مفهوم التصميم الداخلي وأساسياته

يُعَدُّ التصميم الداخلي مصطلحاً حديثاً نسبياً، وعُرِف أيضاً باسم العمارة الداخلية؛ حيث ازداد الاهتمام به في الآونة الأخيرة، وكثرت الدورات المقامة لدراسته، كما أصبح تخصصاً مستقلاً في كلية الفنون الجميلة، فدعونا نتعرف أكثر إلى هذا المصطلح في السطور القادمة.



مفهوم التصميم الداخلي:

  • يُشير مصطلح التصميم الداخلي إلى تصميم الفراغات والمساحات والديكورات الداخلية للبناء، سواءً كان منزلاً أم مدرسة أم جامعة أم مطعماً، لجعله أكثر راحة وجمالاً وخدمةً للغرض منه، ويرتبط التصميم الداخلي بهندسة العمارة.
  • يهتم التصميم الداخلي بهيكل البناء، وبعملية التخطيط لموقعه، والاعتناء بحدائقه، وبانتقاء وترتيب الأثاث والزينة.
  • لا يغفل التصميم الداخلي عن أيِّ تفصيل في الغرفة، سواءً كان مرئياً أم مخفياً، بدءاً من الباب والنافذة، والسقف والجدران، والضوء والأثاث، واللوحات الفنية والألوان، وانتهاءً بطريقة عرض المقتنيات، وخلق الانسجام والتناغم بينها.

يختلف التصميم الداخلي عن هندسة الديكور بالآتي:

  • تهتم هندسة الديكور بالنواحي الجمالية داخل المكان؛ أي الناحية الشكلية فحسب، أمَّا التصميم الداخلي، فلا يهتم بالناحية الشكلية فحسب؛ وإنَّما بالناحية الوظيفية للمكان أيضاً؛ حيث يلبِّي رغبات واحتياجات الإنسان، كأن يُراعي في تصميم غرفة النوم توفير وسائل النوم المريح، والهدوء، والإضاءة الخفيفة.
  • يتطلب التصميم الداخلي تدريباً وتعليماً محدداً في الرسم، وتصميم الأثاث، وتخطيط المساحات، واستخدام برامج "الأوتوكاد" (CAD)، وبرنامج (3D MAX)، بينما لا تتطلب هندسة الديكور التدريب.
  • يتواصل المصمم الداخلي مع المهندسين المعماريين والمقاولين، بينما يتواصل مهندس الديكور مع مالكي المنزل والحرفيين والمُصنِّعين.

عناصر التصميم الداخلي:

يقوم التصميم الداخلي على عدد من العناصر، وهي:

1. التوازن:

أن يُراعي المصمم الداخلي إيجاد صفات مشتركة بين الأجسام الموجودة في مكان واحد، وإيجاد توازن في توزيع المسافات، معتمداً في ذلك على اللون، والشكل، والخط، والضوء، والظل.

2. الإيقاع:

معالجة الخطوط والنماذج الدائرية بشكل متتابع ومنتظم، وإيجاد حركات وأشكال متتابعة وإضافتها إلى التصميم لمنحه إيقاعاً معيَّناً يجذب نظر المشاهد ويُحبِّبه بالتصميم.

3. التأكيد:

يُقصَد بالتأكيد التركيز على استخدام عنصر معيَّن لجذب الأنظار إليه، كمزج ألوان معيَّنة، أو وضع عمل فني ضخم أو نافذة زجاجية على طول الحائط؛ حيث يجب أن يحتوي كل تصميم داخلي على منطقة تأكيد.

4. التناسب:

يُشير عنصر التناسب إلى المستطيلات التي أبعادها بين 2-3,3 إلى 5,5-8، والتي يُطلَق عليها في التصميم الداخلي اسم المستطيلات المتناسبة، وهي من الأشكال المفضلة في التصميم الداخلي.

5. الوحدة:

يُقصَد بعنصر الوحدة أن يتم التفكير في المكان الذي يُراد تصميمه، ككل واحد متكامل يكمل كل جزء منه الآخر؛ بحيث لا يشعر المشاهد بأيِّ تنافر أو تناقض بين أجزاء المكان؛ بل يشعر بالتناغم والروح الواحدة فيه.

6. التنوع:

يُعَدُّ التنوع من أهم عناصر جذب النظر، وعدم الشعور بالرتابة والملل.

7. التكرار:

المقصود بالتكرار تحقيق ارتباط وثيق في البناء، كمثال تكرار الخطوط العمودية أو أشياء متشابهة كفوانيس إضاءة متدلية من السقف.

8. التضارب:

يلفت التناقض انتباه المشاهد ويثير فضوله، من خلال استخدام الأشكال المتناقضة بالطول والألوان والأحجام في تصميم واحد.

9. التراتبية:

إعطاء أشكال وأجسام التصميم تراتبية معيَّنة، وأن يركز المصمم على ترتيب الأشياء حسب أحجامها وأطوالها وفق تراتبية معيَّنة.

أساسيات التصميم الداخلي:

تتمثل أساسيات التصميم الداخلي في:

1. الفراغ:

يُعَدُّ الفراغ أساس التصميم الداخلي؛ فالتصميم الداخلي هو تجهيز المساحة الداخلية ثلاثية الأبعاد.

2. الخطوط:

تساهم الخطوط الأفقية والرأسية والديناميكية في تصميم المكان والإيحاء الذي يرغب العميل في أن يوحي به المكان؛ فمثلاً توحي الخطوط الأفقية بالاستقرار وأنَّ المكان أوسع، بينما توحي الخطوط العمودية بالحرية والقوة، وأنَّ الغرفة أطول، في حين توحي الخطوط الديناميكية (الخطوط المتعرجة أو المنحنية) بالطاقة والحركة، كالخطوط على السلالم، ويمكن أن يقوم المصمم بدمج أكثر من نوع من الخطوط.

3. الشكل:

يُقصَد بالشكل؛ شكل الغرفة وشكل الأشياء فيها؛ أي إنَّه يجب أخذ كل شيء له ثلاثة أبعاد في الحسبان في التصميم الداخلي، والتفكير في كيفية استغلاله وطريقة ترتيبه.

4. الضوء:

يُعَدُّ الضوء من أساسيات التصميم الداخلي، وذلك لدوره الوظيفي في إنارة المكان، وأداء العمل، والتأثير في المزاج؛ فمثلاً يتطلب تصميم المكتب إضاءةً ساطعة، أمَّا تصميم غرفة النوم فيحتاج إلى إضاءة ناعمة وخافتة، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بالإضاءة الطبيعية من خلال النوافذ والأبواب وحتى المرايا.

5. اللون:

يُنظَر إلى اللون على أنَّه إحدى أدوات التصميم الداخلي الأساسية؛ وذلك لقدرته على خلق المزاج والانطباع حول المكان، وإعطاء وهم أكبر بمساحته، ويتم اختياره حسب الغرض من الغرفة أو المكان الذي يتم تصميمه؛ فمثلاً تُعَدُّ ألوان الأخضر والأزرق الهادئة مناسبة لغرف النوم، بينما يناسب اللون الأحمر الفاتح للشهية غرف المطابخ.

إقرأ أيضاً: نصائح هامة تساعد على تغيير ديكور المطبخ

7. الملمس:

يُقصَد بالملمس السطح الملموس لشيء ما أو تشطيبه، وهو الانطباع عن ملمس الشيء الذي يُعرَض في التصميم، كالوسادة الناعمة التي لا يمكن تقديرها بالعين فحسب؛ وإنَّما باللمس أيضاً.

8. النمط:

هو النمط المتَّبع في تصميم الغرفة؛ مثلاً إن كان النمط تقليدياً، فيجب دمج الأثاث المنحوت والثريات ومطبوعات الأزهار، أمَّا في النمط المعاصر، فتُدمَج مطبوعات هندسية ومجردة، ومن الجدير بالذكر، أنَّ الأنماط المعقدة المؤلفة من ألوان وخطوط متباينة، تبعث في الغرفة الحيوية.

مجالات التصميم الداخلي:

من أبرز المجالات التي يُستخدَم فيها التصميم الداخلي:

1. التصميمات الهندسية:

تُوضَع التصميمات الهندسية بناءً على أسس مُتفَق عليها، كالشكل والتسمية والمظهر والحجم، ويهدف التصميم الهندسي إلى تحضير المعلومات الأولية، لمساعدة المُصنِّع في تصنيع الشيء المصمم.

2. التصميمات الفنية والجرافيك:

يُقصَد بالتصميمات الفنية والجرافيك الأفكار الإبداعية التي يصممها المصمم، بما يتناسب مع طلب العميل.

  • تصميمات الديكور المنزلي والمكتبي.
  • تصميم النظم والبرامج.
  • تصميم الأزياء.

مهارات المصمم الداخلي:

يتطلب العمل كمصمم داخلي المهارات الآتية:

1. التأهيل العلمي:

أن يحصل الشخص على درجة بكالوريوس في أيِّ تخصص متعلق بالتصميم والديكور، مثل: التصميم الداخلي وهندسة الديكور.

2. القدرة على الإبداع:

يحتاج عمل التصميم الداخلي إلى مهارة الإبداع، وابتكار الأفكار التي تُضيف جمالاً إلى التصميم.

إقرأ أيضاً: لِمَ تُعدُّ قدرتك على الإبداع من أهم مهارتك؟

3. القدرة الفنية:

يتطلب التصميم الداخلي امتلاك إحساس فني يجعل المصمم قادراً على خلق تصاميم نابضة بالجمال.

4. الذوق الرفيع:

يحتاج التصميم الداخلي إلى ذوق رفيع، وخيال واسع للشخص المصمم.

5. مهارة التواصل مع الآخرين:

تُعَدُّ مهارة التواصل مع الآخرين من أهم المهارات التي يجب أن يتمتع بها المصمم الداخلي؛ ذلك لأنَّ التصميم الداخلي قائم على التواصل مع العملاء، والقدرة على فهم طلباتهم ورغباتهم والتفاوض معهم، وإقناعهم برأيه في حال كان طلبهم غير متناسب مع مبادئ التصميم الداخلي، كما يحتاج المصمم الداخلي إلى التواصل مع المهندسين ومقاولي البناء وغيره من المصممين.

شاهد بالفيديو: مهارات التواصل مع الآخرين

6. التعامل مع المشكلات:

تواجه المصمم الداخلي العديد من المشكلات والصعوبات، كالتأخر في التنفيذ عن الوقت المحدد، أو عدم توفر المواد اللازمة؛ لذا يحتاج عمل التصميم الداخلي إلى التمتع بالقدرة على حل المشكلات وإيجاد الحلول البديلة.

7. مهارات فنية:

أن يتمتع الشخص بالقدرة على الرسم الحر، واستخدام برامج الرسم على الحاسوب، والرغبة في العمل المكتبي والميداني، والمهارة في انتقاء وتنسيق الألوان.

دورات التصميم الداخلي:

توجد أنواع عديدة لدورات التصميم الداخلي، بناءً على حاجة الشخص المُتعلم، ولا يُعَدُّ وجود خبرة مسبقة شرطاً لاتباع دورة في التصميم الداخلي؛ إذ يستطيع أيُّ شخص المشاركة في هذه الدورات، والعمل في مهنة التصميم الداخلي بعد الحصول على شهادات الدورات، ومن الأمثلة عن هذه الدورات:

1. دورة التصميم الداخلي للمبتدئين:

يحقق الشخص المتعلم من دورة التصميم الداخلي للمبتدئين، مهارة التعرف إلى أساسيات التصميم الداخلي، ودور المصمم الداخلي وما المطلوب منه، وكيف يوحِّد عناصر التصميم بشكل متناغم ومتآلف.

2. دبلوم في التصميم الداخلي:

يطَّلع المتعلم في دبلوم التصميم الداخلي على جميع مراحل التصميم الداخلي بشكل عميق، إضافة إلى اكتسابه مهارات التواصل والعلاقات مع العملاء، ومساعدته على اتخاذ الخطوة الأولى في عمله المهني.

3. شهادة التصميم الداخلي عبر الإنترنت:

يتم التركيز في دورة التصميم الداخلي عبر الإنترنت على صناعة التصميم الداخلي المعاصر، وضرورة تعريف الشخص المتعلم بوظيفة المصمم الداخلي، وكيف يكون احترافياً، فضلاً عن كيفية تحديد ما تحتاج إليه أيَّة غرفة، وطريقة استخدام وترتيب الأثاث، وفي نهاية الدورة، يوضَع تصور لتخطيط المشروع وتنفيذه؛ ممَّا يسهل على المتعلم البدء بالتطبيق العملي.

4. دورة التصميم الداخلي:

يتَّبع دورة التصميم الداخلي من لا يملك المعرفة عن التصميم الداخلي؛ حيث توفر له هذه الدورة المعرفة، والمهارات، والثقة التي يحتاج إليها حتى يدخل عالم التصميم الداخلي.

5. دورة الديكور:

إن كان الشخص يمتلك الخبرة أو لا يمتلكها، فبإمكانه اتباع دورة الديكور، التي تعلِّمه صناعة تحفة في أيَّة مساحة داخلية، وتبني مهاراته وثقته وخبرته، للبدء بالتصميم الداخلي.

دراسة تخصص التصميم الداخلي (إيجابيات وسلبيات):

تخصُّص التصميم الداخلي هو أحد أقسام كلِّية الفنون الجميلة، الذي يهتم بدراسة المساحات وجميع الجوانب البيئية، والديكور الداخلي، والواجهات الداخلية للمنازل، والتكييف والإضاءة، والتهوية، ويمكن أن يختص المصمم الداخلي في مجالات ووظائف معيَّنة، مثل: مصمم مطابخ، ومصمم متخصص في ترتيب الأثاث، ومستشار في الإنارة أو الإضاءة المنزلية، ومصمم ديكور داخلي، ومصمم في مجال التصميم المستدام.

من أشهر وأفضل الجامعات العالمية في تدريس تخصص التصميم الداخلي:

  • أكاديمية "فلورنس" للتصميم، في إيطاليا- Florence Design Academy.
  • كلِّية التصميم الداخلي في لندن- The Interior Design School.
  • كلِّية "سافانا" للفنون والتصميم- Savannah College of Art and Design.
  • معهد "برات" في أميركا- Pratt Institute.
  • الكلِّية البصرية للفنون والتصميم في كندا- The Visual College of Art and Design.
  • إيجابيات دراسة اختصاص التصميم الداخلي
  • تعلُّم الرسم وأساسياته.
  • الحصول على فرص عمل برواتب عالية جداً.
  • الحرية في العمل الخاص، وإقامة المشاريع الشخصية.
  • القدرة على تصميم منزلك، والإبداع فيه، وحتى مساعدة أصدقائك وأقاربك في التصاميم والديكورات.
  • تعلُّم مهارات التواصل مع العملاء.
  • سلبيات تخصص التصميم الداخلي
  • ساعات العمل الطويلة.
  • الذهاب إلى ورشات ومواقع العمل.
  • الحاجة إلى التركيز على أدق التفاصيل، ناهيك عن الابتكار والإبداع.
  • الزبون الصعب؛ وهو الزبون الذي يتشبث برأيه، ويضطر المصمم إلى تصميم ما لا يقتنع هو به، أو ما هو غير متوافق مع مبادئ التصميم.

مراحل التصميم الداخلي:

يتألف التصميم الداخلي من المراحل الآتية:

1. الشكل الظاهري:

تصميم المساحة وتنظيم وترتيب عناصرها، وتصميم المناظر الطبيعية السكنية، كالحدائق وأماكن الترفيه، والاهتمام بتصميم معايير الوصول إلى المكان، وطرق الهروب من الحريق.

2. أثاث المنزل:

يُعَدُّ الأثاث من أكثر مراحل التصميم الداخلي أهمية؛ لدوره الكبير في إضفاء جمالية على المكان، وتحقيق استفادة من كل سنتيمتر مربع من المساحة.

3. المواد والتشطيبات:

يُعَدُّ اختيار المواد وتشطيبات المكان من المراحل الهامة في التصميم الداخلي؛ حيث تُراعى الكثير من الأمور عند اختيار المواد، كأهداف المساحة، وشروط التنظيف، والملمس والألوان، والوظيفة، والجودة، والجماليات.

في الختام، لا تتردد في الاستعانة بمصمم داخلي:

المنزل هو ملاذنا الآمن بعد يوم طويل من التعب والمشقة؛ لذا يجب أن نحرص عند تصميمه داخلياً على أن يُحقق لنا متطلبات الراحة الجسدية والنفسية، والشعور بالرضا والانتماء إليه، ولتحقيق هذه المعادلة علينا ألَّا نتردد في الاستعانة بالمصمم الداخلي، فهذا الشخص قادر على فهم احتياجاتنا وأحاسيسنا وتلبيتها في الديكور والألوان والأشكال والترتيب.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة