ملخص كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية الجزء (3)

في الجزء الثالث والأخير من ملخص كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية نستكمل فيه الحديث عن العادة السادسة: التّكاتف، ومن ثم عن العادة السابعة والأخيرة أيضاً وهي عادة التجديد.



رابعاً: التّجديد

العادة السّابعة: اشحذ المنشار (مبادئ التّجديد الذّاتي المتوازن)

لنفترض أنّك في الغابة ومررت بشخص يعمل بكدّ من أجل قطع شجرة، فسألته "ماذا تفعل؟، " فيردّ عليك بصبر نافد "ألا ترى؟ إنّني أحاول قطع شجرة".

فصحت متعجّباً "ولكنّك تبدو منهكاً، منذ متى وأنت تعمل؟"، فيجيب "منذ أكثر من خمس ساعات، وقدّ تعبت للغاية فهذا عمل شاق حقاً".

فتستفسر قائلاً "حسناً لماذا لا تأخذ استراحة لمدّة خمس دقائق وتشحذ المنشار؟ أنا على يقين أنّك لو شحذته ستنجز العمل بشكل أسرع".

 فقال الرّجل مؤكّداً "ليس لديّ وقت لشحذ المنشار فأنا منشغل بالقطع".

إنّ العادة السّابعة هي تخصيص وقت لشحذ المنشار، وهي العادة التي تجعل تحقيق العادات الأخرى ممكناً.

إقرأ أيضاً: أهمية تجديد النفس وطرق تحقيقه

الأبعاد الأربعة للتجديد:

إنَّ العادة السّابعة تحافظ على أعظم الأصول التي تمتلكها وتعزّزه ألا وهو أنت. وهي تجدّد الأبعاد الأربعة لطبيعتك – البُعد البدني والروحي والعقلي والاجتماعي/العاطفي.

ويُقصد بشحذ الهمّة ممارسة كل الأبعاد الأربعة الخاصّة بطبيعتنا ممارسة منتظمة ومستمرّة بأساليب حكيمة ومتوازنة. ومن أجل القيام بهذا لا بدّ أن نكون مبادرين. ويعتبر تخصيص وقت من أجل شحذ الهمّة هو نشاط أساسي للمربّع 2.

والاستثمار في أنفسنا هو أحد أهم الاستثمارات التي يمكننا القيام بها في الحياة، والأداة الوحيدة التي نملكها والتي نتعامل بها مع الحياة ونقدم إسهاماتنا من خلالها. ولكي نحقّق المزيد من الفعاليّة علينا أن ندرك أهميّة تحقيق بعض الوقت بانتظام من أجل شحذ الهمّة في جميع الاتجاهات.

1. البعد البدني:

يتضمّن البعد البدني الاهتمام الفعّال بجسدنا المادي - تناول الأصناف الجيّدة من الطعام والحصول على قدرٍ كافٍ من الرّاحة والاسترخاء وممارسة التّمارين الرّياضية بانتظام.

وتعتبر الرّياضة أحد أهم الأنشطة في المربّع 2 والتي لا نواظب على أدائها لأنّها ليست عاجلة. ولأنّنا لا نمارسها عاجلاً أو آجلاً سنجد أنفسنا في المربّع 1 نتعامل مع المشكلات والأزمات الصحيّة التي تحدث كنتيجة طبيعيّة لإهمالنا.

ويعتقد معظمنا أنّنا لا نملك الوقت الكافي من أجل ممارسة الرّياضة، وياله من تصوّر ذهني مشوّه! إنّنا نتحدّث عن حوالي ثلاث أو ستّ ساعات في الأسبوع أو على الأقل ثلاثين دقيقة في اليوم، أعتقد أنّه ليس بالقدر الكبير مقارنةً بالفوائد الجمّة التي تؤثّر على بقيّة الـ 162-165 ساعة الأخرى في الأسبوع.

وأفضل برنامج تدريبي هو ذلك الذي يمكنك ممارسته في المنزل والذي يبني ثلاثة جوانب في جسمك: قوّة التّحمل والمرونة والقوّة.

وتأتي قوّة التّحمّل: من ممارسة تمرينات الأيروبيكس ومن كفاءة جهاز القلب والأوعية الدّمويّة (أي قدرة القلب على ضخّ الدّمّ إلى جميع أجزاء الجّسم)، ورغم كون القلب عضلة إلّا أنّه لا يمكن إخضاعها لتدريب مباشر، ولكنّها تحصل على التّدريب من خلال مجموعة كبيرة من العضلات الأخرى وخاصّة عضلات السّاقين، ولهذا السّبب تعدّ بعض التّمارين مثل الجّري السّريع وركوب الدّراجة والسّباحة والتّزلج على الماء مفيدة جداً.

والمرونة: تأتي من تمارين الاستطالة، وينصح معظم الخبراء بأداء تمارين الإحماء قبل تدريبات الأيروبيكس، وتمارين تبريد الجسم (الاستطالة) عقبها، وترجع فائدة تمارين الإحماء إلى أنّها تساعد في إرخاء العضلات وتسخينها من أجل إعدادها للتّدريبات الشّاقّة، وتمارين تبريد الجّسم في خفض مستويات حمض اللكتيك تدريجيّاً ومن ثم لا تشعر بألم في العضلات وصعوبة في تحريكها.

أمّا القوّة: فأساسها تدريبات المقاومة الخاصّة بالعضلات (تمارين تناسق الجّسم والضّغط وتمارين عضلات البطن وكذلك حمل الأثقال). وعزمك على تنمية قوّتك يعتمد بدرجة كبيرة على عملك فإذا كان عملك يعتمد على القوّة البدنيّة أو الأنشطة الرّياضيّة فإن زيادة قوّتك ستزيد من مهارتك، وإذا كان عملك مكتبيّاً في الأساس ونجاحك في الحياة لا يتطلّب الكثير من القوّة فقليل من تمارين التّقوية مع الأيروبيكس وتمارين الاستطالة ستجدي نفعاً.

ولكن يجب أن يتّسم برنامجك التّدريبي بالحكمة، فإذا كنت من النّوع الذي لا يمارس الرّياضة أبداً فإنّ مبالغتك في ممارسة التّمارين الرّياضيّة قد يتسبّب لك في الألم أو أضرار أخرى قد تكون دائمة، لذا من الأفضل أن تبدأ دوماً ببطء، ومن الممكن أن يحتج جسمك في البداية لأنّ هذا التّغيير قد ينزع منه الرّاحة ولكن يجب أن تكون مبادراً، والتزم بأداء التّمارين الرّياضيّة في جميع الظّروف.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتمارس العادات الجيّدة يوميّاً

2. البعد الروحي:

يمدك تجديد البعد الروحي بالقدرة على قيادة حياتك، ويعد البعد الروحي هو جوهرك ومركزك والتزامك بنظام قيمك. وهو منطقة خاصّة جدّاً من حياتك وذو أهمّيّة قصوى، وهو المنبع الذي تأتي منه مصادر إلهامك ويربطك بالحقائق المطلقة لكل البشريّة، وهو أمر يختلف النّاس في تحقيقه اختلافاً واضحاً.

فبعضنا يجد التّجدّد في بعض النّصوص الدّينيّة التي تمثّل نظاماً قيميّاً، بينما قد يجد آخرون أن عشق نوع من الأدب أو الموسيقى قدّ يمثّل مصدراً للتّجدّد الرّوحي، وقد يجده البعض الآخر في طريقة تواصلهم مع الطّبيعة.

إنّ التّجديد الرّوحي يتطلّب وقتاً، ونُقل عم المصلح العظيم مارتن لوثر "لديّ الكثير لإنجازه اليوم، لذا سأحتاج إلى قضاء ساعة أخرى على ركبتيّ"، لقد كانت الصّلاة بالنّسبة له مصدراً للقوّة تساعده على إطلاق قواه المتعدّدة، وليست مجرّد حركات آلية يؤدّيها.

