كيف نتعافى من الفشل؟

الإخفاقات جزء من الحياة لكنَّ النظر إليها كخطوات نحو تحقيق النجاح سيساعدك على الاستفادة من قيمة هذه التجارب المؤلمة والتعلم منها، ولا أحد يسعى إلى الفشل، لكن حتى أكثر الأشخاص نجاحاً واجهوا هذا التحدي في مرحلة ما من حياتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن رائد الأعمال "ديب باتيل" (Deep Patel) والذي يُحدِّثنا فيه عن بعض الطرائق للتعامل مع الفشل وتحويله إلى شيء إيجابي.

قبل أن تطلق الصحفية "آريانا هافينغتون" (Arianna Huffington) موقع "هافينغتون بوست" (Huffington Post) رفض 36 ناشراً كتابها الثاني، وقبل أن يبني "والت ديزني" (Walt Disney) مشروع "ديزني لاند" (Disneyland) كان يقال له إنَّه يفتقر إلى الإبداع، وكانت بداية "بيل غيتس" الأولى أيضاً كارثية؛ حيث أسَّس شركة بالكاد استطاعت الترويج لمنتجاتها.

مرَّ معظمنا بالعديد من الإخفاقات والنجاحات، ومن المؤكد أنَّ هناك أخطاء كبيرة، وأنَّ حدوثها مؤلم، لكن يجب أن تعلم أنَّك ستستعيد قوَّتك مجدداً؛ لذا مهما حدث لا تفقد الأمل وتذكَّر أنَّ الاختبار الحقيقي هو كيفية تعاملك مع الفشل، وفيما يلي 6 طرائق مثبتة وبسيطة لمساعدتك على التعلم من تجربة الفشل والعودة مجدداً إلى طريق النجاح:

1. تقبُّل الفشل كجزء من الحياة:

يجب أن تتقبَّل أخطاءك بدل أن تحاول إخفاءها، فلن تتغلب على الفشل إن لم تعترف به أولاً؛ وذلك لأنَّ تجاهل المشكلة يجعلها أكبر، وتذكَّر أنَّ الأخطاء جزء من الطبيعة الإنسانية وأنَّها جزء من الطريق إلى النجاح وأنَّه لا مفر من بعض الفشل في كل مرة نُقدِم على تجربة جديدة.

عانى العديد من الأشخاص الأكثر نجاحاً عبر التاريخ مثل "أديسون" (Edison) و"أينشتاين" (Einstein) و"ستيف جوبز" (Steve Jobs) من الفشل في مسيرة حياتهم مثلما حققوا إنجازات عظيمة، وما كان يميزهم هو قدرتهم على تحويل الإخفاق إلى شيء إيجابي.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لتقبل فكرة الفشل والنهوض لتحقيق النجاح

2. التعبير عن الانزعاج:

سواء كنت تعاني من إخفاق كبير أم أنَّك تواجه العقبات، فلا بُدَّ أنَّك ستشعر بالإحباط أو الانزعاج، وما يجب أن تدركه هو أنَّه لا يجب كبت هذه المشاعر؛ لذلك بدلاً من تجاهل الشعور بالغضب أو القلق، استخدِم طرائق أخرى لتعبِّر بها عن هذه المشاعر، فاصرخ أو اضحك ضحكاً هيستيرياً، واركض أو قم بجولة لتصفية ذهنك، وأعطِ لنفسك الوقت والمساحة لتتخلص من هذه المشاعر ثم انطلِق مجدداً.

3. التعلُّم من التجارب الفاشلة:

كن صادقاً مع نفسك وراجِع ما حدث واكتشِف خطأك وكيف حدث، فالفكرة هي أن تتعلم من الفشل لتتجنب تكرار التجربة نفسها، وهذه ثلاثة أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك عند حدوث الفشل:

  • ما هي الدروس التي تعلَّمتُها من هذه التجربة؟
  • ما هي النتائج الإيجابية لهذه التجربة؟
  • كيف ساعدَتني هذه التجربة على النضج؟

هذه الطريقة ستسمح لك برؤية الفرص الجديدة الكامنة في الفشل.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

4. تحمُّل مسؤولية الأخطاء:

بعد أن تقف بصدق مع نفسك وتتعلم من التجربة، يكون عليك أن تتحلى بالمسؤولية تجاه الموقف؛ حيث يُعَدُّ التعامل بمسؤولية مع خطئك أمراً أساسياً لتظهر أمام الآخرين كفرد مسؤول وعصامي، فقد يبدو الاعتراف بخطئك أمام الجميع أمراً غير منطقي، ولكنَّه سيؤدي إلى استعادة ثقة الآخرين بك؛ مما يدفعهم إلى دعمك مجدداً عندما تحاول مرة أخرى.

5. إعادة تعريف الفشل:

أعِد صياغة مفهومك عن الفشل وحدد أهدافك مجدداً فهذه فرصتك لتضع أهدافاً جديدة وتفكِّر في طموحاتك التي تجاهلتَها لفترة طويلة، وبهذه الطريقة قد تجد نفسك في طريق جديد وأكثر إثارة؛ لذا غيِّر النظرة السلبية للفشل واجعله جزءاً من الدرس الذي تتعلمه في الحياة، أو تجربة ذات قيمة لم تكن لتكتسبها بطريقة أخرى.

يحدد المستشار "روبرت سبادنغر" (Robert Spadinger) على موقع "بيك ذا برين" (Pick the Brain) قائمة بالحقائق التي تساعدك على إعادة تعريف الفشل ويقول:

  • يعلِّمك الفشل أنَّ هناك طرائق أخرى لفعل الشيء، قد تكون مناسبة أكثر للموقف.
  • يتضاءل خوفك من الفشل في كل مرة تخفق فيها، ومن ثمَّ تستطيع مواجهة تحديات أكبر.
  • لا يهم عدد المرات التي تفشل فيها، فأنت لست فاشلاً إلا إذا استسلمت.
إقرأ أيضاً: أقوال مُلهمة تساعدك على الانتقال من الفشل إلى درب النجاح

6. اتخاذ إجراء ومتابعة التقدم:

هذه الخطوة هي الاختبار الأكبر لتكتشف إذا ما كنت قادراً على تجاوز الفشل؛ لذا يجب عليك أن تفكر في الحلول التي تملكها لحل المشكلة، وما الذي تستطيع فعله لتحسين الوضع وتجنيب الآخرين الضرر أو التقليل منه، وكيف تستطيع إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.

واجِه خطأك بشجاعة، ثم انتقِل إلى المرحلة التالية، فقد تكون هذه المرحلة مشروعك المقبل، أو قد تبحث عن مشاريع جديدة أو تكمل إنجاز المهام التي كانت لديك، فقط تذكَّر الدروس التي تعلَّمتَها بصعوبة بينما تتابع طريقك، وستصبح أقوى وأكثر مرونة من قبل.

المصدر




مقالات مرتبطة