مفهوم الهندسة الزراعية: أهميتها وتخصصاتها

للحياة دعائم كثيرة لا يمكن أن تستمر دونها، وإحدى أهم دعائم الحياة هي الزراعة؛ وذلك لأنَّنا دون الزراعة لن نستطيع الحصول على مقومات الحياة، فهل يمكنك تخيُّل حياتنا دون الزراعة؟



بالطبع من غير الممكن الاستمرار في الحياة حينها؛ لذلك لا بدَّ من الاهتمام بها اهتماماً كبيراً من خلال استخدام أحدث التقنيات والطرائق والأساليب سواء في زراعة النباتات وتربيتها أم في رعاية الحيوانات، وكما هو الحال في كل مجال في هذه الحياة يوجد اختصاصيون يهتمون به، فأيضاً يوجد شخص يهتم بمجال الزراعة وهو المهندس الزراعي؛ لذلك سوف نتعرَّف في هذا المقال إلى اختصاص الهندسة الزراعية وأهميتها وتخصصاتها في الحياة العملية.

مفهوم الهندسة الزراعية:

هي إحدى التخصصات الهندسية الكثيرة والتي تجمع بين العديد من التخصصات الهندسية الأخرى كالهندسة الميكانيكية والكهربائية والمدنية والكيميائية أيضاً؛ إذ أصبحت الهندسة الزراعية مرتبطة بالعديد من الفروع الأخرى ولا تقتصر على فكرة إنماء المحاصيل كما هو مرتبط بأذهان بعضنا.

تشمل الهندسة الزراعية مختلف العلوم التي لها علاقة بالنشاط الإنساني واستخدام الموارد الموجودة في المجتمع؛ إذ يعمل هذا العلم بالدرجة الأولى على إيجاد الحلول وتقليص المشكلات المتعلقة بالبيئة ونقص الغذاء ونقص الماء؛ وذلك من خلال تطبيق نظريات علمية متطورة وتطوير الوسائل التقنية الحديثة في مجال الري والزراعة والبيئة أيضاً.

مقررات الهندسة الزراعية:

إنَّ مدة الدراسة في هذا الاختصاص 5 سنوات غالباً؛ وذلك بحسب نظام التدريس المُتَّبع في الجامعة؛ لذلك قد تختلف المدة من جامعة إلى أخرى ولكنَّ المقررات الدراسية متشابهة جداً في مختلف الجامعات، ومن المقررات التي تُدرَس في السنوات الثلاث الأولى نذكر ما يأتي:

  1. الفيزياء.
  2. الكيمياء العامة والعضوية والتحليلية.
  3. نظم المعلومات والبرمجة.
  4. علم النبات العام.
  5. علم الحيوان العام.
  6. علم البيئة.
  7. الإحصاء الزراعي.
  8. الاقتصاد الزراعي.
  9. الحشرات.
  10. الدواجن.
  11. علم التربة.
  12. أمراض النباتات ومكافحتها والوقاية منها.
  13. تربية ورعاية الحيوان.
  14. الأعشاب الضارة.
  15. المحاصيل الحقلية.
  16. النباتات الطبية والعطرية.
  17. علم الوراثة والبيولوجيا.
  18. الآلات الزراعية.
  19. علم المناخ والأرصاد الجوية.
  20. الري والصرف.

الجامعات التي تُدِّرس الهندسة الزراعية:

من الجامعات التي تدِّرس تخصص الهندسة الزراعية في العالم العربي نذكر منها يأتي:

  1. جامعة الملك سعود.
  2. جامعة القاهرة.
  3. جامعة تونس المنار.
  4. جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية.

أما الجامعات التي تدِّرس تخصص الهندسة الزراعية في العالم نذكر بعض منها:

  1. جامعة العلوم الزراعية والطب البيطري الموجودة في رومانيا.
  2. جامعة سيشوان التي تقع في الصين، وهي جامعة متخصصة في مجال التكنولوجيا الحيوية والعلوم الزراعية.
  3. جامعة الصين الزراعية الموجودة في بكين.
  4. الجامعة السويدية للعلوم الزراعية الموجودة في السويد.
  5. الجامعة الملكية للزراعة والتي تقع في بريطانيا.
  6. جامعة كورنيل الموجودة في نيويورك.
  7. جامعة هارفارد الموجودة في كامبردج.

تخصصات الهندسة الزراعية:

إنَّ تخصصات الزراعة الفرعية متعددة وتُدرَّس في السنتين الأخيرتين من الدراسة الجامعية، وهي كالآتي:

1. اختصاص البستنة:

الذي يدرس كل ما يتعلق بالبساتين من الخضار والفاكهة ونباتات الزينة وتنسيق الحدائق أيضاً من حيث طرائق الزراعة والظروف الملائمة للتربية.

2. اختصاص وقاية النبات:

الذي يدرس كافة الأمراض والحشرات والفطريات والبكتريا التي تصيب مختلف النباتات وكيفية معالجتها والوقاية منها، إضافة إلى الآفات الحيوية مثل القوارض والحشرات النافعة مثل النحل.

3. اختصاص المحاصيل الحقلية:

الذي يُعنى بدراسة كافة أنواع المحاصيل والحبوب.

4. اختصاص علوم الأغذية:

يدرس هذا الاختصاص المعايير الأساسية لسلامة الأغذية وكيفية تصنيعها والشروط الصحية التي يجب توفرها عند التصنيع ومراقبة خطوط الإنتاج للتأكُّد من سلامة المنتجات الغذائية وجودتها.

5. اختصاص الاقتصاد الزراعي:

الذي يدرس مبادئ التسويق للمنتجات الزراعية والسياسات المستخدمة في الزراعة وكيفية جمع وتحليل البيانات.

6. اختصاص علوم التربة:

هذا الاختصاص يدرس كافة أنواع الترب الزراعية وخصائصها وطريقة تحليلها وكيفية معالجتها من المشكلات الموجودة فيها كما أنَّه يدرس الفلزات الموجودة في الأرض.

7. اختصاص الإنتاج الحيواني:

الذي يدرس كيفية تربية الحيوانات بأنواعها كالمجترات أو الأسماك مثلاً ورعايتها والشروط الصحية التي يجب توفيرها لها في أماكن التربية، إضافة إلى الأمراض الخاصة بكل منها وطرائق الوقاية والعلاج.

8. اختصاص الهندسة الريفية:

هو متخصص بدراسة الآلات الزراعية باختلافها وعلم المساحة وتصميم شبكات الري والصرف الزراعي.

أهمية الهندسة الزراعية:

كما ذكرنا آنفاً فإنَّ الزراعة تؤمِّن المقومات الأساسية لحياة الإنسان والتي هي الماء والغذاء، وبناءً على ذلك فإنَّ اختصاص الهندسة الزراعية هام جداً، وتأتي أهميته الكبيرة من دوره فيما يأتي:

1. زيادة الإنتاج:

فمن الأهداف الرئيسة لهذا العلم زيادة الإنتاج؛ وذلك من خلال دراسة طرائق زراعة كل نبات وتحديد الظروف المناسبة لنموه لنحصل على أعلى إنتاج، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ معرفة الظروف الملائمة للنبات تمكِّن المزارع من توفير الجهد والوقت أيضاً وتقلل الخسائر الناتجة عن زراعة نباتات في مناطق غير مناسبة لنموها، وتمكِّن أيضاً من وقاية النبات من الآفات التي من المحتمل الإصابة بها، كما أنَّ زيادة الإنتاج تعني زيادة في المال وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

2. تسهيل عمل المزارع:

تعلِّم الهندسة الزراعية الطلاب أحدث الطرائق وأفضلها لاستخدام الآلات الزراعية كي ينقل هذه المعلومات إلى المزارع؛ فيتمكن من القيام بأعماله الزراعية بواسطة الآلات، ومن ثم يصبح عمله أسهل ويوفر الوقت اللازم للعمل، كما أنَّ المزارع سيتمكن من القيام بأعماله بواسطة الآلات وحده دون الحاجة إلى العديد من العمال لمساعدته.

3. الحفاظ على البيئة:

إنَّ الهندسة الزراعية تُدرِّس الطلاب كيفية استخدام أحدث الطرائق والتقنيات الزراعية التي تزيد الإنتاج ودون ضرر للبيئة؛ وذلك بهدف التخلُّص من الكثير من العادات الزراعية والأساليب التي تسبب الدمار للبيئة دون أن يدرك المزارع؛ وذلك مثل الاستخدام العشوائي للمبيدات أو الأسمدة فكثيراً ما يستخدم المزارع مبيداً معيناً لأنَّه رأى نتائج جيدة عندما رشَّه جاره ودون معرفة آثاره السلبية في محصوله وفي البيئة، فهنا دور المهندس الزراعي أن يقدم التوعية الكافية عن الأضرار المترتبة على هذه الإجراءات أو زراعة محصول معيَّن دون معرفة إن كانت التربة تسمح بذلك.

أما بالنسبة إلى الأسمدة فإنَّ الهندسة الزراعية تدعو المزارعين إلى استخدام الأسمدة الطبيعية العضوية التي تأتي من مصادر طبيعية مثل روث الحيوانات أو غيرها من مخلفات الكائنات الحية؛ والتي تتسبب بنمو أفضل للنباتات وتحسين قوام التربة بشكل ملحوظ.

4. دعم الاقتصاد:

إنَّ زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بالإضافة إلى المحافظة على البيئة بأفضل حال جميعها مقومات تدعم الاقتصاد في البلاد، وتساهم في استقراره، وبدوره يساهم ذلك في استقرار السياسة في البلد.

5. تنشيط وتطوير السياحة:

تعمل الهندسة الزراعية على الحفاظ على الغابات بمنظر لائق ونظيف، بالإضافة إلى تشجير الأماكن القاحلة وإنشاء الحدائق وزراعة الأشجار ونباتات الزينة في الأماكن العامة كالشوارع مثلاً، وكل ذلك يؤدي إلى إظهار البلاد بمظهر جميل جداً؛ مما يساهم في جذب السياح إلى البلاد من جميع الأماكن، وأيضاً تنشيط السياحة وتطويرها المستمر يدعم الاقتصاد في البلد.

مجال عمل المهندس الزراعي ووظائفه:

ما يميز هذا الاختصاص هو تعدُّد المجالات التي يمكن أن يعمل بها المهندس الزراعي بعد تخرُّجه؛ والتي تبعده عن العمل الروتيني الممل نوعاً ما؛ وذلك لأنَّ كل مجال من مجالات العمل يختلف عن المجال الآخر، وسوف نذكر لك من مجالات عمل المهندس الزراعي ما يأتي:

1. تصميم وتنسيق الحدائق:

هو من أمتع مجالات العمل في الهندسة الزراعية؛ إذ يتم من خلاله انتقاء نباتات الزينة والأزهار الملائمة للمنطقة التي تُصمَّم الحديقة فيها، ومن ثم اختيار مكان زراعة كل نبات ضمن الحديقة كي تظهر الحديقة بمظهر لائق ومريح للنظر وبألوان متناسقة جداً.

2. تأسيس مشتل زراعي:

هو عبارة عن مكان تُباع فيه كافة البذور أو شتول النباتات المختلفة أو الأزهار المعدَّة لتُزرَع في مكان آخر، وقد يرى بعض الأشخاص أنَّ هذا العمل متعب قليلاً؛ إذ تحتاج النباتات إلى عناية وحذر لتنمو جيداً، ولكنَّه يحقق ربحاً مادياً جيداً في المقابل.

3. العمل في مراكز البحوث الزراعية:

التي تُجرى فيها البحوث الأكاديمية أو التطبيقية التي تهدف إلى رفع الإنتاج الزراعي بشقَّيه النباتي والحيواني، مع تحسين جودة المنتجات وخفض تكلفة الإنتاج والمحافظة على الموارد الطبيعية الزراعية من خلال الاستغلال الأمثل لها، وغالباً يعمل في هذا المجال من يرغب في إكمال الدراسات العليا في الهندسة الزراعية.

4. الإشراف على تربية الحيوانات:

يمكن للمهندس الزراعي الذي درس اختصاص الإنتاج الحيواني أن يعمل مشرفاً على تربية الحيوانات المختلفة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون مشرفاً على عمل مدجنة أو منحلة أو في مجال تربية الأسماك؛ إذ تكون مهمته توفير الظروف المناسبة للتربية وتنظيم غذاء الحيوانات.

5. معامل التصنيع الزراعي أو الغذائي:

يمكن للمهندس الزراعي أن يعمل في المعامل المتخصصة في إنتاج البذور أو تصنيع الأسمدة الكيميائية أو كل ما يلزم من مواد يحتاج إليها النبات لينمو، كما يمكن للمهندس الزراعي أن يعمل في مصانع الأغذية؛ إذ يشرف على سلامة التصنيع وجودة المنتجات الغذائية.

إقرأ أيضاً: نصائح للقضاء على الحشرات في المنزل

6. مصانع الآلات الزراعية:

لأنَّ المهندس الزراعي الذي درس اختصاص الهندسة الريفية لديه الفكرة الكافية عن عمل الآلات الزراعية وطريقة تصنيعها ومن ثم من الممكن أن يعمل بها.

7. صناعة البيوت البلاستيكية:

التي بدأت تتطور بشكل ملحوظ جداً نتيجة الاحتياجات الغذائية المتزايدة بتزايد عدد السكان في الدول العربية، وأصبح وجود متخصصين في هذا المجال أمراً ضرورياً من أجل تحديد زراعة الأصناف النباتية المناسبة للزراعة وإيجاد الظروف المثلى لنموها بأفضل حال؛ إذ إنَّ مبدأ عمل البيوت البلاستيكية هو توفير ظروف صناعية لتنمو النباتات كي نحصل على الخضار والفواكه في جميع الفصول وليس فقط في موسمها الطبيعي.

8. مكتب للهندسة الزراعية:

يُفضِّل بعض المهندسين الزراعيين العمل المستقل والخاص، وتكون مهمة المكتب تقديم النصائح والاستشارات الزراعية والإجابة عن كافة تساؤلات المزارع عن كيفية إضافة الأسمدة ونوعها أو أفضل طرائق الري أو علاج النباتات من الأمراض أو غيرها من الأمور التي يجب أن يعرفها كل مزارع.

إقرأ أيضاً: أهم النصائح لاختيار التخصص الجامعي المناسب

في الختام:

إن كان لديك الفضول لمعرفة كيفية نمو النباتات وتطورها وكيفية رعاية الحيوانات، وإن كنت ممن يحب الطبيعة ويشعر بالانتماء إليها ويحب أن يحافظ على البيئة وعلى الموارد الطبيعية باختلافها، فلا تتردد في دراسة هذا الاختصاص؛ وذلك لأنَّ الزراعة من الأشياء التي لا يمكن الاستغناء عنها في حياتنا، وكوكب الأرض بأكمله بحاجة إليها وهذا يعني أنَّه بحاجة إلى أشخاص متخصصين من أجل نشر الوعي المتعلق بأساليب وطرائق الزراعة ونشر أفضل الطرائق الحديثة لتقليل الجهد وتوفير الوقت وزيادة الإنتاج.

المصادر: 1،2،3،4،5،6




مقالات مرتبطة