كيف تعتز بنفسك؟

تتيح الرعاية الذاتية المناسبة إنجاز كل ما تفعله بفاعلية، سواءً في العمل أم في المنزل أم عند السفر أم وقت الاسترخاء؛ إذ إنَّه من الصعب مواكبة تحديات الحياة إذا فشلت في رعاية ذاتك، ناهيك عن الاهتمام بأيِّ شخص أو شيء آخر.



سيخبرك جسدك بما يحتاج إليه إذا أصغيت إليه جيداً، فهو يتفاعل مع التجارب السابقة أو الحالية، ويؤثر فيه كل شيء من حولك؛ إذ يكمن السر هنا في الإصغاء بفاعلية؛ إذ ربما يقول لك إنَّه مُتعَب أو يتألم أو يشعر بالحيوية أو الامتنان؛ لذا لا تتجاهل الرسالة التي يحاول جسدك إيصالها إليك، واعتز بنفسك من خلال الاستجابة المناسبة، فكِّر فيما يلي لمساعدتك على الاعتناء بنفسك:

  • إذا كان جسدك متعباً، فاسترح، وتوقَّف عن الضغط على نفسك.
  • إذا كان جسدك يؤلمك، فحاول اكتشاف مصدر الألم ومعرفة ما إذا كان بإمكانك فعل أيِّ شيء لتخفيفه.
  • تعرَّف إلى الأوقات التي تكون فيها مفعماً بالطاقة، واكتشف سبب ذلك، وما إذا كان يمكنك تكرار الأمر.
  • إذا كنت تشعر بالامتنان، فدعه يتدفق إلى كل جانب من جوانب حياتك.

طرائق للعناية بالذات:

يحاول الكثير منَّا التغلب على الألم والإرهاق، ونأمل أن يتوقفا عن مضايقتنا، فهل تعاني من الأمر نفسه؟ وهل يصعب عليك الاسترخاء؟ يعايش أغلب الناس هذا الوضع؛ حيث لا يستطيعون الاسترخاء إلا عندما يبتعدون عن عملهم وروتينهم اليومي، كأخذ إجازة.

فيما يلي بعض الاقتراحات لممارسة الرعاية الذاتية اليومية التي ستجدها مفيدة:

  • التنفس بعمق: استنشِق الأوكسجين بعمق، وأخرِج ثنائي أوكسيد الكربون ببطء ورَوِّية، واملأ رئتيك بقدر ما تستطيع وفرِّغهما بالكامل.
  • تغيير حديثك الذاتي من السلبي إلى الإيجابي: على سبيل المثال: بدلاً من الاعتقاد بأنَّك لن تتمكن من إنجاز العمل أبداً، آمِن بأنَّك ستحقق هدفك.
  • الامتنان: ذكِّر نفسك بالأمور التي تشعر بالامتنان حيالها.
  • الكتابة: سجل أفكارك على الورق، وضعها حيث يمكنك رؤيتها.
  • الموسيقى: استمع للموسيقى التي تجدها تبعث على الارتياح.
  • استعمال العلاج بالحرارة أو البرودة: وذلك لمعالجة الأوجاع والآلام.
  • الضحك: شاهد شيئاً مضحكاً، واضحك من أعماق قلبك؛ ففي الضحك شفاء.

اكتشف أكثر ما يناسبك من هذه الأساليب؛ إذ إنَّك عندما تحترم جسدك عبر منحه ما يحتاج إليه، فسيردُّ لك الجميل، لن يكون الأمر مثالياً، ولكنَّك ستشعر بالتحسن بالتأكيد.

تُعَدُّ نوعية وكمية نومك هامة أيضاً؛ حيث إنَّه الوقت الذي يشفي فيه جسدك نفسه بصورة أفضل، وفي أثناء النوم العميق، يُعالج الدماغ الخلايا، ويُعيد بناءها، ليفرز الجسم بعدها الهرمونات لتعزيز نمو العظام والعضلات، كما يستفيد جسدك أيضاً من النوم العميق في تقوية مناعتك حتى تتمكن من مقاومة الأمراض والعدوى.

شاهد بالفديو: 12 وسيلة فعالة للرعاية الذاتية لا يمكنك العيش دونها

ممارسة التمرينات الرياضية:

تساعد التمرينات الرياضية على تحقيق كل ما هو مذكور في هذه المقالة، ولكي تعمل بفاعلية، يجب أن تعطي برنامج التمرينات الخاص بك الأولوية، وتستمتع به؛ حيث إنَّ الخطة المثالية لممارسة التمرينات المفيدة للجسم، تتكون من الأجزاء الأربعة الآتية:

  • تمرينات القوة: وذلك عبر استعمال الأوزان أو الآلات الرياضية.
  • تمرينات التمدد: وذلك عبر تمديد جميع مجموعات العضلات الرئيسة؛ فهي منطقة مُهمَلة لتحقيق اللياقة البدنية.
  • تمرينات القلب (Cardio): والتي تحافظ على معدل ضربات قلبك عند مستوى محدد يناسب عمرك وقدراتك؛ وذلك لما لا يقل عن 15 دقيقة في كل مرة.
  • الراحة: إذ إنَّ الراحة عنصر أساسي من عناصر اللياقة البدنية، وهي ما تجعل كل شيء آخر ممكناً.

علاوة على ذلك، من الضروري أن تحدد مستوى اللياقة الذي يناسبك، وتعمل حتى تصل إليه، وتصبح قوياً بما يكفي للانتقال إلى المستوى التالي؛ حيث سيؤدي أداء أيِّ تمرين بمستوى اللياقة المناسب إلى تعزيز القوة، مهما كانت الحركة سهلة؛ إذ يجب ألَّا تتجاهل أبداً مدى تناسب التمرين مع لياقتك لاكتساب مزيد من القوة، كحمل وزن أثقل، والتمدد وأداء تمرينات القلب أكثر من اللازم؛ حيث سيؤدي القيام بذلك إلى نتائج عكسية.

لا تمارس التمرين نفسه كل يوم؛ ذلك لأنَّ جسمك يتكيف بسرعة كبيرة، ثم يستقر حينما يكتشف كيفية تجنب الإرهاق؛ لذلك، وحتى تحقِّق أقصى فائدة، من الأفضل أن تفاجئه في كل مرة تمارس فيها الرياضة، فجسدك يتقن التكيف مع كل ما تدفعه إلى القيام به، وعليك أن تتحدَّاه بتجربة تمرينات متنوعة دائماً.

عليك تمديد العضلات التي ضغطَّها، فهذا بمنزلة الجانب الآخر لتمرين القوة؛ فأيُّ تقلُّص للعضلات يجب أن يتبعه تمدد، وعندها ستغمرك المنطقة التي تعزز لياقتها البدنية بإحساس رائع للغاية.

ينبغي عليك أيضاً تحديد ممارسة تمرينات القوة كل يومين؛ ذلك لأنَّ عضلاتك تتمزق في أثناء قيامك بها؛ ممَّا يجعلها بحاجة إلى يوم راحة، لأجل بناء ألياف عضلية جديدة خلال وقت الراحة.

ثم إنَّ ممارسة تمرينات القلب هامة للغاية؛ لأنَّها تقوي قلبك ورئتيك، فلا تشعر بالملل من التمرينات هذه، وحاول إيجاد طريقة ممتعة لممارستها؛ حيث يمكنك تحقيق ذلك عبر اللعب مع الأطفال أو الحيوانات الأليفة مثلاً.

ينبغي عليك أيضاً ألَّا تهمل تقوية قاع حوضك، وجميع العضلات الدقيقة الموجودة حول الوركين والعمود الفقري؛ حيث تُعَدُّ تمرينات البيلاتس في هذه الحالة هي الأفضل لتقوية العضلات المركزية.

إقرأ أيضاً: 6 طرق تجعلك بها التمرينات الرياضية سعيداً

في الختام:

ابتهج واعتز بنفسك؛ إذ إنَّك قادر على العمل بفاعلية في كل ما تلمسه يداك، وأنت تستحق كل قطرة اهتمام يمكنك أن تمنحها لجسدك وروحك.

المصدر




مقالات مرتبطة