ما هي أعراض الهوس بشخص ما؟

نشعر غالباً بالافتتان بشريكنا في الأشهر الأولى من العلاقات العاطفية الصحية، وقد تتضمن هذه المرحلة أفكاراً هوسية حول عاطفة المرء ورغبته في قضاء كل دقيقة مع الشخص الآخر، وغالباً ما تتغير العلاقة الرومانسية الجيدة مع مرور الوقت إلى درجة تفتقر فيها إلى الشرارة والعاطفة القوية المرتبطة بالافتتان، كما قد يتطور الحب الصحي مع مرور الوقت ليشمل الالتزام والرفقة والاحترام القوي للطرف الآخر ولاحتياجاته.



تُمكِّن العلاقات الصحية كلا الطرفين من الشعور بالخصوصية والاهتمام والاحترام، مع السماح أيضاً بتفرُّد كل طرف واستكشافه لحياته المهنية واهتماماته الخاصة، وتكوين صداقاته البعيدة كل البعد عن علاقته الغرامية، وعلى الرغم من عدم وجود تصنيف طبي أو نفسي لاضطراب الوسواس القهري (OCD)، إلا أنَّه غالباً ما يصاحب أنواعاً أخرى من اضطرابات الصحة النفسية، فاستشِر طبيبك إذا كنتَ تشكُّ في أنَّك أو أحد أفراد أسرتك مصاب بهذه الحالة، وقد يساعد العلاج على تخفيف الاضطراب وتجنُّب مشكلات العلاقة أيضاً.

أعراض اضطراب الوسواس القهري:

من بين أعراض اضطراب الوسواس القهري ما يأتي:

  • التعلق الشديد بالطرف الآخر.
  • الأفكار الهوسية.
  • الشعور بالالتزام "بحماية" الشخص الذي تحبه.
  • المواقف والسلوكات التي تظهر حب التملك.
  • الحسد الشديد عند رؤية علاقات الآخرين.
  • قلة احترام الذات.

قد يعاني مرضى اضطراب الوسواس القهري من الشعور الدائم بالرفض أيضاً، وفي بعض الحالات، قد تزيد الأعراض عند إنهاء العلاقة أو عند رفض الشخص الآخر، وهناك مؤشرات أخرى لهذا الاضطراب، بما في ذلك ما يأتي:

  • الرسائل النصية المتكررة، ورسائل البريد الإلكتروني، والاتصالات العديدة بالطرف الآخر.
  • هوس التأكد من كل شيء.
  • صعوبة تكوين صداقات أو البقاء على اتصال مع أفراد الأسرة بسبب الانشغال مع فرد واحد.
  • مراقبة نشاطات الطرف الآخر.
  • إدارة تحرُّكات الطرف الآخر وأفعاله.

علامات الهوس بشخص:

إنّ الهوس بشخص ما هو أمر يمكن للجميع رؤيته، علاوة على ذلك، فإن الهوس بشخص ما يعد مشكلة تتعلق بالصحة العقلية التي تؤثر على نوعية حياتك للأسوأ، ويمكن أن تسبب ضرراً كبيراً للفرد، ويمكن أن نعزوا هذه الظاهرة إلى هوس الحب، والانجذاب نحو الشخص الآخر، وليس هناك ارتباط بين جنس الشخص، فقد يكون هناك أشخاصٌ مهووسون بفتاة، وآخرون مهووسون بشخص ذكر، وإن حادثة "نيرة أشرف" وقاتلها تدل كثيراً على ما نتكلم عنه في موضوع الهوس بشخص ما، وقد قام عالم النفس السريري "شينسي ناير" المتخصص في القلق والاكتئاب ومدرب الحياة المعتمد بدراسات بينت علامات الشخص المهووس بآخر وهي كالآتي:

  • عدم القدرة على التوقف عن التفكير في شخص ما.
  • جاذبية ساحقة من قبل الشخص المهووس.
  • تدني احترام الذات، وقبول أي شيء من الشخص الآخر الذي يتعلق به الشخص المهووس.
  • القيام بأشياء غير عقلانية وغير متوقعة من قبل الشخص المهووس مثل مراقبة حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي، وأوقات ظهوره واختفائه عن الواتس أب مثلا، وغيرها من الأفعال غير المنطقية.
  • مراقبة تصرفات هذا الشخص باستمرار.
  • التحكم في الأنشطة التي يقوم بها الشخص.
  • الحاجة المستمرة للطمأنينة من خلال التواصل الدائم والمباشر من قبل الشخص المهووس.
  • اكتفاء الشخص المهووس بالعلاقة مع الذي ينجذب إليه، وقد يصل الحال إلى التخلي عن علاقات أخرى مثل الأصدقاء الآخرين، وحتى العائلة في بعض الحالات المتقدمة من الهوس.

ما هو الهوس بشخص:

معنى الهوس بشخص ما هو اهتمام غير صحي وشديد به، فعندما يكون شخص ما مهووسًا، فهذا يعني أنه فقد السيطرة على مشاعره حول موضوع هوسه، غالبًا ما تُستخدم الصفة المهووسة لتعني ببساطة «مهتمًا جدًا»، ولكن عندما يكون شخص ما مهووسًا حقًا، يصبح اهتمامه قهريًا، وقد بدأ يفقد السيطرة عليه، أي يكون عقل الشخص المهووس محاصرًا بأفكار لا يمكن السيطرة عليها.

ما الذي يميز الحب الصحي عن الحب الهوسي؟

الفرق بين الحب الصحي والهوسي هو أنَّه في الحب الهوسي، تصبح مشاعر الانجذاب مفرطةً، وتنمو إلى حد التقييد، أما الحب الهوسي والغيرة هما نوعان من الهلوسة، وعلامة على المرض النفسي الذي يؤثر في حوالي 1% من سكان الولايات المتحدة و2% من سكان العالم، وغالباً ما ينظر الأفراد الذين يعانون من هلوسات الغيرة إلى الأحداث الصغيرة مثل تحية زميل لشريكهم أو إلقاء شريكهم نظرةً خاطفة على أحد المارة كدليل قاطع على أنَّ أحباءهم غير مخلصين، وقد ثبت أنَّ الذكور المدمنين على الكحول أكثر عُرضةً للشعور بالغيرة الوهمية.

الإناث أكثر عُرضةً من الرجال للحب الهوسي مع الأفراد الذين يعرفونهم، وبالنسبة إلى النساء اللواتي يحببن بشكل مفرط، غالباً ما يكون الأشخاص الذين ساعدوهم في حياتهم هم هدف هذا الحب، كما يبدو أنَّ الرجال والنساء يساهمون بالدرجة نفسها بتحويل الحب الوسواسي إلى العدائية، فعدم وجود عمل بدوام كامل هو عامل خطر يساهم في تفاقم الحب الهوسي، وكذلك وجود أفراد من الأسرة يعانون من اضطرابات نفسية، وخاصةً أمراض التوهم.

إقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الوسواسية القسرية: تعريفه، أسبابه وعلاجه

ما هي أسباب الهوس بشخص؟

قد تساهم العديد من المتغيرات في الحب الهوسي، وتناقش الأقسام الآتية كل من هذه المتغيرات بشكل أعمق:

1. مرض العشق والأمراض الهلوسية المشابهة:

قد تكون أوهام هوس العشق ناجمةً عن اضطرابات الصحة النفسية مثل اضطراب ثنائي القطب الأول والفصام، وكذلك الأعراض الناجمة عن اضطراب تعاطي الكحول، في حين أنَّ هذه الأمراض ليست مرادفةً لهوس الحب، إلا أنَّها قد تكون علامةً على اضطرابات نفسية أكثر حدةً بكثير.

فهوس العشق هو مرض هلوسي غير شائع جداً؛ حيث يعتقد الشخص أنَّ القدر يتطلب علاقةً معيَّنةً، وقد يعتقد حتى أنَّ العلاقة التي انتهت منذ سنوات لا تزال صحيةً ومليئة بالحب، بالإضافة إلى ذلك، قد يجعل هوس العشق الشخص يعتقد أنَّ شخصاً آخر يحبه، وفي بعض الأحيان، قد يكون هدف عاطفتهم هو شخص لم يلتقوا به من قبل.

على سبيل المثال: قد يعتقد الناس أنَّهم في علاقة مع أحد المشاهير غير الحقيقيين، وقد تكون بعض الأوهام شديدةً لدرجة أنَّها تؤدي إلى المطاردة أو الإساءة أو السلوك العنيف، وغالباً ما يرتبط هوس العشق بأعراض الذعر.

ووفقاً لدراسة أُجرِيَت عام 2017، قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم هوس العشق؛ وذلك لأنَّها تسمح للأفراد ذوي الميول الوسواسية بمشاهدة الآخرين من بعيد والشعور بأنَّهم أكثر ارتباطاً بهم مما كانوا سيشعرون به في حال لم تكن موجودةً، ومن الضروري التأكيد على أنَّ هوس العشق ليس كالحب الهوسي.

2. اضطرابات الشخصية الحدية:

قد يشعر الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية بخوف شديد من الهجر ويجدون صعوبةً في تنظيم عواطفهم، على سبيل المثال: قد تبدو عواطفهم غير متناسبة مع الظروف، وقد يركزون على علاقاتهم فقط، وغالباً ما يرون الأشياء من منظور أبيض أو أسود، ويتقلبون بين رؤية شخص ما على أنَّه لطيف تماماً أو شرير تماماً؛ مما قد يؤدي إلى محاولتهم ممارسة السيطرة على الآخرين أو إجبار الشركاء على البقاء في العلاقة، وقد يفتقر الأفراد الذين يعانون من هذه الحالة إلى الهوية المتسقة أو الإحساس بالذات؛ مما يؤدي إلى تفاقم الهوس؛ ذلك لأنَّهم قد يجدون صعوبةً في رؤية أنفسهم غير مرتبطين بمعارفهم.

إقرأ أيضاً: اضطراب الشخصية الحدية: تعريفه، وأسبابه، وأعراضه، وطرائق علاجه

3. اختلالات التعلق:

تبدأ القدرة على تطوير روابط صحية مع الناس في مرحلة الطفولة، فالأفراد الذين كان آباؤهم أو مقدمو رعايتهم غير مستقرين عاطفياً أو مسيئين، قد يطورون أنماط تعلُّقٍ شاذة، وقد يظهر هذا في علاقاتهم كسلوك ينم عن الهوس أو الهيمنة أو الخوف، كما قد يهتم الأفراد الذين لديهم أنماط علاقات غير آمنة أو تفاعلية بمخاوف الخسارة، وقد يشعرون بأنَّهم غير قادرين على التكيف دون أزواجهم ويكونون مستعدين لفعل كل شيء للاحتفاظ بهم، فقد تؤدي العلاقات غير الآمنة أحياناً إلى إبقاء الشخص في علاقة مسيئة خوفاً من الخسارة، وفي حالات أخرى، قد يستخدم الفرد العنف للاحتفاظ بعلاقته.

4. الصدمة والقلق من الهجران:

يكتسب بعض الأفراد سلوكات استحواذية خوفاً من الهجران، وقد يحدث هذا نتيجةً لمشكلة التعلق أو نتيجةً لصدمة ما، على سبيل المثال: قد يخشى الشخص الذي فقد زوجه لتوه من فقدان صديقه الحالي، ونتيجةً لذلك، قد يتخذون خطوات غريبة أو غير صحية "لحماية" أنفسهم.

5. مشكلات صحية نفسية إضافية:

قد تؤدي العديد من اضطرابات الصحة النفسية إلى تشويه أو تغيير وجهة نظر الفرد؛ مما يزيد من خوفه أو هوسه أو اكتئابه، وهذا يزيد بدوره من احتمالية أن يصبح مهووساً بعلاقاته؛ إذ قد يعتقد الشخص الذي يعاني من الاكتئاب أنَّه وحيد ولا قيمة له، أو أنَّ علاقته هي الجزء الوحيد الذي يضفي معنىً على وجوده؛ مما قد يؤدي إلى أفكار أو سلوكات قهرية.

6. المعايير الاجتماعية والثقافية:

تضع بعض الأعراف المجتمعية والثقافية تركيزاً أكبر على أحد الزوجين أكثر من الآخر؛ مما يعني أنَّ بعض الآباء ومقدِّمي الرعاية يعرِّضون أطفالهم لأنماط علاقات غير صحية طوال طفولتهم.

على سبيل المثال: قد يؤدي التعرض "لمعايير" العلاقات المختلفة طوال فترة الطفولة إلى اعتقاد بعض الأفراد أنَّ الحب يستلزم الملكية أو أنَّ شريكهم يجب أن يفعل كل شيء لإظهار حبه، فعمليات التفكير هذه هي السمة المميزة لـ "الذكورة السامة"؛ حيث قد يعتقد الأفراد الذين يمتلكون هذه الخاصية أنَّه من المناسب للرجال الإساءة إلى أزواجهم جسدياً أو عاطفياً، فأولئك الذين يظهرون الذكورة السامة قد يكونون متلاعبين أيضاً، ويتوقعون من علاقاتهم أكثر مما هم على استعداد لتقديمه، أو يهاجمون الشركاء الذين ينتهكون "قواعدهم".

شاهد بالفديو: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

7. كيف يجب التعامل مع الحب الهوسي؟

غالباً ما يُعالَج الحب الهوسي عن طريق العلاج النفسي لكل من المريض وشريكه، خاصةً إذا كان الشخصان في علاقة حالياً، وقد تكون الاستشارة مفيدةً وقد تشمل مساعدة الطرفين كليهما على رؤية علاقتهما في ضوء أكثر إيجابيةً، بما في ذلك استخدام العبارات التشجيعية أو الأساليب الأخرى لتعزيز احترام الذات، كما يجب معالجة أيَّ اضطراب نفسي أساسي بشكل مناسب بالأدوية، وإذا بدأ الشخص الذي يعاني من الحب الهوسي بإظهار التهديد أو أيِّ أعمال خطرة أخرى، فقد تكون هناك حاجة إلى تدابير قانونية مثل الاتصال بالشرطة وتنفيذ الأوامر الزجرية وخطط السلامة.

علاج الهوس بشخص:

يركز علاج المهووس على تحديد سبب الأفكار والمشاعر المهووسة، ثم علاج هذا السبب، وقد يحتاج الشخص المصاب باضطراب الشخصية إلى علاج نفسي وأدوية للتعامل مع أي أعراض، مثل القلق أو تقلبات المزاج.

قد تتضمن خطة العلاج معرفة المزيد عن الحالة، وتعلم استراتيجيات التأقلم الصحية لمعالجة المشاعر، والحفاظ على نمط حياة صحي.

قد يساعد العلاج الناس على إدارة المشاعر المهووسة وتطوير علاقات صحية، وقد يساعد المعالج في معالجة الصدمات، وإدارة الظروف الأساسية، ووضع معايير علاقة أكثر صحة.

في المراحل المبكرة من العلاج، يكون العلاج الفردي هو الأفضل، خاصة إذا كانت العلاقة مسيئة. إذا كان كل شخص في العلاقة قادرًا على وضع حدود أفضل بشكل فردي، فقد تساعدهم استشارات الأزواج على العمل معًا وتجاوز الحب المهووس.

لا توجد خطة علاج أو جدول زمني واضح للتعافي من الحب المهووس. إنها تجربة فردية تعتمد على العديد من العوامل، من مستوى الحب المهووس إلى الحالة الأساسية التي يمكن أن تسبب ذلك.

هوس الحب في علم النفس:

قد يتسائل البعض ما هو الهوس في الحب، من ناحية علمية فإن الحب هو اندفاع كيميائي ولكن كيف يمكنك إيقاف أعراض «الهوس بالشخص» ؟ إذا نظرت إلى المراحل من الشهوة إلى الجاذبية ثم التعلق الصحي، يبدو أن الدوبامين والأوكسيتوسين هما المكونات الرئيسية.

كما أن الدوبامين يؤثر على مركز المكافأة في الدماغ، وإن الأوكسيتوسين هو هرمون الحب الذي يسمح لنا بالارتباط. عدم توازن هذه الهرمونات يبقيك في مرحلة الافتتان، لكن ما هي نظرة علم النفس ل هوس الحب، فهو اضطراب الوسواس هو حالة نفسية تظهر على أنها رغبة ساحقة ووسواس في حماية وامتلاك شخص آخر. غالبًا ما يساهم عدم القدرة على قبول الرفض في علاقة حب غير صحية.

المصدر




مقالات مرتبطة