موظفوك من جيل الألفية هم "طيور الكناري" في شركتك

●"إنَّ الموظفين من جيل الألفية يعتقدون أنَّهم يستحقون المال والتقدير على الرغم من أنَّهم لا يفعلون ما يستحق ذلك، ويعتقدون أنَّهم أفضل من الآخرين".

●"إنَّ الموظفين من جيل الألفية هم أشخاص نرجسيون".

●"إنَّ الموظفين من جيل الألفية يركزون على فكرة أنَّهم أشخاص يتسمون بالتميُّز بدرجة كبيرة".

●"توجد عدة سمات يتصف بها جيل الألفية، لكن يعتقدون أنَّهم يجب أن يتولوا منصب نائب المدير بعد مرور عام واحد من عملهم في الوظيفة؛ فعلى أي كوكب يعيشون؟".



إذا كنت تشكو دائماً لأنَّ المواصفات التي ذُكِرَت آنفاً تنطبق على الموظفين من جيل الألفية الذين يعملون في منظمتك، فقد يكون الوقت قد حان لإحداث نقلة نوعية؛ فبدلاً من النظر إلى جيل الألفية على أنَّهم موظفون نرجسيون أو أنَّهم أشخاص مُهمَّشون وضعفاء في مكان العمل، ماذا سيحدث إذا نظرت إليهم على أنَّهم بمنزلة "طيور الكناري في منجم الفحم"؟

إليك ملخص سريع لمصطلح "طيور الكناري في منجم الفحم" في حال لم تكن على دراية به: منذ فترة طويلة، وقبل وجود التكنولوجيا المتطورة، كان عمَّال مناجم الفحم يصطحبون طيور الكناري معهم إلى أسفل منجم الفحم، ويستخدمونها بصفتها علامة تنذرهم إنذاراً مبكراً بحدوث خطر يدل على أنَّ مستويات أول أوكسيد الكربون (CO) ترتفع ارتفاعاً خطيراً؛ فإذا ماتت طيور الكناري، حينها يدرك عمال المنجم أنَّ الوقت قد حان للخروج من المنجم.

ونظراً لأنَّ طيور الكناري أكثر حساسية لمستويات غاز أول أوكسيد الكربون من البشر، فقد شعرت بتأثيراتها قبل أن يشعر بها عمال مناجم الفحم، لذا فحساسية طيور الكناري المتزايدة بالنسبة إلى أول أوكسيد الكربون أدت إلى إنقاذ أرواح العمال في المنجم.

وبالمثل، إنَّ موظفيك من جيل الألفية يمثلون طيور الكناري في شركتك، والذين ينبهونك إلى الأمور التي تدفع جميع الموظفين إلى عدم الاندماج في العمل.

عدم الاندماج في العمل:

  1. المديرون والقادة الذين ينظرون إلى الموظفين الذين يعملون مباشرة تحت قيادتهم بوصفهم مجرد أدوات لتحقيق أهدافهم، ولا يظهرون أي اهتمام بموظفيهم بصفتهم بشراً أو بسلامتهم أو بتطلعاتهم إلى التطور المهني.
  2. وجود سياسات قديمة وغير منطقية تجعل من الصعب على الموظفين القيام بعملهم.
  3. عدم تقدير حق الموظف في الحياة خارج العمل.
  4. البقاء بعيداً عن الإدارة وعدم المشاركة في عملية اتخاذ القرار؛ لذلك يشعر الموظفون دائماً أنَّهم لا يعلمون أي شيء.
  5. المدير الذي يعطي تغذية راجعة سلبية فقط، ولا يمدح أو يقدِّر موظفيه أبداً.
  6. عدم التأكيد على أهمية عمل الموظفين، وكيف أنَّ عملهم يساهم في إنجاز مهمة المنظمة، وكيف يجعل حياتهم أفضل.
  7. إتاحة فرص قليلة للموظفين لإحداث فارق؛ أي للقيام بشيء هام فعلياً خارج المهام الروتينية للفرد.

في حين أنَّ جميع الموظفين يريدون الذهاب إلى العمل للحصول على الراتب فقط دون أن يتولوا أية مهام، إلا أنَّ العديد منهم من الأجيال الأكبر سناً يتحملون وضعهم في العمل أيَّاً كان بدلاً من التذمر أو مغادرة مكان العمل، وبدلاً من ذلك، ينضمون إلى صفوف الأشخاص المتقاعدين عن العمل في الخدمة الفعلية؛ أي الأشخاص الذين لا ينفذون المهام، لكنَّهم فقط يذهبون إلى العمل من أجل الحصول على الراتب في نهاية كل شهر.

شاهد: 10 حقائق يجب معرفتها عن جيل الألفية

وفقاً لبحث أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup)، فإنَّ هؤلاء الموظفين الذين لم يعودوا يهتمون برب العمل أو يعملون عملاً رائعاً أو يقدمون أية مساهمة يشكلون 60% من القوة العاملة.

إنَّ حقيقة أنَّ 60% من الموظفين في المنظمة العادية ينجزون المهام المُوكلة إليهم دون الشعور بالشغف أو الالتزام تمثِّل نصف المشكلة فقط، أمَّا النصف الآخر فيكمن في أنَّ رب العمل لا يدرك أنَّ مستويات الخطر ترتفع؛ وذلك لأنَّ الموظفين لديه لا يتحدثون عن المشكلة أو يغادرون مكان العمل.

لذا من السهل على أرباب العمل أن يتصرفوا دون مبالاة، غير مدركين للثمن الباهظ الذي يدفعونه مقابل ممارسات الإدارة والسياسات التنظيمية غير الفعالة التي يتبعونها؛ إذ إنَّهم لا يدركون ما يخسرونه من مقدار الإنتاجية وجودة خدمة العملاء.

نظراً لأنَّ موظفي الجيل الأكبر سناً وُلِدوا في ثقافة تقبَّلت - وتوقعت أيضاً - أنَّه لم يكن من المفترض أن يُكافؤوا مقابل العمل الذي يقومون به، ناهيك عن كون الأمر ممتعاً، فهم عموماً لا يعبرون عن آرائهم، أو لا يرغبون في ترك العمل مثل الموظفين من جيل الألفية.

ولأنَّ معظم الموظفين لا يتحدثون عن المشكلة، فمن السهل أن نصدق ما يأتي على نحو خاطئ:

  1. أنَّ الموظفين الجدد لا يلاحظون أو لا يهتمون ببرنامج التوجيه المُهمَل والممل و"الترحيب" اللامبالي الذي يتلقونه.
  2. إنَّ إجراء استطلاع للموظفين وعدم الإبلاغ عن النتائج أو القيام بأي شيء حيالها لا يؤثر في الروح المعنوية للموظفين وفي تقديرهم وثقتهم.
  3. إنَّ عدم مطالبة الموظفين بإبداء آرائهم في التغييرات التي تؤثر تأثيراً مباشراً في وظائفهم هو "مجرد أمر يجب أن يغضوا الطرف عنه"، ومثل هذه المواقف ليس لها علاقة باندماج الموظفين.
إقرأ أيضاً: 6 خطوات لتطوير جيل الألفية إلى مديرين

دون تقديم التغذية الراجعة، من السهل التفكير في أنَّ الأمور تسير على ما يرام بينما لا تكون كذلك فعلياً:

عندما لا يتحدث الموظفون علناً عن الأشياء التي تجعل من الصعب عليهم أداء أفضل ما لديهم، وعن الأمور التي تجعلهم أقل اهتماماً بالعمل، فإنَّ هذا الأمر يجعل أرباب العمل غير مدركين للوضع.

عندما يتحمل الموظفون الأمر بدلاً من الإفصاح عنه، فإنَّ أرباب العمل لا يدركون تمام الإدراك ما يمنعهم من الاستفادة من مستويات عالية من اندماج الموظفين والفوائد المترتبة على ذلك، لكن مع وجود موظفين من جيل الألفية، لا يتعين على أرباب العمل التساؤل عن الأمر.

إذ يشعر جيل الألفية بالسعادة عندما يعلمك بالخطأ الذي تفعله، وهذه هي الهدية الثمينة التي يقدمها هذا الجيل؛ لذا ليس عليك أن تتساءل عما إذا كنت تفعل الأشياء التي تمنعك من جذب جميع أجيال المواهب والاحتفاظ بها وإدماجها؛ إذ إنَّ جيل الألفية سيخبرك بذلك من خلال التحدث عن هذا الأمر أو من خلال مغادرة مكان العمل.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للشركات توظيف جيل الألفية والاحتفاظ بهم بشكل أفضل

في الختام:

بعبارة صريحة أكثر: إذا كنت مديراً سيئاً، فسوف يخبرك موظفوك من جيل الألفية بذلك مباشرة أو من خلال الاستقالة من الوظيفة؛ لذا بصرف النظر عن مدى صدقهم في إيصال الأمر والتحدث عنه، أو مدى الانزعاج الذي تشعر به بسبب افتقارهم للولاء، فإنَّهم يقدمون لك معلومات ذات قيمة، فيمنحك جيل الألفية معلومات يمكن أن تُحدِث تغييراً إيجابياً إذا تلقَّيتها بفضول وتواضع.

المصدر




مقالات مرتبطة