ما هي أهمية الزنك لصحة الجسم؟

الزنك هو المادة الغذائية ذات الفوائد المُذهلة والمجهولة في الوقت نفسه؛ إذ يُعَدُّ عنصراً هاماً جداً لخلايا الجسم؛ فلا يمكن أن تجري التفاعلات الضرورية في الخلايا دون الزنك، وهو معدن نادر موجود في جميع خلايا الجسم ويحتل المرتبة الثانية بعد الحديد من حيث انتشاره في الخلايا والأنسجة البشرية.



يؤدي الزنك دوراً في عمليات التعافي مثل التِئام الجروح والاستجابة الدفاعية للجهاز المناعي ونمو الخلايا وتجددها، حتى إنَّه يوجد ارتباط وثيق بين المستويات المطلوبة من الزنك وصحة الجهاز التنفسي؛ وهذا يعني أنَّ أهمية الزنك تزداد في الطقس البارد وموسم الإصابة بالأنفلونزا وعندما يتعرَّض جسدك إلى الضغط.

لماذا نحتاج إلى الزنك؟

عند الإصابة بنزلة البرد، فإنَّ الدواء الذي يُوصَف هو حبوب الزنك؛ والسبب في ذلك أنَّ تناول الزنك في غضون 24 ساعة من ظهور أعراض الإصابة بنزلة البرد، قد يساعد على تقصير مدة الإصابة بالمرض.

يُفضَّل تناول الزنك عن طريق المكملات الغذائية أو الكبسولات أو الشراب بدلاً من أخذه عن طريق سيروم أنفي؛ إذ إنَّ هذه الطريقة الأخيرة ارتبطت بحالات فقدان حاسة الشم في بعض الحالات.

ومن الوظائف الأخرى للزنك هي تنظيم عملية التمثيل الغذائي؛ إذ إنَّ الزنك موجود في أكثر من 300 أنزيم، وهو ضروري لعملية الهضم ويسمح بامتصاص واستقلاب العناصر الغذائية الدقيقة، ويمكن أن يؤدي نقص الزنك إلى سوء التغذية وهي مشكلة شائعة الانتشار في العالم.

إنَّ تناول الزنك بكميات كافية ضروري جداً للأطفال في جميع الأعمار وأيضاً للمرأة الحامل والمُرضعة؛ إذ يمكن أن يؤدي نقص الزنك خلال فترة نمو الجنين إلى تأخُّر في نمو النُّظم البيولوجية مثل الجهاز الهضمي والجهاز المناعي وعظام الجسم والجهاز التناسلي.

إقرأ أيضاً: 10 طرق للتخلص من آثار نزلات البرد بسرعة

ما هي الأغذية الغنية بالزنك؟

بخلاف الحديد الذي يُحتوى من قِبل خلايا الجسم، تمتص الخلايا والأنسجة الزنك وتستخدمه في وظائف عدَّة تشمل البنية الجسمانية ووظائف تتعلق بتنشيط إفراز الغدد ووظائف تنظيمية للعمليات الحيوية؛ وهذه الخواص العديدة لهذا المعدن هي التي تجعل من الضروري أخذه بكميات كافية إمَّا عن طريق نظام غذائي أو عن طريق المكملات الغذائية.

والوقاية من نقص الزنك تتطلَّب اتباع نظام غذائي متنوع مُدعَّم بالأغذية الغنية بهذا العنصر؛ إذ تُعَدُّ مصادر البروتين مثل لحم البقر والدواجن والأسماك وبعض المأكولات البحرية الأخرى مصادر جيدة لهذا المعدن الأساسي، أمَّا المصادر النباتية فتشمل الحبوب العضوية والفاصولياء والمكسرات والشوفان.

يتشابه البالغون على اختلاف أعمارهم مع كبار السن من حيث مدى حاجتهم إلى الزنك، ولكن قد ينخفض امتصاص الزنك مع التقدُّم في العمر؛ لذلك يمكن أن تكون المكملات الغذائية ذات الجودة العالية حلاً يؤمِّن لك احتياجات جسمك من الزنك، وخاصةً في الأوقات المُجهدة أو التي لا تأكل فيها كما يجب.

الزنك معدن هام جداً للصحة:

عن طريق البحث اكتُشِفَت العديد من الخواص الرائعة للزنك؛ وهو معدن من المجموعة 2B.

 وهذه بعض من فوائده:

  • خصائص مضادة للأكسدة فهو يحمي الخلايا من التلف عن طريق تدمير الجذور الحرة.
  • استقرار العضيات (organelles) داخل الخلية، وهذه العضيات تتحكم بوظائف مثل النمو وإنتاج الطاقة.
  • عامل مضاد لتلف الخلايا؛ أي إنَّه يحمي الخلايا من التلف.
  • عامل مساعد وهام في تركيب الحمض النووي.
  • عامل هام في التئام الجروح ويعمل كمضاد حيوي.

هذه الوظائف الهامة تجعل مكملات الزنك ضرورية لكل شخص مريض، وقد يكون الزنك هو أفضل استراتيجية غذائية في مواجهة مرض الربو وحالات الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي.

إقرأ أيضاً: 8 عادات صحية لتقوية جهاز المناعة في الشتاء

الزنك يساعد على الحفاظ على سلامة الجهاز التنفسي:

بيَّنَت دراسة أُجرِيَت في عام 2021 ونُشِرَت في مجلة "بي إم جي غلوبال هيلث" (BMJ Global Health) أنَّ التهابات الجهاز التنفسي الحادة هي السبب الرئيس للوفاة على مستوى العالم.

وقد أجرى الباحثون تحليلاً تلوياً لتقدير التأثير التراكمي للمكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامينات "دي" و"سي" ومعدن الزنك والمغذيات الدقيقة المتعددة "العناصر الغذائية التي تتراوح حاجة الجسم إليها بين بضعة ميكروغرامات إلى غرامات عدَّة"؛ وذلك بهدف معرفة التأثير العلاجي لهذه العناصر في حالات التهابات الجهاز التنفسي وتأثيرها في المدة التي تستمر فيها الأعراض المرضيَّة.

وأظهرت نتائج العديد من الدراسات أنَّ المكملات الحاوية على فيتامين "دي" قللت من خطر الإصابة بعدوى التهاب الجهاز التنفسي الحاد، وخفضت مدة الأعراض بنسبة 6% وكان لفيتامين "سي" التأثير الوقائي نفسه مع فارق بأنَّه يخفض مدة الأعراض بنسبة 9%.

ويتعاظم التأثير العلاجي لهذه الفيتامينات عند الرجال أكثر من النساء، مع الأخذ في الحسبان تأثير هذه العناصر في الأفراد في المجتمعات ذات الدخل المتوسط مقارنةً بالمجتمعات ذات الدخل المرتفع.

أمَّا فيما يخص عنصر الزنك، فقد وجد الباحثون من خلال دراسة تأثيره بشكل معزول عن باقي العناصر الغذائية أنَّه لا يقلل من خطر الإصابة بعدوى التهاب الجهاز التنفسي الحاد، ولكنَّه يقلل بشكل كبير من مدة الأعراض.

وتُبيِّن هذه الدراسة أهميَّة اتباع نظام غذائي متنوع غني بالفيتامينات مع التعرُّض المعتدل إلى أشعة الشمس، بالإضافة إلى تناول مكمل غذائي عالي الجودة متوفر بيولوجياً يجمع بين فيتامينات "دي" و"سي" والزنك والمغذيات الدقيقة الأساسية؛ وبذلك فإنَّنا نوفِّر أكبر درجة ممكنة من الحماية للرئتين والمسالك الهوائية.

لكن لا يجب الإفراط في تناول الزنك؛ لأنَّ ذلك ينطوي على مخاطر عدَّة ومنها نقص النحاس في الجسم إذا ما تمَّ تناول الزنك بجرعات كبيرة على أمد طويل عن طريق الفم.

وتشمل أعراض نقص النحاس: الإحساس بالخدر والضعف في الأطراف؛ لذلك توصي المعاهد الصحية بعدم تجاوز الجرعة المُوصى بها من الزنك، والتي تبلغ 40 ميلغراماً يومياً.

المصدر




مقالات مرتبطة