ما هي أسرار نجاح العمل الجانبي؟

يمكن أن يكون بدء عمل جانبي بالإضافة إلى عملك الرئيس مفيداً للغاية، وخاصةً في الأوقات الصعبة، ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة "بانك ريت" (Bankrate) عام 2019، فإنَّ 43% من العاملين الأمريكيين بدوام كامل لديهم عمل جانبي، في أماكن مثل "المملكة المتحدة" (UK) و"سنغافورة" (Singapore) و"الفلبين" (Philippines)، وقد أفاد أكثر من 50% من القوى العاملة بأنَّهم يعملون عملاً جانبياً إضافة على عملهم الرئيس.



في حين أنَّ مصطلح "العمل الجانبي" قد يبدو وكأنَّه مصطلح جديد، فقد استُخدِم لأول مرة في الصحف الإفريقية من أصول أمريكية في الولايات المتحدة، وكان ذلك في عشرينيات القرن الماضي في السنوات الأخيرة منه، واستعادت هذه العبارة زخمها؛ وذلك بسبب مجموعة متنوعة من العوامل، وهي ارتفاع تكلفة المعيشة والأمن الوظيفي، وجائحة كوفيد-19 (COVID-19)، ويمثل هذان العاملان مشكلة كبيرة، وخاصةً للأشخاص من ذوي البشرة السوداء الذين يعانون من أسوأ آثار الجائحة.

بعد فترة تدريبها في "غوغل" (Google) لم تتحول "نيكايلا ماثيوز أوكومي" (Nicaila Matthews Okome) التي تعيش في "واشنطن" إلى وظيفة بدوام كامل كما كانت تأمل؛ بل أنشأَت منصتها "سايد هاسل برو" (Side Hustle Pro) كمدوَّنة في عام 2016، واليوم طوَّرَتها لتصبح مدوَّنة صوتية ناجحة، وتُسلِّط الضوء على رائدات الأعمال ذوات البشرة السوداء اللواتي حوَّلن أعمالهم الجانبية إلى إمبراطوريات مربحة، ويضم مجتمعها ما يقارب 80 ألف متابع على "إنستغرام" (Instagram)؛ وذلك لأنَّه المدوِّنة الصوتية الوحيدة المخصص للنساء ذوات البشرة السوداء حول هذا الموضوع.

تقول "رينا بلويت" (Renae Bluitt) مؤسسة مدونة "إن هير شوز" (In Her Shoes) في مدينة "نيويورك"، ومبدعة ومنتجة الفيلم الوثائقي "لقد فعلَت ذلك" (She Did That) على "نتفلكس" (Netflix): "أعتقدُ أنَّه من الهام للجميع أن يكون لديهم عمل جانبي وتدفقات متعددة للإيرادات، لكن بالنسبة إلى النساء ذوات البشرة السمراء، فإنَّ هذا هام خاصةً لأسباب عدة".

تُركِّز كل من مدونة "بلويت" (Bluitt) وفيلمها على رائدات الأعمال ذوات البشرة السوداء، وكثير منهن بدأنَ أعمالهن التجارية كعمل جانبي؛ حيث تشرح قائلة: "بدلاً من مجرد انتظار حدوث المساواة في الأجور، يمكننا فعل ذلك بأنفسنا؛ وذلك من خلال خلق تدفقات متعددة من الإيرادات، والسعي بشكل أكبر إلى تأمين حاجاتنا المالية وحمايتها".

كل شخص لديه سبب مختلف للعمل الجانبي، قد يكون السعي إلى شغف ما أو الادخار من أجل هدف ما أو تعزيز الدخل الحالي أو الانتقال في النهاية إلى إدارة عملك الخاص، وسنقدم في هذا المقال 4 نصائح من النساء اللواتي نجحن في التوفيق بين وظيفة بدوام كامل وعمل جانبي بدوام جزئي:

1. أَخبِر مديرك عن عملك الجانبي:

ربما يكون السؤال الأول الذي يطرحه الناس: "هل يجب أن أخبر مديري عن العمل الجانبي الخاص بي؟"، ويرغب الكثيرون في عدم قول أي شيء.

