لماذا لا تكفي ريادة الأعمال وحدها لجعلك غنياً؟

يُصبح الناس روَّادَ أعمالٍ لعدَّة أسباب؛ منها إدارة المرء شؤون عمله بنفسه؛ إذ يُشكِّل الشعور بالإنجاز الذي يأتي إثر تكوين شركة وإنجاحها دافعاً قوياً بالنسبة إلى بعض الناس، ويتلخَّص الدافع الرئيس للكثيرين في احتمالية أن يصبحوا أثرياء ثراءً فاحشاً؛ وفي حين أنَّ بعض روَّاد الأعمال يُحبون فكرة الثراء لمجرد الثراء أو من أجل الملذات والمُتَع؛ فهذا ليس هو الحال بالنسبة لمعظمهم.



ملاحظة: لن ينفعك ذكاءك -وحده- في استراتيجية عملك؛ لذا من المهم اتِّباع هذه الخطوات لاستثمار أموالك وزيادتها.

تأتي الرغبة في الثراء -عموماً- مصحوبةً بأهدافٍ أسمى؛ بما في ذلك رعاية الأحبة ودعم المؤسسات غير الربحية.

إنَّ العديد من رواد الأعمال من نوع الشخصية المعروفة باسم "كبير العائلة"؛ فهم يهتمون بشدة بالأشخاص الهامِّين في حياتهم ويرغبون في مساعدتهم مادياً، كما يمتلكون دافعاً قوياً لرد الجميل من خلال دعم القضايا الخيرية؛ ما يعني أنَّهم يريدون ثروةً كبيرةً لاستغلالها جيداً في إفادة مجتمعاتهم أو حتى العالم بأسره من خلال العمل الخيري.

والخبر السار هو أنَّ امتلاك شركة ناجحة الطريقة الأكثر احتمالاً لتصبح مليونيراً، ولا شكَّ في أنَّ النجوم والرياضيين والموسيقيين المشاهير وكبار المديرين التنفيذيين قد يصبحون أثرياء إلى حدِّ استثنائي؛ ولكن سيمكِّنك كونك رائدَ أعمال مُتحمِّسٍ يغتنم الفرص من تكوين ثروة كبيرة حقاً.

إقرأ أيضاً: 5 خرافات متداولة حول ريادة الأعمال

أمَّا الخبر غير السار فهو أنَّك إذا كنت تريد أن تصبح أكثر ثراءً من "مجرد" مليونير؛ فقد يتوجَّب عليك القيام بما هو أكثر من مجرد إدارة شركة؛ إذ يجب عليك اتِّخاذ خطوتين إضافيتين تحديداً:

1. الالتزام الصارم بتكوين الثروة الشخصية:

إذا كنت ترغب في زيادة احتمالية أن تصبح ثرياً إلى أقصى حد، فيتوجَّب عليك -على الأرجح- السعي بنشاط لتحقيق هدف بناء الثروة الشخصية؛ أي الثروة خارج نطاق عملك.

ويعني هذا أنَّه ينبغي عليك النظر إلى القرارات المالية والاستراتيجية التي تتخذها -بما في ذلك تلك المتعلقة بعملك- من منظور كيفية تحويل هذه الحسابات إلى ثروة شخصية أكبر؛ لذا يميل كبار رواد الأعمال إلى التفكير في اختياراتهم بمهارة وبعناية: فهم يزِنُون الإيجابيات والسلبيات، ويمنحون الأولوية للنتائج المحتملة، ويقيِّمون احتمالية حدوث نتائج مختلفة، وعادة ما تنتهي تخميناتهم إلى أفضل الاستنتاجات والتوجُّهات، كما يفكرون في المشكلات ويضعونها نُصب أعينهم.

وبعبارة أخرى، يُشكِّل الثراء عاملاً مشمولاً في جميع الإجراءات التي يتخذونها، كما يسألون أنفسهم -باستمرار- كيف قد تؤثر استراتيجية أو قرار معيَّن في صافي ثروتهم؟ وهذا ليس الاعتبار الوحيد أو حتى الأهم؛ ولكنَّه قائم دائماً.

2. العمل مع محترفين ماليين وقانونيين ذوي كفاءة عالية:

يجب أن يصاحبَ أي التزام بتكوين ثروة شخصية إجراءاتٌ محدَّدة تساعد على ضمان الاعتناء بالثروة جيداً؛ وأحد الإجراءات الحاسمة -والتي غالباً ما يتجاهلها الناس- هي إدارة الأموال بحكمة لتنمو ولتكون مَحميَّة؛ فلا يعني كونك بارعاً في جني الأموال أنَّك تبرع في إدارتها بحكمة أو فعالية.

والواقع أنَّ الكثير من رواد الأعمال يخسرون نسبةً كبيرةً من ثروتهم من خلال الاستثمارات السيئة أو المشكلات القانونية بعد حصولهم على مكاسب مالية غير متوقعة من بيع شركاتهم، ورغم أنَّهم -بالتأكيد- يتحلَّون بالذكاء الشديد، لا يزال بوسعهم ارتكاب أخطاء تؤدي إلى تآكل الثروة بسبب الافتقار إلى الخبرة في إدارة المال.

ولكن -غالباً- ما يمكن تجنُّب مثل هذه المواقف من خلال إشراك محترفين ماليين وقانونيين موهوبين وملتزمين -باستمرار- في نجاحك المالي والشخصيِّ، وكثيراً ما يتحقَّق ذلك على أكمل وجه من خلال بناء فريق متماسك من المتخصصين رفيعي المستوى، وجعل أحدهم يحاول تنسيق جهود الآخرين؛ والواقع أنَّ العديد من روَّاد الأعمال فاحشي الثراء يستخدمون هذا النهج لضمان نجاح حلولهم المالية إذ يدعم أحدهم فيه الآخر.

إقرأ أيضاً: 6 عادات تساعدك على تكوين ثروة بشكل عملي وناجح

هل تريد حقاً أن تكون ثرياً؟

افهم أنَّ الثراء يتطلب عملاً حقيقياً، وقد يعني الالتزام بتحقيق غاية الثراء تقليص الوقت والجهد الذي تبذله في مجالات حياتك التي لا تحقِّق أعلى عائد محتمل في الاستثمار؛ ولهذا السبب، لا يسعى العديد من روَّاد الأعمال لهذا النوع من الاستثمارات؛ لذا فمن الهام أن تحدِّد ما إذا كنت تريد حقاً أن تكون أكثر من "مجرد" مليونير، أم تريد أن تكون مليونيراً مُبدعاً.

ولكن إذا كان الثراء الشديد أحد أهم أهدافك بوصفك رائد أعمال، فسيتوجَّب عليك الالتزام ببناء ثروة شخصية والنظر إلى ذلك بعين الاهتمام عند اتِّخاذ القرارات الكبيرة والصغيرة؛ ما سيؤدي إلى تعزيز فرصك في النجاح، وربما حتى في إيجاد هدف أكبر من تكوين ثروتك الشخصية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة