ماذا تفعل عندما تشعر بالملل في العمل؟

إنَّها بداية الأسبوع مرة أخرى، حيث يوقظك المنبه المزعج من نومك، فتستمر في إيقافه كل خمس دقائق، ولا تريد مغادرة سريرك؛ ومع أنَّ عقرب الساعة يشير إلى الثامنة صباحاً، إلَّا أنَّك ما زلت تشعر بالتعب، فتنهض متثاقلاً، وتذهب إلى عملك، وتصل إلى مكتبك، وتُشغِّل حاسوبك، ويبدو كل شيء طبيعياً في البداية؛ ولكن مع مرور الساعات، تبدأ بالشرود والملل.



إذا كان هذا الأمر يحدث معك دائماً، فمن المحتمل أنَّك تشعر بالملل في العمل، وربَّما تقرأ الآن هذا المقال للبحث عن طرائق تساعدك في التخلص من هذا الأمر؛ لذا، سنتحدث عن سبب شعورك بالملل في العمل وعواقبه، وما يمكنك فعله حياله.

الأسباب الحقيقية وراء شعورك بالملل في العمل:

ربما يكشف الملل عن المشكلات المحتملة التي تواجهها في العمل، ونذكر منها:

1. عدم ملاءمة طبيعة عملك لاهتماماتك الحقيقية:

إنَّه لمن الشائع جداً ألَّا يتناسب عملنا مع اهتماماتنا، لكنَّنا قد لا نلاحظ ذلك في بعض الأحيان؛ لذا من الجيد أن تفكر في سبب تقدُّمك إلى هذه الوظيفة.

لماذا بدأت العمل بالفعل؟ هل لأنَّ الراتب كان مغرياً؟ أم لم يكن لديك خيارات أخرى سوى إجراء مقابلة التوظيف؟ أم أنَّك أردت التواجد في بيئة جديدة؟ إذا كانت هذه هي أسبابك الرئيسة، فأنت بحاجة إلى إعادة النظر في اهتماماتك المتعلقة بوظيفتك.

2. عدم توظيف قدراتك على نحو كامل:

لكل شخص منَّا نقاط قوة ومواهب يتميز بها، وعندما لا تستخدم قدراتك استخداماً كاملاً في العمل، فقد تجد أنَّ المهمات الموكلة إليك ليست صعبة على الإطلاق، وتبدأ التشكيك في قيمتك في الشركة، وتفقد تدريجياً الحافز للعمل.

3. وجود فرص ضئيلة للنمو والتعلم:

تخيَّل أنَّك تقوم بالمهمات نفسها لمدة أسبوعين أو شهرين أو عامين مراراً وتكراراً: كيف ستشعر؟

ستشعر بالملل بالتأكيد؛ فإذا لم توفر شركتك فرصاً كافية للنمو والتعلم، ولم تلاحظ أي تحسن يُذكَر، فستبدأ حتماً الشعور بخيبة الأمل والملل في وظيفتك.

4. الكثير من الوقت الضائع:

إنَّه لمن الهام أن تأخذ فترات راحة في العمل، ولكن عندما تمتلك وقت فراغ كبير، يعدُّ ذلك بحد ذاته مشكلة؛ فعندما يكون لديك الكثير من الوقت الضائع، تنشغل بأمور أخرى، كالتفكير في مكان تناول طعام الغداء، أو في مشكلات علاقتك العاطفية، أو فيما قاله جارك هذا الصباح؛ ومع أنَّ عقلك مشغول، إلَّا أنَّ هذه الأفكار تتولد نتيجة شعورك بالملل.

إقرأ أيضاً: كيف تملأ وقت فراغك بما هو مفيد؟

5. الشعور بالإرهاق والتعب:

أنت تمتلك الكثير من الأهداف التي يجب عليك تحقيقها في الحياة، أو الأمور التي يجب عليك إدارتها خارج نطاق عملك؛ لذلك فإنَّه لمن السهل تحوُّل انتباهك وطاقتك بعيداً عن عملك لكونك مشغولاً بأمور أخرى تخص حياتك؛ لذا عندما تبذل مجهوداً ولو بسيطاً في العمل، تقلُّ حماستك واهتمامك بوظيفتك، وسيسبب لك هذا بدوره الإزعاج والملل.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتخلص من التعب والإرهاق الدّائم

6. عدم امتلاك هدف واضح:

يشعر الأشخاص الذين يستمرون على وضعهم لفترات طويلة بالضياع بسهولة؛ لهذا السبب تبدأ التخبط حول ما تريد تحقيقه من الوظيفة، وتفقد تدريجياً شغفك واهتمامك بعملك، وتنبع من هنا أهمية وضع هدف واضح لحياتك المهنية.

عواقب تجاهل الملل:

قد تعتقد أنَّه لا مشكلة في تأجيل التعامل مع الملل؛ لكن كلما تفاقمت المشكلة، زادت العواقب التي ستواجهها؛ لذا لا تتجاهل ذلك، فقد يكون للملل تأثير سلبي فيك من نواحٍ عديدة، منها:

1. زيادة التوتر:

يمكن أن تكون الوظائف المملة مرهقة ومقلقة حقاً، وقد يكون الشعور بأنَّ مهاراتك ستضيع سدى في وظيفتك الحالية أمراً مرهقاً وباعثاً على التوتر.

2. اتباع العادات السيئة:

يعتقد الخبراء أنَّ الناس يخففون من مللهم عن طريق شرب الكحول، أو تناول الطعام غير الصحي، أو القيام بإجراءات خطرة في العمل؛ فعندما تتغاضى عن حل مشكلتك، تبحث عن التحفيز في أمر آخر لتجاوز هذا الملل.

3. تدهور الصحة النفسية:

أظهرت إحدى الدراسات حقيقة مزعجة ومؤلمة تؤكد أنَّ الشباب وخريجي الجامعات الجدد قد يصابون بالاكتئاب أو المزاج السيئ؛ ذلك لأنَّهم يجدون أنفسهم مضطرين إلى القيام بعمل يُثقِل كاهلهم دون أن يجعلهم أشخاصاً منجزين ومنتجين.

4. انخفاض الإنتاجية:

عندما تشعر بالملل وعدم الاهتمام بما تفعله، تنخفض إنتاجيتك كثيراً.

إقرأ أيضاً: 8 سلوكيات خاطئة تحد من إنتاجية الموظف

6 نصائح يمكنك اتباعها عندما تشعر بالملل في العمل:

لن تتخلص من الملل ما لم تتخذ الإجراءات اللازمة؛ ولحسن الحظ، توجد عدة طرائق يمكنك استخدامها لتجاوز الملل:

1. أخبر رئيسك أو مشرفك عن وضع عملك:

إنَّه لمن الجيد دائماً التحدث إلى رئيسك أو مشرفك إذا كانوا يرحبون بالتغذية الراجعة؛ فمن الجيد أن يكونوا متاحين للتحدث معهم، بحيث يمكنهم فهمك ومساعدتك، ويمكنك طلب القيام بمزيد من المهمات الأكثر تحدياً أو العمل الذي يتناسب مع اهتماماتك؛ إذ لا يخرجك هذا من حالة الملل فحسب، وإنَّما يجعل مديرك يقدِّر استعدادك للتحسين والتطور والتعلم.

2. حاول القيام بأكثر ممَّا هو متوقع:

لاستخدام قدرتك واستثمار وقتك كاملاً، حاول أن تنجز أكثر ممَّا يطلبه رئيسك منك؛ فبعد الانتهاء من المهمات المتكررة أو السهلة، اقضِ بعض الوقت للقيام بالمهمات التي تتجاوز مسؤولياتك؛ ومع مرور الوقت، يلاحظ رئيسك أخلاقيات العمل العالية لديك، وربَّما يفوض إليك مهمات ممتعة في المستقبل لتستمر في عملك دون ملل.

3. تعلَّم مهارات جديدة في وقت الفراغ:

إذا كان لديك الكثير من الوقت الضائع، وسِّع معرفتك ومداركك، وتعلم شيئاً جديداً؛ فالشخص المجهز جيداً هو دائماً الخيار المفضل لدى المدير.

على سبيل المثال: إذا كنت تعمل ضمن فريق تصميم ولم تكن على دراية باستخدام برامج التصميم، فهذه فرصة جيدة لقضاء بعض الوقت في التعلم الذاتي.

4. حدِّد غايتك من وظيفتك:

عندما تحدد هدفك، يحفزك ذلك على العمل؛ إذ إنَّه لمن الجيد أن تقضي بعض الوقت لاكتشاف وتحديد هدفك وشغفك الحقيقي، لكن لا تنسَ تدوين ذلك كملاحظة ولصقها على مكتبك كتذكير؛ كما يمكنك أيضاً طلب بعض النصائح المهنية إذا كنت بحاجة إلى مساعدة.

5. خذ فترات راحة عندما تشعر بالإرهاق:

تعدُّ الراحة خطوة تمهيدية للاستمرار في العمل لمدة أطول؛ لذا لا تتردد أبداً في أخذ قسط من الراحة عندما تحتاج إلى ذلك، وعُد إلى العمل عندما تشعر أنَّك مستعد له، ولا تقلل من أهمية الاستراحات القصيرة؛ ذلك لأنَّها هامة، وتساعدك على العودة بقوة ونشاط.

6. استقل من عملك إذا كان يعيق تقدمك:

إذا كنت لا تزال تجد أنَّ عملك ممل بعد تجربة كل الطرائق المذكورة أعلاه، فيجب أن تفكر في الاستقالة من وظيفتك الحالية؛ ذلك لأنَّ الفرص متوفرة في كل مكان، وقد تكون هناك وظيفة أفضل تنتظرك.

فكرة أخيرة:

عندما تشعر بالملل في العمل، فهذا في الواقع تحذير يجب ألَّا تتجاهله، وقد يعني أنَّك لا تمتلك هدفاً في الحياة؛ وإذا تركت هذا الملل يتفاقم، فإنَّك تُعرِّض صحتك النفسية وسعادتك إلى الخطر.

توقف عن القيام بالشيء نفسه كل يوم، وابدأ إجراء تغيير يُشعِرك بالحماسة مرة أخرى بشأن حياتك المهنية والشخصية على حد سواء.

 

المصدر




مقالات مرتبطة