ويعلّمنا القائد الديني ديفيد أو ماكاي "إنّ أعظم معارك الحياة هي الصّراع اليومي داخل الغرف الصّامتة للروح". وإذا ربحت المعارك هناك وإذا سوّيت قضايا الصّراع الداخلي ستشعر بالسّلام وتعرف نفسك وستجد أنّ النّصر العام – حيث يمكنك التفكير بشكل تعاوني، وتعزيز صالح الناس، والشعور بالسعادة لنجاحاتهم يتدفق تدفّقاً طبيعيّاً.

3. البعد العقلي:

إنّ معظم تطوّراتنا العقليّة وانضباطنا الدّراسي يأتي من خلال التّعليم الرّسمي. فبمجرّد أن نترك الانضباط الخارجي للمدرسة يترك العديد منّا عقله يضعف. فلا نقرأ بشكل جديّ ولا نكتشف موضوعات جديدة خارج مجالات عملنا، ولا ننتهج أسلوب التّفكير التّحليلي ولا نكتب، وبدلاً من هذا نمضي الوقت أمام التّلفاز.

وتشير الدّراسات إلى أنّ عدد ساعات مشاهدة التّلفاز بالمنازل يتراوح ما بين 35- 45 ساعة في الأسبوع، وهو عدد ساعات يفوق هذا الذي نمضيه في العمل أو في المدرسة، وهو أكبر المؤثّرات الاجتماعيّة الموجودة. فعندما نجلس أمام التّلفاز نكون عرضة لجميع القيم التي تُبثّ من خلاله والتي تؤثّر علينا تأثيراً مباشراً وقويّاً. وتتطلّب الحكمة في مشاهدة التّلفاز الإدارة الذّاتيّة الفعّالة للعادة الثّالثة، والتي تمكّننا من اختيار البرامج المفيدة والملهمة والممتعة والتي تخدم أهدافنا وقيمنا وتعبّر عنها.

وكم هو مهم تدريب العقل على الانفصال عن الذات وتفحّص برمجته الخاصة. ولا توجد طريقة لتثقيف عقلك وتوسيع مداركك بانتظام أفضل من عادة قراءة الكتب القيّمة.

فيمكنك من خلال القراءة الغوص داخل العقول الموجودة الآن، أو التي وُجِدَت في العالم من قبل. ويمكنك البدء بهدف قراءة كتاب كل شهر ثم كتاب كل أسبوعين ثم كتاب كل أسبوع.

والكتابة هي طريقة أخرى مؤثّرة لشحذ منشار العقل. فالمواظبة على كتابة اليوميات التي تضم أفكارنا وتجاربنا ورؤانا وتعاليمنا تعزّز صفاء الذهن ودقّته.

ويمثّل التّنظيم والتّخطيط شكلين آخرين من أشكال التّجديد العقلي المرتبط بالعادتين الثّانية والثّالثة. إنّه البدء والغاية في ذهنك وامتلاك القدرة العقليّة على التّنظيم لإنجاز هذه الغاية. وهو ممارسة التّصور والتّخيل داخل عقلك لتتمكّن من رؤية الغاية منذ البداية، ورؤية الرحلة بأكملها على الأقل في صورة مبادئ ما لم تكن خطوات.

فشحذ المنشار في الأبعاد الثّلاثة الأولى (البدني والرّوحي والعقلي) هو تدريب يُطلق عليه النّصر اليومي الخاص، وعلينا ممارسة هذا التّدريب البسيط لمدّة ساعة واحدة باليوم – ساعة واحدة باليوم للفترة المتبقّية من حياتك.

وهذه السّاعة التي ستمضيها في ممارسة تدريب النّصر اليومي الخاص لا يضاهيها أي نشاط آخر يمكنك القيام به، وهي ستؤثّر في جميع قراراتك وعلاقاتك. ستحسّن جودة وفعاليّة كلّ ما تفعله في هذا اليوم بما في ذلك النّوم العميق بلا أرق. كما أنّها تبني على المدى البعيد القوّة البدنيّة والرّوحيّة والعقليّة التي تمكّنك من التّعامل مع تحدّيات الحياة الصّعبة.

4. البعد الاجتماعي/العاطفي:

بينما ترتبط الأبعاد البدنيّة والرّوحية والعقليّة ارتباطاً وثيقاً بالعادات الأولى والثّانية والثّالثة، أي تتركّز حول المبادئ الشّخصية والرّؤية والقيادة والإدارة. فإن البعد الاجتماعي/ العاطفي يركز على العادات الرابعة والخامسة والسادسة، أي يتركز على مبادئ العلاقات الجماعية والتواصل وفقاً للتقمص العاطفي والتعاون الخلّاق.

والأبعاد الاجتماعيّة والعاطفيّة في حياتنا مرتبطة ببعضها لأنّ حياتنا العاطفيّة في الأساس تنشأ نتيجة لعلاقاتنا بالآخرين ومشاعرنا نحوهم.

وتجديد البعد الاجتماعي/العاطفي لا يستغرق وقتاً مثل الأبعاد الأخرى. فهو يتحقّق من خلال تعاملاتنا اليوميّة مع الناس ولكنه بلا شك يحتاج إلى تدريب.

والنّجاح في العادات الرّابعة والخامسة والسّادسة لا يعتمد على العقل في المقام الأوّل بلّ يعتمد على العواطف، وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمننا الشّخصي. ولكن من أين يأتي الأمن الدّاخلي؟ إنّه لا يأتي من رأي النّاس فينا أو طريقة معاملتهم لنا، ولا يأتي من النّصوص التي يقدّمونها لنا، كما أنّه لا يأتي من ظروفنا أو وضعنا.

إنّه يأتي من داخلنا، من التّصوّرات الذّهنيّة الدّقيقة والمبادئ القويمة المتأصّلة داخل قلوبنا وعقولنا، كما أنّه يأتي من التّوافق بين الدّاخل والخارج، وعيش حياة التّكامل حيث تعكس عاداتنا اليوميّة قيمنا الأصيلة.

وهناك الأمن الدّاخلي الذي ينشأ نتيجة الحياة في إطار الاعتماد بالتّبادل الفعّال. وقدّ يتحقّق الأمن عندما تعلم أنّ هناك حلول مكسب/مكسب متاحة، وأنّ الحياة ليست دائماً "إمّا/أو" وأنّه دائماً ما تتحقق فوائد مشتركة من البدائل الأخرى، والأمن يتولّد عندما تعرف أنّ بإمكانك الخروج من إطار مرجعيتك دون التّخلي عنه، وأنّك تستطيع فهم الطّرف الآخر فهماً جيّداً. وينشأ الأمن عندما تتعامل مع النّاس تعاملاً صادقاً وخلّاقاً وتعاونيّاً وتجرّب عادات الاعتماد بالتّبادل.

وهناك نوع من الأمن الدّاخلي الذي ينشأ من الخدمات ومساعدة الآخرين. وأحد أهم مصادر الأمن هو عملك، عندما ترى نفسك تُحدث فرقاً حقيقيّاً. ومصدر آخر هو الخدمات المجهولة - لا أحد يعلم عنها شيئاً وليس بالضّرورة أن تُعلَن على الإطلاق. فليس هذا هو ما يهمّك، حيث أنّ ما تكترث له هو مباركة حياة الآخرين. ويصبح التّأثير هو الدّافع وليس التّقدير.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب الذكاء العاطفي لترافيس برادبيري وجين جريفزر - الجزء (1)

وضع نصوص الآخرين:

معظم النّاس تشكّلوا من خلال المرآة الاجتماعيّة وبَرمَجَتهُم نصوص المحيطين بهم ومفاهيمهم وتصوراتهم الذهنيّة. ولأنّنا أشخاص ننتهج الاعتماد بالتبادل فأنا وأنت نتاج تصوّر ذهني يؤكّد حقيقة أنّنا جزء من تلك المرآة الاجتماعيّة.

ويمكننا أن نختار أن نعكس للآخرين رؤية واضحة وغير مشوّهة لأنفسهم. فيسعنا التّأكيد على طبيعتهم المبادرة ومعاملتهم كأشخاص مسؤولين. ويمكننا مساعدتهم على وضع نصوص تجعل منهم أشخاصاً يعيشون وفقاً للمبادئ وعلى أساس من القيم والاستقلال والشعور بالقيمة. ومع تمتعنا بعقلية الوفرة نُدرك أنّ تقديم انعكاس إيجابي للآخرين لا يقلّل منّا في شيء. إنّه يزيد من قيمتنا لأنّه يزيد من فرصنا في التّعامل الفعّال مع النّاس المبادرين.

وكلّما تمكنّا من رؤية الإمكانات الخفيّة للناس تمكنّا من استخدام الخيال بدلاً من الذاكرة مع أزواجنا أو أطفالنا أو زملائنا في العمل أو الموظّفين. ويمكننا رفض تصنيفهم ورؤيتهم بطرق جديدة في كل مرة. ونستطيع مساعدتهم ليصبحوا مستقلين وقادرين على تحقيق ما يريدون وجعل علاقاتهم بالآخرين ثريّة ومثمرة ومُرضية.

ويقول جوته: "عامل الإنسان كما هو وسوف يظل كما هو، وعامل الإنسان كما يمكن أن يكون ويجب أن يكون وسيصبح كما يمكن ويجب أن يكون".

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتكون ذكيّاً في التعامل مع الناس

التوازن في التجديد:

‏لابدّ أن تتضمّن عملية التجديد الذاتي تجديداً متوازناً للأبعاد الأربعة لطبيعتنا: البدنيّة والروحية والعقليّة والاجتماعيّة/العاطفيّة. ورغم أهميّة تجديد كل واحد من الأبعاد، فإنّ هذا التجديد لا يصبح فعّالاً بشكل كامل إلّا إذا تعاملنا مع الأبعاد الأربعة تعاملاً حكيماً ومتوازناً. فإهمال واحد منها يؤثّر سلباً على البقيّة.  

‏وهذا الأمر يصدق على المؤسّسات والأفراد على حد سواء. ففي مؤسّسة ما يفسّر البعد البدني على أساس اقتصادي. والبعد العقلي أو النفسي يتعامل مع التقدير والتطوير واستخدام المواهب. أمّا البعد الاجتماعي/العاطفي فإنّه يتعامل مع العلاقات الإنسانيّة وأسلوب معاملة النّاس. ويتعلّق البعد الروحي باكتشاف المعاني من خلال الأغراض أو الإسهامات ومن خلال التكامل المؤسّسي.  

‏وعندما تُهمِل مؤسسة أيّ واحد من هذه الجوانب الأربعة فإنّه يؤثّر تأثيراً سلبياً على المؤسّسة بأسرها.  وتتحوّل الطاقات الخلّاقة والإبداعيّة التي يمكن أن تتكاتف معاً بإيجابية إلى طاقة هدّامة تُستَخدَم ضد المؤسّسة، وتتحوّل إلى قوى مفيدة للنمو والإنتاجيّة.

وتتطلّب الفعاليّة على مستوى المؤسّسات والأفراد تنمية الأبعاد وتجديدها بأسلوب حكيم ومتوازن.  وإهمال أي واحد منها سوف يخلق مجال مقاومة سلبي القوّة يؤثّر سلباً على الفعالية والنمو.  أمّا المؤسّسات والأفراد التي تعترف بأهميّة تلك الأبعاد الأربعة في رسالة حياتها فإنّها تضع إطاراً مؤثّراً للتجدّد المتوازن.  

وعملية التطوير المستمر هذه هي السِمة المميّزة لحركة الجودة الشاملة ومفتاح صعود الاقتصاد الياباني.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مثبتة علميَّاً للتخلص من العادات السيئة

التّكاتف في التجديد:

إنّ التجديد المتوازن هو أفضل أنواع التّكاتف. والأشياء التي تقوم بها من أجل شحذ المنشار في واحد من الأبعاد الأربعة يكون لها تأثير إيجابي على الأبعاد الأخرى لأنّها مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً.  فصحتك البدنيّة تؤثّر على صحتك العقليّة، وقوّتك الروحيّة تؤثّر على قوّتك الاجتماعيّة/العاطفيّة. وعملك على تحسين واحد من هذه الأبعاد يزيد من قدرتك على تحسين الأبعاد الأخرى.  

