ما هو أثر ارتفاع مستويات أوميغا 3 في طول العمر؟

كشفت دراسة حديثة نُشِرَت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية استمرت 11 عاماً، وشارك فيها أكثر من 2000 مشارك، عن نتائج مذهلة؛ حيث أظهر البحث أنَّه عند مقارنة مؤشر أوميغا 3 بعوامل الخطر التقليدية لأمراض القلب والأوعية الدموية لدى كبار السن، ظهر أنَّ انخفاض مؤشر أوميغا 3 في الدم هو مسبب قوي للوفاة مثل التدخين؛ حيث كان متوسط عمر المشاركين في بداية الدراسة 65 عاماً، وتم قياس الأحماض الدهنية في الدم ومتابعتهم مدة 11 عاماً، وقد كان هناك 2240 مشاركاً و384 حالة وفاة خلال ذلك الوقت.



مقارنة مستويات أوميغا 3 بالتدخين:

مؤشر أوميغا 3 هو قياس لنوعين؛ حمض إيكوسابنتاينويك (EPA)، وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA)، كنسبة مئوية من إجمالي الأحماض الدهنية في أغشية خلايا الدم الحمراء، وكلما ارتفع المؤشر، زاد وجود أوميغا 3 في الدم؛ حيث كان متوسط ​​مؤشر أوميغا 3 في الدراسة 5.8%، أمَّا الخمس الأدنى فكان مؤشر أوميغا 3 أقل من 4.2%، وكان للخمس الأعلى مستويات أوميغا 3 أعلى من 6.8%.

وباستخدام النمذجة الرياضية، قدَّر الباحثون أنَّ المشاركين الذين كانوا في الخمس الأعلى من مؤشر أوميغا 3 في سن 65 اكتسبوا 4.74 سنة من العمر مقارنة بأولئك في الخمس الأدنى، وكان هذا مشابهاً للفارق بين المدخنين وغير المدخنين في سن 65؛ حيث فقد المدخنون 4.73 عاماً من العمر، وفقاً للنموذج، وعلى مدار 11 عاماً من المتابعة، نجا 85% من المشاركين في كلتا الفئتين منخفضة المخاطر (غير المدخنين الذين لديهم مؤشر أوميغا 3 مرتفع).

وهذا بالمقارنة مع 47% فقط من الفئات المعرضة للخطر (مدخنين بمؤشر أوميغا 3 منخفض)، وكان فقدان سنوات العمر للمشاركين متشابهاً بين حالات انخفاض أوميغا 3 بالإضافة إلى عدم التدخين وحالات ارتفاع أوميغا 3 بالإضافة إلى التدخين.

المزيد من الأدلة التي تربط بين مستويات أوميغا 3 وطول العمر:

يأتي هذا البحث بعد أشهر قليلة من نشر تحليل تلوي (meta-analysis) لـ 17 دراسة جماعية مستقبلية في مجلة "نيتشر كوميونكيشنز" (Nature Communications)؛ حيث ربط التحليل ارتفاع مستويات الأحماض الدهنية أوميغا 3 المنتشرة بطول العمر.

وفي تحليل مجمع للدراسات، كان المشاركون في الخمس الأعلى من حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتاينويك في الدم أقل عرضة للوفاة بنسبة 15 إلى 18% لأيِّ سبب خلال فترة المتابعة (متوسط ​​وقت المتابعة هو 16 عاماً في هذه الدراسات)، كما ارتبط ارتفاع أوميغا 3 في الدم بانخفاض خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

أهمية حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA):

يُعَدُّ حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) من المكونات الهيكلية والوظيفية الهامة لأغشية خلايا الدماغ والشبكية، ولديهما أيضاً خواص مخفضة للدهون الثلاثية، ومضادة للالتهابات، ومضادة للصفائح الدموية، ومضادة لارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى التأثيرات المفيدة في أغشية الخلايا التي قد تساهم أيضاً في تحسين الصحة وتوفير حياة أطول.

حيث ربطت الدراسات السابقة بين انخفاض مؤشر أوميغا 3 (أقل من 5% تقريباً) وزيادة خطر التدهور المعرفي عند كبار السن، وقد أثبتت جميع الدراسات المذكورة أعلاه، ما توصلَت إليه الدراسات السابقة التي تربط مؤشر أوميغا المنخفض بانكماش الدماغ والضعف الإدراكي، وأكَّدت على أهمية معالجة هذه المشكلة بشكل صحيح.

إقرأ أيضاً: 8 إرشادات للحفاظ على الصحة والتمتع بجسم سليم

الخلاصة:

مكملات حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتاينويك هامة لأيِّ شخص لا يأكل الأسماك الدهنية بشكل متكرر، ويبدو أنَّ هذه الأحماض أكثر أهمية من أوميغا 3 مقارنة مع أوميغا 3 النباتية، كحمض ألفا لينولينيك (ALA)؛ حيث يظهر مؤشر أوميغا 3 المنخفض عند النباتيين فيكون حوالي 4% عند قياسه في الدراسات.

وتشير الأبحاث إلى أنَّ إضافة حمض ألفا لينولينيك ALA من بذور الكتان والجوز لا يرفع بشكل كبير مؤشر أوميغا 3 لدى معظم الناس؛ حيث يتم حرق معظم حمض ألفا لينولينيك ALA في نظامنا الغذائي للحصول على الطاقة، ولا يُحوَّل إلى حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتاينويك؛ لذلك يُعَدُّ تناول هذين الحمضين المُشكَّلين مسبقاً الطريقة الأكثر موثوقية لزيادة مستويات أوميغا 3 في الدم.

يُوصى بفحص مؤشر أوميغا 3 من خلال فحص الدم، إذا كان لديك قلق من انخفاض مستواه، وهناك طريقة جيدة تمكِّن النباتيين وغيرهم من التأكد من الحصول على ما يكفي من حمض الدوكوساهيكسانويك وحمض إيكوسابنتاينويك عن طريق تناول مكمل يحتوي على الطحالب (مبرد إن أمكن).

المصدر




مقالات مرتبطة