كَيف تُعِيد الزخم إلى حياتك؟ 10 نصائح تضمن لك ذلك

إنَّ المعايير التي نسترشد بها في حياتنا هي معايير قابلة للتغيير والتَّبدّل بدرجةٍ كبيرة، وإذا كُنت جريئاً بما يكفي لكَسرِ بضعةِ تقاليد مجتمَعيةٍ رئيسة، يمكنك عندئذٍ أن توفر لنفسكَ مزيداً من الوقت والمال، وتَتَعلَّم كيف تعيش وفقاً لقناعاتك الشَّخصيَّة. لذا، إليكَ دليلاً مكوَّناً من 10 خطوات، يُقدِّمهُ لكَ المُدَوِّن إيثان موريس، من أجل استعادة وقتك وحريتك، واكتشاف كيف تريد أن تعيش حقَّاً. صحيحٌ أنَّ تلك الخطوات العشر هي خطواتٌ بسيطة، لكَّنها ليست بتلك السُّهولة التي قد تتخيَّلها.



أولاً: توقَّف عن هدرِ مالك على أمورٍ لا طائلَ منها

عندما تُنفق المال فأنت تُمضِي وقتاً في الاستثمار مقابل هذه الأموال. لذا، كلَّما قلَّت الأموال التي تنفقها، كلَّما توفَّر لديك المزيد من الوقت، مما يجعل الجهد المبذول في تقليل الاستهلاك لا يتعلَّق بالمال وحده، بل باستعادة وقتك وحريتك أيضاً. لذا توقَّف عن شراء الأغراض واشتري الضَّروريَّات فقط. أو قُم بِطهي طعامك بنفسك، وتوقَّف عن شراء ملابسَ زائدة عن حاجتك، وارتدي الملابس التي لديك قبل أن تتخلّص منها. فكلما ازددتَ تمسُّكاً والتزاماً بهذا المفهوم، كلَّما ازداد الوقت والحرية اللذين ستحصل عليهما من هذه الحياة.

ثانياً: قُم بتسهيل الأمور على نفسك

عندما تُشَوِّش الأشياء والحاجات الأقل أهميَّة على محيطك وذهنك، كُن ذلك الشَّخص الذي يكتفي بالحدِّ الأدنى منها. وهذا الأمر يتخطّى حدود الأشياء الماديَّة، ليصل إلى تقليص المسؤوليات والالتزامات وإجراءِ تعديلاتٍ عليها أيضاً. إذ نحن كبشرٍ، نميل إلى القيام الأمور السَّهلة في قوائم مهامنا، على حساب المهام الصَّعبة والهامَّة. لذا فمن خلال التَّخلص من الأشياء الأقل أهميَّة في حياتك، يمكنك القيام بشيء استثنائي، ألا وهوَ تكريس وقتك للأمور الضَّروريَّة، وليس للأمور المستعجلة.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

ثالثاً: ضع هاتفك على "وضع الطَّيران"

"إذا كنت متَّصلاً باستمرار، فأنت مُشتَّتٌ باستمرار". لذا أبقِ هاتفك على "وضع الطَّيران" وتواصل مع العالم الخارجي وفقاً لشروطك فقط. إنَّ "وضع الطَّيران" أمرٌ ضروري عند محاولة التَّركيز، ولكنَّني وجدت أنَّ الافتقار إلى إلهاء، هو أيضاً أمرٌ مفيدٌ للغاية للمصلحة العامَّة للفرد. أعلم ما تفكِّر فيه: "لا أريد أن يفوتني أيُّ أمرٍ هام!". لكن بدلاً من أن تستجيب للإشعارات التي قد تصلك على هاتفك، أليس من الأفضل لك أن تنسجم مع العالم من حولك؟

رابعاً: توقَّف عن مشاهدة التِّلفاز

يقضي المواطن الأمريكي 2.8 ساعة يوميَّاً في مشاهدة التِّلفاز، وعلى مدى 80 عاماً، يصل هذا إلى ما مقداره 9.3 سنوات من التَّحديق في شاشة!! هل ترغب في إضافة عقدٍ (10 سنوات) آخر من وقت الفراغ إلى حياتك؟ إذاً فلتَتَوقَّف عن مشاهدة التلفاز لهذه الدَّرجة. أنا عن نفسي قد توقفت بشكلٍ كاملٍ تقريباً، ولم أشاهد سوى بضعة أفلامٍ في العام الماضي.

خامساً: اِقرأ الكُتب

لا تقرأ الروايات الرومانسية، أو قصص التَّشويق، أو أحدث السِّيَر الذاتيَّة للمشاهير. بل اقرأ الكتب التي تعلِّمكَ كيف يسير العالم أو كيف تكون إنساناً أفضل. فقد أمضى بعض ألمع الناس وأكثرهم نفوذاً على الإطلاق أشهراً وَسنوات، وحتَّى عقوداً في تأليف كتبٍ ضَمَّنُوها رسائلَ شعروا أنَّها ذاتَ أهميَّة قصوى. فعبرَ قراءة هذه الكتب، يمكنك تلقِّي تلك الرَّسائل.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب كيف يُفكّر الناجحون للمؤلف جون سي ماكسويل

سادساً: اسأل نفسك لمَ تقومُ بما تقوم به في العادة

نحن كبشر، نميل إلى تقليد ما يقوم به الآخرون من دون التَّفكير في ما إذا كان ما يفعلونه أمراً منطقيَّاً بالنِّسبةِ لنا. لقد انتبهت إلى ذلك عندما كنتُ في نيوزيلندا، حيث أشار زملائي المسافرون من بلدان أخرى إلى مدى ما تحمله بعض تصرُّفاتي من طابعٍ أمريكي. لذا اسأل نفسك: "لمَ أقومُ بما أقوم به؟"، "لمَ أذهب إلى ذلك المكان؟"، "لماذا آكل ذلك النوع من الطَّعام؟".

