نصائح للاستمتاع بالوحدة دون الشعور بالتعاسة

يحتاج كلُّ شخص إلى أن يحبَّ وأن يكون محبوباً؛ لكنَّ معظم الناس يريدون أن يتلقوا الحبَّ قبل أن يمنحوه للآخرين؛ إذ نعيش في عالم تحكمه الأنانية؛ فلا أحد فيه مستعد للعطاء دون الحصول على مقابل لذلك، ولا أحد يرغب في تجربة عيش الوحدة المخيفة التي تنتج غالباً عن تقديم نفسك كلياً وكلِّ ما لديك دون الحصول على أيِّ شيء في المقابل.



ثمة كثير من الحالات التي يشعر فيها الأشخاص بالوحدة حتى في علاقتهم مع الشريك لأنَّ أحد الطرفين يعطي كثيراً من الاهتمام بينما لا يقدم الطرف الآخر أيَّ شيء تقريباً.

كيف يتعامل معظم الناس مع هذا الأمر؟

يحاول معظم الأشخاص التصنع والتكلف بما ليس بهم؛ وذلك لكسب محبة الناس والشعور "بالانتماء"؛ فجميعنا نرغب في أن ننتمي إلى شيء أو شخص ما أو عائلة أو صديق أو شريك، لكنَّ هذا يضر أكثر ممَّا ينفع خاصة لفئة الشباب.

تقول الكاتبة الأمريكية جودي بيكولت (Jodi Picoult): "إذا قابلت شخصاً يفضِّل الوحدة وعدم الاختلاط بالآخرين بصرف النظر عمَّا يقوله لك، فهو لا يفضلها لأنَّه يستمتع بالعزلة؛ بل لأنَّه حاول الاندماج في العالم من قبل وخيب الناس آماله".

كنت أعرف شاباً صغيراً ربما لم يحصل أبداً على الحبِّ الذي كان يتوق إليه من والديه وشريكته، وانتهى به الأمر في التورط في أنشطة مشبوهة، مثل: التدخين والشرب وتعاطي المخدرات؛ فطالما كانت تلك العادات تجعله يحظى بالحب والاهتمام والشعور بالانتماء، ولم يكن لديه مشكلة في تحملها.

ثمة قصص لا حصر لها لأشخاص انتحروا؛ لأنَّهم يشعرون بالوحدة والرفض من الآخرين وبخيبة أملٍ كبيرة لاعتمادهم على الآخرين في توفير احتياجاتهم العاطفية وسعادتهم.

ربما تعرف قصصاً كثيرة مثل هذه، أو ربما عايشت تجربةً كهذه، لكنَّ الحقيقة هي أنَّ العالم الذي نعيش فيه مليء بأشخاص يملكون شخصيات مزيفة، ويتحدثون عن مشاعر كاذبة، ويقدمون وعوداً كاذبة؛ إذ يخشى أشخاص كثيرون أن يكونوا منفتحين وصادقين بشأن مشاعرهم؛ خوفاً من أن يعيشوا أسوأ المواقف مثل خيبات الأمل والاكتئاب.

فقد أظهرت الأبحاث أنَّ معظم حالات الشعور بالوحدة أدت إلى الإصابة بالاكتئاب، والذي يؤدي بدوره إلى حالات انتحار؛ فكيف يمكن للمرء أن يعيش في هذا العالم دون أن يشعر بالحزن؟ وكيف يمكنك العيش وحيداً وفي حالة من الرضى في الوقت نفسه؟

إليك فيما يأتي سبع طرائق يمكنك بها التعامل مع الوحدة والشعور بالرضى والسعادة:

1. عدم الاعتماد على أشخاص أو أشياء لتعزيز سعادتك:

يقول الكاتب الأمريكي روي تي بينيت (Roy T. Bennett): "إذا لم تكن ممتناً لما لديك بالفعل، فما الذي يجعلك تعتقد أنَّك ستكون سعيداً إذا حصلت على المزيد؟"، لماذا تبني سعادتك على وجود أشخاص أو أشياء لن يدوموا لك؟ ستساعد نفسك كثيراً إذا لم تعتمد على أيِّ شخص آخر في إسعادك؛ ذلك لأنَّك وحدك من يتحكم بمشاعرك، ويمكنك اختيار رد فعل إيجابي في أيِّ موقف حتى في حالة الوحدة التي تعيشها.

لقد نجحتُ بتطبيق هذه الطريقة؛ فأنا سعيد لأنَّني اخترت أن أكون وحيداً دون الاعتماد على أحد؛ فإن لم تتعلم كيف تشحن سعادتك من الداخل لن يكون ثمة معنىً لأيِّ شيء بالنسبة إليك.

2. تقدير اللحظات التي تكون فيها وحيداً:

يمكنك ذلك بعَدِّ هذه الوحدة فرصة لبناء نقاط قوتك؛ فأنا كاتب، وأعدُّ لحظاتي التي أقضيها وحيداً أوقاتاً مفيدة أقرأ فيها لاكتساب مزيد من المعرفة، وأنت أيضاً يمكنك أن تشغل نفسك في أثناء الملل ببناء نقاط قوتك؛ لذا جرب هذه الطريقة، فلها مفعول السحر.

3. القيام بأشياء ممتعة عندما تكون وحدك:

توجد أمور كثيرة يمكنك الاستمتاع بها بنفسك؛ فإذا كنت تحب الطبخ لماذا لا تجد وصفة جديدة لصنع الطبق المفضل لديك، أو بدلاً من ذلك لِمَ لا تجرب طبقاً جديداً تماماً، أو لِمَ لا تمارس الرقص أو الغناء أو الدردشة بالإنترنت؟ فقد يكون هذا هو الوقت المثالي للقيام بالشيء الذي تستمتع به.

شاهد بالفديو: كيف تتغلَّب على الخوف من الوحدة؟

4. مكافأة نفسك:

إنَّ مكافأة نفسك ومنحها بعض المرح أفضل بكثير من الاستسلام للملل؛ لذا اخرج ودلِّل نفسك بوجبة لطيفة في مطعم راقٍ، أو اذهب للتسوق، أو اخرج في نزهة، أو زُر المكان الذي طالما حلمت به، والتقط الصور، واحتفظ بمقاطع الفيديو، وستكون بالتأكيد على ما يرام، ومن يدري فقد تقابل أشخاصاً يشاركونك اهتماماتك؛ فعلى الرَّغم من أنَّ العالم يبدو سلبياً ما يزال هناك أشخاص مثلك يريدون أن يجدوا أناساً مخلصين؛ لذا سوف تقابل هؤلاء الناس، وتتخلص من الشعور بالوحدة.

5. تغيير عقليتك:

قد يجلب إلى ذهنك البقاء وحيداً بعض الوقت أفكاراً تشعرك بأنَّك ستكون وحيداً لما لا نهاية، أو أنَّه لا أحد سيهتم بك أبداً، وسيظهر بعد ذلك تأثير هذه المشاعر في وجهك دائماً، وفي أقوالك وأفعالك وأينما ذهبت؛ لذا عليك التخلص من هذه العقلية والاقتناع بأنَّك لست وحيداً؛ فثمة من يمر بوضعك هذا، وهي مجرد مرحلة ستمر في النهاية.

إقرأ أيضاً: 5 طرق للتفكير الإيجابي

6. التعبير عن شعورك الحقيقي:

قد يبدو هذا صعباً، لكنَّه أفضل طريقة لإعادة إحياء علاقتك بالأصدقاء والعائلة، فأنت تشعر أنَّك أقل اهتماماً بالتواصل الاجتماعي عندما تعيش حالة من الوحدة، وهذا يجعلك ترفض فرص التواصل؛ لذا عليك أن تتحدى نفسك للخروج وإيجاد سبل التواصل مع أولئك الذين يبدون بعيدين عنك مثل عائلتك وأصدقائك؛ وذلك بإخبارهم بحقيقة أنَّك تشعر بالوحدة، وستندهش من كمية الحب والرعاية التي سيقدمونها لك بعد ذلك.

7. منح الحب والعطاء للآخرين:

كن ذلك الشخص الذي يعطي ويحب؛ فليس عليك أن تكون أنانياً لأنَّه لا أحد يرد الجميل؛ فيشعرنا العطاء بالرضى، ويشعرنا الامتناع عن المنح بالفراغ والنقص والحاجة، فعندما تفتح قلبك للحب، يصبح العطاء سهلاً ليس من الناحية المالية فقط؛ بل منح الوقت والمديح والابتسامة لإضفاء الفرح على أيام الآخرين؛ لذا عندما تفعل ذلك، فإنَّك تنشئ أساساً قوياً بما يكفي للتغلب على وحدتك.

المصدر




مقالات مرتبطة