‏والعادات السّبع للناس ذوي الفعالية العالية تُحقّق التّكاتف الأمثل بين هذه الأبعاد. وتجديد واحد من تلك الأبعاد يزيد قدرتك على معاينة واحدة على الأقل من العادات السبع. وعلى الرغم من أنّ العادات مترابطة في تتابع إلّا أنّ تحسين واحدة من العادات على أساس متكاتف يزيد من قدرتك على معايشة العادات الأخرى.  

‏‏والنّصر الشخصي اليومي - ساعة واحدة على الأقل في اليوم من أجل تجديد الأبعاد البدنية والروحية والعقلية - هو مفتاح تطوير العادات السّبع وهو أمر يكمن بالكامل داخل دائرة تأثيرك. إنّه وقت المربّع 2 المركَز الضروري من أجل تكامل هذه العادات مع حياتك ولتصبح متمركزاً حول المبادئ.  

‏كما أنّه أساس للنصر العام اليومي. وهو مصدر الأمن الداخلي الذي تحتاجه من أجل شحذ منشارك في البعد الاجتماعي/العاطفي. كما أنّه يمنحك قوة الشّخصيّة من أجل التركيز على دائرة تأثيرك في المواقف التي تتطلّب الاعتماد بالتبادل - لتنظر إلى الآخرين من منطلق التصوّر الذهني للوفرة الذهنيّة، ولتقدِّر اختلافاتهم وتَسعَد من أجل نجاحاتهم. وهو الأساس الذي يساعدك على التّفهم والتّكاتف من أجل تحقيق مكسب/مكسب ولممارسة العادات الرّابعة والخامسة والسّادسة في واقع الاعتماد بالتّبادل.

إقرأ أيضاً: كيف تقوم بترسيخ العادات الجيدة في حياتك؟

الارتقاء اللولبي الصاعد:

التّجديد هو المبدأ - والعمليّة - التي تمكننا من الارتقاء اللولبي الصاعد لتحقيق النمو والتغيير والتّحسين المستمر. ولكي نتمكّن من تحقيق تقدّم مستمر ذي معنى بطول هذا الصعود اللولبي نحن في حاجة إلى التّفكير في جانب آخر من جوانب التجديد وطريقة تأثيره على موهبة بشرية متفردة توجّه هذا الصعود اللولبي (الضّمير). وبكلمات السيدة دي سيتال "إنّ صوت الضمير رقيق للغاية بحيث يسهل إعاقته ولكنّه واضح للغاية بحيث يستحيل عدم تمييزه".

‏والضّمير هو الموهبة التي تقيس درجة توافقنا مع المبادئ القويمة أو اختلافنا معها وتقرّبنا منها.

‏وكما أنّ دراسة الأعصاب أمر حيوي للرياضي النّاجح، وتثقيف العقل أمر حيوي للعالم فإن دراسة الضّمير حيوية للشخص المبادر ذي الفعاليّة العالية. ومع ذلك يتطلّب تدريب الضّمير وتعليمه قدراً أعظم من التّركيز، والمزيد من الانضباط المتوازن، والمزيد من الحياة الصادقة. فهو يتطلّب التّغذي بشكل منتظم على الكتب القيّمة، والتّفكير في أفكار نبيلة. وفوق كل هذا العيش بتناغم مع هذا الصوت الضعيف.

‏وما إن يتكوّن لدينا الوعي الذاتي لابدّ أن نختار أهدافاً ومبادئ نعيش بها، وإلا سنخسر الوعي الذاتي، ونتحوّل إلى حيوانات تعيش الحياة البدائيّة وهدفها البقاء على قيد الحياة والتكاثر. والنّاس الذين يعيشون في هذا المستوى لا يعيشون بل "تُعاش لهم حياتهم". فهم يكتفون برد الفعل ولا يدركون المواهب المتفرّدة التي تقبع بداخلهم بدون تطوير.

ويتطلّب منّا الارتقاء اللولبي الصاعد التّعلم والالتزام والعمل على مستويات تزداد ارتفاعاً. وسنخدع أنفسنا لو اعتقدنا أنّ أي واحد من هذه كاف، ‏فالمحافظة على التّقدم يحتّم علينا التّعلم والالتزام والعمل التّعلم والالتزام والعمل - والتّعلم والالتزام والعمل مرة أخرى.




مقالات مرتبطة