اسأل نفسك لم تقوم بالأمور التي تقوم بها، فإذا لم يكن لديك إجابة مقنعة، افعل شيئاً آخر أكثر منطقية.

سابعاً: جدِّد جسدك بالتَّمارين اليوميَّة

"استخدمه أو اخسره!" كان ذلك هو المبدأ الذي يؤمن به أستاذي الجامعي لمادَّة التَّشريح. فبناءً على كيفية استخدامك لجسمك، فإنَّه إمَّا يقوم ببناء أو بتدمير نفسه. لا يوجد خيارٌ ثالث هنا. لذا يجب عليكَ استخدام جسمكَ كثيراً. إذ لا يُعَدُّ ذلك أمراً هامَّاً للحفاظ على أداء مهامك وكثافة عظامك ولياقتك البدنية فحسب، بل لأنَّ جسمك وعقلك مرتبطان ارتباطاً وثيقاً أيضاً. فليس العقل وحده من يتحكم في الجسم، وإنَّما الجسم يتحكم في العقل أيضاً. وعند شعورك بالضَّغط أو التَّوتر أو بأيِّ مشاعرَ سلبيَّة، يعمل التَّمرين عملَ "زر إعادة الإقلاع".

إقرأ أيضاً: 6 فوائد صحيّة تمنحها الرياضة للعقل

ثامناً: قُل "نعم"

إنَّ كلمةَ "نعم" هي أفضل أداة للتَّجارب الجديدة، وتوسيع منطقة راحتك، ومواجهة اللحظات التي تسأل نفسك فيها "كيف وصلت إلى هنا؟". إنَّها تجلب لحياتك التَّجديد والاكتشاف، وتُحَفزكَ بطرقٍ جديدة. قل نعم للفرص التي تأتيك، وَللفرص التي تخيفك بشكلٍ خاص. وعندما يتقافز إلى ذهنك سؤال مثل "هل يجب عليَّ أن...؟"، يجب أن تكون كلمة "نعم" هي إجابتك التِّلقائيَّة.

تاسعاً: اذهب في رحلةٍ لاكتشاف الذَّات

إنَّ رحلة اكتشاف الذات هي رحلة للتَّخلص من المألوف، والانعزال عن نسيج المجتمع، ومن ثم العودة إلى حياتك وأنت تمتلك نظرة ثاقبة للنظر للحياة من الخارج إلى الدَّاخل. في عام 2013، كان ركوب دراجةٍ هوائيَّةٍ والسَّيرَ فيها في جميع أنحاء الولايات المتحدة، طريقتي للقيام برحلةٍ لاكتشاف الذَّات. لقد اكتشفت الكثير عن نفسي وقِيَمي، ومن ثم عدت لكي أسعى في اتجاه مختلف تماماً في هذه الحياة. عبر الخروج من حياتك لبعض الوقت، يمكنك الحصول على منظورٍ وفهمٍ لما وراء الضغوط والتأثيرات التي قد تعصف بحياتك.

عاشراً: خُذ نفساً عميقاً، فأنتَ على قيد الحياة

توقف لثانية واحدة، وانظر من حولك ثمَّ تنفَّس بعمق وتسائل عن مدى غرابة هذه الحياة. انظر إلى ما هو أبعد من المفاهيم الفلسفيَّة والمعرفيَّة وأي تفسير آخر لتجربة الحياة تلك. فهذا حُلُمٌ جامح وجميل ومتدفق لا يمكن التنبؤ به، والذي تعلَّمنا أن نتعرّف على أنماطه وتفسيراته بطرق معينة. لكن تجاوز كل ذلك -جميع التفسيرات الماضية، وجميع المفاهيم السابقة- إلى تلك الرَّوعة المحضة المتمثِّلة بمعجزة البقاء على قيد الحياة. افعل هذا كثيراً. فإنَّه يزيل التَّوتر والجديَّة من حياتنا، حتى ولو للحظة واحدة مثالية.

لقد تمَّ سرد هذه الخطوات بترتيب معين. أولاً، يجب أن تتحكم في حياتك؛ فعندها فقط يمكنك توجيه مسارها. لذا تأتي الخطوات من (1) إلى (4) كعمليَّة اختزالٍ لأمورٍ توجد في حياتك، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُساعدك على اكتساب الوقت والحرية في اكتشاف الطَّريقة التي ترغب في إثراء حياتك بها (والتي تم الحديث عنها في الخطوات من 5 إلى 10).

إنَّ إعادة الزَّخم لحياتك ليس بالأمرِ السَّهل، لكنَّك ستكون أكثر سعادةً إن أصبحت أنت رُبَّان سفينتك الخَّاصة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة