لماذا يمكن للعقلية الرابحة أن تسبب نجاح عملك أو فشله؟

خلال الأشهر القليلة الماضية، عملت مع العديد من أرباب الأعمال؛ حيث كان بعضهم يبلي بلاءً حسناً في عمله، وبعضهم الآخر يعاني، وخلال هذا الوقت، استرعت أهمية العقلية لأرباب الأعمال انتباهي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن بيتر شولتز (Pieter Scholtz)، والذي يحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في تحقيق النجاح في عمله.

في مناسبات عدة، طلبت من أرباب الأعمال ذكر عشرة أمور تؤثر في قدرتهم على تنمية أعمالهم، ومعظمهم إن لم يكن كلهم ذكروا لي العناصر التالية:

  1. الاقتصاد.
  2. الحكومة.
  3. المنافسة.
  4. الافتقار إلى الموظفين أصحاب المهارات.
  5. التزام الموظفين.
  6. جودة المنتج.
  7. القوانين.
  8. التدفق النقدي.

في معظم الحالات، لم يذكر أرباب الأعمال دورهم في منع نمو أعمالهم، وقد كان هذا الأمر مثيراً للاهتمام؛ حيث وجدت أنَّ أبرز عامل يسبب افتقارهم للنمو هو عقليتهم.

تناقش الكاتبة شارون ليكتر (Sharon Lechter) في كتابها "ثلاثة أقدام من الذهب" (Three Feet from Gold) معادلة النجاح المذكورة أدناه، والتي وجدتها مفيدة، لا سيما في مساعدة أرباب الأعمال على التركيز على فكرة النمو:

(الشغف + الموهبة) x (العلاقات x اتخاذ إجراء) + الإيمان = النجاح.

وقد أضفتُ مكوِّناً آخر إلى المعادلة، وهو: عبارات التشجيع، ولكن ماذا يعني كل عنصر من هذه العناصر لرب العمل؟

أقدِّم لك فيما يلي تمرين يمكنك إكماله للبدء بالعمل على تحقيق نجاحك الخاص:

1. الشغف:

يقول ريتشارد ليدر (Richard Lieder)، مؤلِّف كتاب "قوة الهدف" (The Power of Purpose): "الهدف هو الاختيار الواعي لماهية ومكان وطريقة تقديم مساهمة إيجابية لعالمنا؛ إنَّه السمة أو الجودة أو الشغف الذي نختار أن تدور حياتنا حوله".

لا يقضي معظم أرباب الأعمال وقتاً كافياً في فهْم أو تحديد شغفهم الحقيقي، ولا يعرفون ما هو الأمر الذي يدفعهم نحو تحقيق النجاح.

من التمرينات المفيدة التي يُنصَح بإنجازها، ذكر ما لا يقل عن عشرة أمور تجعلك متحمساً، والتركيز على الأمور التي تمنحك الطاقة، والأوقات التي كنت فيها راضياً عن نفسك، وقد يكون من المفيد أيضاً الحصول على مساهمة العائلة والأصدقاء.

إقرأ أيضاً: ما هو الشغف؟ وكيف نكتشفه ونصل إليه؟

2. الموهبة:

ضع قائمة بعشرة أمور تجيدها وتتفوق فيها، ثم شارك هذه القائمة مع أحد أفراد العائلة أو صديق، واطلب منهم إزالة عنصر واحد من القائمة لا ينطبق عليك تماماً، كرِّر هذه العملية حتى يتبقى لك في القائمة موهبة واحدة فقط.

بمجرد أن تنتهي من ذلك، طابق موهبتك الأساسية مع شغفك المذكور في الخطوة السابقة، وذلك لتحديد فيما إذا كان يوجد علاقة مشتركة بينهما.

3. العلاقات والارتباطات:

يوجد قول مفاده: "إنَّ الكتب التي تقرأها، والأشخاص الذين تقابلهم سيحددون مكانك خلال خمس سنوات"؛ لذا اكتب أسماء خمسة أو عشرة أشخاص تقضي معهم معظم وقتك، فهل يساهمون في نجاحك كرائد أعمال أم لا؟ وإذا كنت الشخص الأكثر نجاحاً بينهم، فقد حان الوقت لتغيير علاقاتك.

ضع قائمة بأسماء خمسة أشخاص ناجحين تعرفهم شخصياً، ثم أدرج العلاقات التي يمكن أن تساعدك على تنمية شغفك وموهبتك، مَن هم الأشخاص أو الشبكات أو الشركات أو الجمعيات الخيرية أو النوادي الرياضية التي قد تحتاج إلى التفكير في إنشاء ارتباطات أو علاقات معها والتي يمكن أن تزيد من شغفك وموهبتك؟

اقضِ بعض الوقت في البحث عن العلاقات التي قد تكون مفيدة لك، ثم اختر إحداها؛ حيث ستحصل على فائدة حقيقية فقط من التفاعل مع إحداها إذا كنت مستعداً لدعمها في مساعيها وأهدافها، فالعلاقات الناجحة هي علاقات ذات قيمة مضافة، ولا تقتصر على الأخذ فحسب دون العطاء.

إقرأ أيضاً: فن صناعة العلاقات المميزة !!!

4. عبارات التشجيع:

معظم أرباب الأعمال الذين يكافحون لا يقدِّرون ذاتهم أو قدراتهم أو قيمهم بما يكفي.

غالباً ما تكون الأفكار التي تشغل ذهنهم أكبر مساهم في فشلهم؛ لذلك يعدُّ من المفيد جداً كتابة قائمة من عبارات التشجيع التي تبدأ بكلمة "أنا"، وبمجرد الانتهاء من كتابة قائمة من 20 عبارة، احرص على قراءتها يومياً؛ حيث سيساعدك ذلك على بدء يومك بإيجابية وثقة.

5. اتخاذ إجراء:

يتطلب التغيير اتخاذ بعض الإجراءات، وهنا غالباً ما تنهار الأمور، ففي معظم المناسبات، يصبح أرباب الأعمال منشغلين فيما يجب القيام به وبدلاً من البدء بأمر ما، فإنَّهم يقفون عاجزين ولا يفعلون شيئاً.

من التمرينات المفيدة لذلك: اذكر أمراً واحداً يجب إنجازه يومياً، ثم كرِّر هذا التمرين لأسبوع وشهر وثلاثة أشهر، وليقتصر ذلك على أمر واحد، وعندما تنجز ذلك الأمر كل يوم، سجِّل التقدُّم الذي أحرزته لهذا اليوم، وخصص وقتاً للاحتفال بكل إنجاز، ستلاحظ أنَّه من خلال التركيز على أمر واحد فقط، ستزيد دوافعك، وتحقِّق تقدُّماً كبيراً في القضايا الهامة، ومن ثم تحقيق هدفك.

6. الإيمان:

يعني الإيمان أن تؤمن بنفسك وبقدرتك على تحقيق النجاح في عملك، على الرغم من العقبات التي قد تعترضك، فبالنسبة إلى العديد من أرباب الأعمال، لا يعدُّ هذا الأمر سهلاً؛ حيث يتطلب الأمر التفكير في الأمور التي نجحتَ وفشلتَ فيها في حياتك حتى الآن، وكيف تصرَّفت، بالتأكيد يمتلك كل رب عمل نجاحات في حياته.

استفد من الدروس التي أوصلتك إلى هنا، ولكن لا تتجاهل الأوقات التي عانيت فيها من الاضطراب والتحديات، وفكِّر في طريقة إدارتك لتلك الأوقات، وستبدأ بعدها بتطوير مجموعة أدوات تساعدك على تطوير إيمانك بقدراتك وبنفسك، وهو أمر هام لنجاحك في عملك المستقبلي.

الخلاصة:

سيساهم تركيز انتباهك على هذه العوامل الستة في تحقيق نجاحك، فقد يكون من المفيد الحصول على خدمات كوتش الأعمال أو منتور لمساعدتك على الحفاظ على تركيزك بحيث تكون المسؤول عن نجاحك.

نفِّذ تمرينات يومية تساعدك على التركيز والثقة بنفسك، بحيث يمكنك متابعة أهداف نموِّك لضمان النجاح النهائي.

المصدر




مقالات مرتبطة