مستقبل خريجي تخصص كلية الذكاء الاصطناعي والوظائف المتاحة

بالنظر إلى المستقبل القريب، سنلاحظ أنَّ الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا يؤديان دوراً فعالاً في حياة الناس جميعاً، فقد يكون مستقبل الذكاء الاصطناعي بعد أعوام عدة هو المهيمن الأول على الأعمال، والأشغال، والحواسيب، والشبكات، ونظم التشغيل، وغيرها؛ لذا سنشرح لكم في مقال اليوم مستقبل الذكاء الاصطناعي، ومستقبل تخصصاته ووظائفه، فتابعوا معنا.



مستقبل خريجي الذكاء الاصطناعي:

عندما يكون مستقبل الذكاء الاصطناعي مرموقاً، بالتأكيد سيحظى خريجو الذكاء الاصطناعي بمستقبل مليء بفرص العمل، وسيكون أمامهم طريق واسع وثري بتخصصات عمل متنوعة، إضافة إلى ذلك، من المرجح أنَّ العمل في هذا المجال قد يكون مطلوباً وبكثرة خلال العقود القادمة، ولا سيما مع الثورة العلمية والتكنولوجية القائمة بوقتنا هذا.

الجدير بالذكر أنَّه يوجد فرق بين خريجي الذكاء الاصطناعي وخريجي كلية الحاسبات والمعلومات، فذوو الذكاء الاصطناعي يعملون في مجالات أكثر وأشمل، مثل البرمجة وصناعة الروبوتات والإلكترونيات الدقيقة جداً، بخلاف حاملي شهادات الحواسيب والمعلوماتية الذين يقتصر عملهم على البرمجة والسوفت وير وتصميم البرامج.

أهم وأبرز الوظائف العملية التي يمكن لخريج الذكاء الاصطناعي أن يعمل بها:

  1. في المجال الطبي وصناعة الروبوتات الطبية.
  2. التصميم والإنتاج الآلي من أهم الأعمال في مستقبل الذكاء الاصطناعي.
  3. الشركات الكبرى مثل "جوجل" و"مايكروسوفت"؛ إذ ستعتمد هذه الشركات على الآلات والروبوتات في إدارة أعمالها التقليدية.
  4. مراكز الأبحاث العلمية في مختلف أنحاء العالم.
  5. برمجة الحواسيب والروبوتات والشبكات.
  6. القطاع الصناعي من معامل ومصانع مختلفة الإنتاج.
  7. محلل بيانات ومعلومات.

مستقبل تخصص الذكاء الاصطناعي:

الذكاء الاصطناعي ينتظره مستقبل رائع، وتشير التوقعات بأنَّ المستقبل المهني سيركز تركيزاً كبيراً على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تخصصاته المتنوعة، وقد أشار خبراء كثيرون إلى أنَّ التقدم الكبير في هذا المجال سيعمل على تغييرات جذرية بالواقع المرتقب خلال الأعوام القادمة، بحيث سيسهل الحياة على البشرية، ويختصر الوقت والجهد.

تدل الدراسات إلى أنَّه ستوجد فرص عمل متنوعة للشباب والشابات، ويعود ذلك إلى المجالات المتنوعة للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسع مدى انتشار الذكاء الاصطناعي حول العالم، واعتماده من قِبل معظم الشركات، ومن أهم مجالات الذكاء الاصطناعي:

  1. تطوير وتحديث الخوارزميات.
  2. تصميم واجهات البشر وأشكالهم.
  3. تصنيع روبوتات الخدمة للناس في المنازل والشركات والمكاتب.
  4. معالجة وتدقيق الكلام واللغة.
  5. أمن البيانات وتحليل المعلومات.

سيكون التركيز على مستقبل الذكاء الاصطناعي مفيداً جداً في الحياة المرتقبة، فيمكن من خلاله:

  1. تشخيص الأمراض على المستوى الصحي.
  2. تطوير الرعاية الصحية للأطفال والكبار، والاهتمام بكبار السن وصحتهم.
  3. رفع إنتاج المحاصيل على المستوى الزراعي.
  4. تطوير البنى التحتية للنقل والطيران على المستوى الخدمي.
  5. معرفة الرأي العام والإعلام.
  6. متابعة أمور البيئة والسياسة.
  7. الأداء الفني والترفيهي مثل الغناء والتمثيل.

