ما هي العيوب التي يجب أن يتفاداها القادة؟

القيادة تتطلب منك أن تكون شخصاً مدركاً لاحتياجات وقدرات وإمكانات الآخرين، وأن تستجيب بسرعة واستراتيجية لتلك الإشارات، ولكن عندما يتعلق الأمر بك دائماً، فمن المستحيل تقريباً القيام بذلك.



فيما يلي 10 علامات تحذيرية قد تعترض طريقك كقائد:

1. عدم الاهتمام بالآخرين:

الطريق إلى تشجيع الآخرين يبدأ بالفضول حول معرفة ما يفكرون فيه ويشعرون به ويفعلونه، وإذا وجدتَ نفسك تركز بشكل أساسي في تجربتك الخاصة، فأنت لا تزال بعيداً عن تولي القيادة من المنطلق العاطفي.

2. عدم طرح الأسئلة:

أحد المؤشرات التي يمكن الاعتماد عليها لقياس مدى اهتمامك بالآخرين، هي عدد الأسئلة التي تطرحها عليهم أو على الأقل تريد طرحها عليهم، فإذا لم تكن تشعر بهذا الدافع في كثير من الأحيان، فهذا يعني أنَّك لا تفكر في الآخرين؛ حيث إنَّ الخبر السار هو أنَّ حل هذا الأمر يمكن تنفيذه - ادخل إلى مكاتب موظفيك، واستفسر عن الطريقة التي يفكرون بها - وأنَّك سوف تحظى بمكافأة جرَّاء قيامك بذلك، فالناس يصبحون أكثر إثارة للاهتمام عندما تعرف المزيد عنهم.

إقرأ أيضاً: القادة يسألون أسئلة قوية وصعبة وملهمة

3. الاهتمام بنظرة الآخرين:

نهتم جميعنا بما يعتقده الآخرون عنا، وهذا يختلف عن الاهتمام الذي يجعلك غير مهتم بكل الأفكار الأخرى التي يفكر بها شخص آخر، وإذا لم يكن في وسعك أن تحافظ على اهتمامك الحقيقي في أفكار الآخرين - بما في ذلك تلك الأفكار غير المرتبطة بك - فأنت لستَ شخصاً مؤهلاً لتولِّي القيادة.

4. تحديث قائمة نقاط الضعف والعيوب:

صوت الناقد الداخلي يمكن أن يشكل مصدر إلهاء رئيس عن ممارسة القيادة؛ إذ قدَّمَت المتحدثة "أريانا هافينغتون" (Arianna Huffington) نصيحة عبر منصة "تيد": كيف تنجح؟ احصل على مزيد من النوم واطرد رفيق السكن البغيض من داخل رأسك؛ وهو الشخص الذي يحكي قصصاً سلبية عنك باستخدام معلومات مشكوك فيها.

5. الانزعاج من قدرات الآخرين:

عندما تتولى القيادة بطريقة فعالة، فإنَّ نقاط القوة والإمكانات التي يمتلكها الأشخاص من حولك تصبح أكبر مصدر قوة لك، لكن إذا كانت استجابتك الأساسية لقدرات الآخرين تتلخص في الشعور باستياء تجاه ما تملكه أنت من قدرات، فربما تحتاج إلى أخذ استراحة صحية من مسار القيادة، وينبغي عليك أن تفعل ما يلزم لتطوير نفسك، والابتعاد عن "إنستغرام" (Instagram).

6. المرور بأزمات مستمرة:

التجربة الإنسانية محفوفة باللحظات التي تتطلب اهتماماً فورياً وثابتاً بالذات، وهذه التجربة تُعرَف أيضاً باسم "الأزمات"؛ حيث لا توجد نسبة تحدد عدد هذه الأزمات التي تتعرض لها خلال الشهر الواحد أو السنة الواحدة أو حتى مدى الحياة، ولكن إذا كان عدد الأزمات التي تتعرض لها أعلى بكثير من نُظرائِك، فمن المحتمل أنَّك لستَ في وضع جيد لتولِّي قيادة الفريق.

شاهد بالفديو: 18 إشارة تدل على أنّ ممارسة القيادة تحتاج إلى التحسين

7. التشاؤم:

تُبنَى القيادة على افتراض أنَّ الغد يمكن أن يكون أفضل من اليوم، وإذا كنتَ تواجه صعوبة في تقبُّل مثل هذه الفكرة البسيطة، ورفضتَ تنفيذها، فعليك أن تقوم بشيء آخر غير القيادة، فاليأس لا يتماشى مع القيادة.

8. الشعور بالملل:

عندما تمارس القيادة بانتظام، يكون العالم أشبه بمكان ساحر للغاية، ويكون مليئاً بالتقدم الذي يجب إحرازه والإمكانات البشرية التي يجب إطلاقها؛ حيث إنَّ مرور فترة طويلة دون أن تشعر بالإعجاب حيال الإمكانات غير المحدودة التي يمتلكها الموظفون من حولك يُعَدُّ إشارة تحذيرية لدورك كقائد.

9. الشعور بالعجز واللامبالاة:

ربما تكون قد شعرتَ بهذه المشاعر بصدق شديد، لكنَّ القيادة تطلب منك أن تكون قوي الإرادة وقادراً على التأثير في محيطك، كما يتطلب منك الأمر معرفة نقاط قوَّتك الخاصة - من بين أشياء أخرى - ويمكنك تعريف الآخرين على نقاط قوَّتهم، وإذا كنتَ لا تشعر بذلك لأي سبب من الأسباب، فلن تكون قادراً على تحقيق ذلك.

10. أداء دور البطولة:

إذا كان من الممكن استخدام هذه الجملة لوصف الطريقة التي تعيش فيها حياتك، فليس من الممكن استخدامها في مجال القيادة؛ حيث إنَّ أولئك الذين يتوقون إلى تولِّي القيادة لن تعجبهم طريقتك.

كم عدد العلامات التي تعرفتَ إليها في هذه القائمة تنطبق عليك؟

القيادة في جوهرها لا تتعلق بك؛ بل يتعلق الأمر بمدى فاعليتك في إطلاق العنان للآخرين، فهذا كل شيء.

التعريف العملي هو أنَّ القيادة تعني تحفيز الآخرين كنتيجة لوجودك، والتأكد من استمرار هذا التأثير في غيابك

بصفتك قائداً، فإنَّ مهمتك تتلخص في تهيئة الظروف للأشخاص من حولك ليصبحوا أكثر فاعلية، ومساعدتهم على إدراك قدراتهم وقوَّتهم بشكل كامل، وليس فقط عندما تكون في العمل معهم؛ وإنَّما أيضاً عندما لا تكون موجوداً وحتى بعد انتقالك بشكل دائم من الفريق.

يجب أن يقوم القادة بتوزيع المهمات وأن يمنحوا الموظفين حقوق اتخاذ القرار، ومن ثم تحمُّل المسؤولية الكاملة وغير المشروطة عن النتيجة

يقوم الأشخاص الآخرون باتخاذ القرارات طوال اليوم، كل يوم، ومهمتك هي التأكد من أنَّهم يفهمون الأمر بشكل صحيح، وأنَّ اختياراتهم تعكس رؤية المنظمة وقيمها واستراتيجيتها.

عندما نتحدث عن هذه العلامات التحذيرية مع القادة، سوف نجد أنَّ معظم الأشخاص لديهم العدد القليل من هذه العلامات على الأقل؛ لذلك إذا رأيتَ أنَّك في أي مكان في تلك القائمة، فلن يؤدي ذلك إلى استبعادك من تولِّي القيادة.

لقد ظننا جميعاً أنَّنا أبطال في مرحلة ما، ولكنَّ هذا يعني أنَّك قد تكون قادراً على تحسين وضعك كقائد؛ وذلك إذا بدأتَ التفكير أكثر في كيفية تحفيز الآخرين.

إقرأ أيضاً: ما هو أسلوب القيادة الخاص بك؟

حاول تقييم قيادتك:

تذكَّر الفريق الذي كنتَ تعمل معه، والذي أمضيتَ معه بعض الوقت الحقيقي - ما لا يقل عن ثلاثة أشهر - واسأل نفسك: ماذا حدث لمستوى أداء الآخرين بعد انضمامك للفريق؟ هل تحسَّن أم تدهور؟ إذا ظلَّ الأمر على حاله أو أصبح سلبياً، ففكر في الخيارات التي اتخذتَها كقائد وزميل في الفريق، وما هو الأمر الذي كان يمكنك أن تفعله، سواءً كان كبيراً أم صغيراً، لتحسين أداء فريقك؟

الغرض من هذا التمرين الفكري هو البدء بتحمُّل المسؤولية عن تجارب الآخرين، وهو القرار الذي يكمن في صميم قيادة التحفيز

بالطبع، هناك أشياء يمكن أن تؤثر في الأداء لا علاقة لها بك؛ كعوامل خارجية قد تكون خارجة عن سيطرتك؛ إذ إنَّ المقصود هنا هو اكتساب نظرة ثاقبة من هذه الفكرة - مهما اعتقدتَ أنَّها مجرد كلام - حيث إنَّ كل ذلك يعود إلى قدرتك على خلق الظروف التي يتمكن من خلالها الآخرون فعل شيء ما، وإذا كان هذا المستوى من المساءلة يشعرك بعدم الارتياح وأنَّها أمر غير معقول، فأنت تقوم بالتمرين بشكل صحيح.

الآن، لماذا فاتتك فرصة تحفيز شخص آخر أو فريق أو منظمة أخرى بشكل كامل؟

الجواب في أغلب الأحيان هو أنَّك جعلتَ هذا التحفيز تجاهك فقط بطريقة ما؛ إذ إنَّك قد حولتَ هذا التحفيز إلى شيء بدلاً من توجيهه نحو الآخرين، ووجهتَ طاقتك نحو آمالك ومخاوفك، بدلاً من مخاوفك تجاه فريقك.

في نظر بعضنا، كان اتخاذ قرار تولِّي القيادة ينطوي على قدر كبير من الافتراضات أو أنَّه كان محفوفاً بالمخاطر؛ إذ قد يتطلب الأمر شجاعة للقيام بشيء أفضل، وقد تكون هناك تكاليف مالية أو سياسية لرفض قبول الوضع الراهن، وإذا كان لديك نوع من التردد في مواجهة فرصة تولِّي القيادة، فالسؤال هنا: ما الذي يمنعك؟

نحن في الحقيقة عرضة جميعاً إلى إعطاء الأولوية للأمن، وهو أمر مفيد للغاية في جعلنا نصمد خلال اليوم

مع ذلك، إذا كان هدفك هو القيادة، فسوف تحتاج في نهاية المطاف إلى التخلي عن بعض من هذا الأمان، على الأقل في بعض الأوقات، إذاً، عليك جعل الآخرين أبطالاً في قصة قيادتك، في بعض الأحيان؛ حيث إنَّ حماية أنفسنا تكون هي الخيار الصحيح، لكنَّنا غالباً ما نسيء تقدير المخاطر الشخصية؛ إذ إنَّ أغلب الناس قادرون على التعامل مع قدر أكبر بكثير مما يعتقدون أنَّه يمكنهم، والجميع تقريباً يستخفون بالمعنى الذي تجلبه القيادة لحياتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة