ما هو علاج الصعر؟

الصعر هو حالة غير مؤذية تعني أنَّ رقبتك تتجه إلى جانب واحد نتيجة سبب ما، يمكن أن يصيب البالغين أو يظهر عند الأطفال حديثي الولادة على شكل صعر خَلْقي.

إذا كنت بالغاً مصاباً بالصعر الحاد، فعادةً ما يختفي في غضون أسبوع أو أسبوعين مع العلاج الطبيعي المنتظم وتمرينات التدليك، وعندما يتعلق الأمر بالرضع والأطفال يمكنك توقع أن يختفي في غضون 6-12 شهراً، ولنعرف أكثر عن الموضع سنستعرض في هذا المقال أبرز علاجات الصعر لدى الأطفال والبالغين؛ لذلك إذا كنت من المهتمين، تابع معنا.

كيف نعالج الصعر عند الأطفال؟

1. شد الجانب الضيق من رقبة طفلك برفق شديد:

اجعل الطفل يستلقي على ظهره في سريره أو على فرشة مناسبة مع جعل أطرافه السفلية نحوك، لتمديد الجهة اليسرى من رقبته اجعل راحة يدك اليسرى على نهاية رأس الطفل مع تلامس أذنه مع معصمك الداخلي، وضع يدك اليمنى على كتف طفلك الأيسر، واضغط برفق على رأسه حتى تتحرك أذنه اليمنى باتجاه كتفه الأيمن، توقف عندما تشعر بأول جزء من المقاومة واحتفظ بالموقع لمدة 30 ثانية؛ ذلك من أجل تمدد الجهة اليسرى من عنق الولد، أما إذا كان رأسه ينحني إلى جهة اليمين، فَاثنِ يديك بالشكل الذي يمكنك إمالة أذنه اليسرى نحو كتفه الأيسر.

اذهب ببطء شديد وكن لطيفاً، وإذا أصيب طفلك بالضيق توقف عن الشد وحاول مرة أخرى لاحقاً، وإذا أظهر طفلك أي علامة من علامات الألم عند أدنى حركة، فاتصل بطبيب الأطفال.

2. قم بحركات دائرية لطيفة للرقبة لزيادة نطاق حركة طفلك:

اجعل طفلك مستلقياً، وضع يدك اليمنى على مقدمة كتفه الأيمن، استخدم يدك اليسرى لتدوير رأسه برفق بحيث ينظر إلى يساره، توقف عندما تشعر ببعض المقاومة واحتفظ بالموضع لمدة 30 ثانية، إنَّ ممارسة هذا التمدد من 3 إلى 4 مرات في اليوم يساعد على استرخاء عضلات رقبة الطفل المشدودة مع مرور الزمن.

يمكنك فعل هذا على الجانب الآخر أيضاً، لكن الأهم هو التركيز على الجانب الضيق، وإذا كان رأس طفلك يميل إلى اليسار، فبدِّل يدك بحيث تدير رأسه إلى اليمين، وحاول القيام بذلك عندما يكون طفلك هادئاً ومسترخياً بعد الاستحمام مثلاً أو بعد تناول وجبة الطعام.

3. أطعمي طفلك ورأسه بعيداً عن الجانب الذي يميل إليه:

وجِّهي حلمة ثديك أو فتحة الزجاجة؛ إذ يضطر طفلك إلى تحويل رأسه بعيداً عن الجانب الذي يميل إليه عادةً، لا تجعليه يدور كثيراً في البداية، فقط اعرضيها حتى يضطر إلى تحويل رؤوسه بعيداً قليلاً في كل مرة، تؤثر التغييرات التدريجية وعلى الأرجح لن يمانع طفلك هذا.

هذه ممارسة جيدة إذا كان طفلك عرضة للإرهاق؛ لأنَّ الحليب سيحافظ على هدوئه، وإن شعر ببعض الانزعاج الطفيف من تدوير رأسه.

4. ضع ألعاب طفلك المفضلة على الجانب الذي لا يميل رقبته نحوه:

ضع طفلك بحيث يضطر إلى إدارة رأسه نحو الجهة المعاكسة لجهة الصعر لرؤية كل الأشياء المفضلة لديه، مثل الألعاب والصور الجميلة وأنت، هذه طريقة مخادعة لحثِّه على مد الجانب الضيق من الرقبة من دون إجباره، على سبيل المثال في حال الرقبة مائلة إلى اليمين، فَضع الألعاب في اتجاه اليسار حتى يُجبَر إلى الاستدارة للنظر إليها، أما إذا كانت الرقبة متجهة إلى اليسار فقم بأمر معاكس.

سيشجع ذلك طفلك على زيادة نطاق حركته، مما يؤدي إلى شد العضلات المتيبسة شيئاً فشيئاً، ويمكنك القيام بذلك عندما يكون طفلك على بطنه أو جالساً على كرسي مرتفع.

5. احمل طفلك على جانبه الذي يميل إليه لتمديد رقبته برفق:

ضع طفلك بحيث يكون على جانبه مع وضع ظهره على جذعك، وتأكد من أنَّ الجانب الضيق من رقبته هو الأقرب إلى الأرض، على سبيل المثال إذا كان رأسه يميل إلى اليسار، فامسكه ورأسه على جانبك الأيسر، مرر ذراعك الأيمن بين ساقي طفلك وامسكه بالجزء السفلي من ذراعه أو جذعه لدعم وزنه، بعدها ضع ساعدك الأيسر بين أذن طفلك وكتفه الأيسر لتشجيعه على التمدد اللطيف.

إذا كان رأس طفلك ملتوياً إلى اليمين، فغير الوضع بحيث يكون رأسه على جانبك الأيمن.

6. راجع طبيب الأطفال الخاص بك إذا كان صعرهم لا يتحسن:

تحدَّث إلى طبيب الأطفال عن تمرينات الإطالة التي تقوم بها لطفلك، وأيِّ جهود أخرى قمت بها للمساعدة على تصحيح وضعية رقبة طفلك، قد يعطيك طبيبك بعض النصائح الإضافية، وقد يضطر إلى إحالتك إلى معالج فيزيائي للأطفال.

في أغلب الأوقات قد يحتاج الأمر من ستة أشهر إلى سنة حتى يزول الصعر؛ لذا اصبر وحاول التعود على تمرينات الإطالة اللطيفة.

إذا كان عمر طفلك لا يقل عن 3 إلى 4 أشهر، ولم تكن تمرينات الإطالة تعمل، فقد يقترح طبيبك استخدام علاج مكركرنت محدد التردد لإرخاء العضلات المشدودة، إنَّه إجراء بسيط وغير جراحي يستغرق بضع دقائق فقط لكل جلسة، قد يستغرق الأمر من 1 إلى 3 جلسات.

إذا لم يختفِ الصعر في غضون 6-12 شهراً، تحدَّث إلى طبيب الأطفال عن ضرورة الحصول على بعض الأشعة السينية أو استخدام طوق عنق الرحم.

كيف نعالج الصعر عند البالغين؟

1. اعمل حركات استدارة الرقبة الجانبية مرات عدة في اليوم:

حاول القيام ببعض لفات الرقبة البطيئة أو أَمِلْ أذنك نحو كتفك مرات عدة، تحرَّك ببطء، ولا تحاول التمدد بقوة في البداية؛ فالعضلات المتيبسة تعني أنَّ نطاق حركتها سيكون أقل من الطبيعي لفترة من الوقت، أكمل ما لا يقل عن خمس استدارات للرقبة في الاتجاهين كليهما، و8 تمرينات من الأذن إلى الكتف كل 4-6 ساعات.

لعمل استدارات الرقبة ابدأ برأسك في وضع مستقيم، واخفض ذقنك إلى صدرك، ولف رأسك ببطء إلى اليمين حتى تصبح أذنك فوق كتفك مباشرة، عد إلى الوسط مع ثني ذقنك على صدرك ولفه إلى اليسار.

لتمديد جانبي رقبتك ابدأ برأسك منتصباً، ثم أَنزِل أذنك اليمنى ببطء نحو كتفك، اثبت على الحالة لمدة عشر عدات، ثم عد إلى وضع البداية قبل الانحناء إلى جانبك الأيسر.

إذا كانت حالة الصعر لديك حادة، فحاول أن تبقي على لياقتك، ودوِّر رقبتك طبيعياً قدر المستطاع، لأنَّ تحريك عضلات الرقبة سوف يمنعها من التصلب، وإذا كنت تعاني صعراً شديداً، فتحدث إلى الطبيب قبل أن تحاول القيام بأيِّ تمرينات تمدد للرقبة.

2. احصل على تدليك للرقبة وأعلى الظهر:

راجع معالج تدليك مرخصاً وأخبره عن تيبُّس رقبتك، وفي أثناء التدليك حاول الاسترخاء والتنفس على الرَّغم من أيِّ ألم طفيف قد تشعر به، إذا شعرت بأيِّ آلام حادة في أثناء التدليك، فعليك بالتأكيد أن تخبر الاختصاصي حتى يستطيع تنظيم الضغط من جديد أو تدليك مكان آخر.

نصيحة اعمل لأن تحصل على معالجة ثلاث أو أربع مرات في الشهر.، يمكن أن يكون التدليك باهظ الثمن، لكنَّ الأمر يستحق الذهاب إلى متخصص بدلاً من أي مركز صحي يومي عادي لعلاج إصابة الرقبة.

سيساعد العلاج بالتدليك على زيادة الدورة الدموية في عضلات رقبتك وتمديد العضلات المشدودة والمقصورة، قد لا يُعالج الصعر وحده، لكنَّه يمكن أن يخفف الألم، ويساعد رقبتك على العودة إلى طبيعتها في زمن أقل عندما تستخدمها مع العلاجات الأخرى.

3. تناول المسكنات المضادة للالتهابات لتخفيف الألم والتيبُّس:

تناول حبة أو حبتين من أي نوع من مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية مثل الأيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، وأعد تقييم ما إذا كنت بحاجة إلى تناول جرعة أخرى بعد 4 إلى 6 ساعات.

يمكن للأشخاص البالغين تناول حتى ثلاثمئة ملغ من الإيبوبروفين بأمان (كبسولة أو كبسولتين حسب العيار) كل 4 إلى 6 ساعات، لكن لا تتناول الإيبوبروفين بجرعات عالية لمدة تزيد عن أسبوع؛ لأنَّه يجعل خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية أكبر.

يمكن أن تنتقل آثار الأسيتامينوفين إلى حليب الثدي؛ لذا تحدَّثي إلى طبيبك قبل تناوله إذا كنت حاملاً أو مرضعة.

إذا كان الألم شديداً جداً، فاستشر طبيبك بشأن الحصول على وصفة طبية لمرخي العضلات مثل الديازيبام أو الميثوكاربامول أو التيزانيدين.

4. ارتدِ دعامة الرقبة لدعم رقبتك بعد الإصابة:

إذا كان صعرك ناتجاً عن حادث سيارة أو إجهاد أو بعض الإصابات الأخرى، ففكر في ارتداء دعامة الرقبة لمدة أسبوع إلى أسبوعين للمساعدة على تقويمها، اتبع تعليمات طبيبك عن فترة استخدامها حتى لا تتسبب في وهن لعضلات رقبتك بسبب الدعم الزائد.

استشر طبيبك بشأن الحصول على طوق عنق الرحم بالحجم المناسب لك أو اذهب إلى متجر المستلزمات الطبية وجرب بعضاً منها، يجب أن يكون مشدوداً بدرجة كافية لدعم رقبتك، لكن ليس ضيقاً جداً بحيث لا يكون مريحاً.

إذا كنت تعاني صعراً حاداً، فقد تحتاج فقط إلى ارتدائه لبضعة أيام أو حتى أسبوع واحد، ولا ترتده لفترة طويلة من الزمن (أكثر من أسبوعين) دون موافقة طبيبك؛ لأنَّه قد يسبب تيبُّساً أو ضعفاً في عضلات عنقك الأخرى.

في الختام:

بعد أن فصَّلنا في الحديث عن أبرز علاجات الصعر لم يبقَ لنا سوى التطبيق الجيد والدقيق، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فيجب أن نولي الأمر أهمية كبيرة.