ما هي أفضل طريقة كي تجد شريك حياتك؟

كنت أظن أولاً أنَّني اخترت الشريك الخطأ عندما ألقت (بام) بهاتفي على هيكل السرير المعدني، ممَّا أدى إلى كسر شاشته؛ لكن عندما ذهبت بعد ثوانٍ إلى المطبخ، وسكبت كوباً من العصير، ثمَّ حطمت الزجاجة على الأرض؛ اقتنعت حينها أنَّني كنت في علاقة خاطئة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب مايكل بيترزاك (Michael Pietrzak)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته مع الزواج وما تعلمه منه.

كان عدم تطابقنا واضحاً، ليس بالنسبة إلى أصدقائنا وعائلاتنا فحسب، ولكن بالنسبة إلينا أيضاً؛ ومع ذلك، بقينا نحب بعضنا كثيراً، ولم نقوَ على الفراق.

رغم أنَّ الحب هو الشرط الأول لأيِّ شراكة مثمرة، إلَّا أنَّني أدركت بعد أربع سنوات زواج عشتها مع (بام)، أنَّ الحب ليس كل ما تحتاج إليه لبناء علاقة سوية؛ ذلك لأنَّه رغم حبنا المجنون، كانت خلافاتنا تدمرنا.

أنا لا أندم على الوقت الذي قضيته مع (بام)، حتى أنَّنا بقينا على علاقةٍ جيدة؛ ولكن الآن، وبعد أن خضت تجربة زواج آخر ممتع وقائم على أساسٍ متين، علمت أنَّ هناك بعض السمات الأساسية التي لا تقبل التفاوض، والتي تجعل زواج الحب صحياً بالنسبة إلى كلينا.

دعونا نتعمق بالموضوع أكثر، ونبدأ التعلم من حياتي ومن الأخطاء المضحكة التي ارتكبتها.

ما الذي يجب أن تبحث عنه في الشريك؟

"يشبه الزواج شقي المقص، إنَّهما متصلان اتصالاً لا انفصام له، وغالباً ما يتحركان في اتجاهين مختلفين؛ ومع ذلك يعاقبان ما يقع بينهما" - سيدني سميث (Sydney Smith)

لقد عشت أنا و(بام) بين الفرح والبؤس طيلة السنوات الأربع التي قضيناها معاً، ولم تتفق قيمنا، وتعارضنا في الأفكار ومكان المعيشة وطريقة إنفاق المال؛ وعندما افترقنا، قررت أنَّه في علاقتي القادمة، سأجد كل الأشياء المفقودة، وألتزم ببعض الأمور غير القابلة للتفاوض.

والآن، وفي حين أنَّني ما زلت أواجه أنا وزوجتي الجديدة تحدياتنا، لكنَّني أدركت أنَّ هذه الأشياء الخمس تجعلها شريكاً مثالياً في عيني:

1. القيم المشتركة:

هل تتماشى قيمك مع قيم شريكك؟ إذا كان معاملة الآخرين بلطف أمراً هاماً بالنسبة إليك، وكان شريكك دائماً ما يتحدث إلى الناس بطريقة سيئة؛ فهذه إشارة تحذيرية.

لقد جلست أنا وزوجتي بالفعل وكتبنا "قيم العلاقة"، وهي قائمة بالصفات التي أردنا أن نظهرها يومياً؛ لذا خذ الوقت الكافي لإجراء محادثات معمَّقة حول نظرتك وأهدافك في الحياة، ولكن اترك مساحة للخلاف على الأشياء الصغيرة غير الهامة.

2. الاهتمامات المشتركة:

ليس من الضروري أن تتطابق هواياتك تماماً مع شريكك، ولكن إذا لم يكن هنالك ولو شيء واحد مشترك فيما بينكما؛ فما الذي سيحافظ على هذه العلاقة عندما ينتهي شهر العسل وتأخذ علاقاتكما مساراً جدياً؟

لقد لاحظت في لقائي الأول مع زوجتي الحالية حديثها الحماسي عن الكتب، فتقدمت لها على الفور.

قد يؤدي القيام بالأشياء التي تستمتعان بها معاً إلى إثارة مزيد من المتعة، ومساعدتك خلال الأوقات العصيبة؛ وإذا كنت تكافح من أجل إيجاد شغفكما المشترك، فلا تقلق؛ إذ يمكنكما بدء شيء جديد معاً، مثل لعبة رمي السهام في المنزل، أو الغوص، وما شابه ذلك.

3. الصدق:

ما هي أفضل طريقة لاكتشاف الشريك الذي سيجلب لك الحزن؟ أن يكون كاذباً.

يشير الكذب إلى ضعف تقدير الذات، أو إلى أنَّ "الأنا" خارجة عن السيطرة، أو إلى الخلل الاجتماعي؛ إذ لا يمكن للعلاقات الصحية أن تعيش دون ثقة؛ فدائماً ما يدمر الكذب أيَّ علاقة.

هل تعتقد أنَّ شريكك يكذب على الآخرين فقط وليس عليك؟ ربَّما، ولكن هل ستراهن على الثلاثين سنة القادمة؟

يتيح لك الصدق الكامل من شريكك معرفة أنَّك محترم ومقدر من قبله، وأنَّه يمتلك الشجاعة لمواجهة التحديات في علاقتكما بشكل واضح بدلاً من ترك المشكلات تتفاقم.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح تساعد على زيادة الحبّ بين الزوجين

4. الاستقلالية:

عندما تقابل ذلك الشخص المثالي أول مرة، ترغب في قضاء كل دقيقة معه إلى الأبد؛ لكن لا تفعل ذلك.

لقد وقع شريكك في حب الإنسان المثير والمعقد الذي أنت عليه؛ لكن عندما تقضي كل دقيقة ممكنة معه، ستفقد استقلاليتك، وتكرر القصص المألوفة نفسها، وتدخل في روتين يتسبب لك بالشعور بالرتابة والملل من العلاقة.

لذا يتعين عليك الاحتفاظ بجزء من حياتك الخاصة خارج نطاق علاقتك معه، وذلك كي تبقى العلاقة ناجحة.

5. المرح:

ما الفائدة من مشاركة حياتك مع شخص إذا لم يضف الفرح والإثارة إليها؟

عندما التقيت زوجتي الحالية قبل خمس سنوات، لاحظ كلانا مدى الحرية والخفة التي شعرنا بها في أثناء تواجدنا معاً؛ حيث تبادلنا الكثير من الضحك، وأحببنا مغامراتنا المشتركة، وأصبحنا أصدقاء مقربين.

إذا كنت تشعر بالمتعة والمرح مع شريكك، فهذه علامة واضحة على أنَّك اخترت اختياراً صحيحاً.

شاهد بالفيديو: 6 علامات تُشير إلى أنَّك قد وجدت نصفك الآخر

غيِّر نفسك قبل أن تغير شريكك:

"لقد انفتح أمامي ما يُسمَّى بـ" المغزى من الحياة "، فاتضح أنَّ الأمر بسيط للغاية: امنح الحب دون انتظار مكافأة" - أندري جافريلوف (Andrei Gavrilov)

 إنَّ اختيار شريك الحياة أمر هام، لكنَّ أفضل طريقة لجذب الشريك المميز هي العمل على نفسك أولاً.

عالم الرومنسية عالم مليء بالأشخاص الذين لديهم قوائم طويلة ومتعنتة من المواصفات التي لابد أن يملكها الشريك، والذين يكونون على استعداد لإهدار الفرصة لأنَّ الشخص الآخر أخطأ في نطق كلمة معينة؛ ولكنَّ هؤلاء الأشخاص أنفسهم ليسوا مكافأة عظيمة لأحد.

فيما يأتي بعض السمات التي يمكنك التحلي بها قبل أن تخبر نفسك أنَّه لا يوجد رجال أو نساء صالحون في العالم:

1. الصبر:

بعد التخطيط لحفل زفاف لمدة ستة أشهر، قررت أنا وزوجتي تجديد منزلنا وتجهيزه، ثمَّ نقل جميع أثاثنا، وترك وظائفنا، وحزم أمتعتنا والانتقال إلى المكسيك لمدة ستة أشهر؛ وكل ذلك في أثناء تسيير الأعمال.

لا تكفي كلمة "ضغط" لوصف مدى العبء الذي كنت أتحمله، وقد كان من السهل أن أفقد هدوئي لفترة من الوقت، لكنِّي كنت أحاول بجد أن أفكر قبل أن أتحدث، حتى ولوكانت هذه المدة خمس ثوان؛ إذ يمكنني هكذا تجنب صراع لا طائل منه.

2. القدرة على تجاهل الأمور التافهة:

كنَّا نسحب أنا وزوجتي السابقة مواضيع الشجار من صندوق الشكاوى ذاته باستمرار، ولا نتوقف عن استذكار المشكلات: "هل تذكر عندما قلت كذا؟" أو "عندما فشلت في القيام بكذا؟"؛ وقد كانت الشكاوى منطقية حينها، لكنَّ إعادة تذكرها كان أمر يثير الاستياء.

عندما قابلت زوجتي الحالية، لاحظت مدى سهولة تجاوزها للأشياء الحمقاء التي فعلتها؛ وقد جربت نهجها أيضاً، ووجدت أنَّ التخلي عن الأذى السابق يُشعِرك بالتحرر، وقد يجعل شريكك يقع في حبك أكثر.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب رئيسية وراء نجاح العلاقات

3. الكرم:

عندما سألت عمي (روب) -الذي استمر زواجه لمدة 20 عاماً تقريباً- عن سر العلاقة الرائعة، قال لي: "كن أكثر سخاءً ممَّا يتطلب الأمر".

قد لا يكون دورك بالتأكيد هو غسل الأطباق أو إطعام أسماك الزينة، أو ربَّما أن تشعر أنَّك لا يجب عليك أن تكون عقلانياً طالما هي ليست كذلك؛ ولكن إذا استثمرت الطيبة في العلاقة أكثر ممَّا يجب، فستحصل على حب عظيم.

4. احترام الذات:

لقد تحملت في علاقتي السابقة الكثير من الكلام غير اللائق، وكنت أصمت وأترك الكلام يُكبَت بداخلي؛ ولكنَّ التضحية بمن أنت عليه من أجل شخص آخر أساس كبير لشعورك بالاستياء.

لقد أعدت بناء صورتي الذاتية مرة أخرى، ووضعت معايير دنيا لطريقة معاملتي في علاقتي القادمة؛ لذا، اعلم أنَّك عندما تحب نفسك في النهاية كما يجب، ستحصل على الحب الذي تريده من الآخرين.

5. الثقة:

إذا كنت في علاقة، فمن المحتمل ألَّا يكون الألم أمراً غريباً عنك؛ إذ يبقى الحب مفرحاً حتى يحبط شريكك الأنا خاصتك، ولا يتطلب الأمر سوى لدغة واحدة لتجعلك خائفاً؛ وإذا كنت قد تعرضت إلى الكثير من اللدغات، فلن تثق بأحد بسهولة.

لذا خذ وقتاً للتعافي؛ لكن تخطَ الأمر بسرعة، وأدرك أنَّ علاقتك الجديدة ليست علاقة قديمة، وأنَّ شريكك الجديد يستحق ثقتك الكاملة.

احترس من الإيجابيات الكاذبة:

تبدو العديد من المواقف وكأنَّها حب خالص، ولكنَّها تتعكر بعد فترة؛ وغالباً ما يحدث ذلك بعد عامين. لماذا؟ حسناً، إنَّك تنغمس في البداية في النعيم، ويكون كلا الطرفين على أفضل سلوك ممكن.

صحيح أنَّه غالباً ما تكون هذه الأشياء جزءاً من علاقة عظيمة، ولكنَّها لا تنشئ علاقة من تلقاء نفسها:

1. انتبه من الافتتان:

دائماً ما تكون مرحلة الخطوبة أمراً سحرياً؛ فكلُّ شيء يفعله شريكك هو الكمال، ولا يمكنه أن يخطئ أبداً من وجهة نظرك.

لا يوجد سبب لعدم الاستمتاع بهذا الأمر إلى أقصى حد، ولكن اعلم فقط أنَّ الأمر ليس كذلك دائماً؛ ففي نهاية المطاف، ستتوقف عن رؤيته لطيفاً إلى هذا الحد؛ لذا لا تدع الافتتان يعميك عن شخصيته الحقيقية.

2. تفقَّد خانات الاختيار:

قد تكون من تحبه يتمتع بشعبية كبيرة، أو ناجحة، أو ثرية، أو متدينة، أو مزيجاً من كل هذا؛ ولكنَّ المواصفات العامة الجيدة لا تحوِّل صاحبها بالضرورة إلى حب العمر، ولا يجب أن تُفاجَأ عندما تكتشف أنَّ الشخص المثالي عموماً، لا يتطابق مع الشخص الذي تريده.

تنمو العلاقات وتموت لأسباب لا حصر لها، ولكلِّ شخص رحلته الفريدة؛ لذا لا ترفض المغامرات المحتملة لأنَّك تنتظر رفيقك الوحيد، إذ إنَّه لأمر خيالي ومحزن أن تفكر بأنَّه لا يناسبك سوى شخص واحد.

كما يأتي الحصول على حكم جيد من الخبرة والتجربة، وتأتي التجربة من ارتكاب الأخطاء؛ لذلك لا تخف من فتح قلبك؛ فالحياة مغامرة، وعليك أن تستمتع بها.

 

المصدر




مقالات مرتبطة