لماذا يجب أن تأكل أكثر من تفاحة في اليوم؟

لقد اكتسب المثل القديم القائل إنَّ "تناول تفاحة في اليوم تغنيك عن زيارة الطبيب" مزيداً من القيمة العلمية؛ إذ إنَّ الأبحاث العلمية حول هذه الفاكهة كشفت المزيد من فوائدها الصحية.



وجدت دراسة أنَّ تناول تفاحة واحدة يومياً لمدة أربعة أسابيع يؤدي إلى انخفاض بنسبة 40% في مستويات البروتين الشحمي المؤكسد منخفض الكثافة (الذي قد يساهم في تصلب الشرايين) بين الأفراد الأصحاء في منتصف العمر.

كما كان استهلاك التفاح موضوع بعض الدراسات حول التقليل من مخاطر السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد والثدي والمريء. وتشير دراسة نُشِرَت في شهر شباط إلى قدرة التفاح على توليد نشاط استقلاب النبيت الجرثومي المعوي؛ إذ إنَّ كل ما يتطلبه الأمر، هو تناول تفاحتين في اليوم.

نتائج الدراسة:

يُعَدُّ التفاح فاكهة يكثر استهلاكها، وهو مصدر موثوق للبوليفينول والألياف، والتي لها آثار صحية وقائية.

أصبحت الدلالات الحيوية للاستهلاك الغذائي (BFIs) أداة هامة لتقييم مدى التزام الخاضعين للدراسة بالإرشادات الغذائية على نحو جيد؛ إذ تقدم الدلالات الحيوية للاستهلاك الغذائي مقياساً دقيقاً للاستهلاك، بغضِّ النظر عن مدى تذكر أو صدق المشاركين في التجربة بشأن استهلاكهم للطعام؛ إذ تسمح الدلالات الحيوية للباحثين برؤية كمية المركب النشط الذي استهلكه المشارك.

تحل الدلالات الحيوية المشكلة التي تظهر حين تطلب من المشاركين في الدراسة أن يملؤوا استبيانات قد تتأثر بالنسيان أو الانحياز.

ظهرت في العقود الأخيرة دلالات حيوية جديدة من دراسات التنميط الاستقلابي للأطعمة المختلفة، ومع ذلك، ما يزال عدد الدلالات الحيوية المعتمدة بشكل شامل محدوداً.

سعى الباحثون إلى تحديد الدلالات الحيوية لاستهلاك التفاح على الأمد الطويل، واستكشاف كيفية تأثير الفاكهة في البلازما البشرية وأنماط الاستقلاب البولي. وفي التجربة المنضبطة المعشاة التي أجروها، جمعوا 40 مريضاً يعانون من فرط الكوليسترول في الدم، وجعلوهم يتناولون تفاحتين كاملتين أو مشروباً مضاهياً للتفاح بالسكر والطاقة يومياً لمدة ثمانية أسابيع.

في نهاية التجربة، وجد الباحثون 61 عينة من البول وتسعة مستقلبات بلازما مميزة إحصائياً بعد مقارنة المجموعة التي تناولت التفاح بالمجموعة التي تناولت المشروب؛ إذ اشتملت المستقلبات على العديد من البوليفينولات التي يمكن أن تكون بمنزلة دلالات حيوية.

ومن المثير للاهتمام، أنَّ الدراسة سمحت للمجموعة باستكشاف الروابط بين المستقلبات المتأثرة بأكل التفاح والتفاعلات الدقيقة في البراز، وعلى وجه التحديد؛ تلك المشتركة بين جنس الجرانيوليكاتيلا ومستقلبات فينيل حمض الخل؛ بعبارة أخرى، استطاع الباحثون أن يروا كيف يمكن لمادة مغذية واحدة أن تؤثر في ميكروب معيَّن يعيش في أمعائنا.

وكتبوا أنَّ "تحديد الاستقلاب الميكروبي متعدد الفينول يشير إلى أنَّ استهلاك التفاح ينشط الاستقلاب الميكروبي الهضمي الكبير الذي ينبغي استكشافه أكثر".

إقرأ أيضاً: بالصور: أهم الفواكه والخضروات وفوائدها للصحة

تؤثر صحة الأمعاء في كل الجسم:

في الآونة الأخيرة، ازداد إدراك الرابط بين النبيت الجرثومي المعوي وعافية الإنسان؛ إذ تبيَّن الآن أنَّ جراثيم الأمعاء السليمة هي جزء أساسي من صحتك العامة؛ باختصار، كلما كان النظام البيئي للميكروبات (البكتيريا الأساسية) التي تعيش في جسمك أكثر صحة، كنت أنت أكثر صحة.

وتؤكد الدراسات السابقة أنَّ ثراء النبيت الجرثومي المعوي البشري يرتبط بالعلامات الأيضية؛ إذ إنَّه في دراسة أجريت على 123 فرداً من غير البدينين و169 فرداً من البدينين، وجد العلماء مجموعتين متميزتين تظهر فرقاً في عدد الجينات الميكروبية المعوية، ومن ثمَّ ثراء البكتيريا المعوية في المجموعتين.

فعلى سبيل المثال: كان الأفراد الذين يعانون من انخفاض الثراء البكتيري، يعانون من السمنة العامة ومقاومة الأنسولين بشكل أكثر وضوحاً مقارنة بالأفراد الذين يعانون من ارتفاع الثراء البكتيري، كما أنَّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة من بين مجموعة الثراء البكتيري المنخفض، يميلون إلى اكتساب المزيد من الوزن مع مرور الوقت.

كما أنَّ سلسلة من الملاحظات السريرية السابقة أظهرت إلى حد كبير أنَّ التغيرات في الاتصال بين الدماغ والأمعاء والميكروبيوم قد تكون ضالعة في الإمراض والفيزيولوجيا المرضية لمتلازمة القولون العصبي، والسمنة، والعديد من الاضطرابات النفسية والعصبية.

إنَّ اكتشاف أنَّ للتفاح تأثيرات صحية في الميكروبيوم الهضمي؛ يعني أنَّه لا يغذي أجسامنا فحسب؛ بل يغذي أيضاً الأنواع المناسبة من البكتيريا التي تحتاج إليها أجسامنا.

فوائد إضافية للتفاح:

تشمل فوائد هذه الثمرة تقديم المواد المغذية المسماة الكاروتينات، والتي يمكن أن تبطئ الشيخوخة وتساعد على علاج الحساسية، والصلع أو تساقط الشعر، والإسهال ومقاومة الأنسولين.

في مجال علاج السرطان، اكتُشِف أنَّ التفاح مفيد لمنع سرطان الثدي في النموذج الحيواني، في حين عُثِر على الكاروتينات المستخرجة من الفاكهة لمنع انتشار الخلايا السرطانية المقاومة للأدوية.

المصدر




مقالات مرتبطة