ما هو أثر الكرم في نجاح شركتك؟

ينشر المديرون السيئون المشاعر السلبية في الفريق بأكمله، وهذا ليس شيئاً نظرياً فحسب؛ حيث أُثبِتَ مراراً وتكراراً، فعلى سبيل المثال: أظهرَت دراسة أجرتها مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ المديرين السيئين تسببوا في استقالة حوالي نصف موظفيهم، ولكن لا يعني ذلك أنَّ كل المشرفين سواسية.



خذ نفسك كمثال، أنت تقرأ مقالاً عن الارتقاء بمستوى قيادتك؛ لذا فأنت لا تبتعد تماماً عن تحسين نفسك، لكن في الوقت نفسه قد لا تنتبه إلى سمة واحدة قد تزيد من قدرتك على القيادة؛ ألا وهي الكرم.

غرس الكرم في أسلوب قيادتك:

ما الذي يجعل الكرم قوة عظمى إلى هذا الحد عندما يستخدمه القادة؟ أولاً، إنَّه أمر غير متوقع ومبهج؛ إذ عندما يصف معظم الناس رؤساءَهم، فإنَّهم لا يصفونهم بالكرماء، فربما يقولون إنَّهم "لطفاء"، أو "محفِّزون"، أو "أذكياء"، لكنَّهم نادراً ما يتحدثون عن كرم قائد الفريق أو المدير التنفيذي.

ثانياً، يميل الكرم إلى تعزيز الكثير من النوايا الحسنة، فلا يوجد مكتب عمل شخصي أو عن بُعد على هذا الكوكب لن يستفيد من صفة إيجابية إضافية، وفي الواقع إنَّ غرس روح الكرم في القوى العاملة يمكن أن يخلق تأثير الدومينو؛ فنظراً لأنَّ العمال يشعرون بالكرم من قادتهم، فإنَّهم يميلون أيضاً إلى التحلي بهذا السخاء.

أخيراً، على المستوى الشخصي، الكرم مفيد لصحتك؛ حيث وجدَت إحدى الدراسات النفسية حول العمل التطوعي وجود علاقة بين الكرم وطول العمر، ومن ثم فإنَّ ممارسة الكرم بانتظام يمكن أن تسمح لك بقيادة المزيد من الناس نحو تحقيق أحلامهم وأهدافهم طوال حياتك، لكن كيف تضع الكرم موضع التنفيذ؟ لمساعدة شركتك على النجاح، ستحتاج إلى إجراء أكثر من مجرد بعض التغييرات الصغيرة، فمثل معظم التغييرات السلوكية، تحتاج إلى التحلي ببعض الصبر والاجتهاد.

ساعد شركتك على النجاح من خلال المضي قدماً في بضع خطوات:

1. إعادة تعريف مفهومك عن الكرم:

كي تصبح أكثر كرماً، عليك أن تعرف ما هو الكرم، على سبيل المثال: قد يصِفُ العديد من القادة أنفسهم كرماء؛ لأنَّهم يوزعون مكافآت في نهاية العام، ومع ذلك وفقاً لـ "جيسون جاكارد" (Jason Jaggard)، مؤسِّس شركة الكوتشينغ التنفيذي "نوفوس غلوبل" (Novus Global)، فإنَّ الثروة يمكن تقسيمها إلى أقسام مختلفة، تشمل الأقسام على الطاقة، والمعرفة، والفرص ويمكن أن يكون لها تأثير لا يقل أو يكثر عن توزيع الأموال.

من الهام أن تجعل عقلك منفتحاً على التفكير في الكرم من جميع الجوانب، على سبيل المثال: عندما تُقدِّم المنتورينغ لزميل لك يعاني في العمل، فأنت كريم، وعندما تُقدِّم جارك لشخص يبحث عن عامل يتناسب مع مهاراته، فأنت كريم، وقد لا تبدو هذه الأفعال استثنائية، لكنَّها تشير إلى استعدادك لتقديم الخدمات.

2. الإصغاء:

يصغي القادة الكريمون إلى موظفيهم، ففي الواقع إنَّهم يصغون كثيراً وبشكل جيد؛ حيث لا ينصتون إلى الكلمات التي يقولها الآخرون فقط؛ بل يبحثون عن السياق والفرص للمساعدة، وفي هذه المرحلة يريد 83% من العمال من رؤسائهم تقديم المزيد من المعلومات، فمن الطرائق الممتازة لمساعدة الآخرين هي الإصغاء لهم بعناية، ثم الرد بلطف وصدق وتفكُّر.

يساعد الإصغاء على كشف كرمك لموظفيك

 ماذا يُظهِر الإصغاء لموظفيك؟

  • أولاً، يخبرهم أنَّهم موضع تقدير، فأنت في الحقيقة تهتم بهم.
  • ثانياً، يثبت أنَّك منفتح على تعلُّم شيء ما أيضاً.
  • ثالثاً، يبني علاقتك مع موظفيك، وهذه العلاقة قد تعني الفارق بين بقائهم في العمل في شركتك لسنوات أو الانتقال إلى العمل مع رب عمل مختلف.

شاهد بالفيديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال

3. التعاطف:

جميعنا سمعنا الكثير عن أهمية التعاطف في مكان العمل - خاصة بعد جائحة كورونا - ومع ذلك، لا يقتصر التعاطف على مجرد فهم الحالات العاطفية للآخرين، فيمكنك استخدام ذكائك العاطفي كنقطة انطلاق لتغيير الحياة الشخصية والمهنية لشخص ما.

لنفترض أنَّ لديك مندوب مبيعات كان أداؤه ضعيفاً منذ شهر تقريباً، وأنت تعرف أنَّ شيئاً ما يحدث معه، لكنَّك لا تعرف ما هو؛ لذلك تتحدث مع مندوب المبيعات وتكتشف أنَّه يمر بحالة طلاق ويحاول تجاوز ذلك، فبدلاً من مجرد تحفيزهم أو توفير فرصة العمل عن بُعد، يتعيَّن علينا أن نسلك مساراً أكثر كرماً، ولا تُظهِر أنَّك تتعاطف بالكلمات فقط.

4. تفويض المهام:

يميل القادة - وخاصةً رواد الأعمال - إلى أن يكونوا أنانيين عندما يتعلق الأمر بالقيادة، وفي نهاية الأمر يحبون أن يكونوا في المقدمة دوماً، ومع ذلك لا يُعَدُّ هذا كرماً.

بصراحة، يدفع الكثير من القادة في مجال الأعمال الآخرين إلى التردد وفقدان حس المبادرة؛ مما سيُلحق الضرر بالتأكيد بإبداع ومعنويات ومشاركة الموظفين، بالإضافة إلى ذلك، عندما تؤذي موظفيك، فهذا لا يساعد فريقك على النجاح، كما أنَّه لا يساعد شركتك على النجاح أيضاً.

عند الحاجة امنح الناس الفرصة للقيادة، لكنَّ هذا لا يعني منحهم منصب الرؤساء التنفيذيين ليومٍ كامل؛ بل وزِّع المشاريع وفوِّض المسؤوليات الرئيسة، فمن المؤكد أنَّ موظفيك في بعض الأحيان سيتعثرون أو قد يفشلون في مهامهم، لكن عليك أن تتقبل ذلك.

هدفك الأساسي ليس أن تكون هذه الشركات كاملة؛ بل أن تحظى العمالة الموهوبة بالفرصة لإبهار العالم؛ لذلك لا تتفاجأ إذا كان هذا النوع من الكرم يسمح لك باكتشاف بعض المديرين التنفيذيين المحتملين في المستقبل بين موظفيك.

إقرأ أيضاً: أهمية تفويض القيادة، وكيفية تفويض المهام على نحوٍ صحيح

5. الدفاع عن موظفيك:

من المضحك أن نرى كيف يدافع قادة الشركات في كثير من الأحيان عن خدماتهم ومنتجاتهم، لكنَّهم لا يفعلون الشيء نفسه مع العاملين من ذوي الأداء العالي؛ لذا لا تكن ذلك المدير الذي يلقي اللوم على موظفيه ويستغل ضعفهم.

دافع عن أعضاء فريقك عندما يكون ذلك مناسباً، حتى لو كان ذلك يعني أنَّك ستضطر إلى أن تضع نفسك في ورطة، بعبارة أخرى عزِّز كرمك ليكون مثل غطاء يوفر الأمان للموظفين.

من المؤكَّد أنَّه ستكون هناك أوقات لا توافق فيها على شيء قاله أو فعله أحد الموظفين، وقد تحتاج إلى اتخاذ خيارات صعبة، ومع ذلك لا يتعيَّن عليك السماح للعملاء الغاضبين بالتخلص من موظفيك لمجرد إجراء عملية بيع.

إذا كنتَ تعتقد أنَّ موظفيك على حق، فقل ذلك؛ حيث ستندهش من الولاء الذي يمكنك تعزيزه من خلال الاتفاق مع فريقك، علاوة على ذلك فإنَّ تعزيز الثقافة التنظيمية التي تقوم على العمل الجماعي الحقيقي سيساعد أيضاً شركتك على النجاح على الأمد الطويل.

6. تسليط الضوء على الكرم عندما تراه، والعمل به:

عندما تسمع عن قائد آخر يفعل شيئاً كريماً، تحدَّث عنه بعبارات المديح؛ حيث ينطبق الشيء نفسه على أي عمل كريم تجده بين موظفيك، فمن خلال التعبير عن تقديرك لقراراتك السخية، ستُظهِر مدى أهمية الكرم.

مع مرور الوقت، ستبدأ على الأرجح رؤية الأشخاص يقومون بتصرفات أكثر سخاء نتيجة لذلك؛ مما يساعد شركتك في النهاية على النجاح، وفي الوقت نفسه تأكَّد من أن تكون نموذجاً للسلوك السخي الذي يؤثر فيك بعمق، على سبيل المثال: إذا تطوَّع زميل لك في ملجأ، فقد ترغب في معرفة ما إذا كان الملجأ يحتاج إلى مساعدة إضافية، بالطبع لا ترغب في التقدُّم أو محاولة التفوق على كرم زميلك في العمل، ولكن يجب أن تكون منفتحاً لتقديم المساعدة.

المصدر




مقالات مرتبطة