ومع ذلك، تشجعك "أوكومي" (Okome) على مشاركة عملك الجانبي مع مديرك في العمل الحالي، ومن المحتمل -إذا كان ذلك منطقياً- أن يفيدك عملك الجانبي في عملك الرئيس، تقول: "كانت مدونتي الصوتية مذكورة في سيرتي الذاتية؛ وذلك لأنَّني شعرتُ بأنَّها تُظهِر استفادتي من نقاط قوَّتي وفخري بها"، ولكنَّها تحثك على النظر في سياسات شركتك لتجنب أي تضارب في المصالح قبل الحديث عن عملك الجانبي.

أفضل طريقة للتحدث عن عملك الجانبي مع مديرك، هي أن تشرح كيف تجعلك إدارة عملك الخاص موظفاً أفضل، وكما تقول "كريستين ميشيل كارتر" (Christine Michel Carter)، مستشارة الشركات ومؤلفة كتاب "الأمهات" (MOM AF)؛ إذ تُؤكِّد أنَّه طالما يمكنك إظهار أنَّك تنقل مهاراتك من عملك الجانبي إلى عملك الرئيس، فإنَّ وجود عمل جانبي يجعلك أكثر قيمة.

من الهام أيضاً التأكيد على أنَّك ستستمر في منح وظيفتك الرئيسة كل ما لديك، وكما قالت "كارتر": "لمجرد أنَّني أُدير نشاطاً تجارياً جانبياً، فهذا لا يعني أنَّني لستُ ملتزمة بعملي بدوام كامل أو تجاه رب العمل".

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ عملك الخاص دون ترك وظيفتك الحالية؟

2. اطلب المساعدة عند الحاجة إليها:

لقد علَّمتنا الجائحة أنَّ الحياة لا يمكن التنبؤ بها بشكل لا يُصدَّق؛ إذ إنَّ الشفافية بشأن وضعك وتحدياته اليومية مع من حولك، يمكن أن يساعدك على ازدهار عملك، فاعتَد على التعبير عن مكان وكيفية احتياجك إلى الدعم، ومع ذلك، هناك فارقٌ دقيق بين الصراحة والكشف عن معلومات كثيرة، وخاصةً مع رب العمل الحالي، فاستخدِم فطنتك لتُقرِّر ما يجب الكشف عنه، وما يجب أن تحتفظ به لنفسك.

تقول "كارتر" (Carter) التي تحدثَت بصراحة عن حياتها كامرأة محترفة شغوفة: "كان عليَّ أن أكون شفافةً مع مديري بشأن احتياجاتي، والتي تضمَّنَت القدرة على الحصول على جدول زمني مرن"، وفي بعض الأحيان، قد يمتد صدقك إلى عائلتك أيضاً، وتضيف "كارتر" (Carter): "لقد أبلغتُ أطفالي أيضاً أنَّ عليهم إعداد الطعام وحل مشكلاتهم بأنفسهم، وهذا يمنعني من إجهاد نفسي أكثر من اللازم والشعور بالانجذاب في اتجاهات مختلفة".

إقرأ أيضاً: 5 أسباب تشجعك على طلب المساعدة عوضاً عن تقديمها في العمل

3. كن استراتيجياً بشأن وقتك:

بصفتك رائد أعمال تعمل عملاً جانبياً، ستحتاج إلى استثمار وقتك بكفاءة، وخاصةً إذا كنتَ تعمل عن بُعد؛ إذ بدأَت "روشيل جراهام-كامبل" (Rochelle Graham-Campbell) أعمالها التجارية "أليكاي ناتيورال" (Alikay Naturals) بقيمة 100 دولار فقط من شقتها كطالبة جامعية تعمل في بعض الوظائف بدوام جزئي، وبالاستفادة من "يوتيوب" (YouTube)، حوَّلت عملها الجانبي إلى إمبراطورية في مجال مستلزمات التجميل يمكن أن تجدها في صيدلية "سي في اس" (CVS) وشركة "ترغيت" (Target) وشركة "وول مارت" (Walmart).

تعترف بأنَّ إدارة الوقت كانت تحدياً كبيراً في البداية، وما أحدث فارقاً بالنسبة إليها هو عندما بدأَت تقسيم الوقت، أو تخصيص وقت لإكمال مهام مُحدَّدَة في قائمتها، فتحديد أوقات عملك أمر حتمي لإنجاح عملك؛ حيث يجب أن تتعامل مع عملك الجانبي على أنَّه عمل تجاري حتى عندما تضطر إلى القيام به خارج ساعات العمل العادية، وكما تقول "جراهام كامبل" (Rochelle Graham-Campbell): "منحني تقسيم الوقت مزيداً من التحكم بجدول أعمالي وحياتي".

لا يُعَدُّ تقسيم الوقت أداة مفيدة للتركيز في عملك الجانبي فحسب؛ بل تستخدمه أيضاً لتحديد أولويات وقت الراحة، وتقول "شاني زيبريت هايز" (Shani Syphrett-Hayes)، التي تعمل بدوام كامل في وكالة إعلانات في "نيويورك" (New York) في أثناء إدارة وكالتها الخاصة "جميلة ستوديوس" (Jamila Studios): "أُخصِّص وقتاً لإجازاتي مثلما أُخصِّص وقتاً لاجتماعاتي".

الإرهاق أمر حقيقي، وهو مشكلة حقيقية جداً للأشخاص الذين يعملون بوظيفة يومية وعمل جانبي، وستضمن لك الإدارة السليمة للوقت أنَّه يمكنك الاعتناء بنفسك وبعملك، وتقول "ساكيتا هولي" (Sakita Holley) المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "هاوس أوف ساكسفول" (House of Success) للعلاقات العامة؛ وهي شركة علاقات عامة للجمال ونمط الحياة: "إنَّ الأمر يعود إلى تنظيم نفسك وفعل الأشياء التي تجلب لك السعادة، ففي بعض الأحيان، يجب عليك أن تبتعد عن روتينك اليومي وتنغمس في أشياء أخرى حتى تتمكن من العودة إلى عملك بنشاط".

شاهد بالفيديو: 15 نصيحة فعَّالة لإدارة الوقت

4. لا تترك وظيفتك الرئيسة حتى يكون لديك خطة:

ليس كل شخص لديه عمل جانبي يحلم بترك وظيفته الأساسية، وقد ترغب في الاحتفاظ بوظيفتك اليومية، ومع ذلك إذا كنتَ تريد تركها، فتأكَّد من أنَّه لديك ما يكفي من المال.

تُحقِّق "أوكما" (Okome) دخلاً من مجالات عدة، بما في ذلك الرعاية والمنتجات الرقمية، لكنَّها أمضت سنوات في توفير أرباحها الجانبية قبل أن تعمل رائدة أعمال بدوام كامل، وتقول: إنَّه يجب عليك ادخار ما لا يقل عن 6 إلى 12 شهراً من نفقات المعيشة والعمل قبل ترك وظيفتك.

قبل ترك عملك، تقترح "أوكومي" (Okome) أن تسأل نفسك:

  • ما هي العائدات التي سأحصل عليها؟
  • هل ستكون العائدات طويلة الأمد أم قصيرة الأمد؟
  • ما هو مقدار المال الذي أمتلكه؟ وكم أحتاج حتى أترك وظيفتي؟

بالنسبة إلى أولئك الأشخاص الذين ليس لديهم خطط لترك وظائفهم اليومية، فقط استمتع بحرية إنشاء وتعلُّم كيفية إدارة عمل تجاري بينما لا يزال لديك راتب ثابت، وإذا انطلقَ عملك الجانبي، فقد تعيد النظر، تقول (Okome): "عندما يبدأ نشاطك الجانبي في تحقيق أرباح شهرية أكثر من وظيفتك اليومية، ابدأ التفكير فيما يُخبِّئه المستقبل".

المصدر




مقالات مرتبطة