كيف يمكنك التعامل مع زوجتك الحامل؟

تحدث للمرأة الحامل تغيرات كثيرة خلال فترة الحمل نتيجة اضطرابات الهرمونات في جسمها، فتصبح أكثر انفعالاً وحساسية، وتعاني من تقلبات في المزاج؛ ولكن، كيف يمكن لك عزيزي الزوج التعامل مع زوجتك الحامل خلال أشهر الحمل؟



سنعرفك عزيزي الزوج على ذلك في هذا المقال، فتابع معنا.

كيف يمكن للزوج أن يتعامل مع زوجته الحامل؟

هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الزوج في التعامل مع زوجته الحامل، والتي من شأنها أن تُشعِرها برعاية زوجها لها واهتمامه بها؛ ومنها:

1. مساعدته لها:

إنَّه لمن الجيد أن يساعد الزوج زوجته الحامل في الأعمال المنزلية، خاصة تلك التي تتطلب الوقوف أو الحركة الكثيرة.

2. ألَّا يتفاجأ بكمية الأكل التي تتناولها:

لا تتعجب أو تتفاجأ من كميات الأكل التي يمكن أن تتناولها زوجتك الحامل في الوجبة الواحدة، ولا من عدد الوجبات التي يمكن أن تأكلها في اليوم؛ وكل ما عليك فعله هو توفير الطعام لها، كما يعدُّ تحضيرك لبعض الوجبات لها أمراً محبباً بالنسبة إليها.

3. الحرص على راحتها:

يجب على الزوج أن يكون منتبهاً إلى المجهود الذي تبذله زوجته الحامل، وأن يكون حريصاً على أن تحصل على كفايتها من النوم، وألَّا يسمح لها بأن تقف كثيراً أو تصرف معظم وقتها في الأعمال المنزلية.

4. الحرص على الذهاب معها إلى طبيب لمتابعة الحمل:

ستفيدك هذه الزيارات أيضاً عزيزنا الزوج؛ لذا حاول قدر الإمكان ألَّا تترك زوجتك تذهب بمفردها إلى الطبيب، بل رافقها وشاركها ذلك، وانتبه إلى كل النصائح والتعليمات التي يقولها الطبيب، وحاول أن تجعل زوجتك تلتزم بها وتنفذها.

5. تفهُّم انفعالاتها العاطفية:

يجب عليك الأخذ في عين الاعتبار أنَّ الاضطرابات الهرمونية التي تحدث داخل جسم المرأة الحامل يمكن أن تجعلها عصبية جداً، وأن تسبب لها نوبات بكاء شديدة، أو تدفعها إلى أن تصرخ وتكون شديدة الانفعال؛ لذا لا تأخذ هذه الانفعالات والأفعال على محمل الجد، وحاول تهدئتها قدر الإمكان، ولا تكثر من جدالها.

شاهد بالفيديو: كيف يمكن أن تقدم الدعم العاطفي والنفسي لزوجتك الحامل؟

6- تفهُّم محدودية قدراتها:

تعاني الكثير من النساء من صعوبات في فترة الحمل، ويمكن أن تلزم الواحدة منهن الفراش طوال الوقت، ويمكن أن تكون زوجتك من هؤلاء النسوة؛ لذا عليك عندها أن تتفهم هذا الوضع، وتساعد زوجتك على الالتزام به؛ فمثلاً: يمكنك أن تحضر مكان نومها في غرفة المعيشة كيلا تشعر بالملل، كما يمكن أن تحضر لها المجلات والجرائد، وتشتري لها الكتب الخاصة بالحمل والولادة.

7. تدليلها:

تحتاج المرأة بشكل عام إلى الشعور باهتمام زوجها ورعايته، فكيف إذا كانت حاملاً؟

يتضاعف هذا الشعور لديها بسبب اضطرابات الهرمونات في جسمها؛ لذلك يجب على الزوج أن يكون متواجداً بقربها في أغلب الأوقات، وألَّا يهملها، وأن يكون رحيماً ورؤوفاً بها، ويحاول تدليلها واحتواءها قدر الإمكان.

8. احتواؤها:

تكون المرأة خلال فترة الحمل ضعيفة وبأشد الحاجة إلى العطف والحنان والرعاية، وتتحقق هذه الأمور باحتواء زوجها لها.

9. عدم التدخين أمامها والاهتمام بصحتها:

إذا كنت من المدخنين، فيتوجب عليك التوقف عن التدخين أمام زوجتك الحامل؛ ذلك لأنَّ هذا يعدُّ مضراً لكلٍّ من الزوجة والجنين الذي تحمله في أحشائها؛ كما يجب عليك أن تبعدها قدر الإمكان عن المشروبات الغازية وتلك التي تحتوي على الكافئين.

أيضاً، عند دخول زوجتك في شهرها التاسع، يجب عليك أن تمشي معها خارج المنزل يومياً، وتشجعها على هذا؛ لأنَّ المشي في الشهر الأخير من الحمل يعدُّ مفيداً جداً لتسهيل عملية الولادة.

10. إدخال السعادة والسرور إلى قلبها:

هنالك الكثير من الأمور التي تمكِّنك من إسعاد زوجتك، كمفاجأتها بهدية جميلة بين الحين والآخر، واحترامها، وودك لأهلها، وإكرامهم، وتقبل نصائحهم؛ حيث يُشعِرها ذلك بالطمأنينة والسعادة والاستقرار العائلي.

إقرأ أيضاً: أسرار السعادة الزوجية: 9 نصائح لتنعم بهذه السعادة

كيف يتعامل الزوج مع زوجته الحامل في الأشهر الأولى من الحمل؟

بالإضافة إلى النصائح السابقة، هناك بعض النصائح الإضافية التي تساعد الزوج في التعامل مع زوجته الحامل في الأشهر الأولى من الحمل؛ منها:

1. أن يتحمل معاناتها من التقيؤ:

من أهم الأعراض المصاحبة للحمل في الأشهر الأولى "التقيؤ"، خاصة بعد الاستيقاظ من النوم؛ لذلك يجب عليك أن تكون هادئاً وتتقبل ذلك، وأن تُبعد أي مأكولات أو روائح يمكن أن تجعلها تتقيأ، وأن تحاول أن تنفذ طلباتها عندما تقول لك أنَّها لا تريد صنفاً معيناً من الطعام على المائدة.

2. مساعدتها على معالجة غثيان الصباح:

تعاني معظم النساء الحوامل من الغثيان الصباحي والدوار، ويعدُّ هذا أسوأ جزء من مصاعب الحمل، والذي عادة ما يصاحبه الصداع؛ لذلك يتوجب على الزوج في هذه الحالة تقديم بعض الطرائق العلاجية التي يمكن لها أن تخفف من حدة الغثيان، منها:

  1. أولاً، تحضير شاي النعناع: حيث يساعد النعناع بشكلٍ كبيرٍ على تقليل الشعور بالغثيان المرتبط بدوار الصباح.
  2. ثانياً، إعطاء الزوجة الحامل مكملات فيتامين B6: فقد أثبتت الدراسات أنَّ مكملات الفيتامين B6 تخفف من أعراض دوار الصباح.

3. إحضار ما تطلبه:

يمكن للزوجة خلال الأشهر الأولى من الحمل أن تطلب طعاماً معيناً، أو نوعاً من الفواكه والخضار في أي وقت؛ ويتوجب على الزوج تلبية طلباتها، وإحضار ما ترغب به مباشرة.

إقرأ أيضاً: 5 خُرافات خاطئة عن الحمل تعرفي عليها

ما فوائد العلاقة الحميمة بين الزوجين خلال فترة الحمل؟

هناك العديد من الفوائد للعلاقة الحميمية بين الزوجين خلال فترة الحمل، منها:

  1. تُشعِر الزوجة الحامل بأنَّها لم تفقد شيئاً من جاذبيتها، ومحبة زوجها، وإعجابه بها؛ ولذلك أثر كبير في تحسين حالتها النفسية، ويمكن أن يشعرها بالكثير من الرضا عن النفس.
  2. تحافظ على اعتدال ضغط الدم لديها.
  3. تزيد من إفراز هرمون الأوكسيتوسين، الأمر الذي يقلل من شعورها بالإجهاد، ويزيد من قدرتها على تحمل الألم، ويحسِّن من كفاءة الأربطة والعضلات لديها.
  4. تقلل من فرص حدوث متلازمة تسمم الحمل، والذي يرتفع فيه ضغط الدم بشكل مرضي، الأمر الذي يمكن أن يسبب ضرراً في الأجهزة الحيوية كالكليتين.
  5. تساهم بشكل كبير في تنظيم ساعات النوم لديها، بالإضافة إلى مساعدتها على النوم بشكل أعمق؛ ذلك لأنَّه يقلل من حركة الجنين نسبياً، حيث تسبب زيادة حركة الجنين في الأشهر الأخيرة من الحمل الكثير من الأرق للزوجة الحامل.
  6. تساهم في زيادة فرص الولادة الطبيعية.
  7. تجنب الزوجة الحامل مضاعفات طبية معينة، مثل: الولادة المبكرة، والإجهاض المزمن، وهبوط المشيمة، وغيرها.
إقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول صيام الحامل في رمضان

كيف يجب أن يتعامل الزوج مع زوجته الحامل في الإسلام؟

لقد وضَّح الدين الإسلامي مسؤولية الزوج تجاه زوجته الحامل، ووجوب رعايتها، ومراعاة أحوالها ومعاناتها من الحمل؛ مع الأخذ في عين الاعتبار أنَّ التكاليف الشرعية في الدين الإسلامي مشروطة بالقدرة والاستطاعة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، [سورة البقرة، من الآية: 286].

يجب على الزوج تذكر ومراعاة الأمور الآتية:

1. الحمل جهد ومشقة: يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلى وَهْنٍ}، [سورة لقمان، الآية: 14].

رغم أنَّ خدمة الزوجة لزوجها تعدُّ تكليفاً شرعياً، إلَّا أنَّه لا يحل للزوج تكليف الزوجة بما لا تطيق؛ إذ لا يمكن للزوجة الحامل الجمع بين العمل خارج المنزل، والقيام بالأعمال المنزلية على أكمل وجه، والاهتمام بالزوج والأولاد؛ وبما أنَّ الحمل يعدُّ عذراً شرعياً لسقوط بعض الفرائض عن الزوجة الحامل كالصيام مثلاً، فمن الأولى أن يكون عذراً لها عند زوجها يجبره على أن يرعاها ويشفق عليها ويساعدها في مختلف الأمور.

2. عن المعرور بن سُوَيْد، قال: لَقِيْتُ أبا ذر بالرَّبَذَة، وعليه حُلَّةٌ، وعلى غلامه حُلَّة، فسألتُه عن ذلك، فقال: إني سابَبْتُ رجلا فعَيَّـرْتُه بأمِّه، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أبا ذَرٍّ أعيّـرْتَهُ بأمِّه؟ إنَّك امرؤ فيكَ جاهلية، إخوانُكم خَوَلُكُم، جَعَلَهُم اللهُ تحت أيديِكم، فمن كان أخوه تحت يده، فلْيُطْعِمه مما يأكلُ، ولْيَلْبِسُه مما يَلْبَسُ، ولا تكلُفُوهم ما يَغْلِبُهم، فإنْ كَلَفْتُمُوهم فَأَعِيْنُوهُم"؛ فكيف الحال بزوجتك وهي أم أولادك، ورفيقة دربك، وشريكة حياتك، وصاحبتك في السراء والضراء.

3. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "اللهم إني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفين، اليتيم والمرأة"؛ يعني أُلحِقُ الحَرج والإثم بمن ضيع حق الضعيفين المرأة واليتيم، فهذا تحذير من النبي ﷺ خاص يتعلق بالتعدي على هؤلاء؛ لضعفهم، ولكونهم لا يستطيعون أن يستنبطوا حقهم، ويدافعوا عنه.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة