كيف تغير حياتك؟

هل ترغب بتغيير حياتك؟ هل تريد أن تقلب موازينها، لتشع ثقتك مثل هالة تحيط بك، وأن تحظى بمهنة جديدة، وسيارة حديثة، وغيرها من الرفاهيات التي تحلم بها؟



عندما يشرع معظم الناس في تغيير حياتهم، يتجهون أولاً إلى تغيير المظاهر الخارجية، كالوظيفة، أو المنزل، أو الأصدقاء أو الشريك، وغيرها الكثير؛ لكن في الحقيقة، يبدأ تغيير حياتك بتغيير رؤيتك لجميع الأشياء فيها.

سنقدم فيما يلي بعض النصائح المحددة التي يمكنك من خلالها البدء في تغيير حياتك الآن:

1. افعل شيئاً ما، أيَّاً كان:

يمسي كثير من الأشخاص عالقِين عند محاولتهم تغيير حياتهم؛ لأنَّهم لا يعرفون من أين يبدؤون، أو ماذا عليهم أن يفعلوا، لكن يكمن الجواب ببساطة في أن تفعل شيئاً ما، أيَّ شيء كان.

لن تمتلك الدافع لتغيير حياتك بأكملها بأعجوبة أو من خلال خلطة سحرية، فالفعل هو مجموع تأثير الدافع وسببه؛ لكنَّك لن تعرف مقدار صحة هذا في الوقت المناسب، ما لم تكفَّ عن التسويف، وتبدأ بالانخراط مع العالم.

2. أدرِك أن كلَّ ما تفعله له ثمن، لذا استعدَّ لدفعه:

في نهاية المطاف، يؤول كثير من أمور الحياة إلى سلسلة من التنازلات، إذ لكلِّ شيء ثمن عليك تقديمه، وتعدُّ الأشياء العظيمة التي نبتغيها من الحياة - مثل السعادة والعلاقات الصحية والثروة - فرصاً باهظة الثمن.

أنتَ لن تحصل على وظيفة الأحلام ما لم تكابد لنيلها، وتكون أهلاً للمخاطرة، والتخلي عن بعض الأشخاص على طول الطريق؛ لذا فإنَّ أهم سؤال يمكنك طرحه على نفسك هو ليس ما تريده، بل ما أنت على استعداد للكفاح من أجله.

اعلم أنَّ فعل ما تحب، لا يعني دائماً حُب ما تفعل؛ إذاً إلى أيَّة درجة يمكنك التحمل؟ والأهم من ذلك، هل تريد تحقيق حلمك في المقام الأول؟

3. تقبَّل حقيقة أنَّ لا أحد يهتم:

ربما تكون قرة عين أحدهم، لكن في الواقع، سيهتم لك النَذر القليل من الناس، لأنَّك في الواقع لست مميزاً إلى هذه الدرجة، ناهيك أنَّ الناس منشغلون عنك بإعارة الانتباه لأنفسهم. لذا انسَ كل من حولك وفَّكر في الشعور الطيب الذي تمنحك إيَّاه معرفة أنَّ لا أحد يهتم بك.

وبذلك ستملك مطلق الحرية لتفعل ما تريد، ولن يهتم أحد بنجاحك أو فشلك الذريع، وفي أحسن الحالات سيرفعون لك القبعة احتراماً لخمس ثوانٍ، ثم يولون لك ظهورهم، ويعودون لأشغالهم.

لذا بدلاً من أن تستند في جميع قرارات حياتك إلى ما يعتقده الآخرون عنك، أو عمَّا تفعله، أو مدى جاذبيتك في سيارتك الحديثة، لذا اكتشف أكثر الأمور التي تهمك في الحياة، وانسَ باقي الهراء.

إقرأ أيضاً: 22 حقيقةً يصعب سماعها عن الحياة، لكنها ستجعلك شخصاً أفضل

4. ركِّز على عاداتك أكثر وأهدافك أقل:

تركِّز الكثير من الكتب وأدوات التطوير الذاتي على أهداف وأنظمة التنمية، مثل الأهداف الذكية، التي يُرمز لها بالاختصار (S.M.A.R.T)، حيث يشير كل حرف منها إلى بداية الكلمات التي ترمز إلى:

  • محددة: Specific
  • قابلة للقياس: Measurable
  • قابلة للإنجاز: Attainable
  • ذات صلة: Attainable
  • مقيدة زمنياً: Time-Bound

إضافةً إلى التركيز على تحقيق كل هدف وضعته نُصب عينيك، بغضِّ النظر عن مدى فشلك في تحقيقه، ففي الحقيقة، نحن نبالغ كثيراً في أهمية الأهداف وتحقيقها.؛ إذ لا ضير في وضع أهداف، لكنَّ الهوس بها يخفِّض من إنتاجيتنا، وقد لا يمنحنا تحقيق الأهداف نشوة الانتصار الذي نعتقدها.

لذا عليك التركيز على تأسيس نظام من العادات الصحية، التي تركِّز على أهم النواحي في حياتك وأكثرها تأثيراً، وبالنتيجة تتحقق أهدافك كتحصيل حاصل.

إقرأ أيضاً: كيف يساعدك تحديد أهداف ذكية (SMART) على إجراء تغييرات دائمة؟

5. اكتشف من أنت حقيقةً:

اسأل نفسك هذا السؤال البسيط: هل تعلم  حقاً من أنت؟ هل تعلم ما الذي يحفِّزك، وما الذي تخشاه، ولماذا تفعل الأشياء التي تفعلها، وهل تعلم كيف ينظر إليك الآخرون؟

يعدُّ الوعي الذاتي، إلى حد ما، من المفارقات النادرة الوجود في  يومنا هذا، مقارنةً مع خداع الذات؛ فلا توجد طريقة فعالة لتغيير حياتك، إن لم تدرِك ما الذي ستغيِّره في نفسك في المقام الأول.

6. ركِّز على فعل أشياء أقل لكن بإتقان:

أصبحت ثقافتنا الحديثة مرتكزةً على تحقيق المزيد، وشراء المزيد، وعيش مزيد من المتعة، وتطوير الذات. لكن أليس الأجدر بالأشخاص الذين يحتلون شاشاتنا وإذاعاتنا وصحفنا أن يخبروا الناس أنَّ (الزائد أخو الناقص)، كي يتبعوا هذه القاعدة كنصيحة أو أسلوب حياة.

من عواقب العيش في عصر يعج بالفرص التي تلوح أمامنا أنَّ عليك اختيار الفرص التي تريد تحقيقها، لكن تذكَّر أنَّ لكل شيء ثمن، وأنَّك لن تحققها جميعها، ولن ترتفع فوق المعدل في النسبة العظمى من الأمور التي تجرِّبها؛ فليس عليك أن تكون لامعاً في كل ما تفعله لتعيش حياةً ذات معنى.

ولكن إذا كان بإمكانك فعل شيء واحد أو عدة أشياء وإتقانها تماماً، فستتفوق على جميع -تقريباً- من تُشتِّتُ هواتفهم الذكية انتباههم، والذين يتجادلون حول أشياء خارج نطاق تأثيرهم على منصات التواصل الاجتماعي.

7. كفَّ عن الاستماتة في المحاولة:

قد يبدو الأمر غير متوقع ومعيقاً، لكن يحدث شيء غريب عندما تحاول جاهداً أن تفعل أيَّ شيء تقريباً. غالباً ما يكون للاستماتة لتكوين صداقات أو نيل إعجاب الجنس الآخر تأثير معاكس يتمثل في إبعاد ما تريده كلَّما حاولت الاقتراب.

فغالباً ما تجعلك محاولة أن تكون لطيفاً، تبدو يائساً وغير لطيف، كما تجعلك محاولة أن تكون سعيداً، شخصاً بائساً.

ولكن هناك حل بسيط لا ينطوي على خفض معاييرك. ببساطة يتطلب الأمر أثناء العمل على تحقيق مبتغاك، أن تنظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة قليلاً عمَّا كنت تفعل سابقاً، وأن تكون شاكراً لما لديك. فكل ما تحتاجه لتكون سعيداً، موجود على الأرجح أمامك في انتظارك.

ابدأ بتخصيص الوقت لتقدير المتع البسيطة في الحياة، مثل احتساء الشاي مع صديق، والتنزه في الطبيعة، والاتصال بأقاربك والاطمئنان عنهم، وحضور مباراة مع أصدقائك.

قد تبدو هذه الأشياء عاديةً، ولكن إذا لم تستطع الاستمتاع بالبهجة البسيطة في الحياة، فلن تقدر على الاستمتاع عندما تحقق التغيير في حياتك فعلاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة