ما الذي ستتعلمه من الاستيقاظ في الخامسة صباحاً كلَّ يوم؟

لطالما كنت مندهشاً من الأشخاص الذين يستيقظون مبكراً وأنا شخص يحب العمل في الصباح، لكنَّني سأكون صريحاً، من الصعب جداً النهوض من السرير في الساعة 5 صباحاً كلَّ يوم، وبعد إجراء أبحاث كثيرة عن فوائد الاستيقاظ مبكراً كانت النتيجة واحدة؛ فالأشخاص الناجحون والسعداء والأكثر إنتاجية يستيقظون مبكراً؛ مثل المقدمة التلفزيونية أوبرا وينفري (Oprah Winfrey) والسيدة الأولى الأمريكية السابقة ميشيل أوباما (Michelle Obama) والرئيس التنفيذي السابق لشركة تويتر (Twitter) جاك دورسي (Jack Dorsey) والرئيس التنفيذي لشركة آبل (Apple) تيم كوك (Tim Cook) ورئيسة شركة أريل انفستمنت (Ariel Investments) ميلودي هوبسون (Mellody Hobson) وحتى الممثلة كريس جينر (Kris Jenner)؛ كلُّهم يستيقظون بين الساعة 4 صباحاً و5 صباحاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الخبير في التفكير والمرونة تشاز سكوت (Chazz Scott)، ويُحدِّثنا فيه عمَّا تعلَّمه من الاستيقاظ في الخامسة صباحاً كلَّ يوم.

كان عليَّ أن أسأل نفسي: "ما الذي يفعلونه في الصباح الباكر؟" والجواب أنَّهم كانوا جميعاً يستثمرون في أنفسهم قبل أن يبدأ اليوم، وبرز نشاطان هامان في روتينهم الصباحي وهما ممارسة التمرينات الرياضية والتأمل؛ إذ قالت ميشيل أوباما: "إذا لم أتدرب في الصباح لن أشعر أنَّني في حالة جيدة وسأصاب بالاكتئاب"، وقالت كريس جينر: "عندما أقوم بممارسة التمرينات الرياضية أكون مستعدة عقلياً وعاطفياً وجسدياً للعمل".

العلم أثبت أنَّ الاستيقاظ مبكراً يحسِّن نوعية الحياة:

أكَّد تيم كوك أنَّه يذهب إلى صالة الألعاب الرياضية كلَّ صباح ليسيطر على توتره، وحتى أوبرا تقول إنَّها تتأمل لمدة 20 دقيقة وتقوم بتمرينات الصباح بعد ذلك، فقد أثبت العلم أنَّ هذا يُعَدُّ ممتعاً؛ إذ أثبتت دراسة نُشرت في مجلة هارفارد بزنس ريفيو (Harvard Business Review) أنَّ الأشخاص الذين يستيقظون في الصباح الباكر​​، هم في وضع أفضل للنجاح الوظيفي.

إضافة إلى ذلك كشفت الدراسة أنَّ الأشخاص في الصباح أكثر نشاطاً عامة وأكثر تقبلاً للمشكلات والتعامل معها تعاملاً فعالاً، ووفقاً لدراسة أجريت في جامعة لايبزيغ (University of Leipzig) فقد أثبتت وجود علاقة وثيقة بين الاستيقاظ المبكر وزيادة الرضى عن الحياة وتقليل التعرض لمشكلات الصحة العقلية؛ لذا فكرت في نفسي: "أود أن أكون ناجحاً وسعيداً ومنتجاً؛ لذلك ربما ينبغي أن أحاول الاستيقاظ في وقت مبكر".

لقد كنت أعرف أنَّ الاختلاف الوحيد بيني وبين هؤلاء الأشخاص الناجحين للغاية هو عاداتهم؛ ولكنَّني كنت أعرف أنَّني إذا استطعت ممارسة عاداتهم، فإنَّ التغيير الإيجابي سيحدث حتماً في حياتي، ممَّا يمنحني مزيداً من الرضى والصحة والإنتاجية.

هذا ما فعلته؛ فقد جربت الطرائق كلَّها للاستيقاظ مبكراً مثل وضع المنبه في غرفة أخرى وإجبار نفسي على النهوض من السرير للذهاب إلى الغرفة الأخرى لإيقاف المنبه، وضبط المنبه على 3 أوقات يفصل بين كلِّ منها 10 دقائق، حتى أنَّني لبست ملابسي الرياضية في الليلة السابقة ليكون من الأسهل الذهاب إلى التمرين، لكنَّني كنت دائماً أجد حيلة للتهرب من النهوض من الفراش في كلِّ مرة.

نظراً لأنَّني أمتلك هاتفين، كنت أضبط منبهاً على أحدهما وأضعه في غرفة أخرى، لكن عندما يرن الهاتف في الصباح كنت أستخدم هاتفي الآخر في غرفة نومي للاتصال بالهاتف الذي ضبطت عليه المنبه حتى يوقَف تشغيله، وكنت أستيقظ في بعض الأحيان وأقول لنفسي: "خمس دقائق أخرى فقط"، وهذه الخمس دقائق تحولت إلى 45 دقيقة أخرى وفي النهاية كنت أستيقظ وأشعر بالانزعاج من نفسي طوال اليوم.

لقد اضطررت أيضاً إلى النوم مبكراً وكان هذا الأمر بالغ الصعوبة؛ إذ يمكنك مع كلِّ عوامل الإلهاء والأصوات تشتيت انتباهك بسهولة في الليل، ما قد يكون له نتائج سيئة عندما تستيقظ في الصباح؛ إذ كان الشعور بالدوار والتعب شيئاً أكرهه كثيراً؛ ولكنَّني ظللت أفعل ذلك بنفسي كلَّ ليلة لسبب غريب هو السهر على هاتفي لوقت متأخر؛ ولكنَّني تحديت نفسي للاستيقاظ مبكراً لمدة شهرين تقريباً وكان الأمر صعباً؛ ولكنَّه لم يعد كذلك.

شاهد: اتبع هذه النصائح لتستيقظ باكرًا!

كان لا بدَّ من تغيير شيء ما:

ذات صباح نهضت وكما أفعل دائماً، رنَّ منبه هاتفي في الغرفة الأخرى واستيقظت بهدوء محاولاً عدم إيقاظ زوجتي كيارا (Kiara)، وبعد أن أوقفت تشغيله تسللت مرة أخرى إلى غرفة نومنا وقالت كيارا: "عدت إلى السرير مرة أخرى، أليس كذلك؟" فشعرت بالانزعاج لأنَّني كنت مثيراً للشفقة، وكلُّ ما استطعت تخيله في رأسي أنَّني زوج مثير للشفقة ولن أكون أباً كفئاً في المستقبل.

كما ترون لقد بالغت بالتأكيد، لكنَّ هذا ما شعرت به، وظللت أفكر أنَّ شيئاً ما يجب أن يتغير، لكن لم يتغير شيء، وكنت أعلم أنَّه يجب عليَّ إجراء تغيير إذا أردت رؤية النتائج في حياتي حقاً، وما حصل لي ينطبق على المثل القائل: "تعريف الجنون هو فعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً وتوقع نتائج مختلفة"؛ فهذا ما كنت عليه، فقد كان ضرباً من الجنون الاعتقاد أنَّ حياتي ستتغير إذا لم أغير نفسي أولاً.

بعد أن قالت كيارا ذلك ارتديت ملابسي على الفور وذهبت مباشرة إلى صالة الألعاب الرياضية، وبدأت قوة إرادتي تظهر، وبعد التمرين والاستحمام بدأت في العمل وشعرت بالرضى في حوالي الساعة 9 صباحاً من ذلك اليوم؛ إذ نتج هذا الشعور بالرضى من معرفة أنَّني أستطيع استخدام قوة الإرادة حتى عندما أشعر أنَّني لا أريد أن أفعل أيَّ شيء.

إقرأ أيضاً: 7 فوائد عظيمة للاستيقاظ مبكراً

بعد الاستيقاظ في الخامسة صباحاً لمدة أسبوع بعد ذلك اليوم، شعرت بازدياد نشاطي، وأنَّ الظروف لم تعد تسيطر على حياتي، وأنَّني أمسك بزمام الأمور، وليس ذلك فحسب؛ بل شعرت أيضاً أنَّ الحياة تقف إلى جانبي وليس ضدي لقد أحببت هذا الشعور بالارتياح طوال يومي؛ إذ أعطتني هذه السيطرة على يومي القدرة على التعافي من المحن تعافياً أسرع، ومنذ ذلك الصباح البارد في آذار (مارس) 2020، استمررت في الاستيقاظ في حوالي الساعة 5 صباحاً كلَّ صباح بسبب الفوائد التي حصلت عليها من هذا التغيير.

إقرأ أيضاً: كيف يحسن الاستيقاظ باكراً من صحتك وإنتاجيتك؟

في الختام:

فيما يأتي بعض الاقتراحات التي يمكنك فعلها في روتينك الصباحي:

  1. كتابة يوميات عن مدى شعورك بالامتنان.
  2. التأمل عادتي المفضلة والأكثر أهمية والتي أدَّت دوراً في نجاحي وصحتي.
  3. ممارسة التمرينات الرياضية.
  4. قراءة كتاب مُلهم أو عن تعلُّم القيادة أو المساعدة الذاتية لمدة 20 دقيقة.
  5. تمرينات التخيل لتصور أهدافك المستقبلية.



مقالات مرتبطة