كيف يؤثر التفكير السلبي في رواد الأعمال؟
الخطر المحيط اليوم بالمجتمع هو أشد من أي وقتٍ مضى؛ حيث يغزونا الشر الذي نُروِّج له عن غير قصد ونزيده على وسائل التواصل الاجتماعي؛ هذا الشر يسمى السلبية، وبما أنَّ البشر يستخدمون المنطق، فسيكون ثمَّة أخبار جيدة وأخبار سيئة - ولطالما كان الحال كذلك دائماً - ولكنَّ إمكان التواصل في لحظة مع الأصدقاء والأشخاص والثقافات الأخرى في عصرنا، أدت إلى سهولة نشر الخير أو الشر.
كم عدد الشباب الذين يتمتعون بإمكانات ريادية هائلة لا تُستغَلُّ لأنَّهم يمتلكون أفكاراً سلبية!
قد يألفُ البشرُ هذه الأخبار أو الأفكار السلبية، فمن منا لا يمتلك صديقاً أو قريباً يُقدِّم معلوماتٍ، الهدفُ الوحيد منها أن تزعجنا وتفسد أيامنا، من هؤلاء شخصٌ ما إن تُطرَح عليه فكرة مشروعٍ تجاري، حتى يسارع إلى إيجاد عثراتٍ تمنعها من النجاح مثل فساد المؤسسات المالية والحكومية الذي سمع عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هناك الكثير ممن يفكرون بهذه الطريقة، فكم عدد الشباب الذين يتمتعون بإمكانات ريادية هائلة لا تُستغَلُّ بسبب التفكير السلبي؟
فهل يَعتَقِدُ أمثال هذا الشخص أنَّه من الضروري أن تحدث معجزة لبدء مشروعهم؟ أم يجب علينا أن نكون قادرين على تغيير الحكومات لتحقيق أهدافنا؟ أم الانتظار حتى تصبح البنوك مؤسسات خيرية حتى نتمكن من الاقتراب ووضع خطة مالية لمشروعنا؟ فهذا لن يحدث أبداً.
قال رجل الأعمال والمبرمج الأمريكي "بيل جيتس" (Bill Gates)، مؤسس "شركة مايكروسوفت" (Microsoft) ذات مرة: "العالم لن يهتم باحترامك لذاتك، يتوقع العالم منك تحقيق شيء ما، بصرف النظر عما إذا كنت تشعر بالرضا عن نفسك أم لا".
نحن نعيش حالياً في عصر يُسهِّل كل ما يحيط بنا فيه عمل جنسنا البشري، ولكن لسبب ما اعتقدنا بأنَّ العالم والمجتمع يجب عليهما أن يتفقا معنا، وأنَّ البشرية كلها يجب أن تسعى إلى الطريق الذي يناسبنا؛ وبذلك تكون سعادتي ويكون نجاحي في يَد الآخرين وليسا في يدي.
وعندما يغزونا التفكير السلبي، تبدأ المقارنات، فترى أحدنا يقول: "كان رجال الأعمال مثل ستيف جوبز (Steve Jobs) ومايكل جوردان (Michael Jordan) وهوارد شولتز (Howard Schultz) أغنياء في مثل عمري"، ومعه يأتي الإحباط الذي ينتهي بالإذعان؛ ولهذا السبب قال بيل جيتس: "لا تقارن نفسك بأي شخص في هذا العالم، إذا فعلت، فأنت تهين نفسك".
كونك رائد أعمال لا يعني دائماً أنَّك ستكون مليارديراً، ولكنَّ هذا يعني أنَّك ستحسن مستقبلك ومستقبل الأشخاص من حولك، وبالطريقة نفسها يقودنا التفكير السلبي إلى أن نكون منتقدين دائمين لعمل الآخرين، فنستبعدهم ونهاجمهم ونعتقد أنَّهم إذا نجحوا، فذلك لأنَّهم بالتأكيد كانوا محظوظين أو التقوا بشخص أخذهم إلى المكان الذي هم فيه حالياً.
ونظراً لأنَّنا ننتقد الآخرين بشدة، فإنَّنا نبحث عن طريقة لعدم القيام بأي شيء حتى لا نُنتقَدُ، وندخل في حلقة مفرغة تمنعنا من المضي قدماً؛ حيث اعتاد رجل الأعمال جيف بيزوس (Jeff Bezos)، ومؤسس شركة أمازون (Amazon)، أن يقول: "إذا كنت تريد ألا تتعرض للنقد أبداً، فلا تفعل شيئاً".
يقول رجل الأعمال الأمريكي سام والتون (Sam Walton): "التوقعات الكبيرة هي مفتاح تحقيق كل شيء".
ترتبط هذه الجملة السابقة بالتفكير الذي يجب أن يتمتع به روَّاد الأعمال الشباب؛ إذا كنت لا تؤمن بفكرتك، فلن يؤمن بها أحد، وإذا كنت لا تعتقد أنَّه يمكنك فعل شيء صحيح، فلا شك في أنَّك ستفعل كل شيءٍ بطريقةٍ خاطئة؛ ولهذا من الضروري تغيير طريقة تفكيرك وعدم الانجرار خلف الأخبار السيئة التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي وتغمرنا بالحزن والكراهية وتقلل حماستنا.
شاهد بالفديو: 8 علامات تخبرك بضرورة تغيير طريقة تفكيرك
ويقول رجل الأعمال إيلون ماسك (Elon Musk)، مؤسس شركة "باي بال" (PayPal): "يجب أن يكون لديك مستقبل تتمنى فيه أن تكون الأمور أفضل، وليس مستقبلاً تتوقع أن تكون فيه الأمور أسوأ"، ولسوء الحظ، كم من الأشخاص الذين نعرفهم كلَّما مرَّت السنوات، أصبحوا أكثر انفعالاً وأكثر انتقاداً وسلبية، فقد عرَّضوا مستقبلهم للخطر من خلال ابتكار سيناريوهات شخصية أسوأ من التي كانت في الماضي.
أخيراً، يقول رجل الأعمال جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون: "الحياة أقصر من أن تحيط نفسك بأشخاص لا يقدمون المساهمات"، غيِّر عقليتك وإذا لزم الأمر، غيِّر الأصدقاء.