مراحل الانتقال من العمل في الشركات إلى العمل الحر

نحن نستطيع القول إنَّنا على مشارف انتقال جماعي كبير للموظفين من العمل في الشركات إلى بدء مشاريعهم التجارية الخاصة، ومن المتوقع أن تزيد هذه الظاهرة؛ وذلك لأنَّ المزيد من الناس مستاؤون من اضطرارهم للعودة إلى جدول عملهم الروتيني، ولا يريدون التخلي عن راحة العمل عن بُعد؛ حيث يعيدون تقييم الأمور المُهمة حقاً في حياتهم.



وبسبب المجازفة في التخلي عن الراتب الثابت الذي تتقاضاه من وظيفتك، فمن المُهم أن يتبع أولئك الذين يغامرون بتركِ العمل في شركة، ليعملوا بدلاً من ذلك لحسابهم الخاص، مراحل لجعله انتقالاً آمناً وناجحاً.

لمساعدتك على الانتقال من العمل لدى مدير لتصبح مديراً بنفسك، استخدم المراحل الزمنية التالية خطوةً بخطوة لمساعدتك على التخطيط لهذا الانتقال:

قبل 12 شهراً من الانتقال إلى العمل الحر:

حدد مقدار المدخرات التي تحتاج إليها؛ حيث يمكن أن يكون راتب ثمانية عشر شهراً على الأقل أمراً مثالياً، عُدَّ السنة الأولى امتداداً لدخلك الذي تتقاضاه حالياً أو مرحلة لتصل إلى مستوى مستدام، فإذا حققت هذا الهدف، فسيكون لديك ستة أشهر من المدخرات؛ وهي فترة مناسبة لإدارة مشروعك الجديد، أما إذا لم تصل إلى هذا الهدف، فلا يزال لديك ستة أشهر من المدخرات.

ضع في الحسبان أي دورة تدريب أو شهادة إضافية ترغب في الحصول عليها في العام المقبل، بالإضافة إلى فتح حد الاعتماد الأقصى للأصل العقاري لمزيد من الأمان أو بطاقات ائتمان تجارية أو أي شيء آخر يتضمن الحصول على الائتمان؛ فمن الأسهل بكثير الحصول عليه في أثناء العمل في وظيفة.

إقرأ أيضاً: نصائح مهمة لإدارة المشاريع الناشئة وإعداد الميزانيّة المناسبة لها

قبل 9 أشهر من الانتقال إلى العمل الحر:

قبل تسعة أشهر من ترك عملك، راجع خطة التقاعد ومزايا الرعاية الصحية واكتشف كيف ستعوِّضها حين تطلق مشروعك الخاص، ابدأ بجدولة جميع المواعيد الطبية كي تنتهي منها، بينما لا تزال ضمن رعايتك الصحية الحالية.

حاول أيضاً تحديد ميزانيتك، ضع في الحسبان تكلفة جميع المعدات التي ستحتاج إلى شرائها، وجميع المواقع التي عليك الاشتراك بها، وما إذا كنت ستعمل في المنزل أو المكتب، تذكَّر أنَّك قد تكون معتاداً جداً على جو المكتب، وقد يكون العمل بالكامل في المنزل بمنزلة صدمة كبيرة؛ لذا فكر في العمل في مساحة عمل مشتركة على الأقل يومين في الأسبوع، الأمر الذي سيمثِّل تكلفة إضافية.

هذا هو الوقت المناسب للتفكير في الاستعانة بخدمات كوتش؛ حيث يتطلب مثل هذا الانتقال الكبير ستة أشهر على الأقل من الدعم، ولكنَّ من الأفضل تخصيص ما يقرب من سبعة أو ثمانية أشهر لتكون جاهزاً تماماً.

قبل 6 أشهر من الانتقال إلى العمل الحر:

طور استراتيجية الانطلاق والتسويق الخاصة بك، وحدد نموذج عملك ومصادر الدخل ورسالة العلامة التجارية الأساسية؛ والتي تشمل القيم التي تمثِّلها والتي تمنحك التوجيه والثقة.

ابدأ بتطوير موقع إلكتروني خاص بك، وصمم شعاراً وبطاقات عمل وجميع أمور التسويق التي ستحتاج إليها.

إقرأ أيضاً: 6 دروس عن التسويق بالمحتوى يمكن أن تفيد المبتدئين

قبل 5 أشهر من الانتقال إلى العمل الحر:

قبل خمسة أشهر من ترك العمل، اشترِ جميع المعدَّات التي ستحتاج إليها، مثل أجهزة الكمبيوتر والطابعات والماسحات الضوئية والإضاءة والكاميرات للاجتماعات الافتراضية؛ وقد تحتاج إلى هاتف محمول وخدمة جديدة، واشترِ أيضاً جميع البرامج التي ستحتاج إليها عبر الإنترنت مثل إدارة علاقات العملاء (CRM) وجدولة المواعيد عبر الإنترنت وسير العمل والإنتاج وأمور المحاسبة وإدارة الوقت والاجتماعات الافتراضية والبث المباشر، وما إلى ذلك، وهو الوقت المناسب أيضاً للبدء بتلقي التدريب على كيفية استخدام هذه الأمور.

