كيف تعزز إنتاجيتك بموارد أقل؟

لقد أمضيت أسبوعين في جنوب إفريقيا، ويوجد أمر واحد أتذكره كلما أزورها، وهو بساطة الحياة فيها؛ حيث يمر الوقت بصورة أبطأ، وللحياة رتمٌ مختلف؛ وهذا لأنَّ الأفارقة تعلموا العيش بإمكانات أقل، وهو الهدف الذي أطمح إلى تحقيقه في رحلتي القادمة، والذي يتمثل في: عيش حياة بسيطة، وتخفيف الأعباء على نفسي، والتخلص من كل ما هو إضافي في جميع مجالات حياتي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة سيارا كونلون (Ciara Conlon)، والذي تحدثنا فيه عن تجربتها مع العيش ببساطة.

لقد بحثت في المرحلة الأولى من رحلتي لأكون أكثر إنتاجية عن طرائق تساعدني على العمل بسرعة أكبر، وإنجاز المهمات بفاعلية أكبر؛ ولكنَّني لم أفكر قطُّ في التخلص ممَّا هو إضافي وغير ضروري في حياتي، والعيش ببساطة أكثر؛ لذا سأركز في المرحلة الثانية من رحلتي على البساطة، وأحاول بجهد الاستغناء عن كل ما هو كمالي في كل مجالات حياتي لأتحرر من التوتر والتعقيد والمبالغة.

إليك المجالات التي أعمل عليها حالياً:

1. تقليل المعلومات:

ينهال علينا سيلٌ من المعلومات يومياً من جميع مناحي الحياة، ولا عجب أنَّ عصرنا هذا يُسمَّى "عصر المعلومات"؛ إذ بات العالم على اتساعه في متناول أيدينا، وأصبحت حياتنا تعتمد عليها اعتماداً كلياً؛ إذ يمكننا بضغطة زر أن نحصل على أي شيء نحتاجه دون أن نحرك ساكنين؛ ورغم أنَّ الأمر مذهل بالفعل، لكنَّه مرهق أحياناً أيضاً؛ إذ تفضي كل صفحة أو رابط إلى آخر؛ فمتى يمكننا التوقف إذاً؟

إليك بعض الحلول المقترحة:

  • قلِّل من عدد النشرات الإعلامية والمواقع المشترك فيها، واحتفظ بالهامة منها فقط؛ فبدلاً من أن تأتي المعلومات إليك، ابحث أنت عنها حسب وقتك وظروفك.
  • خفف تعرضك إلى وسائل الإعلام؛ فبدلاً من قراءة الصحف أو متابعة الأخبار كل يوم، جرِّب فعل ذلك مرة في الأسبوع كي تواكب أهم الأحداث فقط.
  • قلِّل عدد الاجتماعات التي تحضرها، واذهب إلى تلك الهامة فقط، وحاول الاطلاع على ملخص أو موجز بدلاً من ذلك.
  • خصِّص يوماً واحداً في الأسبوع تبتعد فيه كلياً عن التكنولوجيا، ولا تستخدم الإنترنت، أو البريد الإلكتروني، أو أي جهاز ذكي؛ وإن لم يكن ذلك ممكناً، فجرِّبه خلال الصباح فقط؛ فهي طريقة رائعة لتقليل المشتتات، وخلق بيئة مناسبة للتركيز.

2. تقليل الممتلكات:

نمتلك كلنا الكثير من الأشياء والملابس والأحذية والأقراص المضغوطة؛ ولكنَّ الأغراض الزائدة تسبب الفوضى، والتي تجلب بدورها الطاقة السلبية؛ لذا ينبغي أن يتعلم الجميع العيش دون امتلاك الكثير من الأشياء؛ فهي لا تحدد هويتك، ولا من ترغب أن تكون.

إليك بعض الحلول المقترحة:

  • رتِّب أشياءك باستمرار، وتبرَّع أو أعِد تدوير تلك التي لا تحتاجها.
  • احرص على أن تتخلص من غرض من أغراضك في كل مرة تشتري فيها شيئاً جديداً؛ فهي عادة رائعة يمكن أن يطبقها الأطفال أيضاً، لأنَّها تجعلهم يدركون قيمة ما يمتلكونه، ويريدونه.
  • لا تذهب إلى مراكز التسوق إلَّا إذا لم تجد ما تريده في مكان آخر؛ ذلك لأنَّك ستشتري شيئاً تعتقد أنَّك بحاجته حتماً، رغم أنَّه لم يكن ليخطر في بالك لو لم تره.
إقرأ أيضاً: عادات روتينية فعالة لتعزيز صحتك وإنتاجيتك

3. تقليل الأعمال:

عادةً ما يُضعف العمل المضني أو الطويل إنتاجيتك؛ فإذا كنت منهمكاً بعملك باستمرار، سينتهي بك الحال إما مريضاً أو مرهَقاً؛ لذا عليك أن تأخذ خطوات جدية للتخلص من النشاطات التي تهدر وقتك، وتخفف من عبء العمل أينما أمكن.

إليك بعض الحلول المقترحة:

  • جدوِِل أعمالك: سيُريك ذلك ما يمكنك إنجازه فعلاً خلال الوقت الذي تقضيه في العمل كل يوم؛ وعندما تقبل إنجاز عمل إضافي، تذكَّر أنَّك ستفقد ذلك الوقت من حياتك الشخصية، وتعاني عائلتك من غيابك عنهم.
  • خذ فترات استراحة منتظمة: سيفيدك الخروج في نزهة قصيرة، أو استنشاق بعض الهواء النقي كثيراً؛ كما يمكنك ممارسة اليوغا، أو مجرد أخذ نفس عميق؛ حيث سيجنبك ذلك الإجهاد العضلي والعقلي، يساعدك على التركيز لوقت أطول.
  • لا تحمِّل نفسك فوق طاقتها، فترهقها: لا تحاول أن تفعل كل شيء بنفسك، وفوِّض المهمات لغيرك حين يمكنك ذلك إذا كنت تعمل في شركة؛ أما إذا كنت تعمل لحسابك الخاص، فافعل ما تتقنه فقط، واترك المهمات الأخرى لمن يتقنها؛ وفي حال كنت لا تتحكم بكمية العمل الذي عليك إنهاؤه، أنجز عملك بأقصى طاقتة وأعلى جودة كي تفخر بما حققته خلال اليوم.
  • وأخيراً، أهم شيء عليك تذكره هو أن تأخذ الأمور ببساطة؛ فالحياة أقصر من أن تقلق حيال الأمور الصغيرة.
إقرأ أيضاً: وضع خطة عمل ليوم الغد يزيد إنتاجيتك ويساعدك على الاسترخاء

الخلاصة:

إذا استطعت أن تقلل من الفوضى في حياتك، وتتخلص من كل الأشياء الفائضة وغير الضرورية، تمكنَ من رؤية الأمور بوضوح أكبر، والتركيز على ما هو هام لإنجاز أهم الأعمال بأقل وقت وجهد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة