نصائح غذائيّة فعّالة للتخلّص من مشكلة النسيان

يُعتبر النسيان من أكبر المشاكل التي يعاني منها الإنسان في حياته اليوميّة والتي تؤثر سلبًا على سير حياته الخاصة وحياته المهنيّة، بحيث يُصبح شخصًا غير جدير بثقة أصحاب العمل، وهذا النسيان إمّا أن يكون ناتج عن أسباب مرضيّة، أو لأسبابٍ أخرى ناتجة عن التعرض لعوامل التعب والإرهاق النفسي، فيما يلي سنرشدك لمجموعةٍ من النصائح الغذائيّة الفعّالة للتخلّص من مشكلة النسيان.



أولًا: تعريف الذاكرة وأنواعها

الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات وأرشفتها واسترجاعها للعقل البشري وقت الحاجة والضرورة، وللذاكرة ثلاثة أنواع هي:

1- الذاكرة طويلة المدى:

وهي عبارة عن نظام لتخزين المعلومات لاسترجاعها بشكلٍ دائم، وهذهِ الذاكرة طويلة الأمد وتبقى مخزنة في العقل مدى الحياة، وتقول الدراسات النفسيّة بأنّ الذاكرة طويلة الأمد هي عبارة عن مجموعة من المعلومات تزداد نتيجة خاصيّة استرجاع المعلومات التي تسمح للإنسان بأن يُميّز ذكرى معينة من كل الذكريا المخزنة في الدماغ، وعادة ما يُخزن في الذاكرة طويلة المدى كل الأحداث التي مرت مع الإنسان، بعض الأشياء المهمة في حياتهِ، انطباعات الناس وآرائهم، ومجموعة من الحقائق المهمة.

2- الذاكرة قصيرة المدى:

وهي عبارة عن إدارة وتنظيم المعلومات وتخزينها في الدماغ ولكن بشكلٍ مؤقت، وتستخدم هذهِ الذاكرة في التعلم، الفهم، التفكير، ويُطلق على هذا النوع من الذاكرة أسم الذاكرة الأوليّة، أو الذاكرة النشطة، وذلك لأنها تقوم بتخزين المعلومات، وأرشفتها، واسترجاعها بشكلٍ سريع.

3- الذاكرة الحسيّة:

وهي الذاكرة التي تعمل بشكلٍ هائل لتقوم بحفظ المعلومات البيئيّة، وفي كثيرٍ من الأحيان تقوم بحفظها لعدة دقائق وثواني فقط، وذلك لأنّ الأنظمة الحسيّة في الدماغ، تتلقى في اليوم كميات هائلة من المعلومات والأحداث التي تدور حول الإنسان وتعملُ على معالجتها.

ثانيًا: أهم أسباب إصابة الإنسان بضعف الذاكرة والنسيان

1- اضطرابات النوم:

إنّ تعرض الإنسان لمشكلة اضطرابات النوم المتمثل باستيقاظه المتكرر خلال الليل، أو إصابتهِ بالأرق الشديد يؤثر مع الأيّام على قوّة ذاكرته وقدرتها على أرشفة المعلومات بشكلٍ صحيح خلال مرحلة استلقاء الإنسان ونومه وهذا ما يُعرّضه لمشكلة النسيان المتكرر وضعف التركيز، لهذا فإنّ سهر الإنسان وعدم حصولهِ على ساعاتٍ كافية من النوم الصحي يؤثرُ بقدرة ذاكرتهِ على الأرشفة والعمل بشكلٍ جيد.

2- التعرّض لعوامل القلق والتوتر:

إنّ تعرض الإنسان لعوامل القلق والتوتر النفسي، وعيشهِ ضمن بيئة مليئة بالمشاكل والصراعات يؤدي وبشكلٍ حتمي لإصابتهِ بمشكلة ضعف الذاكرة والنسيان، وذلك لأن دماغ الإنسان يتأثر سلبًا بكل العوامل المحيطة به، حيث تتراجع الخلايا المسؤولة عن عمل الدماغ بشكلٍ تدريجي إلى أن تفقد قدرتها على العمل بشكلٍ سليم.

3- الخمول وقلّة الحركة:

إنّ الكسل وجلوس الإنسان لساعاتٍ طويلة دون القيام بأي نشاط حركي، أو أي نشاط رياضي في اليوم، يؤدي إلى ضعف عمل ذاكرتهِ ونشاطها، وذلك بسبب ضعف الدورة الدمويّة وقلة نسبة الغذاء والأوكسجين الواصل إلى الدماغ، حيثُ أكّدت الأبحاث العمليّة بأنّ ممارسة 150 دقيقة من الأنشطة البدنيّة إسبوعيًا، كفيل بالمحافظة على الذاكرة وعملها السليم طوال الحياة.

4- الاضطرابات الهرمونية:

في مرحلة من مراحل العمر، تتعرض المرأة بشكلٍ خاص لمشكلة اضطرابات الهرمونات، وانخفاض معدل إفراز الجسم لهرمون الإستروجين، وهذا ما يجعلها تشعر بالإرهاق النفسي الذي ينعكسُ سلبًا على عمل الذاكرة وقدرتها على أرشفة المعلومات وحفظها، وبالتالي الإصابة بالنسيان.

5- الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي:

إنّ انشغال الإنسان وإدمانهِ على مواقع التواصل الاجتماعي بشكلٍ يومي، يؤدي مع الأيّام لتراجع قدراتهِ التفكيريّة، وأداء ذاكرته ونشاطها، وهذا ما أثبت حديثًا في العديد من التجارب العلمية، وذلك لأنّ الجلوس لساعاتٍ طويلة في تصفح الإنترنت يُبدد طاقة الإنسان، ويجعلهُ غير قادر على التركيز وتكوين ذاكرة جيدة ومُتجددة.

6- الإفراط في تناول الغذاء الضّار:

يؤثر نوع وطبيعة الغذاء على صحة الذاكرة وقدرتها على العمل لمواجهة مشكلة النسيان، لهذا فإنّ تناول الإنسان للغذاء الضّار الغني بالمواد الحافظة سيُعرّضه حتمًا مع الأيّام للإصابة بمشكلة النسيان وضعف الذاكرة، كما وأنّ إفراط الإنسان في تناول المزيد من الأطعمة اليوميّة يُعرضهُ لمشكلة التخمة التي تنعكسُ سلبًا على عمل العقل السليم.

7- ممارسة العادات الخاطئة:

إنّ ممارسة الإنسان لبعض العادات اليوميّة الخاطئة، يُعرّضه للإصابة بضعف الذاكرة والنسيان، وبالتحديد عادة التدخين بأنواعهِ المختلفة، وشرب الكحول والمخدرات، بالإضافة  لمشروبات الطاقة التي تتلف خلايا الدماغ.

8- تناول بعض الأنواع من الأدوية:

أشارت العديد من الدراسات الطبيّة، بأنّ تناول الإنسان لبعض الأنواع من الأدوية لفتراتٍ زمنيّةٍ طويلة يؤدي مع الأيّام لضعف الذاكرة وتلف الخلايا المنتشرة في الدماغ، وبشكلٍ خاص الأدوية المنومة، مضادات الاكتئاب، وبعض من أدوية الكوليسترول، والسكري.

9- نقص بعض الأنواع من الفيتامينات:

إنّ نقص بعض الأنواع من الفيتامينات من جسم الإنسان يؤثر سلبًا على عمل الذاكرة وقدرتها على أرشفة المعلومات التي يتلقاها الإنسان في حياتهِ، وبشكلٍ خاص فيتامين b12 المسؤول عن تقوية الأعصاب المنتشرة في الجسم بما فيها أعصاب الدماغ.

ثالثًا: نصائح مهمة للتخلّص من مشكلة ضعف الذاكرة والنسيان

1- ممارسة ألعاب الذاكرة والعقل:

يجب على الإنسان أن يُقاوم مشكلة ضعف الذاكرة والنسيان، لتحريض أعصاب المخ على العمل والتركيز والنشاط من وقتٍ لآخر، ويكون هذا عن طريق تطبيق بعض التمارين العقليّة، كحل الكلمات المتقاطعة، واللعب بألعاب البازل، والعمل على حفظ بعض الآيات القرآنيّة.

اقرأ أيضاً: 8 طرق بسيطة لتقوية الذاكرة


2- ممارسة الرياضة اليوميّة:

تساهم الرياضة اليوميّة في تنشيط الدورة الدمويّة لسرعة وصول الأوكسجين والدم إلى العقل والدماغ، لهذا ننصحك بأن تواظب على ممارسة الرياضة اليوميّة، وبشكلٍ خاص في الصباح الباكر والهواء الطلق.


اقرأ أيضاً:
10 فوائد صحيّة مهمة تمنحُها الرياضة لجسم الإنسان


3- الحصول على النوم المريح:

من الضروري أن تؤمن بيئة مريحة للنوم في منزل، كأن تختار غرفة بعيدة عن الضوء والأصوات المرتفعة، وذلك لتنعم بساعات من النوم المريح والصحي، الذي يجعلك تستعيد قوتك النفسيّة وقدرتك على التذكر، كما من الضروري أن تنام لمدةٍ لا تقل أو تزيد عن 8 ساعات خلال الليل.


اقرأ أيضاً:
 تخلّص من هذه العادات لتنعم بنوم مريح وهادئ


4- الإكثار من القراءة:

لا شيئ من الممكن أن يُغني ذاكرتك ويُحرضها على العمل المستمر أكثر من القراءة والمطالعة، لهذا عليك أن تحرص على قراءة يوميًا، وبالتحديد الكتب الأدبيّة، والكتب التي تساعدُ على توسيع الخيال.

5- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء:

وهي من التمارين المهمة التي تساعدُ على استرخاء الذاكرة والعقل، لطرد كافة الأفكار السلبيّة والطاقة المزعجة التي تضعف عمل الذاكرة مع الأيّام، لهذا ننصحك بأن تمارس هذهِ التمارين في الصباح وقبل النوم.

6- الابتعاد عن التدخين:

لتستعيد قوة ذاكرتك وقدرتك على الحفظ بعيدًا عن النسيان، عليك أن تتجنب التدخين بأنواعهِ المختلفة، كما وعليك أن تتجنب كل أجواء وأماكن التدخين السلبي.

7- الابتعاد عن التوتر والقلق:

عليك أن تبتعد قدر المستطاع عن كل الأماكن والأجواء التي تسبب لك التوتر والقلق النفسي، وذلك لأنّ هذهِ العوامل تنعكسُ على قوة الذاكرة سلبًا وتؤثرُ على عملها السليم.

شاهد بالفديو: ست خطوات ذهبية تساعد على تقوية الذاكرة

رابعًا: نصائح غذائيّة تساعد على تقوية الذاكرة ومحاربة النسيان

يلعب الغذاء الصحي دورًا أساسيًا في المحافظة على ذاكرة الإنسان وقدرتهِا على الحفظ والتذكر بعيدًا عن النسيان، وفيما يلي سنعرفك على بعض الأنواع من الأطعمة التي تستطيع من خلالها أن تحارب مشكلة النسيان، وهي:

1- التوت البري:

يحتوي التوت البري على كميّةٍ كبيرة من المواد المضادة للأكسدة التي تعمل على تقوية خلايا الدماغ والمخ، لوقاية الإنسان من الإصابة بضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر والشيخوخة.

2- سمك السلمون:

يحتوي سمك السلمون على كميّةٍ وفيرة من الأحماض الدهنيّة، ومضادات الهيستامين التي تساعدُ على تقوية الذاكرة وتنشيطها، لهذا فإنّ الأطباء ينصحون بتناول وجبة من سمك السلمون على الأقل في الإسبوع.

3- العنب:

يعمل العنب وبفعاليّة على تقوية الذاكرة والوقاية من الإصابة بأمراض النسيان والزهايمر، وذلك لأنّه يحتوي على مركب الفلافونيد وفيتامين ج.

4- الباذنجان:

يتميّز الباذنجان بغناه بالمواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تساعد على تقوية خلايا الدماغ، وحمايتها من الإصابة بالضعف والتلف، ولكن يُفضل أن يؤكل الباذنجان نيئًا أو مشويًا.

5- الشمندر الأحمر:

يحتوي الشمندر الأحمر على نسبةٍ كبيرة من مادة النايتريت التي تعمل على توسيع الأوعية الدمويّة، مما يزيد من كفاءة وقوة عمل الذاكرة والدماغ لمقاومة النسيان وعواملهِ.

6- السبانخ:

يتميز السبانخ بنغاه بالمواد المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تعمل على تغذية الدماغ ومدهِ بالعناصر المفيدة لعملهِ السليم، لهذا يجب تناول ثلاث وجبات من السبانخ إسبوعيًا.

7- التفاح:

يحتوي التفاح على بعض العناصر التي تساعدُ على تقوية الأعصاب والناقل العصبي في الدماغ، لهذا فهو يعمل وبفعاليةٍ كبيرة في التخلص من مشكلة ضعف الذاكرة ووقاية الإنسان من الإصابة بمرض النسيان والزهايمر، لهذا ينصح الخبراء بتناول ثمرتين من التفاح إسبوعيًا.

8- الجوز:

وهو من أهم الأطعمة وأكثرها فائدة لصحة الدماغ والذاكرة، وذلك لاحتوائهِ على كميّةٍ كبيرة من المواد الدهنيّة التي تغذي خلايا المخ، وتحميها من الإصابة بالضعف والتلف.

9- البيض:

يحتوي البيض على كميّةٍ وفيرة من فيتامين b12 الذي يُقلل من نسبة الهرمون المسؤول عن إصابة الإنسان بضعف الذاكرة، لهذا من الضروري أن تتناول بيضة مسلوقة واحدة صباح كل يوم.

10- الجزر:

يُساعد الجزر على تحسين وظائف الدماغ، ويُخفف من أعراض الإصابة بمرض فقدان الذاكرة، لهذا من الضروري أن تواظب على أكل ثمرتين من الجزر كل يوم، أو شرب كوب من عصير الجزر الطازج.

11- الشاي الأخضر:

يتميّز الشاي الأخضر باحتوائهِ على العديد من العناصر المفيدة التي تعمل وبفعّاليّة على تقوية الذاكرة، وزيادة قدرات الإنسان الاستعابيّة، وذلك لغناه بالمواد المضادة للأكسدة.

12- حبوب القمح:

تساعد حبوب القمح على تقوية الذاكرة، وذلك لأنها تعمل على تنشيط الدورة الدمويّة لسرعة وصول الدم المحمل بالأوكسجين إلى الدماغ، كما وتمد الجسم بعنصر الجلوكوز الذي يمنح العقل طاقةً كبيرة وقدرة على التفكير الصحيح.

13- الشوكولا الداكنة:

تحتوي الشوكولا الداكنة على كمية وفيرة من العناصر المضادة للأكسدة، هذهِ العناصر التي تعمل وبفعالية على تنشيط الذاكرة، وتنشيط قدرة العقل على تسريع عملية حفظ المعلومات واسترجاعها.

14- البقوليات:

تحتوي البقوليات على كميّةٍ وفيرة من عنصر السيلينوم، وحمض الفوليك، بالإضافة للنحاس، والحديد، هذهِ العناصر التي تعمل على تقوية الذاكرة ومقاومة كل العوامل التي تؤدي لأصابة الإنسان بالنسيان، ومن هنا ننصحك بأن تواظب على تناول البقوليات بأنوعها المختلفة بشكلٍ  إسبوعي.

15- الكركم:

يعمل الكركم وبفعالية على مقاومة كل العوامل التي تسبب الزهايمر وضعف الذاكرة، لهذا ننصحك بأن تضيف الكركم إلى مختلف وجباتك اليوميّة.

وأخيرًا عليك عزيزي القارئ أن تواظب على تناول هذهِ الأغذية والإلتزام بكافة النصائح التي قدمناها لك، لتحافظ على قوة ذاكرتك وعقلك، ولتقي نفسك من الإصابة بمشكلة ضعف الذاكرة والنسيان.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة