لمحترفي التسويق: التحلي بالثقة بالنفس في مجال القيادة

يَستثمر عادةً متخصصو التسويق معظم أوقات حياتهم في أن يصبحوا قادةً مثاليين، حيث تكون سمات القيادة متجذرةً في شخصيات بعض القادة، بينما يتعين على بعضهم الآخر قضاء حياتهم كلها في مطاردة هذا الحلم، ولكن من الجيد دائماً فهم هذه المهارات في وقتٍ مبكرٍ، ليكون لديك مزيدٌ من الوقت لتجربة هذه السمات.



تُعدُّ تنمية الثقة بالنفس واحدة من أهم هذه الصفات وأكثرها جوهريةً؛ فإيجاد الأفكار والإيمان الراسخ بأنَّه يمكِنك تحقيقها يشكِّل نصف المعركة، وإن كان احترامك لذاتك متدنٍ؛ فأنت بحاجة إلى التوقف عند هذا الحد والتفكير فيما إذا كنتَ تسير في الاتجاه الصحيح الذي سيقودك إلى النجاح.

انظر حولك، وستجد أنَّ كل شخص آخر في محيطك يتحلَّى ببعض الصفات القيادية بطريقة أو بأخرى، فهل تساءلتَ عن السبب الذي يمنعهم من أن يكونوا قادة؟ ربما لأنَّ السلبية تسيطر على أفكارهم؛ فالتفكير المتشائم هو وحده ما يجعلك تتخلى عن معتقداتك، لذلك سنقدِّم إليك الوصفة السرية لتحقيق النجاح، لأنَّك أنت المتحكِّم بتفكيرك؛ وبالتالي يجب أن تكرس بعض الوقت لتعلُّم كيفية التغلب على أي سلبية قد تعشش في ذهنك.

يتسم القادة الجيدون بالإنتاجية الجيدة، والتدبير، والتركيز، والتصميم، أما العظماء منهم فيتسمون بالثقة بالنفس. سنورِد فيما يلي بعض الطرائق الرائعة التي تتيح لمحترفي التسويق المستقبليين تعزيز ثقتهم بأنفسهم:

1. يؤسِّس محترفو التسويق الواثقون من أنفسهم بيئة عملٍ مثالية:

يستنتج محترفو التسويق أنَّ الوقت قد حان الآن لتغيير مكان عملهم إن كانت الرياح لا تسير كما تشتهي سفنهم، إلا أنَّ القادة العظماء في مجال التسويق لا يهربون أبداً حينما تسوء أوضاعهم؛ بل يستثمرون كل مالهم، ويعيدون ترتيب مكان العمل بشكل إيجابي من خلال أفعالهم بدلاً من ذلك، فانشر الشفافية بين زملائك في الفريق كي تتمكن من تطوير مستوىً عالٍ من الثقة بالنفس يمكِّنك من فهم شخصياتهم ومشكلاتهم، وعندئذٍ فقط ستتمكن من مساعدتهم في حلِّها.

إنَّ بيئات الشركات تتغير بسرعة؛ فقد تعرَّفتنا حديثاً إلى مفهوم التنوع الثقافي داخل أماكن العمل، وعندما يتعاون الأشخاص القادمون من خلفيات متنوعة؛ تتشكَّل لديهم مستويات مختلفة من الثقة بأنفسهم جرَّاء لقائهم بأشخاص جدد تماماً، مما يمنحهم أفضليةً للعمل بانسجام.

2. يبقى محترفو التسويق الواثقون بأنفسهم مُطَّلعين على الشؤون التجارية السائدة لحظةً بلحظة:

هذه فكرة مثيرة للاهتمام! وإذا أردتَ أن تصبح قائداً واثقاً من نفسه؛ فأنت بحاجة إلى مواكبة شؤون العمل حتى لو كنتَ أحد أكثر محترفي التسويق انشغالاً في مكان عملك، حيث يمكِنك الاشتراك بالصحف، مثل: صحيفة نيويورك تايمز (NYTimes)، أو صحيفة واشنطن بوست (Washington Post)، أو صحيفة وول ستريت اليومية (The Wall Street Journal)، أو صحيفة فوربس (Forbes)، والصحف الأخرى، وستتمكن بذلك من الحصول على تحديثات يومية حول آخر المستجدات في عالم الأعمال.

من المرجح أن يقدِّم القادة الذين يبقون على اطلاعٍ دائمٍ على الأحداث الشائعة ضمن شبكة الإنترنت مزيداً من الأفكار الجديدة، وهم مُلمُّون جيداً بنقاط الضعف المحتملة في السوق وكيفية تطوُّر التوجُّه العام القادم، كما أنَّهم أكثر انفتاحاً على توجهات المجتمع وكيفية تقديمهم لحلولٍ تنسجم مع تصورات جمهورهم، وهذا يمنحهم ميزة الثقة بالنفس التي تساعدهم على إيصال هذه القيم إلى الفِرق وأصحاب المصلحة، وبالتالي يمكِّنهم في النهاية من المضي قدماً.

إقرأ أيضاً: المزيج التسويقي وعناصر التسويق الأربعة

3. يستقطب محترفو التسويق الواثقون من أنفسهم مزيداً من العملاء المحتملين:

يتردد العميل في شراء منتج أو خدمة من البائع إذا لم يكن واثقاً بمنتجه، أو إذا كان مرتبكاً بشأن ما يبيعه، كما يمتلك محترفو التسويق الواثقون من أنفسهم موهبة ممتازة في دفع العملاء المحتملين إلى الشراء منهم، متسلحين بتفاؤلهم وثقتهم وشغفهم بالبيع، ولا شكَّ في أنَّ الهدف من العمل هو تحقيق الربح، ويمكِن أن تؤدي الثقة بالنفس في القيادة إلى تحقيق هذا الهدف.

يمتاز قادة التسويق العظماء بالمصداقية الاستثنائية، ويجسِّدون أمامنا دروساً رائعةً تُعلِّمنا كيفية تحقيق النجاح، ويؤمِنون بغرس الإبداع في كل ما يفعلونه، فمَن منَّا لم يحب الممثل الأمريكي ليوناردو دي كابريو (Leonardo DiCaprio) ويتذكَّر أداءه الرائع في فلم "ذئب وول ستريت" “The Wolf of Wall Street”؟ فالسياسة المتشددة الوحيدة التي اتَّبعَها داخل شركته؛ هي أن يكون واثقاً من نفسه عند البيع.

إقرأ أيضاً: التسويق الالكتروني: 13 طريقة لتحصُل على أوّل ألف زبون لعملك الخاص

4. يقرأ محترفو التسويق الناجحون كثيراً:

تأتي الثقة بالنفس والمعرفة من الإفراط في القراءة، وإذا كنتَ لا تقرأ؛ فلن تَكتسِب ما يكفي من المعرفة، وبدون المعرفة، لا يمكِنك أبداً أن تتحول إلى شخص واثق من نفسه، حيث إنَّ التسويق مهنة تنمو يومياً وباستمرار؛ ففي كل يومٍ يظهر رائد أعمال جديد جالباً معه إلى هذا العالم نظريةً جديدةً تماماً، وعادةً ما يوثِّقون هذه النظريات وينشرون معلوماتها على الإنترنت الذي يُعدُّ مصدراً ممتازاً للحصول عليها.

إذا كنتَ حريصاً على تطوير الثقة بالنفس في شخصيتك؛ فإليك بعض الكتب الرائعة التي يمكِنك قراءتها لتُكسبك قدرات استثنائية كمحترف تسويق:

  • "قوة التفكير الإيجابي" (The Power of Positive Thinking) للكاتب الأمريكي نورمان فنسنت بيل (Norman Vincent Peale).
  • "مساعدة الذات: دليلك الأمثل للانطلاق في نجاحك" (The Original Guide to BootStrapping Your Success: Self Help) للمؤلف الأسكتلندي صموئيل سمايلز (Samuel Smiles).
  • "الحياة المنطلقة نحو الهدف" (The Purpose Driven Life) للمؤلف الأمريكي ريك وارين (Rick Warren).

ويمكِن للمرء أن يجد مئات وآلاف العناوين التي يمكِن أن تساعدك على تعلُّم المهارات المختلفة في مجالات متنوعة تبدأ من مجال الإدارة ولا تنتهي عند مجال التكنولوجيا.

الخلاصة:

تُفضِّل الشركات محترفي التسويق القادرين على تجاوز بيروقراطية السياسة، واتخاذ قرارات حاسمة، ويثني المدراء وأرباب الأعمال على جهودهم لأنَّهم يعرفون أنَّهم يستطيعون إنجاز مهامهم.

قبل عامين، كشفَ بحث أجرَته مجلة المعرفة (Knowledge) في جامعة وارتون لإدارة الأعمال (Wharton) وشركة إس إيه بي (SAP) - وهي واحدة من الشركات الرائدة عالمياً في البرمجيات لإدارة العمليات التجارية - أنَّ أكثر من 62% من قادة الأعمال اليوم وَجدوا أنَّ العمليات المعقدة عنصر أساسي يعيق تعزيز الإنتاجية في مكان العمل، وتصبح معظم هذه العمليات معقدة؛ لأنَّ القادة ليسوا واثقين من أنفسهم، وإذا كنتَ تعمل في قسم تسويق نشط في شركة ما، فاستخدِم التكتيكات المذكورة أعلاه لتصبح قائداً واثقاً من نفسه، وإذا أصبحتَ المفتاح لحل مشكلات الموظفين، فسوف يضعون جلَّ ثقتهم فيك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة