كيف يؤثر خوف الأم الزائد في شخصية الطفل؟

"الرجال من صُنع أمهاتهم" هذا ما قاله الكاتب والروائي الفرنسي أونوريه دي بلزاك، وفي هذا المقال سنقدم لكم أعزاءنا القراء كيف يؤثر خوف الأم الزائد في شخصية طفلها؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



أهمية دور الأم في تربية أطفالها:

إنَّ الأم أول مَن يشعر بأطفالها، ويعرف احتياجاتهم والأشياء التي يفضِّلونها، ولها دور هام جداً في تربية أبنائها، وتتجلى هذه الأهمية في العديد من الأمور نذكر لكم منها أعزاءنا القراء ما يلي:

  1. تعدُّ الأم المصدر الحقيقي لجميع الحقائق، والمعلومات، والمشاعر بالنسبة إلى أطفالها، فهي من تغرس فيهم مبادئ الأخلاق الحميدة، مثل: الاحترام، والكرم، والمساواة، كما أنَّها مَن تعلِّمهم المشاعر الإنسانية، مثل: الرحمة، والحب، والمودة.
  2. الأم هي المسؤولة عن تكوين الشخصية الإيجابية لأطفالها، كما أنَّها المسؤولة عن منحهم السعادة، فهي صديقتهم التي تقضي معهم معظم أوقاتهم، وتشاركهم كل انفعالاتهم.
  3. الأم هي القدوة الحسنة لأطفالها فهم يتشبَّهون بها، ويرغبون بأن يكونوا مثلها عندما يكبرون.
  4. تساهم الأم مساهمةً كبيرةً في دعم مهارات أطفالها، ومساعدتهم دائماً؛ الأمر الذي يدعم ثقتهم بأنفسهم.
  5. تعمل الأم على دعم نمو أطفالها من خلال توفير بيئة عيش سليمة، عن طريق تأمين مساحات خاصة لحركتهم ولعبهم، والسماح لهم بإطلاق إبداعاتهم وطاقاتهم.
  6. تعمل الأم على تعزيز الروابط الأسرية وتقويتها بين أطفالها، من خلال قضاء الأوقات الطويلة معهم، وحرصها على جعلهم يجتمعون على كل وجبة طعام خلال اليوم، وفتح أحاديث مشتركة بينهم تقوِّي أواصر الأخوَّة.
إقرأ أيضاً: 5 أمور تؤكد أهمية دور الأُم في حياتنا

مظاهر خوف الأمهات وتأثيره في شخصية الطفل:

هناك العديد من مظاهر خوف الأمهات على الأبناء، ولكلٍ منها تأثيره المختلف في شخصية الطفل، ومن هذه المظاهر نذكر لكم أعزاءنا القراء ما يلي:

1. الخوف الزائد على الطفل من الاختلاط بالأشخاص الآخرين:

هناك عدد من الأمهات اللواتي لا يُدركن أنَّ شخصية الطفل تُصقل بتعامله واختلاطه بالأشخاص الآخرين سواء من كانوا من عمره أم أكبر، ونتحدث هنا عن خوف الأم الزائد من رؤية أي تغير بسيط سلوكي، أو لفظي لدى طفلها عما عوَّدته عليه، فيجعلها ذلك تبعده عن كثيرٍ من أقرانه المرافقين له دائماً، ولكنَّها لا تدرك أنَّها من المستحيل فصله وإبعاده عن بقية أقرانه سواء زملاؤه في المدرسة، أم أبناء الجيران في الحي، وذلك ما يجعل الطفل مستقبَلاً يتصرف بأسلوبين:

  • إما أنَّه سوف يصبح شخص انعزالي، وانطوائي يفضِّل العزلة، وعدم التعامل مع الأشخاص الآخرين.
  • أو أنَّه سيعاني من الازدواجية النفسية؛ أي أنَّه سيعيش عالمين منفصلين ومختلفين تماماً، عالم يعيشه كما يحب ويُفضِّل ويمارس جميع نشاطاته ويعيش مغامراته بكل حرية بعيداً عن والدته، وعالم يظهر به أمام والدته كما تُحب أن يكون ليتجنَّب إغضابها، وليكسب رضاها.

2. خوف الأم الزائد على مستقبل طفلها ومستواه الدراسي:

هناك عدد من الأمهات يعتقدن أنَّ الأم المتكاملة والمثالية هي الأم التي يحصل ابنها على المراكز الأولى دائماً سواء في الفصل، أم على مستوى المدرسة، دون الأخذ بالحسبان قدراته العقلية، أو الدراسية، أو النفسية، كما أنَّها تنظر إلى أنَّ نقص درجاته هو فشل لها، ولوظيفتها كأمٍ، ومربيةٍ للأجيال، وهذا يؤثر سلباً في الطفل؛ وذلك لأنَّه سوف يُضعف مستواه الدراسي ويجعله أكثر فشلاً، ومن الممكن أن يُعاني أيضاً من غضب والدته المُتكرر عليه.

3. خوف الأم الزائد من مقارنة طفلها بغيره من الأقران:

ونتكلم هنا عن خوف الأم الزائد تجاه مقارنة طفلها بالأطفال الآخرين من الزملاء، أو الأقارب، أو المعارف، أو الجيران، خاصةً عندما تعتقد الأم أنَّ ابنها أقل من غيره، فهي تريده دائماً متميزاً في مواهبه الأدبية والفكرية، ومختلفاً عنهم في الأخلاق الحميدة، وأعلى منهم في التحصيل العلمي والمستوى الدراسي، ويظهر خوف الأم الزائد هذا خاصةً إذا ما تميز أحد وتفوَّق على طفلها في أي من الأمور التي ذكرناها مسبقاً، الأمر الذي يؤثر تأثيراً سلبياً جداً في شخصية الطفل؛ حيثُ تضعُف ثقته بنفسه، ويتعزز لديه الشعور بأنَّه دائماً أقل من غيره.

إقرأ أيضاً: خطأ فادح في تربية الطفل يرتكبه الجميع

أقوال وحكم عن الأم وتربية الأطفال:

  1. الأم تظلم نفسها لتُنصف أولادها.
  2. قلب الأم مدرسة الطفل.
  3. الأشياء الثمينة لا تتكرر مرتين؛ لذلك نحن لا نملك إلا أم واحدة.
  4. ليس لك في أيام اليسر غير الأب، وليس لك في أيام العسر غير الأم.
  5. الأم تصنع الأمة.
  6. يعرف الطفل أمه من ابتسامتها.
  7. عينا الأم سر إلهام ولدها.
  8. الأم هي الجندي المجهول الذي يسهر الليالي، ليرعى ضعفنا، ويُطبِّب عِلتنا.
  9. الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف.
  10. تذكَّر أن تُظهر لطفلك نوع الشخص الذي تود أن يكونه، فالطفل حساس وسريع التأثر.
  11. أنت أول معلم وأفضل معلم لطفلك، وهذه مسؤولية رهيبة ورائعة في الوقت نفسه.
  12. لا ينضجُ الأطفال وحدهم؛ بل ينضج الآباء أيضاً، وبقدر ما تراقب لترى ما يفعل أطفالك في حياتهم اليومية، فإنَّهم يراقبونك ليروا ماذا تفعل في حياتك أنت أيضاً.
  13. من الضروري أن تترك الطفل يشعر بالملل مرةً واحدة من حينٍ لآخر، وهكذا يتعلم أن يكون مبدعاً.
  14. مديح الطفل لقدراته والثناء عليه، تُظهر له أنَّه أهم بكثير من مجموع إنجازاته.
  15. إذا قمت بتربية أطفال يشعرون بأنَّهم قادرون على تحقيق أي هدف أو مهمة يُقررون إنجازها، ستنجح وتعطي الطفل أعظم البركات.
  16. على الرغم من أنَّ أطفالك سيقومون بعكس ما تطلب منهم القيام به، إلا أنَّه يجب أن تستمر بحبهم بالطريقة نفسها.
  17. أسرع طريقة لجذب انتباه الطفل، جلوس الوالدين لأخذ قسط من الراحة.
  18. أفضل طريقة لتقديم المشورة لأطفالك، هي معرفة ما يريدونه ومن ثم تقديم المشورة لهم على أساس ذلك.
  19. أفضل طريقة لجعل الأطفال صالحين، هي جعلهم سعيدين.
  20. الأطفال مختلفون عن بعضهم بعضاً تماماً، خاصةً في المزاج، فبعضهم جريء، وبعضهم خجول، وبعضهم مفرط النشاط، وبعضهم هادئ، وبعضهم واثق، والآخر أقل ثقة، ومن ثم احترام الاختلافات الفردية بين أطفالك، هو حجر الزاوية في العلاقات الجيدة بين الوالدين والطفل.

وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد قدَّمنا لكم مظاهر خوف الأم الزائد وتأثيرها في شخصية الطفل، وأهمية دورها في تربية أطفالها.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة