كيف يمكن للقادة التفكير والتخطيط استراتيجياً؟

بغض النظر عن حجم المؤسسة أو تاريخها أو أدائها، تحتاج جميع الأعمال إلى نمو التفكير الاستراتيجي؛ حيث يعتبر العديد من القادة التفكير الاستراتيجي -والتنفيذ اللاحق لخطتهم الاستراتيجية- واحدةً من أكثر المهام تحديّاً للقادة. إذ يحدث في كثيرٍ من الأحيان، أن يخلط القادة بين "التفكير الاستراتيجي" و"التخطيط الاستراتيجي"؛ فالتخطيط الاستراتيجي دراسة الواقع بكلّ أبعاده ومظاهره ورسم رؤى وأهداف مستقبلية بناءً على ذلك ومن ثمّ وضع خطة تنفيذٍ تساعد على الانتقال إلى المستقبل المنشود. بينما يمثل التفكير الاستراتيجي خطوةً سابقة للتخطيط الاستراتيجي؛ فهو ينطلق من التأمل العميق لاستشراف المستقبل وتحديد التوجه الذي يقود المؤسسة للاستفادة من الفرص ومواجهة المتغيرات المستقبلية. الدور الرئيسي للرئيس التنفيذي هو تحديد رؤية الشركة أولاً، والتأكد من تنفيذها ثانياً. يبدو الجزء الأول أسهل بكثيرٍ من الجزء الثاني؛ إذ يمكن لأيِّ شخص يضطلع بمسؤولية دورٍ قياديّ في الشركة أن يُعلن ما يريد أن يراه ويحلم به كثيراً، لكنّ التنفيذ هو الجزء الصعب.



فإن صَحَّ ما ذُكِرَ سابقاً؛ فما موقع التفكير الاستراتيجي في أجندة القادة؟ وهل يجدون وقتاً كافياً لممارسة التأمل، والتفكير استراتيجياً في مستقبل المؤسسة؟

يشير "ريتش هوراث" في أبحاثه التي أجراها حول مدى استثمار القادة لأوقاتهم في التفكير الاستراتيجي؛ أنَّ 44% من القادة والرؤساء التنفيذيين يقضون أوقاتهم في بيئة عمل تركز على العمليات اليومية التي تثبطْ مَلَكَة التفكير التأملي الاستراتيجي. ويُقرُّ 96% منهم بأنَّهم لا يجدون وقتاً لممارسة التفكير الاسراتيجي بسبب انشغالهم بإدارة الأزمات.

لهذا السبب، من المهمّ أن يمتلك قادة المؤسسات فهماً صحياً لقيمة التفكير الاستراتيجي، وكيف يساعد في إنشاء خارطة طريق استراتيجية للنمو. التفكير الاستراتيجي -في جوهره- مزيجٌ منهجيٌّ من الابتكار والتخطيط الاستراتيجي والتخطيط التشغيلي. والهدف منه تطوير الاستراتيجيات التي تعمل على تحسين فرص نجاح مؤسستك.

مثال على ذلك: تتمثل الطريقة الأكثر شيوعاً لإطلاق منتجاتٍ جديدة أو الدخول في سوقٍ جديدةٍ -أو أيّ مسعى استراتيجيّ آخر- في قياس كلّ شيءٍ استناداً إلى الأداء السابق باستخدام الإحصاءات السابقة. من حيث المبدأ لا حرج في استخدام الإحصاءات السابقة، ولكن المزيد من المنظمات تتعلمْ أنَّها ليست كافيةً لوحدها لتطوير استراتيجيات قوية للمستقبل؛ ذلك لأنَّها مؤشرات متأخرة، وما نحتاج إليه حقيقة هو المؤشرات الرئيسة.

وعندما نتحدث عن المؤشرات الرئيسة؛ فلا يتعلّق الأمر بموعد إطلاق الحملة التالية وكيفية تنفيذها فحسب، وإنَّما بالعمل استباقيَّاً من أجل خلق قيمةٍ أكبرَ للعملاء. هذا هو المكان الذي يخدمك التفكير الاستراتيجي فيه بشكلٍ أفضل، وذلك من خلال إثارة التساؤلات حول الاستراتيجية ومدى نجاعتها في تحقيق غايات المؤسسة.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب كيف يُفكّر الناجحون للمؤلف جون سي ماكسويل

لماذا التفكير الاستراتيجي مهمّ بجانب التخطيط الاستراتيجي؟

يتضمن التفكير الاستراتيجي اتخاذ سلسلةٍ من القرارات حول الإجراءات التي تنوي الشركة اتّخاذها لتصبح أكثر نجاحاً. غالباً ما تمتلك المؤسسات خطة استراتيجية تُراجَعُ سنوياً. وتُنتج هذه الخطة مستنداً يمثل -في جوهره- كتيباً إرشادياً لفريق الإدارة يُمَكّنها من استخدامه في الأعوام المقبلة. وتشمل الخطة الاستراتيجية في مجملها ما يلي:

  • الاستعداد إلى التخطيط: وتشتمل على تقييم وضع المؤسسة وبناء فريق التخطيط ومراجعة الثقافة والقيم المؤسسية.
  • تحليل البيئة والمؤسسة والمنتجات: تشمل تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمؤسسة؛ وتحليل المؤسسة ومقارنتها مع شبيهاتها من المؤسسات؛ وأخيراً تحليل المنتجات.
  • وضع الخطة الاستراتيجية: والتي ترتكز على الرؤية والرسالة والأهداف والهيكل الاستراتيجي.
  • المتابعة والتنفيذ: من خلال تحليل الواقع وسدّ الفجوة ووضع خطةِ عملٍ محكمة.

إنَّ التخطيط الاستراتيجي على الرغم من مزاياه، لا يكفل نجاح المؤسسة في تحقيق أهدافها لعدّة أسباب سنأتي على ذكرها لاحقاً. لذا ينبغي أن تُدمَجَ عمليات التفكير الاستراتيجي في التخطيط الاستراتيجي على مدار السنة. ففي قلب التفكير الاستراتيجي نجد القدرة على توقع التحولات الكبيرة في السوق ذي البيئة التنافسية، وتحديد الفرص الناشئة وتغيير ما يلزم لمواكبة المتغيرات.

إقرأ أيضاً: ما هي الاستراتيجية؟ المستويات الثلاثة للاستراتيجية

ما هي التحديات التي تواجه تنفيذ الخطة الاستراتيجية والتي نحتاج إلى التفكير الاستراتيجي كرافعة له؟

  1. قيود الموارد: يُعدُّ التعامل مع الموارد المحدودة -وخاصةً المال والموظفين والوقت- حقيقةً من حقائق الأعمال، حتى في الشركات العملاقة. يُمكّنْ التفكير الاستراتيجي القادة والرؤساء التنفيذيين من تحديد كيفية استخدام هذه الموارد بشكلٍ أكثر فاعليّة؛ بصورةٍ تدفع الشركة نحو تحقيق خطتها الاستراتيجية. فمثلاً، يوجه التفكير الاستراتيجي القيادة في مؤسسةٍ ما إلى الأسواق التي من المرجح أن تنجح، ويجنبها الأسواق الضعيفة. كما يساعد الشركة على تجنب الأخطاء المكلفة مثل فتح موقع جديد للبيع بالتجزئة قبل أن يكون عدد العملاء كبيراً بما يكفي لدعمه.
  2. تغيير البيئة: كلّ الأعمال تتأثّر بالتغيير؛ فقد تنشأ تهديدات تنافسيّة جديدة، كما قد يؤثر التغيير الحاصل في الاقتصاد الوطني والمحلي على القدرة الشرائية لعملاء الشركة، وذلك إن ارتفعت أسعار المواد والسلع بشكلٍ غير متوقع.
    يوجد التفكير الاستراتيجي عقليّة الاستعداد لهذه التغييرات، ويؤسس لإيجاد خططٍ للتعامل معها. كما يتيح إلى الشركة الاستجابة بسرعةٍ والاستفادة من الفرص وتقليل الأضرار الناجمة عن الأحداث السلبيّة غير المتوقعة. وقد صدق المتنبي حين قال: "مصائب قوم عند قوم فوائد".
  3. مراقبة تحرّكات المنافسين: جرى تشبيه عالم الأعمال بلعبة الشطرنج؛ فالشركات تراقب التحركات الاستراتيجية -كتحركات قطع الشطرنج- وتستجيب بناءً على تلك التحركات. وهذا ما يمكن تحقيقه بوجود خطةٍ استراتيجيةٍ فاعلةٍ تُراجَعُ سنوياً.
    ومع روعة تشبيه عالم الأعمال بلعبة الشطرنج، فإنَّه يظلّ دقيق جزئياً، وذلك لأنَّه في عالم الأعمال لا يبدأ كلّ جانبٍ بنفس العدد من القطع، ويتغيّر حجم اللوحة باستمرار. إذ تقوم الشركات ذات الكفاءة بالتفكير استراتيجياً عبرَ تقييم نقاط القوة والضعف في أعمالها التجارية باستمرار، وذلك بالمقارنة مع منافسين رئيسيين. إنَّهم يبحثون عن الوقت المناسب وأفضل الوسائل لمهاجمة منافسين أقوياء، ويحاولون إمالة لوحة الشطرنج لصالحهم من خلال إلقاء نظرةٍ نقديّةٍ على الأماكن التي يمكنهم فيها تحسين منتجاتهم ومستويات خدمتهم والرسالة التي يرسلونها إلى السوق.
  4. الحاجة المستمرّة إلى النمو: عالم الأعمال والشركات تحت ضغطٍ مستمرٍّ للنموّ؛ فهو يعني ربحيّةً أعلى وعوائد أكبر للمالكين. ويعني أيضاً أن الشركة تنجح في المنافسة في السوق. يدفع التفكير الاستراتيجي الشركات إلى إدراك أنَّها لا تستطيع تحمل الجمود والبيروقراطية. وعادةً ما ينتهي نموّ الشركة عندما تبدأ بتكرار نفسها وإعادة إنتاج الأمور بالطريقة نفسها سنة بعد سنة، لتجد نفسها وقد تنازلت عن حصتها في السوق إلى شركاتٍ لا تخشى التغيير.
  5. تحسين صنع القرار: غالباً ما يصبح أصحاب الأعمال الذين يجعلون التفكير الاستراتيجي عنصراً رئيساً في فلسفة الإدارة مفكرين استراتيجيين أفضل مع مرور الوقت. حيث يتعلّمون كيفية التعرّف على التغييرات الطفيفة في بيئة الأعمال التي سيكون لها تأثير مباشر وكبير في النتائج والتوقعات. كما يصبحون أكثر مهارةً في التنبؤ بكيفية رد فعل المنافسين على الاستراتيجيات التي يطبقونها. ويبدأون في عرض الأعمال كما يراها عملاؤهم، وصياغة الاستراتيجيات من أجل الوصول إلى عملاء محتملين جدد؛ إذ يُمكّن التفكير الاستراتيجي القادة من اتخاذ قرارات أكثر منطقية وثقة.
إقرأ أيضاً: بناء العقلية الاستراتيجية!

كيف أطور مهاراتي في التفكير الاستراتيجي؟

يذكرُ عدد من الباحثين مجموعةً من المهارات التي يتطلّبها التفكير الاستراتيجي؛ فقد ذكر د. طارق السويدان في معرض حديثه عن التفكير الاستراتيجي في كتابه القيّم "التخطيط الاستراتيجي الحديث: خطوة بخطوة" مجموعةً هامّةً من المهارات الحيوية لبناء عقلية تفكير مبنية على الاستراتيجية؛ وهي بِتَصَرُّف:

  1. ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻌﺠﺎل ﺑﺈﺻﺪار الأﺣﻜﺎم؛ ﻻ أﺣﻜﺎم ﻣﺴﺒﻘﺔ.
  2. البحث عن حلول إبداعية، وليس حلول جيدة فقط.
  3. التفكير بجذور الأسباب، وليس الاكتفاء بالظاهر منها.
  4. السعي إلى سماع وجهات نظر أخرى وعدم التعصب للرأي.
  5. البحث عن الارتباط بين أمور غير مرتبطة وسبر أغوارها.
  6. الأخذ بالمنطق وتقدير التفكير المنطقي ولكن دون إلغاء الحدس والمشاعر.
  7. التركيز على الأفكار -الجزء الخفي من جبل الجليد- وليس السلوكات الظاهرة فقط.
  8. البحث عن تفسيرات أكثر للحوادث وعدم الاكتفاء بالتفسير السهل المباشر أو المتبادر للذهن.

وخلاصة ذلك: "التنظير العميق والحوارات المطوّلة من أجل الوصول إلى رؤى مبتكرة وجديدة ومبدعة في صلب الأعمال"؛ فهي خلاصة رائعة للمهارات العامة المرتبطة بالتفكير الاستراتيجي. ولكن لكي نصل إلى ذلك المستوى من العمق، فإنَّ القادة بحاجةٍ إلى إجراء تغييرٍ على مجموعةٍ من العادات والاستراتيجيات، والتي نستعرضها في ما يلي:

  • التفكير والتفكّر: وصفت مجلة الأعمال بجامعة هارفارد (Harvard Business Review) التفكير الاستراتيجي على النحو التالي: "ينشئ القادة الإستراتيجيون صلات بين الأفكار والخطط والأشخاص؛ في حين لا يرى الآخرون تلك الصلات".
    لكن كيف يمكن للقائد إجراء تلك الصلات إذا لم تمنح عقلك الفرصة لرؤيتها أبداً؟ بمعنى آخر، فإنَّ الفكرة الأولى حول كيفية التفكير الاستراتيجي هي أيضاً الكلمة الأولى في جملة "التفكير الاستراتيجي". فالقائد يحتاج بدايةً إلى التَّفكّر وإِعمال الفكر. وهو ما يعني الالتزام بالتباطؤ وترك العقل يُقلِّبُ بين الأمور ويصول ويجول. ليكن لفريق القيادة جلسة دورية يناقشون فيها -بشكلٍ غير رسميّ- ما هي المتغيرات، وكيفية انعكاسها على الخطة الاستراتيجية. ولربما تتيح المؤسسة قنوات تواصل للموظفين بحيث يعبرون فيها عن ملاحظاتهم حول التوجهات (Trends) في عالم الأعمال الخاص بالشركة. ونحن هنا نحفز القائد أن يبادر بنفسه إلى التفكّر، قد يكون ذلك خلال نزهةٍ صباحيّة، أو في أثناء القيادة إلى العمل وسواها من الأوقات المناسبة له. احرص أيّها القائد أن يحدث هذا النشاط المهمّ بانتظام؛ فكلما فعلت ذلك باستمرار، صرتَ أفضل.
  • استثمر الآلة الربانية "العقل": نظراً لأنَّ التفكير الاستراتيجي يتعلق بإنشاء روابط، فإنَّه يتطلب في الواقع نوعين من التفكير: التفكير المتباين أولاً، حيث ننظر إلى الصورة الكبيرة ونولد الأفكار. والتفكير المتقارب ثانياً، حيث ندرس تلك الأفكار ونرتبها بطريقة عقلانية.
    تُظهِر الدراسات أنَّ المفكرين الأكثر ابتكاراً يمتلكون مقدرةً على التبديل السريع بين هذين الأسلوبين. والخبر السار هو أنَّه يمكن لأيّ شخصٍ تحسين قدرته على التبديل بين الاثنين عن طريق إجراء التغيير من أسلوب تفكيرٍ إلى آخر بوعي. إحدى الطرق الشائعة للقيام بذلك هي من خلال تقنية "قبعات التفكير الست" التي ابتكرها "إدوارد دي بونو".
    يتضمّن ذلك التعامل مع مشكلةٍ من خلال ارتداء ستة "قبعات" مختلفة، ما يعكس أنواعاً مختلفة من التفكير المتقارب والمتباين. ورغم بساطة هذه التقنية، إلا أنَّها من أروع الأدوات التي تسمح فيها لعقلك بالاستثمار الأمثل لكافة إمكانياته.
  • كن فضولياً: يسير التفكير الاستراتيجي والفضول جنباً إلى جنب. بعد كلّ شيء، كلما ازدادت أفكارنا وخبراتنا، زاد عدد الموارد التي يتعيّن علينا إيجاد روابط معها. والطريقة الأكثر فاعليّة للقيام بذلك هي الخروج من منطقة الأمان التي تعيش فيها لسنوات؛ فعندها فقط تستطيع تجربة العالم. توجد في كلّ تخصّصٍ مؤتمرات وملتقيات ومفكرين ومؤثرين. لذا تواصل مع العالم من خلال تجربة أشياء جديدة وأماكن جديدة وأشخاص جدد. تفضل بزيارة المعرض الذي كنت تقصده؛ أو الكتاب الذي ترغب في اقتنائه أو أيّ نشاط يحفز لديك العقل والقلب. وبالإضافة إلى القراءة على نطاقٍ واسع، ستحتاج إلى فهم النقاط الدقيقة في مجال عملك. من خلال حضور الندوات والمؤتمرات، ستتاح إليك الفرصة لمواكبة التطورات مع الاستفادة من تجارب رؤى زملائك.
  • تقمّص شخصية الأخرين: ناقش أفكارك مع أشخاص مختلفين. يصبح هذا أكثر أهمية عندما تناقش أفكارك مع أشخاص يفكرون بطريقةٍ مختلفة عنك؛ ذلك لأنَّك لن تقوم بزيادة مجموعة الأفكار ووجهات النظر حول موضوعٍ ما فقط، ولكن ستتاح لك الفرصة للنظر في المشكلات بطريقةٍ مختلفة. يمكن لعملائك أيضاً أن يكونوا مصدراً رائعاً للإلهام عبر طرح أفكار وطرائق تفكير جديدة. وبتشجيعهم على تبادل أفكارهم معك، لن ينتهي بك الأمر إلى امتلاك مصادر لأفكار استراتيجية جديدة، بل بتقوية العلاقات وبناء الثقة أيضاً.
  • تشجيع الآخرين: لماذا لا تحاول بناء ثقافة في عملك حيث يتمّ تشجيع الجميع على التفكير الاستراتيجي؟ أسهل طريقةٍ للقيام بذلك هي البدء في مكافأة الأشخاص الذين يتوصلون إلى طرق مبتكرة لفعل الأشياء. ليس من الضروري أن يكون حافزًا مالياً دائماً؛ فغالباً ما يكون مجرّد الاعتراف العلنيّ أمام زملائهم بجهود شخصٍ ما كافياً لتحفيزهم. يمكنك أيضاً تشجيع موظفيك على التفكير بشكلٍ استراتيجيٍّ أكبر عن طريق تعيين مرشد شخصي (كوتش Coach) لهم أو دمج الأفكار الاستراتيجية في نظام تقييم الأداء السنوي.
  • اتخاذ القرارات: الاستراتيجية ليست كلّ شيءٍ عن التفكير؛ إنَّها تتعلّق بالتنفيذ أيضاً. لذا وبمجرد أن تبدأ في توليد الأفكار وإجراء الترابط بينها، يجب أن تبدأ في اتخاذ القرارات بشأن ما يجب القيام به بعد ذلك. ولأنَّنا جميعاً مقيدون بالوقت والمال والموارد، فهذا يعني عادةً تحديد الأولويات. لوضع استراتيجيتك موضع التنفيذ، قد تضطر إلى التخلّي عن شيءٍ تفعله، أو البحث عن موظّفٍ لديه مجموعةُ مهارات جديدة، أو إنفاق أموالٍ على مكتبٍ أو منتجٍ جديدٍ أو عملية استحواذٍ جديدة. في بعض الأحيان قد تضطر إلى السماح للموظفين بالرحيل أو الانتقال إلى إدارات أخرى.
إقرأ أيضاً: تعرّف على أهمية التخطيط في الحياة العملية

التفكير والتخطيط الاستراتيجي يعملان بشكلٍ متوازٍ فالتخطيط الاستراتيجي بدون التفكير الاستراتيجي يصبح هياكل وتنظيمات جافة وخطوات رتيبة لا روح فيها. فإذا كان التخطيط الاستراتيجي جسداً، فالروح التي تبعث بالحياة في التخطيط هي "التفكير الاستراتيجي".

عندما يؤخذ التفكير الاستراتيجي في الحسبان ويعمل كرافعة للتخطيط الاستراتيجي؛ فإنَّه ينقل القادة وفرقهم إلى ما هو أبعد من المهام التكتيكية التي تركز على ما الذي يجب فعله اليوم. سيؤدي ذلك إلى خلق تدفق يرفع قيمة الحوارات نحو التفكير عالي المستوى. وفي المقابل، فإنَّه يدعم مراجعات عالية المستوى للخطط الاستراتيجية في إطار نضح تكتيكي يتوافق ورؤية المؤسسة على المدى الطويل؛ فالقيمة الحقيقية للتفكير الاستراتيجي ليست في توليد الأفكار أو في اتخاذ قرارات أفضل فحسب: إنَّها تتعلّق ببناء هيكلية تثبت عملك في المستقبل، وتجعلك مديراً وقائداً أفضل وتمنحك أفضل فرصة لتحقيق النجاح على المدى الطويل.

 

المراجع:




مقالات مرتبطة