لماذا يجب على المراهقين تقليل استخدام الهواتف الذكية؟

غالباً ما يقول المراهقون إنَّهم يحتاجون إلى الهواتف الذكية للتعلُّم عن بُعد ولمواكبة أصدقائهم وملء أوقات فراغهم؛ ذلك لأنَّهم يشعرون بالملل الشديد؛ بيد أنَّ أعذار استعمال الهاتف هذه فارغة مثل السعرات الحرارية التي نستهلكها خلال الحجر الصحي.



تنجذب أدمغة الأبناء في سن المراهقة إلى تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي طوال اليوم، وليس للاحتمالات المتعددة لتعلُّم مهارات وهوايات جديدة، فليست لديهم أيَّة فكرة عن أهمية وندرة وقيمة الوقت، وهذه مسؤوليتك أن تعلِّمهم أهميته؛ لذا حان الوقت الذي نستغني فيه عن هذه الهواتف.

إذا كنت تظن أنَّ ابنك المراهق كان يقضي الكثير من الوقت يستعمل هاتفه قبل الحجر الصحي، فسوف يقضي المزيد من الوقت في استعماله بعده، فإذا كان المراهقون يواجهون صعوبة في تنظيم أوقات استعمال الهاتف الذكي عندما يمتلكون جدولاً مليئاً بالتزامات المدرسة والرياضة والهوايات، فكيف الحال مع وجود أيام غير منظمة ووقت فراغ طويل؟

يجب عليهم تنظيم وقتهم أكثر، وفيما يأتي خمسة أسباب رائعة تبيّن أهميّة مساعدة ابنك المراهق على التخلص من هاتفه الذكي؛ خاصة في أثناء الحجر الصحي:

1. الهاتف مصدر إلهاء في أثناء الفصول الافتراضية:

إذا كان ابنك المراهق لا يحتاج إلى هاتفٍ ذكي في المدرسة خلال أيام الدوام العادية، فهو بالتأكيد لا يحتاج إليه الآن؛ إذ أصبحت الرسائل النصية والألعاب في أثناء الفصل الدراسي أكثر انتشاراً في أثناء التعلم عن بُعد.

ونحن نعلم أنَّ المراهقين لا يمكنهم تنظيم وقت استعمال الهواتف في أثناء المدرسة، وأصبح ضبطهم أصعب على الآباء والمعلمين للحفاظ على تركيزهم، فمن الصعب الانتباه إلى الفصل الدراسي عندما يلعبون ألعاب الفيديو، أو يتحدثون مع أصدقائهم، أو يتسوقون لشراء الأغراض على الإنترنت.

إقرأ أيضاً: المراحل الخمس للتغلب على إلهاء الهاتف الخلوي

2. إضاعة الكثير من الوقت:

خلال الحجر، لم نعد نلتزم بجداولنا المنظمة وكذلك تشتَّتَ انضباط أبنائنا المراهقين؛ إذ تسعى أدمغة المراهقين بشغف إلى الحصول على الدوبامين الذي تقدِّمه لهم نشاطات الهواتف الذكية التي لا يحتاج تنفيذها إلى كثيرٍ من الجهد، ويمنحهم إنجازها إحساساً عالياً بالمكافأة.

وهذا النشاط ليس سيئاً بالمجمل، ولكن كلما زاد عدد الساعات التي يقضيها ابنك المراهق في تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي بلا تفكير، قلَّت حماسته للقيام بنشاطات أخرى، ومع زيادة وقت الخمول، تزداد إغراءات الانجرار إلى نشاطات محفوفة بالمخاطر عبر الإنترنت.

شاهد بالفيديو: 4 نصائح للتوقف عن إضاعة الوقت على الانترنت دون فائدة

3. الهاتف يُسبِّب مزيداً من القلق:

مع أنَّك قد لا تشعر بالإلحاح نفسه الذي يشعر به ابنك المراهق للرد على الرسائل النصية أو المنشورات، فإنَّه يشعر بالخوف من الرفض من قبل أقرانه الذين يتوقعون ردوداً فورية، فقد تُشعِر هذه الأمور ابنك بالتوتر المستمر وأنَّه عُرضةٌ لإطلاق الأحكام إذا لم يرد على رسالة نصية أو تعليق بالسرعة الكافية، وقد يشعر بالقلق والضغط في كل مرة يتلقَّى فيها رسالة نصية.

وهذه مشكلة في مواقف الحياة اليومية الطبيعية، ولكنَّها تتضخَّم في أثناء الحجر الصحي، ودون جدول زمني أو روتين، قد يفترض بعضهم أنَّه يجب عليه الرد مباشرةً؛ ذلك لأنَّه ليس لديه شيء آخر ليفعله، وهذا الضغط كبير بالنسبة إلى المراهق العادي، وهذا سبب إصابة الكثير من الناس بالاكتئاب.

4. التعرُّض لمحتوى محفوف بالمخاطر:

الأمان هو السبب الأساسي الذي يجعل الآباء يمنحون أطفالهم هاتفاً ذكياً في المقام الأول؛ إذ يريد الآباء البقاء على اتصال مع أطفالهم ومعرفة مكانهم باستمرار، ولكن في الوقت الحالي، نحن نعرف بالضبط مكان أطفالنا، فلم تعد السلامة الجسدية هاجسنا؛ بل نريد الحفاظ على سلامتهم خلال تصفُّح الإنترنت.

فالهاتف الذكي الخاص بابنك هو أكثر مكان غير آمن يمكن أن يكون فيه الآن، ومع بقاء العديد من الأطفال في المنزل يستعملون هواتفهم الذكية، ارتفع عدد المحتالين الذين يجوبون الشبكة العنكبوتية بحثاً عن فرائس، وعدد المواقع الخطيرة التي يمكن الولوج إليها مجاناً في أثناء الحجر الصحي.

وتعني الوصولية إلى الشاشات الأصغر احتمالاً أكبر لمشاهدة محتوى محفوف بالمخاطر؛ لذا اقضِ الوقت المخصص للراحة على شاشات أكبر؛ ذلك لأنَّه يصعب الشعور بالراحة عند تصفُّح المحتوى الذي يمثِّل خطورة على التلفاز في غرفة العائلة أو على الحاسوب المحمول في المطبخ أمام الجميع.

5. عدم فاعلية الضوابط الأبوية:

من الصعب على الآباء إدارة الشاشات الشخصية الصغيرة المخبأة في جيب المراهق، والمراقبة الأبوية ضرورية، لكنَّها ليست فعالة كما يعتقد الآباء، ويُعَدُّ الحجر الصحي وقتاً مناسباً لابنك وأصدقائه لاكتشاف طرائق لتحميل التطبيقات الرائجة، وقد يكون لديك العديد من الأبناء بمختلف الأعمار، ويصبح من الصعب التحكم بما يراه الأشقاء الصغار على أجهزة الأشقاء الأكبر سناً.

فإذا كان لديك أكثر من طفل في المنزل، فمن شبه المستحيل مراقبة جميع أجهزتهم، وبالإضافة إلى ذلك، تتوفر معظم ألعاب الفيديو بنسخ للهواتف الذكية؛ لذلك حتى عندما يضع الآباء حدوداً للعب، يمكن لأبنائهم التسلل واللعب على هواتفهم الذكية؛ إذ أُدرِجَت الألعاب في المرتبة الثانية من حيث الأرباح التجارية منذ الحجر الصحي - بعد محلات البقالة - والكثير من هذه الألعاب يُلعب بها على الهواتف.

إقرأ أيضاً: 6 إعدادات وبرامج لتجهيز هاتف أندرويد أو الكمبيوتر اللوحي للأطفال بأمان

إليك بعض الأسئلة الشائعة:

كيف سيبقى أطفالي على اتصال مع أصدقائهم؟

لا يحتاج ابنك المراهق إلى هاتف ذكي للبقاء على اتصال مع أصدقائه، وتُعَدُّ الهواتف الذكية طريقة غير فعالة لأطفالك لبناء الصداقات، فالرسائل النصية مفيدة لجدولة اللقاءات والردود السريعة على الأسئلة، ولكنَّها ليست جيدة لتقوية الصداقات الحقيقية.

يمكن لابنك المراهق الدردشة بالفيديو والمكالمات الصوتية وإرسال الرسائل النصية كلها على جهاز الحاسوب الخاص به، وتذكَّر أنَّ إدارة الشاشات الأكبر أسهل بالنسبة إليك، فإذا أرادوا إرسال رسالة نصية، فيمكنهم تثبيت برنامج للتراسل على الحاسوب المحمول الخاص بهم، أو يمكنهم الحصول على هاتف للمكالمات الصوتية وإرسال الرسائل النصية فقط.

أعلم أنَّ جميع وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال متاحة للأسف على جهاز الحاسوب الخاص بهم، وأنَّهم لا يحتاجون إلى هاتف خاص بهم؛ لذا، الآن هو الوقت المثالي للانتقال إلى هاتف للمكالمات الصوتية وإرسال الرسائل النصية فقط.

ماذا سيفعلون بوقتهم الإضافي؟

الهواتف الذكية مضيعة للوقت بالنسبة إلى المراهق، فعندما يقضي ابنك المراهق ساعات مختبئاً في غرفته يتصفَّح الإنترنت، سيفقد الدافع لقراءة الكتب، أو القيام بالأعمال المنزلية، أو قضاء الوقت مع العائلة، أو حتى الاستحمام؛ إذ يبقى مركز المكافأة في دماغه فعالاً وتنطفئ بقية الأجزاء، وسيصبح طفلك كسولاً.

وبصفتك أحد الوالدين، يجب عليك توفير بعض التنظيم لحياتهم ليمارسوا بعض النشاطات المنتِجة، والحل هو قضاء الوقت معهم في أثناء القيام بهذه النشاطات، فسوف يكون من الصعب عليهم البدء بها وحدهم؛ إذ إنَّ محتويات منصات التواصل الاجتماعي لا حصر لها، وكذلك قائمة الهوايات والمهارات الحياتية.

كيف آخذ هاتفه؟

طريقة واحدة للحصول على استراحة من الهاتف هي أن تبدأ بأخذ إجازة لمدة أسبوع. لقد أظهرت التجارب أنَّ التوقف أسبوعاً عن استعمال الشاشات الترفيهية يُعَدُّ مفيد جداً لأطفالك؛ إذ سيشعرون بقدر أقل من التوتر والقلق، وسيحصلون على مزيدٍ من الوقت للاستمتاع بأشياء أخرى، وفيما يأتي بعض التقارير الإيجابية التي نسمعها من المراهقين الذين استغنوا عن هواتفهم لمدة أسبوع واحد فقط:

  • قضاء وقت أكثر في التحدث مع الوالدين.
  • إنهاء الواجبات المنزلية بوقت أقل.
  • الحصول على وقت أكثر للنوم.
  • مشتتات أقل.
  • قضاء مزيد من الوقت في القراءة من أجل المتعة.
  • خلافات أقل مع الأشقاء الأصغر سناً.

الحجر الصحي هو الوقت المثالي للابتعاد عن الهواتف؛ ذلك لأنَّك تمتلك مزيداً من الوقت الآن للتركيز على تجربة نشاطات أخرى، وفي نهاية هذا الحجر الصحي، اجعل هذه الساعات الإضافية مفيدة؛ فهل تريد أن يقضي أطفالك مئات الساعات على منصة "إنستغرام" (Instagram) أم استثمار هذه الساعات في تعلُّم مقطوعة بيانو جديدة، أو قراءة روايات جديدة، أو تعلُّم مهارة حياتية جديدة مثل تغيير الزيت في السيارة أو زراعة حديقة؟ الجواب متروك لك...

المصدر




مقالات مرتبطة