الشركة بذلك.

شاهد: 10 تفاصيل صغيرة من أجل نجاح باهر

6 أسئلة عليك طرحها:

قبل أن تختار أصحاب الإمكانات العالية حتى تضعهم في مسار التأهيل للإدارة، عليك أن تطرح هذه الأسئلة الستة:

1. هل تتجاوز القيمة التي يضيفونها المنصب الذي يؤدونه؟

من البديهي أن يتفوق أصحاب الإمكانات العالية في مناصبهم، لكنَّهم قد يملكون نقاط قوة أخرى متعددة، فقد يكونون محاسبين وخبراء في نظام "إدارة العلاقة مع العملاء" (Customer relationship management) بالوقت نفسه، أو قد يكون أحدهم مديراً في قسم تكنولوجيا المعلومات، ولديه أيضاً أفكارٌ إبداعية عن كيفية تعزيز ثقافة الشركة، فعملهم لا يقتصر على المنصب الذي يشغلونه؛ بل يريدون أن يجعلوا أنفسهم والشركة أفضل، ويفكِّرون دائماً في أفكار جديدة.

2. هل يعملون جيداً في فريق؟

أصحاب الإمكانات العالية هم القادة القادمون للمنظمة؛ لذلك هم بحاجة إلى احترام أقرانهم إضافة إلى إدارتهم، وعليهم أن يفهموا أنَّ الفريق دائماً أقوى من الفرد، فمع أنَّ دورهم قد لا يمسُّ كل جزء من أجزاء المنظمة، فإنَّهم يجدون طريقة للتفاعل مع الجميع وتطوير العلاقات؛ إذ تشير العلاقات إلى درجة عالية من الثقة والاحترام المتبادل والتواصل القوي، وهي مكوِّنات أساسية للإدارة.

إقرأ أيضاً: 25 قول رائع في تحفيز وتطوير الذات

3. هل يحفِّزون الآخرين؟

إذا كان بإمكان موظف ما تحفيز أقرانه، يمكنه عادةً تحفيز الفريق؛ هذا يعني أنَّه يفهم أنَّ المحفِّزات تختلف من شخص لآخر، وقد كرَّس جزءاً من وقته لتطوير العلاقات مع أقرانه، فمع أنَّه لا يشغل منصباً إدارياً بعد، فإنَّ جميعهم ينظرون إليه بوصفه قائداً حقيقياً، يمتلك القدرة على حشد الآراء وإقناع الناس بقضية ما.

4. هل يمتلكون بصيرةً ثاقبة؟

يتعرف ذوو الإمكانات العالية على الفور إلى الفرص، فهم يرون إلى أين تتجه الشركة وما هو موقعهم من ذلك، كما يرون المصاعب التي تنتظرهم ويفكِّرون مسبقاً بحلول للتغلُّب عليها.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات أساسية لتنمية وتطوير المهارات الشخصيّة

5. هل هم فضوليون؟

يبحث أصحاب الإمكانات العالية دائماً عن طرائق تُمكِّنهم من النمو والتطور، فهم يريدون فهم السبب وراء كل شيء، ويسعون إلى فهم الأشياء غير الموجودة مُسبقاً في مجال خبرتهم واهتماماتهم.

6. هل تعتقد أنَّهم يتمتَّعون بإمكانات عالية؟

استشِر القادة الآخرين في المنظمة، واسأل عن آرائهم، فإذا أجمعوا على أنَّ هذا الموظف يمتلك المهارات والميزات التي تجعله ذا إمكانات عالية، فمن المحتمل أن يمتلكها.

المصدر




مقالات مرتبطة