كيف تكتسب عاداتٍ أفضل حينما تكون رائد أعمال؟

من الصعب للغاية الإقلاع عن العادات المتجذِّرة عميقاً في النفس؛ وذلك لأنَّ الاستمرار في ممارسة عادة يعززها، مما يجعل الابتعاد عنها أكثر صعوبة، وبدء عادة جديدة يتطلب التركيز والانتباه وقوة الإرادة، فكيف يمكنك فعل ذلك؟



سواءٌ قبلنا ذلك أم لم نقبل؛ تحدد عاداتنا أشكال شخصياتنا، وإذا نالت ما يكفي من الاهتمام، يمكنها أن تحدد سلوكنا في المستقبل، فالعادات التي نمارسها كل يوم سواء كانت كبيرة أم صغيرة، تُضاف إلى سلوكنا، إنَّها تؤثر في قراراتنا وأفعالنا وحتى أفكارنا ومشاعرنا الداخلية، ويمكن أن تجعلنا أكثر ذكاءً وأكثر لياقة بدنية وأفضل في أعمالنا، في حين أنَّ العادات السيئة يمكن أن تجعلنا نشعر بالعجز وتُدمِّر حياتنا المهنية.

لذلك تعد القدرة على تغيير عاداتنا تغييراً إيجابياً (أي إدخال عادات جيدة جديدة والتخلص من العادات السيئة القديمة) إحدى أكبر مفاتيح النجاح على الأمد الطويل، مهما كان شكل هذا النجاح، لكن المشكلة هي أنَّ تغيير العادات قد يكون صعباً للغاية؛ فمن الصعب أن تتوقف عن ممارسة عاداتٍ متجذرة؛ وذلك لأنَّ ممارستك للعادة تعززها باستمرار، مما يجعل الابتعاد عنها أكثر صعوبة، وبدء عادة جديد يتطلب التركيز والانتباه وقوة الإرادة.

كيف يمكنك اكتساب عاداتٍ أفضل حينما تكون رائد أعمال؟

افهم تركيب العادة:

مَهمَّتك الأولى هي فهم تركيب العادة؛ أي لماذا تتشكل العادات وكيف تظهر؟

تتشكل العادات خلال أربع مراحل بسيطة:

  1. التحفيز الأولي: هناك نوع من التحفيز يجعلك ترغب في القيام بشيء ما، على سبيل المثال، قد تمر وأنت في طريقك إلى العمل بمقهى ليذكِّرك بمشروب الكابتشينو اللذيذ الذي تحبه، أو تشعر بعدم الارتياح كلما تلقيت بريداً إلكترونياً جديداً.
  2. الرغبة الشديدة: يثير التحفيز الرغبة الشديدة، فعندما ترى المقهى، ستفكر في مذاق الكابتشينو، أو قد تشعر بالقلق عندما تسمع إشعار البريد الإلكتروني، وتفكر في أنَّ عليك الرد عليه على الفور وإلا سيحدث شيء سيء.
  3. الاستجابة: رداً على الرغبة الشديدة، عليك اتخاذ إجراء، وهذا هو أساس العادة، فأنت تدخل إلى المقهى لتطلب الكابتشينو، أو تلتقط هاتفك لتتحقق من بريدك الإلكتروني.
  4. المكافأة: أخيراً، أنت تحصل على مكافأة، عادة ما يكون شعورك بالسعادة وكأنَّك حصلت على مكافأة، ستشعر بالسعادة عندما تتذوق الكابتشينو، وتشعر بالراحة عندما تتحقق من بريدك الإلكتروني.

هذه المراحل الأربع بمثابة مخطط يمكن أن يساعدك في تحليل عاداتك السيئة والقضاء عليها أو بناء عادات جديدة من الصفر.

إقرأ أيضاً: سيكولوجيا اكتساب العادات: ما هي؟ وكيف تكتشف أسرارها؟

التوقف عن العادات السيئة:

دعونا نلقي نظرة على كيفية إيقاف العادات السيئة:

  1. تعديل السبب أو إلغائه: مهمتك الأولى هي تغيير الحافز أو الحدث المسبِّب للعادة، وهذا سهل في بعض الحالات، على سبيل المثال، يمكنك ببساطة إيقاف تشغيل الإشعارات عندما تتلقى بريداً إلكترونياً، أو قد يكون أكثر صعوبة، كأن تضطر إلى اتخاذ طريق جديد للذهاب للعمل.
  2. إدخال استجابة غير سارَّة: حتى بعد تغيير السبب، قد تضطر إلى التعامل مع الشعور الأساسي، أو قد لا تتمكن من تغيير السبب على الإطلاق، ففي هذه الحالات، أدخل استجابة غير سارَّة إلى السبب، وهي بمثابة تدريب عقلي بسيطة، على سبيل المثال، يمكنك أن تتخيل أنَّ الكابتشينو ضار لصحتك أو مذاقه مقرف.
  3. جعل تنفيذ العادات صعباً: من الصعب الاستمرار في العادات إذا تطلَّبت مجهوداً بدنياً أو عقلياً إضافياً، على سبيل المثال، يمكنك إخفاء أيقونة البريد الإلكتروني على هاتفك حتى لا تتمكن من التحقق من بريدك الإلكتروني بشكل مستمر.
  4. جعل المكافأة غير مُرضية: أخيراً، يمكنك أن تجعل إكمال هذه العادة أمراً غير مُرضٍ، حيث يمكنك طلب قهوة بدون الكافيين لتقليل رغبتك الكبيرة في احتساء المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
إقرأ أيضاً: 9 طرق مثبتة علميَّاً للتخلص من العادات السيئة

البدء بعادات جديدة:

إليك بعض النصائح للبدء بعادات جديدة:

  1. امنح نفسك محفزاً تلقائياً: كل شيء يبدأ بالتحفيز؛ خطط للبدء بعادة جديدة، يمكنك ضبط منبه للتذكير، أو وضع ملاحظات لاصقة.
  2. اجعل المحفز مثيراً: ابدأ بإثارة الرغبة في نفسك، وابحث عن طريقة لجعل فكرة ممارسة العادة الجديدة أكثر إثارة.
  3. قلل الاحتكاك: اجعل ممارسة هذه العادة أمراً سهلاً؛ حيث يمكنك شراء أدوات أو معدات أفضل لتسهيل المَهمة، أو ابدأ العادة مع شخص آخر للالتزام بها.
  4. كافئ نفسك: أخيراً، خذ الوقت الكافي لمكافأة نفسك، على سبيل المثال يمكنك مكافأة نفسك بقطعة حلوى صغيرة أو شيء آخر عند الالتزام بالتمرينات الرياضية.

سواء كانت أهدافك هي ممارسة الرياضة يومياً، أم التوقف عن الرد على كل بريد إلكتروني تتلقاه، أم الالتزام أكثر بتسويق المحتوى، أم أي شيءٍ آخر، يمكن أن تساعدك هذه المبادئ على التخلص من عاداتك السيئة وبدء عادات جديدة، لكن هذا لا يعني أنَّ العملية ستكون سهلة، ولكن سيكون لديك على الأقل إطار عمل يمكن أن يحدد قراراتك وسلوكاتك في المستقبل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة