هل تشعر بالتعب والإرهاق؟ إذاً عليك قراءة هذا المقال

هل تشعر بالتعب والاستنزاف؟ إنَّه ليس شيئاً سيئاً ولا يجب أن تقلق كثيراً، لأنَّ الجميع يشعر بالإرهاق من وقت لآخر، ولكن عندما يكون الإرهاق متكرراً ويمنعك من أداء مهامك اليومية، فقد يكون من المفيد التوقف وسؤال نفسك: من أين يأتي التعب؟ ماذا أفعل لمواجهته؟ ومتى يجب علي طلب المشورة الطبية؟ هذه هي الأسئلة بالتحديد التي نريد طرحها في هذا المقال.



ماذا يعني الإرهاق في الواقع؟

الإرهاق أو التعب هو ظاهرة طبيعية تماماً؛ وهو يعني أنَّنا نحتاج إلى الراحة والاسترخاء لإعادة شحن بطارياتنا، ففي أحد الاستطلاعات، ذكر 31% من سكان ألمانيا أنَّهم يعانون أحياناً أو كثيراً من علامات التعب، أي إنَّهم مرهقون، وفي الوقت نفسه، يعدُّ الإرهاق من الأعراض التي يُنظر إليها بشكل شخصي للغاية، فيمكن أن تكون الأوصاف والمشاعر مختلفة جداً باختلاف الأشخاص.

ما هي أشكال الإرهاق؟

لفهم أفضل، يمكن تقسيم الإرهاق إلى الأشكال الآتية:

1. الإرهاق العاطفي:

عندما نكون مرهقين عاطفياً أو نفسياً، تقلُّ قدرتنا على التعبير عن المشاعر والشعور بها، فيمكن أن نشعر بالإحباط أو انعدام الحافز، على سبيل المثال، الأشخاص الذين يشعرون بالاستنزاف أو الإرهاق العاطفي قد ينؤون بأنفسهم عن الآخرين أو يقيِّمون عملهم أو زملاءهم تقييماً سلبياً أكثر من ذي قبل، أو ربما تشعر أنت وكأنَّك لا تشعر بأي نوع من المشاعر.

2. الإرهاق العقلي المعرفي:

عندما نكون مرهقين عقلياً، تقل قدرتنا على التركيز والانتباه، على سبيل المثال، عندما لا نقدر على أداء مهامنا المهنية بشكل جيد أو نجد صعوبة في النشاطات المعرفية الأخرى.

3. الإرهاق الجسدي:

الإرهاق الجسدي هو أسهل الأنواع فهماً، ولدى معظم الناس فكرة جيدة عما تشعر به عندما تكون مرهقاً جسدياً، فنحن نشعر بالضعف، فتكون كل حركة صعبة، وربما اختبرت هذا الشعور بعد مباراة رياضية شاقة أو نشاط بدني شديد؟ ومع ذلك، بعد فترة من الراحة، يجب أن يختفي الإرهاق البدني مرة أخرى.

هل يمكن للإرهاق والتعب أن يكونا ناجمَين عن حالة مَرضية هامة؟

لا تعني حالة الإرهاق دوماً أنَّ ثمة شيئاً ما خطأ أو أنَّك مريض، فمن الطبيعي أن تشعر بالإرهاق بعد مجهود بدني أو توتر أو قلة النوم، ويمكن أن تكون هذه الحالة علامة على وجود مرض، خاصةً إذا حدث الإرهاق أو زاد بعد النشاطات التي كنت قادراً على ممارستها سابقاً دون أي مشكلات ولا يوجد تعافي بعد فترة راحة.

يمكن أن تحدث أعراض التعب مع العديد من الأمراض الخفيفة أو الشديدة، ومع ذلك، لا يكون التعب عادةً هو العرض الأول والوحيد، وتحدث الشكاوى الأخرى الأكثر بروزاً (مثل الألم أو السعال أو الحمى) بشكل متكرر، فقد لخَّصنا الأسباب الأكثر شيوعاً للإرهاق لفترات طويلة هنا.

شاهد بالفديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم

الأسباب الجسدية للتعب والإرهاق طويل الأمد:

1. فقر الدم:

في حالة فقر الدم، يمكن أن يكون التعب أو الإرهاق من الأعراض الرئيسة، ويمكن أن يكون نقص المغذيات الدقيقة المختلفة هو السبب، على سبيل المثال، نقص الحديد أو فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك.

2. قصور الغدة الدرقية:

عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات، يمكن أن تؤثر في بعض وظائف الجسم، إضافة إلى فقدان الشهية وزيادة الوزن، يعد الإرهاق المستمر أحد الأعراض الثلاثة الرئيسة.

3. داء السكري:

يمكن أن يسبب مرض السكري أيضاً إرهاقاً وضعفاً مستمرَّين، وقد تلاحظ فقدان الوزن والعطش الشديد والحاجة المستمرة للتبول والتهابات متكررة مثل التهابات المثانة.

4. متلازمة ما بعد التعب الفيروسي:

هي متلازمة تحدث نتيجة عدوى فيروسية، فربما سمعت في السنوات الأخيرة عن أشخاص يعانون من الإرهاق بوصفه جزءاً من أعراض مرض كوفيد، خاصة في أعقاب أزمة كورونا، لكنَّ العدوى الفيروسية الأخرى مثل الحمى الغدية أو فيروس نقص المناعة البشرية يمكن أن تسبب أيضاً مثل هذا الإرهاق طويل الأمد.

5. الأدوية:

يمكن أن يحدث الإرهاق أيضاً بسبب الأدوية المختلفة، إضافة إلى الأدوية المهدئة، ويشمل هذا العديد من الأدوية التي يمكنك تناولها للألم أو ارتفاع ضغط الدم أو الحساسية أو الأمراض العقلية مثل الاكتئاب، وإذا كان لديك شعور بأنَّ دواء ما قد يكون سبب التعب، فمن الأفضل التحدث مع طبيبك مرة أخرى.

6. توقُّف التنفس في أثناء النوم:

إذا كنت تشعر أنَّك لا تحصل على قسط كافٍ من النوم باستمرار، وربما تنام كثيراً في أثناء النهار، فقد تكون تعاني من توقُّف التنفس في أثناء النوم، وهو اضطراب تنفسي ليلي يجب علاجه، وقد تكون العلامة الأولى على ذلك هي الشخير المتكرر والصاخب.

ما هي الأعراض التحذيرية التي تدل على وقوف أعراض خطيرة وراء إحساسك بالتعب أو الإرهاق؟

إذا ظهرت الأعراض الآتية إضافة إلى الإرهاق، فعليك مراجعة الطبيب على الفور، فيمكن أن تشير هذه الأعراض التحذيرية إلى أمراض خطيرة:

  • فقدان الوزن بشكل مستمر وغير مرغوب فيه.
  • الحمى المستمرة أو التعرق الليلي المفرط.
  • تضخُّم الغدد الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم.
  • ضعف العضلات و/ أو الألم.

ما هي الأسباب النفسية التي قد تقف وراء حالة التعب والإرهاق التي تشعر بها؟

1. الأمراض العقلية:

في أمراض مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق والتوتر الداخلي المستمر والضغط النفسي، تتظاهر كإرهاق عاطفي أو جسدي.

2. الإجهاد والإرهاق:

لقد أصبح الإجهاد الناجم عن الإجهاد المزمن في سياق العمل موضع تركيز متزايد في السنوات الأخيرة، فإذا كان الإرهاق مرتبطاً بالتوتر في العمل، فيجب أن تحاول خفض مستوى التوتر لديك لتجنُّب الإرهاق والاكتئاب.

إقرأ أيضاً: ما الفرق بين الإجهاد والإنهاك؟

5 نصائح لإعادة شحن طاقتك والتخلص من الإرهاق:

لقد جمعنا هنا بعض النصائح العامة عن كيفية تجديد احتياطياتك من الطاقة، فبصرف النظر عن مدى شدة التعب أو مصدره، يمكن أن تساعدك هذه الأشياء على قضاء يومك بمزيد من الطاقة:

1. دوِّن مذكراتك:

إنَّ تدوين مدى استنفادك وكيف تشعر حيال ذلك وأشياء أخرى عشتها في يومك، يمكن أن يساعدك على تكوين روابط هامة، ونادراً ما يمكن إرجاع التعب إلى سبب واحد؛ لذلك يمكن أن تساعد مفكرتك على معرفة مصدر الأعراض.

2. مارِس التمرينات الرياضية بانتظام:

غالباً ما تدخل في حلقة مفرغة، فقد تقل الحركة بسبب الإرهاق، ومع ذلك، فإنَّ الكثير من النشاط يعزز الشعور بالإرهاق، ومن أجل الخروج من هذه الحلقة المفرغة، يجب عليك إدخال مزيدٍ من الحركة في الحياة اليومية بالتدريج، على سبيل المثال، من خلال المشي أو اليوجا، إضافة إلى ذلك، فقد ثبت أنَّ التمرينات تساعد على تقليل مستويات التوتر، وهذا سوف يقلل أعراض التعب أيضاً.

3. اتبع نظاماً غذائياً متوازناً:

كما نعرف، يمكن أن تسبب الأعواز الغذائية المختلفة الشعور بالتعب، ولمواجهة هذا، يمكنك إلقاء نظرة فاحصة على نظامك الغذائي، فيجب أن يكون هدفك نظاماً غذائياً متوازناً يحتوي على كثيرٍ من الألياف والفيتامينات والمعادن، وإذا كنت نباتياً، يجب أن تناقش مع الطبيب الفيتامينات والعناصر الغذائية التي قد تحتاج إلى تناولها.

4. احصل على بعض الاسترخاء:

إضافة إلى كل الضغوطات التي تجلبها الحياة اليومية، من الهام أن تأخذ فترات راحة منتظمة، وأن تقضي بعض الوقت مع نفسك وتسترخي، فربما ترغب في تجربة تمرينات الاسترخاء مثل استرخاء العضلات التدريجي (PMR) أو اليوجا لإدارة التوتر.

يصل بعض الناس إلى الاسترخاء من خلال التأمل، ويمكن أن تساعدك ممارسة اليقظة على الأمد الطويل على إدراك إشارات جسمك بعناية أكبر، وملاحظة إشارات التوتر في مرحلة مبكرة.

5. احصل على قسط كافٍ من النوم:

امنح جسمك قسطاً كافياً من النوم، فللشعور بالراحة والنشاط، يحتاج معظم الناس إلى 7-9 ساعات من النوم كل ليلة، فهل تجد صعوبة في البقاء نائماً أو صعوبة في النوم؟ إذاً يجب عليك ممارسة الرياضات الهوائية، فلا يوجد شيء يجعلك تنام أكثر من تشغيل عضلات الجسم.

شاهد بالفديو: 6 معلومات قد لاتعرفها عن النوم

إذا لم ينفع شيء، متى يجب أن أذهب إلى الطبيب؟

لا تحتاج كل حالة من حالات الإرهاق إلى استشارة طبية، ومع ذلك، إذا كنت لا تعرف من أين يأتي التعب واستمر أكثر من أسبوع إلى أسبوعين، فعليك استشارة الطبيب، خاصة إذا لاحظت واحداً أو أكثر من الأعراض التحذيرية، وإذا كنت تعاني من مرض جسدي، يمكن لطبيبك أن يوصي بعلاج مناسب يساعد أيضاً على التخلص من حالة الإرهاق.

لكن حتى إذا كنت تعاني من الإرهاق العاطفي، فقد تكون زيارة الطبيب النفسي مفيدة، وإذا كان إرهاقك مرتبطاً بمرض نفسي، فقد يكون طبيبك قادراً على إعطائك نصائح للعثور على العلاج النفسي والتعرف إلى أسباب مشكلاتك وضغوطاتك، والتعامل معها بطريقة أفضل.

في الختام:

لا داعي للذعر، فلا يوجد مرض خطير وراء الإرهاق، ربما يكون مجرد إشارة من جسمك أو عقلك أنَّك بحاجة إلى مزيد من الاسترخاء والراحة في حياتك، فأجسامنا رائعة في تنبيهنا إلى الأشياء التي تحتاجها، على سبيل المثال، أنت تعلم أنَّ معدتك عندما تقرقر، فإنَّ جسمك يريد أن ينبِّهك إلى الجوع، ومع ذلك، في كثير من الأحيان لا نستمع بشكل صحيح أو ببساطة لم نتعلم معنى الإشارات، ولحسن الحظ، يمكنك تعلُّم الاستماع إلى جسدك بشكل أفضل، فلنجرِّب هذا على الفور.




مقالات مرتبطة