وجب تنويه الأجيال اللاحقة إلى أهمية توافق مواهبها واهتماماتها مع دراساتها الجامعية وفرص العمل خلال اختيارها لتخصصات الدراسة والمهن مستقبلاً، بشرط أن تكون على توافق وانسجام مع مستقبل الذكاء الاصطناعي المهيمن على أغلبية الاختصاصات بالوقت اللاحق.

بحسب التقرير الذي صدر عن جامعة "ستانفورد" عام 2023 تبيَّن لنا أنَّ الولايات المتحدة تتصدر مجالات الذكاء الاصطناعي، متقدمة بذلك عن الصين واليابان اللتين تُعَدَّان من الدول الكبرى الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعود سبب ذلك إلى أكبر مكان لريادة الأعمال عالمياً "وادي السيليكون".

كما أشار التقرير إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى تغيير ثوري للمجتمع؛ إذ إنَّ ٧٦% من سكان المملكة السعودية، و71% من مواطني جمهورية الهند، يظنون أنَّ المنتجات الصادرة عن الذكاء الاصطناعي تمتلك ميزات تفوق العيوب، مبتعدين بذلك كل البعد عن الأخطاء التي قد تحدث في برمجة الآلات المنتجة لتلك المواد.

بناءً على هذا التقرير نستنتج أنَّ مستقبل الذكاء الاصطناعي واعد، بشرط التعامل الحذر والدقيق مع القضايا والتحديات الاجتماعية والأخلاقية، لكيلا تتأثر البشرية بسلبيات الذكاء الاصطناعي.

مستقبل الوظائف في عصر الذكاء الاصطناعي:

يعمل الذكاء الاصطناعي على تغيير العالم بشكل كبير، وسيصبح لمستقبل الذكاء الاصطناعي تأثيرات إيجابية وسلبية في حياتنا، وعلى الرغم من صعوبة توقع مستقبل الوظائف في عصر التكنولوجيا، وبالتزامن مع التطور الكبير الذي يشهده مستقبل الذكاء الاصطناعي، يتوقع عدد من الخبراء فقدان عدد هائل من المهن والوظائف، بحيث ستكون الآلات والروبوتات قادرة على إنجاز مهام الإنسان وتغطية كافة احتياجات البشرية.

يرى بعض الخبراء الآخرين أنَّ هذا التطور سينشئ فرص عمل جديدة للناس؛ لأنَّه سيزود الشركات والصناعات بإمكانات جديدة؛ إذ إنَّه سيصبح سوق الوظائف مستقطباً بشكل كبير، وستزيد الحاجة إلى العمال أصحاب المهارات والخبرات العالية؛ أي إنَّ العمال يجب أن يتمتعوا بالإبداع والقدرة على التكييف.

إقرأ أيضاً: مخاطر الذكاء الاصطناعي على مستقبل العمل

بعد الدراسة التي أجراها معهد "ماكينزي"، تبيَّن أنَّه يوجد ما يقارب 800 مليون وظيفة من الممكن أن تنتهي مع الهيمنة الكلية للتشغيل الآلي بحلول عام 2030، وستكون أغلبية تلك الوظائف من المتكررة والاعتيادية والروتينية التي لا تتطلب مهارة وذكاء وتفكيراً، مثل قيادة الشاحنات والقطارات، ومراكز الدفع وغيرها، ومن بين الجهات التي قد تتأثر سلباً مع تطور مستقبل الذكاء الاصطناعي:

1. العمال ذوو الخبرة والمهارة العالية:

قد يتسبب هذا التطور في تجاوز كثير من المهن والوظائف التي يعمل بها الأشخاص المهرة، وغالباً ستتم إزالة الوظائف التقليدية، وستحل مكانها الروبوتات، وهذا يستدعي أن يقوم العامل المفصول من عمله بإعادة تأهيل نفسه بالخبرات الجديدة ليتكيف مع الواقع الوظيفي الجديد والمرهون عليه.

شاهد بالفيديو: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها

2. التوازن الاقتصادي والاجتماعي:

قد يسبب التركيز الهائل على الذكاء الاصطناعي تضخم الفجوة الاقتصادية والاجتماعية وتفاقمها، على سبيل المثال، عدم المساواة وانعدام وظائف العمل للفئات الفقيرة.

3. الأعمال الاعتيادية التكرارية:

ستنتهي هذه الوظائف وتزول بالتزامن مع الذكاء الاصطناعي، وستحل مكانها الآلات، ومن أهم الأعمال المتوقَّع زوالها هي الخدمات المصرفية، والمحاسبة، وخدمة العملاء، والتصنيع، ومراقبو أبراج الاتصال.

لكن وبعد التدقيق، سنجد أنَّ الذكاء الاصطناعي لن يعدم الوظائف بشكل كامل، ولن يكون سبباً للبطالة لذوي الشهادات والخبرات؛ بل سينشئ فرص عمل جديدة تتناسب مع البيئة التكنولوجية الجديد المحيطة بكل فرد.

مستقبل كلية الذكاء الاصطناعي:

إنَّ مستقبل كلية الذكاء الاصطناعي مرهون بصورة مباشرة بمستقبل الذكاء الاصطناعي، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي ومستقبل الذكاء الاصطناعي الحديث الأول والمحوري للعالم، وبالتزامن مع هذا التطور كان لا بد من إنشاء وتجهير مراكز أبحاث وأكاديميات ومناهج تدريسية لمواكبة هذا التطور الهائل.

لقد أضافت مصادر أنَّ مستقبل كلية الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي خاصةً وبالعالم عموماً أصبح مفتوحاً على مختلف الأبعاد؛ وذلك بسبب تعدد برامجه بمختلف تخصصاته وأقسامه.

على الأرجح ستقوم معظم الهيئات التعليمية خلال السنوات العشر القادمة بفتح أكاديميات تتخصص في الذكاء الاصطناعي، لأهميتها في الواقع المرتقب، وستقوم الكليات التي قد أنشأت هذه الأكاديميات بتطوير مخابرها العلمية وأبحاثها ومقرراتها الدراسية والطبيعة العامة لتجاربها، بحيث تحقق أكبر قدر من المنفعة، وتضمن تخريج أفضل متخصصين يستطيعون الانخراط والتأقلم مع سوق العمل، ويصبحون منتجين من المرتبة الأولى.

لقد لفتت المصادر إلى المستقبل المادي المبهر لخريجي كلية الذكاء الاصطناعي؛ إذ ستكون رواتبهم مرتفعة للغاية بسبب قلة عددهم، وقد تصل إلى 170000 دولار أمريكي.

من أهم الشهادات التي يمكن لخريج كلية الذكاء الاصطناعي العمل بها:

1. مهندس الذكاء الاصطناعي:

يعمل المهندس على تحسين النظم والتقنيات الحديثة، مثل الروبوتات والآلات وبرامج التعليم الآلي.

2. محلل بيانات:

يقوم على تحليل المعلومات والشيفرات والبيانات الكبيرة، والكشف عن الأنماط المفيدة فيها واستخراجها، ودائماً ما تُستخدَم تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال.

3. مطور برمجيات:

يستطيع خريج كلية الذكاء الاصطناعي العمل بصفته مطور برمجة وأنظمة آلية، مثل تطبيقات التعلم العميق.

4. محلل نظم:

يمكن للخريج العمل على كشف الأنظمة وتطويرها وتحسين أدائها، ولا سيما تلك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي.

5. باحث أكاديمي:

يمكن لمهندس الذكاء الاصطناعي العمل بصفته أكاديمياً في الجامعات، والمساهمة في نهضة مستقبل الذكاء الاصطناعي، من خلال قيامه بالأبحاث والتجارب العلمية والتكنولوجية.

6. مستشار الذكاء الاصطناعي:

بحيث يقتصر دور المهندس على تقديم التوجيهات والتعاليم للمؤسسات الكبرى والشركات المتطورة عن الطرائق اللازمة للتعامل مع الذكاء الاصطناعي، وكيفية استخدامه بشكل فعال لتحقيق أكبر قدر من الإنتاج في عملياتهم وصفقاتهم وأشغالهم سواء أكانت صناعية أم تجارية.

في الختام:

لقد تحدَّثنا عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في العالم، والجدير بالذكر أنَّ مستقبل العمل محصور بمستقبل الذكاء الاصطناعي، بحيث يتطلب انفتاحاً كبيراً على التكنولوجيا والمعلومات، والقدرة على متابعة التعلم واكتساب الخبرات والمعلومات من خلال استثمار الذكاء الاصطناعي وتوجيه الخبرات المكتسبة في سبيل المنفعة بالمستقبل البعيد.




مقالات مرتبطة