ما هي أسباب الرعشة المفاجئة التي تعبر أجسامنا؟ وما هو علاجها؟
جميعنا يشعر في لحظة ما برعشة أو رجفة مُفاجئة تسري في جسمه، فهي حالة من أكثر الحالات شيوعاً، ونتساءل جميعنا عن أسباب هذه الحالة، وهل هي خطيرة أم أنَّها لا تدعو إلى القلق؟ تعالوا معنا في هذا المقال لنتعرف ما هي هذه الرعشة المفاجئة؟ وما هي أسبابها وعلاجها؟
ما هي رعشة الجسم المفاجئة؟
هي حركة إيقاعية منتظمة ومفاجئة ولا إرادية وغير مقصودة؛ لذا يصعب السيطرة عليها، وقد تحدث في الجسم كله أو في الأطراف فقط، وهي ناتجة عن تعاقب سريع لانقباض العضلات واسترخائها. وغالباً ما تكون الرعشة المفاجئة طبيعية وليست خطيرة وتزول من تلقاء نفسها، وتنتج في أغلب الأحوال بسبب الشعور بالبرد أو القلق والخوف، ولكنَّها تصبح خطيرة، وتكون إشارة إلى الإصابة بمرض ما عند حدوثها بشكل متكرر ومستمر، ويجب حينها استشارة الطبيب.
ما هي أسباب رعشة الجسم المفاجئة؟
تكون الرعشة المفاجئة التي تدوم لثوانٍ وسرعان ما تزول طبيعية وناتجة عن:
1. الشعور البرد:
الذي هو السبب الأكثر شيوعاً للرعشة المفاجئة، فعند انخفاض درجة حرارة الجسم تنقبض العضلات وتسترخي بسرعة، وتحدث الرعشة المفاجئة التي يحاول الجسم من خلالها توليد الحرارة وتدفئة نفسه.
2. التخدير:
غالباً ما تحدث رجفة مفاجئة للشخص بعد استعادة وعيه من التخدير العام؛ إذ تنخفض درجة حرارة الجسم خلال العملية الجراحية؛ وهذا يُسبِّب ارتعاشه أول استيقاظه من التخدير.
3. الرعشة في أثناء النوم:
وتحدث عند 70% من الأشخاص؛ وهي الإحساس بالسقوط في أثناء النوم، وحدوث الرجفة المفاجئة، وتزداد في حالات الإجهاد الشديد، وسببها هو التفسير الخاطئ الذي يقوم به الدماغ لحالة الاسترخاء التي يدخل بها الجسم عند بدء النوم، على أنَّها حالة سقوط؛ فيُرسِل إشارات تنبيهية إلى العضلات، لتتنبه وتقي الجسم من السقوط، فتحدث الرجفة المفاجئة.
4. الرعشة النفسية:
تحدث الرعشة النفسية المفاجئة بسبب تعرض الشخص لصدمة أو حدث حياتي صعب دون أن يرافقها مشكلات عصبية أو تلف في الأعصاب؛ إنَّما هي اضطراب حركي نفسي.
5. الرجفة عند كبار السن:
تحدث الرجفة المفاجئة عند كبار السن بسبب زيادة حساسيتهم للبرودة، وانخفاض نشاط الدورة الدموية لديهم، وأيضاً قد تنتج الرجفة لديهم بسبب بعض الأدوية التي يتناولونها، مثل موسعات الشعب الهوائية.
لكن قد تكون الرعشة المفاجئة المتكررة باستمرار عرضاً من أعراض الأمراض الآتية:
- الحمى: هي ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 37.7 درجة، وتكون نتيجة عدوى جرثومية أو فيروسية، أو حالة التهابية أو تحسسية، وتحدث الرعشة المفاجئة هنا بسبب ارتفاع حرارة الجسم.
- الالتهابات الحادة، أو إصابة بالعدوى: تكون الرجفة المفاجئة بشكل متكرر ومستمر ودون التعرض لبيئة باردة، هي استجابة من الجسم لمحاربة العدوى "الميكروبات، والفيروسات، والبكتيريا"؛ إذ يقتل الجسم هذه الأجسام الغريبة برفع درجة حرارته التي تُسبِّب بدورها حدوث الرجفة.
- مرض التصلب اللويحي المتعدد: أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يُسبِّب خللاً في الجهاز العصبي المركزي.
- مشكلات في الغدة الدرقية: تنظم الغدة الدرقية درجة حرارة الجسم، فأي خلل فيها سيعم الشعور بالبرد في الجسم وتنتج الرعشة.
- تناول بعض الأدوية: مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية الربو، والأدوية التي تحتوي على مادة الكورتيكوستيرويد.
- الإجهاد العضلي: ويحدث بعد ممارسة التمرينات الرياضية الشاقة رجفان في العضلات؛ وذلك نتيجة تعرضها للإجهاد، ولكنَّها سرعان ما تزول عند إراحة العضلات وشرب المياه.
- انخفاض مستوى السكر في الدم: عندما لا يتناول الشخص الطعام لفترة طويلة، ينخفض مستوى السكر في الدم الذي هو مصدر الطاقة الأول في الجسم، وتحدث الرجفة المفاجئة بوصفها أحد أعراض انخفاض سكر الدم.
أيضاً قد يكون من أسباب الرعشة المفاجئة:
- مشاعر الخوف والقلق التي تزيد إفراز هرمون الأدرينالين الذي يُسبِّب بدوره ارتعاش الجسم.
- التهاب المعدة والأمعاء والتسمم، واضطرابات التمثيل الغذائي، ومتلازمة سوء الامتصاص.
- نزلات البرد.
- نقص الأوكسجين.
- التسمم بالزئبق.
- ضربة الشمس.
- عوامل وراثية.
- إصابة الدماغ أو السكتات الدماغية.
- مرض باركنسون.
- التهاب الرئتين.
- التهاب القصبات الهوائية.
- الضغط العصبي.
- الفشل الكلوي، أو فشل الكبد.
- نقص نسبة الحديد والعناصر الغذائية في الجسم.
- إدمان الكحول، والتدخين، والكافيين.
- مرض تخزين الدهون.
تكون الرعشة المفاجئة دليلاً على مرض خطير:
- عندما تكون الرعشة مستمرة في الساقين واليدين، وتؤثر في قدرة الشخص على الإمساك بالأشياء، وتجعله يعاني من صعوبات في البلع، ومشكلات في النطق، والمشي؛ فهي دليل على مرض الشلل الرعاش "باركنسون".
- عندما تكون الرعشات عبارة عن نوبات اهتزازية شديدة تستمر لدقائق عدة مع فقدان الوعي، فهي إشارة لمرض الصرع.
شاهد بالفديو: 6 أعراض صحيّة يجب عليك ألَّا تتجاهلها أبداً
أنواع رعشة الجسم المفاجئة:
تُصنَّف رعشات الجسم المفاجئة إلى:
1. رعشة سكونية: تحدث الرعشة السكونية في وضع السكون؛ أي في الجلوس أو الاستلقاء، وتختفي هذه الرعشة عند الحركة.
2. رعشة حركية: التي تحدث عند الحركة، وتُقسم إلى:
- الرعشة المقصودة: ومن أمثلتها حك الأنف بالأصابع.
- الرعشة الموضعية: وهي الرعشة التي تحدث عندما يحمل الإنسان شيئاً ما، عكس اتجاه الجاذبية.
- الرعشة الخاصة: وهي الرعشة التي تحدث عند ممارسة نشاطات معينة، مثل الكتابة.
- الرعشة الحركية: وهي الرعشة الناتجة عن تحريك الإنسان لجزء من جسمه بشكل مفاجئ؛ كتحريك معصمه إلى الأسفل أو الأعلى.
- الرعشة المتساوية في القياس: وهي الرعشة التي تحدث عند انقباض عضلة دون غيرها.
علاج رعشة الجسم المفاجئة:
1. تشخيص الرجفة المفاجئة:
عندما تحدث الرجفة المفاجئة للجسم بشكل مستمر وخلال فترات متقاربة، يجب استشارة الطبيب الذي يقوم بالتشخيص من خلال:
- قد يطلب الطبيب من المريض القيام بحمل شيء ما أو الكتابة، حتى يُحدِّد مدى شدة الرعشة لديه.
- قد يطلب الطبيب إجراء تحاليل دم وبول، لمراقبة علامات الغدة الدرقية أو غيرها من الحالات.
- كما قد يُجري الطبيب اختباراً عصبياً للمريض، يُحدد من خلاله درجة أداء الجهاز العصبي، ووضع العضلات وقوَّتها، ومدى القدرة على الشعور باللمس.
2. علاج الرعشة المفاجئة:
كما قلنا، فإنَّ الرعشة المفاجئة غالباً هي أمر طبيعي، ولكنَّ تكرارها غالباً ما يكون عارضاً مرضياً؛ لذا فإنَّ علاجها يعتمد على علاج السبب، ويتم ذلك من قِبل الطبيب، ومن أكثر علاجات الرعشة المفاجئة شيوعاً هي:
- الأدوية: يصف الطبيب مجموعة من الأدوية لعلاج الرعشة المفاجئة حسب حالة المريض.
- المهدئات: لتخفيف الرعشة الناتجة عن القلق.
- حقن البوتوكس: يفيد حقن البوتوكس في تخفيف الرعشة المفاجئة، وخاصة الرعشة في الوجه والرأس.
- العلاج الطبيعي أو البدني: يفيد العلاج الطبيعي بالأعشاب أو النشاط البدني من حمل أوزان وغيره في تخفيف الرعشة وتقوية الأعصاب والعضلات.
- جراحة الدماغ: يتم اللجوء إلى جراحة تحفيز الدماغ في حالات الرعشة المُنهِكة لأصحابها.
- اليوغا وتمرينات التنفس والتأمل: تفيد تمرينات التنفس والتأمل في إرخاء الجسم والشعور بالراحة والاسترخاء، ومن ثمَّ تخفيف الرعشة.
علاج رعشة الجسم بالأعشاب والمشروبات الطبيعية:
هناك مجموعة من الأعشاب التي تفيد في علاج الرعشة والتخلص منها من خلال تهدئة الجهاز العصبي، ومنها:
1. البابونج:
يساعد البابونج على الاسترخاء وتقليل تعرض الجسم للتقلصات والتشنجات العضلية، ويتم تناوله من خلال غليه بالماء، ومن ثم شربه دافئاً لأكثر من مرة خلال اليوم.
2. اللافندر:
عشبة اللافندر من الأعشاب الشهيرة في منح الشعور باسترخاء العضلات وهدوء النفس، ويمكن غليها بالماء وشربها ساخنة، أو يمكن استنشاق رائحتها المميزة.
3. الدرقة:
تفيد عشبة الدرقة في تخفيف الرجفة وتقوية الأعصاب؛ وذلك لاحتوائها على عناصر غذائية مفيدة للأعصاب.
4. الناردين:
تساعد عشبة الناردين على تخفيف الرعشة والتخلص من القلق والتوتر.
5. الكافا:
عشبة الكافا من الأعشاب الفعالة في تهدئة الجسم والتخلص من مشاعر القلق والتوتر، ومن ثمَّ تقليل الرجفات.
6. القرفة:
مشروب القرفة من المشروبات الفعالة في تخفيف الرعشة، كونه يمنح الجسم الاسترخاء والراحة.
7. الشاي الأخضر:
من المشروبات الفعالة في تهدئة الأعصاب والشعور بالاسترخاء؛ وذلك لاحتوائه على حمض أميني يزيد من مستويات الدوبامين والسيروتونين؛ وهذا يُحسِّن المزاج ويقلل التوتر.
8. إكليل الجبل:
عشبة إكليل الجبل أو الروزماري من الأعشاب الطبيعية الفعالة في القضاء على التوتر ومساعدة الجهاز العصبي والعضلات على الاسترخاء.
9. الحليب:
يُعَدُّ تناول كوب من الحليب الساخن خلال اليوم وخاصة قبل النوم من الأمور المساعدة على استرخاء الجسم وتخفيف الرعشات المفاجئة.
نصائح لتخفيف الرعشة المفاجئة:
هذه مجموعة من النصائح والسلوكات الصحية التي تقوي الأعصاب وتُخفِّف حدوث الرجفة أو الارتعاش:
- تجنَّب الوجبات السريعة المشبعة بالدهون التي تُتعِب الجسم وتزيد من حدة القلق والتوتر، وحافظ على اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة للجسم، مثل:
- فيتامين "ب": من أهم الفيتامينات الضرورية للأعصاب، ويؤدي نقصه إلى تلف الأعصاب وفقدان التوازن النفسي.
- المغنيسيوم: يساعد على إنتاج السيروتونين وإراحة الجهاز العصبي.
- أحماض الأوميغا 3: لها فوائد عديدة للجهاز العصبي.
- مارِس الرياضة وتمرينات التنفس العميق والتأمل لتفريغ المشاعر السلبية.
- تجنَّب الإجهاد العضلي والضغط النفسي.
- ابتعد عن التدخين والكحول ومشروبات الكافيين والشاي.
- لا تعرِّض جسمك للبرد في الشتاء، واشرب الكثير من السوائل والمشروبات الدافئة، وخاصة عند الشعور بالبرد.
- تعرَّض لأشعة الشمس تعرُّضاً كافياً؛ وذلك لأنَّ التعرض لأشعة الشمس يزيد من إنتاج فيتامين "د" في الجسم الهام لتقوية وعمل الأعصاب.
في الختام:
الرعشة المفاجئة للجسم رد فعل طبيعي عند شعورك بالبرد أو الفرح الشديد أو التوتر الشديد، ولا تدعو إلى القلق، لكن كما قلنا في حال تكرارها بفترات متقاربة، عليك استشارة الطبيب، وفي كل الأحوال لتقي نفسك من الرعشة المفاجئة وغيرها من الأمراض، اجعل نمط حياتك صحياً؛ وذلك بتناول الغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، وتفريغ الطاقة السلبية بتمرينات التنفس والاسترخاء، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والحد من استهلاك الكافيين والتدخين والكحوليات التي تزيد من التوتر وتنبيه الجهاز العصبي.