أجرِ مقابلات مع محاسبين ومحامين وجميع المهنيين الذين قد تحتاج إليهم، أسِّس عملك تأسيساً قانونياً، واستعد لحل جميع الأمور المتعلقة بالترخيص والتسجيل والعنوان القانوني وإنشاء العمل التجاري.

قبل 4 أشهر من الانتقال إلى العمل الحر:

حدد هدفاً لاكتساب أكبر عدد ممكن من العملاء؛ ليحفِّزك ذلك على الاستمرار قبل إطلاق مشروعك، ابدأ التواصل مع أشخاص خارج دائرة معارفك الحالية، وانضمَّ إلى مجموعات لاكتساب معارف جدد، وتواصل مع زملائك ومعارفك السابقين؛ وضع في الحسبان أنَّه من المحتمل أن تفقد التواصل مع عدد كبير من معارفك الحاليين.

كوِّن أيضاً مجموعة دعم، وحدِّد الأشخاص المستعدين دوماً لتشجيعك وتحفيزك عندما تستدعي الحاجة إلى ذلك، أنشِئ مجلس إدارة شخصي ليساعدك على اتخاذ القرارات، وعيِّن كوتشاً ليحافظ على تركيزك؛ ذلك لأنَّ الناس سينهالون عليك بالاقتراحات والأفكار الإبداعية، إلى جانب أولئك الذين يدَّعون أنَّهم يعلمون أكثر منك.

فكِّر في التعاقد مع شركة للعمل فيها لفترة وجيزة خلال أول عام من إطلاق مشروعك، فهذا هو الوقت المناسب لتقرر بالضبط كيف ستكون الفترة الانتقالية؛ فهل ستبدأ العمل في مشروعك الجديد مباشرة بعد ترك وظيفتك الحالية؟ أم هل ستأخذ استراحة؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هي مدة الاستراحة؟ لا يُعدُّ أخذ فترة استراحة بعد الاستقالة من وظيفتك فكرة جيدة للراحة فحسب؛ بل لتستعد لاستقبال مرحلة جديدة من حياتك المهنية.

قبل 3 أشهر من الانتقال إلى العمل الحر:

من المحتمل أن تكون الأشهر الثلاثة الأخيرة مليئةً بالإثارة وربما بعض الخوف، من الطبيعي أن تجتاحك جميع العواطف هذه؛ لذا عليك البحث عن أدوات لمعالجة مخاوفك، فقد تساورك بعض الشكوك؛ حيث تشعر بالحماسة الشديدة تارة، وبالإحباط تارة أخرى، الأمر السار هو أنَّه حتى مع وجود التحديات، يقول كل رب عمل يعمل لحسابه الخاص تقريباً بأنَّه لن يبدل مشروعه بأي ثمن.

ركز على الحصول على العملاء الذين تريدهم قبل الانطلاق بعملك واستمر في بناء شبكة معارفك وتلقي التدريب على استخدام جميع المعدات والبرامج، وراجع خطة عملك واستراتيجية التسويق وحدد أهدافك للأشهر الستة الأولى والعام الأول.

قبل شهرين من الانتقال إلى العمل الحر:

راجع كل شيء، وتأكد أنَّ كل ما تريد تحقيقه قد حققته أو اقتربت من تحقيقه.

حسِّن سيرتك الذاتية وطريقة إجابتك عن سؤال: "ماذا تعمل؟" فهذه استراتيجية عامة ومهمة لتحقيق التواصل، ستُطرح عليك أسئلة كهذه أكثر من أي وقت؛ لذا انتهز كل فرصة لتتحدث عن مشروعك الجديد.

شاهد بالفيديو: 8 موظفين يجب أن تعينهم لتحقق شركتك الناشئة نمواً أسرع

قبل شهر واحد من الانتقال إلى العمل الحر:

هذا هو الوقت المناسب للتركيز تركيزاً كاملاً، قد تكون غارقاً في مسؤوليات تَظهر في اللحظة الأخيرة سواء كانت تتعلق بوظيفتك الحالية أم بأمور تخص التحضير لمشروعك الجديد، لكن مهما كان ما تمر به، ابقَ حاضراً تماماً.

وهكذا وصلنا معك إلى آخر مرحلة قبل إطلاق شركتك؛ فإذا خصصت فترة راحة لنفسك، فاستمتع بها؛ حتى تتمكن من العودة كربِّ عمل بكامل طاقتك وتحقيق النجاح في مشروعك، ومن المحتمل أن تواجه بعض العقبات الشائعة، مثل عدم وجود جدول منظم أو قسم تقني يمكنك الاتصال به، ولكنَّ هذا كله جزء من حياة العاملين لحسابهم الخاص، إلا أنَّك لن تلبث أن تشعر بالارتباط الشديد بمشروعك، وأنَّك لن تتخلى عنه بأي ثمن.

المصدر




مقالات مرتبطة