كيف تكون شخصية قوية في المدرسة؟

بات ضعف الشخصية عند الأطفال مشكلة شائعة الانتشار وتؤثر في حاضر الطفل ومستقبله إضافة إلى علاقته بمحيطه؛ لذلك يجب وضع حل جذري لها، ولن نستطيع ذلك إلا بإنشاء تعاون واضح بين المدرسة والأسرة لتقوية الشخصية في المدرسة وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، ومن ثم سنوضِّح في هذا المقال كيف تستطيع أن تكون الشخصية الجذابة في المدرسة إضافة إلى نصائح هامة أخرى.

نصائح لتقوية الشخصية في المدرسة:

إذا كان ابنك يواجه مشكلة في بناء شخصية قوية أو كنتِ مرشدة اجتماعية تفضِّل إيجاد حلول لهذه المشكلة أو حتى طالب يعاني من ضعف الشخصية بين زملائه؛ إليك نصائح بسيطة قد تساعدك على تقوية الشخصية في المدرسة.

1. شجِّع أولادك:

الثقة صفة مكتسبة يأخذها الفرد من منزله أولاً ثم ينقلها خلال مراحل حياته المتتالية؛ لذلك من الواجب على الأهل تعزيز ثقة ابنهم بنفسه وبناء شخصية متينة له منذ الصغر؛ وذلك عبر تقديم الدعم المستمر للإنجازات التي يقوم بها مهما كانت صغيرة.

على سبيل المثال شجِّع ابنك عند إنهاء واجبه المدرسي وكافئ طفلك بعد إتمام مهمة كلَّفته بها واثنِ على جهوده واجعله يسمع منك طيب الكلام والتحفيز، فهذه كلها عوامل تساعد الطفل على تقوية شخصيته.

2. حضِّر الدروس مسبقاً:

حضر الدروس لأولادك في المنزل مسبقاً، فإن سألت المعلمة سؤالاً وبادر طفلك للإجابة يساعده ذلك على تقوية شخصيته بين زملائه في المدرسة فتثني عليه المعلمة ويزيد لديه شعور الاندماج  مع المحيط، ومن ثم يشعر بأنَّه محبوب وتزيد ثقته بنفسه ويزيد معها حبه للدراسة والمدرسة وهنا يتضاعف مكسبك.

3. اعترف بالخطأ:

تحصل معظم الحوادث بين الأطفال أو المراهقين في المدرسة بسبب خلاف بسيط لم يبادر بعده أحد الطرفين إلى الاعتذار، فيلجؤون لإثبات أنفسهم بالاشتباك والضرب ظناً منهم أنَّ هذا التصرف يدل على الشخصية القوية.

لكن حقيقةً هذا التصرف يسبب مشكلات كبيرة مستقبلاً؛ لذلك علِّم طفلك أنَّ الشخصية القوية في المدرسة للشخص الذي يبادر بالاعتذار عند الخطأ وليس من يبادر بالاصطدام.

4. لا تستخدم العنف أو الإهانة:

العنف سبب رئيس لعقدة النقص لدى الأولاد، فيظنون أنَّ الجميع أعلى منهم رتبةً ومع الوقت تتفاقم المشكلة، فيفقد الولد قدرته على المطالبة بحقه إضافة إلى صعوبة الاندماج مع المجتمع والتفكير السلبي.

5. درِّب الأولاد على التفاعل الاجتماعي:

الشخصية القوية في المدرسة تكون كذلك في المجتمع أيضاً؛ أي يجب تدريب الطفل منذ الطفولة على التفاعل مع محيطه ليصبح قادراً على ذلك عندما يدخل المدرسة.

بمعنى آخر علِّم ابنك أن يختلق حديثاً لبدء التعارف، ثم درِّبه على احترام آداب الحديث وتقبُّل النقد والحوار الفعال، ولا تحاول التقليل من أهمية هذا التدريب فنتائجه المستقبلية مبهرة.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الذكاء الاجتماعي للطفل

6. حضِّر أبناءك نفسياً للمدرسة:

 الانتقال من بيئة إلى أخرى بشكل مفاجئ يصيب الشخص بالارتباك، لكن إن كان مُهيَّئاً لهذا التغيير مسبقاً، ستسير الأمور على ما يرام، وانطلاقاً من ذلك يجب أن تحضِّر ابنك نفسياً قبل الدخول إلى المدرسة، ولكن كيف؟ سأخبرك من خلال الخطوات القصيرة الآتية:

• توقع مواقف قد تواجه أطفالك وأخبرهم عنها مع إدراج الحلول، على سبيل المثال تقول: (إن تنمر أحدهم عليك، لا تلجأ للعنف؛ بل أخبر المعلمة)؛ منعاً من استخدام العنف بوصفه شخصية قوية في المدرسة.
• تعليم الأولاد اتخاذ قراراتهم الصحيحة بأنفسهم لمنع التأثير السلبي من الآخرين فيهم.
• تعليم ابنك تمييز التصرفات الصحيحة من الخاطئة.

7. فعِّل حس المشاركة:

انصح ابنك نصائح تحثه على الاختلاط مع زملائه، فعلى سبيل المثال: لا تأكل وحدك بل تشارك وجبتك مع أصدقائك، وأخبره أيضاً أن يبادر إلى مساعدة أصدقائه في المشكلات التي تواجههم، ويلعب معهم، ويبادلهم الأحاديث والنشاطات، فالشخصية الاجتماعية الودودة من أكثر الشخصيات الجذابة في المدرسة من ناحية، وتعزز ثقة الفرد بنفسه من ناحية أخرى، فيشعر بمحبة المحيط له.

8. ادعم الحرية والاستقلال:

احترم خصوصية الابن ولا تتدخل في شؤونه أو تفرض كلمتك عليه، فالشخصية القوية في المدرسة أساسها المنزل ودعم الحرية والاستقلال.

اجعل لأولادك مساحة خاصة لاتخاذ قراراتهم الخاصة واختيار رغباتهم والتعبير عن آرائهم وما يدور في بالهم بحرية كاملة دون فرض القيود الفكرية.

كيف تكون شخصية جذابة في المدرسة؟

يلفت الطالب ذو الشخصية القوية في المدرسة النظر إليه، وحتى تحقق ذلك عليك اتباع بعض النصائح التي تسهم في جعلك أكثر نضجاً وعقلانيةً وجاذبية.

يعاني معظم الطلاب تجاهل الآخرين لهم، وهذا ما يشكل لديهم عقدة نقص، ومن ثم ضعف في الشخصية؛ لذلك على الوالدين والطالب نفسه الانتباه إلى الأمور الوارد ذكرها الآن.

1. المظهر الخارجي:

لا أقصد شراء الملابس الفارهة، فذلك لا يجعلك شخصية جذابة في المدرسة، وإنَّما أقصد الحرص على الترتيب والأناقة حتى لو كانت الملابس بسيطة.

الأهم من ذلك كله العناية بالنظافة الشخصية فهي جزء هام جداً من المظهر الخارجي، وكذلك رائحة الملابس النظيفة والعطرة والشعر المصفف بعناية.

2. المشاركة في فعاليات مختلفة:

لا تفرض على ابنك فعالية محددة، وإنَّما دعه يشارك في فعاليات مختلفة بنشاطات متفاوتة؛ ليدرك توجهاته ويحدد ما يحب فعله ويشعر بقيمة التشارك مع الآخرين وتبادل النشاطات معاً، فهذا ينمي قدرته على التواصل ويبني لديه شخصية قوية.

3. الاهتمام باللياقة البدنية:

يعاني الطالب من التنمر إن كان بديناً، كما تحد البدانة من قدرته على المشاركة في نشاطات متعددة، إضافة إلى أنَّ البدانة تحد من قدرة الطالب على الاندماج مع أقرانه؛ لذلك عليك أن تقنع طفلك أنَّ اللياقة البدنية تجعل منه شخصية جذابة في المدرسة من كافة النواحي، ومن ثم تثير لديه دافع الحفاظ على جسمه بالوزن المناسب لعمره وصحته. 

4. تنمية مواهب الطفل:

لدى كل فرد موهبة؛ لذلك على الأهل والمدرسة التعاون لاكتشاف تلك الموهبة فيكون لها الأثر الأساسي في بناء شخصية قوية للفرد في المدرسة والمجتمع.

بعد اكتشاف الموهبة واظب العمل على تنميتها من خلال التحفيز وتسجيل دورات تدريبية وتقديم العروض الخاصة بالموهبة على معرض المدرسة، فهذا يجعل الطالب فريداً ذا شخصية جذابة.

شاهد بالفديو: 10 طرق لاكتشاف المواهب التي يتمتع بها طفلك

5. الاندماج أكثر:

إن كنت تود أن تصبح شخصية جذابة في المدرسة اختلط بزملائك قدر الإمكان من خلال تقديم المساعدة أو تبادل أطراف الحديث وشارك اهتماماتك مع الآخرين لتحصل على أصدقاء كُثر وتصبح محبوباً عندهم.

6. احترام الآخرين:

عليك احترام الكبار والصغار وما يماثلك في الفئة العمرية؛ هذا يعني يجب أن تنتبه جيداً إلى طريقة حديثك ونبرة صوتك، وإياك أن تتنمر على الآخرين مهما كانت عيوبهم بل ساعدهم على إصلاح تلك العيوب، وإياك التحدث بالسوء عن شخص من زملائك، وبذلك ستكون شخصية جذابة ومحبوبة في المدرسة.

7. البقاء على طبيعتك:

في مرحلة المراهقة يحاول الأولاد تقليد الأكبر منهم أو شخص ما يعدونه المثل الأعلى وهنا يكمن دور الأهل الأهم، يجب أن تنصح ابنك بالبقاء على طبيعته والتصرف كما يرغب ولا يقلد أي شخص مهما كان، فأخبره أنَّ لكل شخص كيان خاص به مختلف عن الآخرين، ومن يحبك يقبلك كما أنت.

8. المحافظة على التفكير العقلاني:

أن تكون ذا شخصية جذابة في المدرسة أمر هام، ولكن أن تدرك عدم دوام هذه الجاذبية للأبد أمر أكثر أهمية، فعليك التمتع بالفكر العقلاني وتدرك أنَّ المدرسة مرحلة البداية فقط من مراحل حياتك، وبعدها ستنتقل إلى عالم أكبر وأعظم، فإن ظننت نفسك النجم الوحيد في العالم وآمنت بذلك طويلاً ستحبط حتماً فيما بعد.

9. ليس للجاذبية معايير:

لا يوجد لأي شخص بالعالم قانون محدد يجعلك جذاباً، ولا توجد قواعد محددة تتقيد بها وإنَّما هي فقط مجرد نصائح تجعلك شخصاً أفضل؛ لذلك كن أنت وعلى طبيعتك وتصرَّف بعفوية وتلقائية مع زملائك في المدرسة لتكون جذاباً وتكسب محبتهم ولا تجعل أي شخص يفرض عليك الأوامر.

10. الاجتهاد:

لا يجعلك الاجتهاد طالباً جذاباً بين زملائك فقط وإنَّما بين مدرِّسيك أيضاً، فالاهتمام بالدراسة أولوية تمنعك من التقصير بواجباتك وتحفزك للمضي قدماً نحو الأمام وتحقيق طموحك وهدفك.

تذكَّر جيداً أنَّك في المدرسة لتتعلَّم وتحقِّق ما تصبو إليه، وهذا هو هدفك الرئيس بصرف النظر عن أي أهدافٍ أخرى.

11. التأثير:

الطالب الذي يحث الآخرين على المثابرة ويدلهم على الطريق الصحيح للاجتهاد هو الشخصية الجذابة في المدرسة والمفضل لدى زملائه ولدى المعلمين، فهو ينشر عبير الطاقة الإيجابية حيث يسير.

12. تجنُّب الوقوع في الخطر:

مرحلة المراهقة أكثر مراحل الشباب خطراً، فقد يدفعك الزملاء المنحرفون إلى أفعال خاطئة لتقع في مصيدتهم بحجة أنَّ أقوياء الشخصية والجذابين فقط هم من يفعلون ذلك، وفي الحقيقة ما هي إلا التورط في الخطأ لذلك كن حذراً منهم.

في الختام:

الشخصية القوية في المدرسة تتميز بالثقة بالنفس والحماسة والمسؤولية في اتخاذ القرارات، وإنَّ بناء شخصية قوية يستغرق وقتاً طويلاً، فتحتاج إلى تحديد الأهداف والعمل عليها فعلياً، ومن خلال التعلم والتطوير المستمر والتفاعل الإيجابي مع الآخرين، يمكن تعزيز الثقة بالنفس وبناء شخصية قوية وناجحة في الحياة.