كيف تصل إلى مواعيدك في الوقت المحدَّد؟

هل أنت شخصٌ دقيقٌ في مواعيده؟ أم أنَّك تتأخر عنها في معظم الأحيان؟

اعتدت حتى العشرينيات من عمري أن أتأخر عن مواعيدي بصرف النظر عن نوع الموعد، فسواء أكان موعداً اجتماعيَّاً، أم حصَّةً دراسيةً أم امتحاناتٍ، أم اجتماعات عملٍ، أم وظائف، أم حتى مقابلاتٍ، كنت أصل إليها جميعاً متأخرةً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ من المدونة سلستين تشوا (Celestine Chua)، وتُقدِّم لنا فيه عشر نصائح لتساعدنا على الالتزام بمواعيدنا.

كان جزءٌ من أسباب هذا التأخير نابعاً من سوء التخطيط، وجزءٌ منه لكوني مدمنةً العملَ بطبيعتي، فكنت أحاول إنجاز أكبر قدرٍ ممكنٍ من العمل، وأجد نفسي منشغلةً بإتمام ما بدأت به سابقاً، وأرفض أن أتوقف، ومن ثمَّ حتماً أتأخر عن موعدي التالي، وأحياناً كنت أتأخر بسبب إفراطي في النوم، وهذا بدوره ناجمٌ عن بقائي مستيقظةً لوقتٍ متأخرٍ في الليلة السابقة أحاول إنهاء شيءٍ ما عوضاً عن الإيواء إلى الفراش.

في حين أنَّني كنت أُعلِم من ينتظرني أنَّني سأتأخر، وأطلب سيارة أجرة (الأمر الذي ساعدني أحياناً على الوصول على الموعد)، إلَّا أنَّني سئمتُ بعد حينٍ من التأخر.

  • ليس من اللطف أن تجعل الناس ينتظرونك، إنَّه في الحقيقية تصرُّفٌ غير مسؤولٍ؛ بل حتى وقح، فوقت الآخرين لا يقلُّ قيمةً عن وقتنا.
  • عندما نتأخر فإنَّنا غالباً ما نرتبك، ونتعجل فيما نفعله، وهذا أمرٌ مرهقٌ.
  • عندما تتأخر عن موعدٍ ما فذلك على الأرجح يؤدي إلى تأخرك عن الموعد التالي له أيضاً، لقد أدركت أنَّني غير مضطرةٍ لأن أشعر بالارتباك والتوتر، ويمكنني تجنبهما بحضوري في الوقت المحدد.

لذا غيرت أسلوبي في إنجاز الأشياء، وحسَّنت من طريقة إدارتي لوقتي ومهامي، حتى صرت اليومَ أصل إلى الموعد قبل الوقت المحدد.

فإليكم هذه النصائح العشر التي ساعدتني:

1. زامِن الوقت في ساعاتك كلها:

لتجنب الارتباك يجب عليك أن تتحقق من التطابق بين كل الساعات والأجهزة في منزلك، بحيث تشير إلى الوقت ذاته بالضبط، لقد سبق وكانت إحدى ساعات منزلي متقدمةً بحوالي خمس إلى عشر دقائقٍ عن بقية الساعات، وقد أسهمت بجعلي أخطئ في تقدير الوقت عند خروجي من المنزل.

2. لا تصل في الموعد تماماً؛ بل أبكر:

من الصعب حقاً أن تصل في الموعد، فما من أحد يمكنه أن يخطط لذلك بدقة؛ لذا من الأسهل بمراحل أن تصل أبكر، حاول أن تكون حيث يجب قبل عشر إلى خمس عشرة دقيقة، الأمر الذي بدوره سيتيح لك أن تسترخي في الطريق، ثمَّ اشغل نفسك عندما تصل بكتابٍ، أو استمع إلى تدوينة صوتية، أو أنجز مهام عملٍ بسيطةٍ يمكنك إنجازها على هاتفك في أثناء انتظارك.

إقرأ أيضاً: سلوكيات تؤدي إلى ضياع الوقت

3. أضف وقتاً على المتوقع استغراقه في تنقلاتك:

دائماً ما تتخلَّل التنقل عقباتٌ غير متوقعةٍ؛ فقد تتأخر الحافلة في الوصول أحياناً، أو تعترض طريقكَ حوادث مروريةٌ، أو تمطر السماء، وعلاوةً على ذلك في معظم الأحيان لا تتوقع تطبيقات السفر وخرائط جوجل (Google Maps) الوقت المتوقع استغراقه بدقةٍ؛ لذا ضع في الحسبان أن يلزمك وقتٌ إضافيٌّ، وغادر المنزل باكراً.

4. خطط لمسارك:

إن كنت تقصد المكان للمرة الأولى، ألقِ قبل الموعد نظرةً على الطريق الذي من المتوقع أن تسلكه.

5. وضِّب حاجياتك سابقاً:

هذا يتضمن حقيبتك، ومفاتيحك، وأي شيء قد تحتاجه؛ بذلك تتفادى التأخير نتيجةَ بحثك عن الأشياء قبل المغادرة، وإن كنت سترتدي لباساً جديداً جرِّبه قبل يوم لتتأكد من أنَّه يلائمك؛ فأسوأ ما قد يحدث هو أن ترتديه في يوم الخروج ذاته، وتجد أنَّه غير مناسبٍ لكَ، عندها ستنال منك الحيرة والعجلة في اختيار لباسٍ آخر.

شاهد بالفيديو: 8 تقنيات لإدارة الوقت

6. اضبط منبِّهاً ليذكرك بوقت المغادرة:

من السهل أن نفقد إحساسنا بالوقت عندما ننشغل؛ فإن كنت ممَّن يغرقون في العمل إلى درجة فقدان الإحساس بالوقت اضبط منبهاً ليذكرك بموعد المغادرة.

7. توقف عما تفعله حالاً ما إن يحين موعد المغادرة:

عندما يرن منبهك توقف عما تفعله حالاً، اترك كل شيء من يدك، وغادر، فيمكنك متابعة ما كنت تفعله لاحقاً.

8. اصطحب معك خلال الرحلة شيئاً لتشغل وقتكَ به:

في السابق كنت أؤجل وقت مغادرتي بسبب انغماسي في العمل، وكان التنقل يبدو بالنسبة إلي مضيعةً للوقت، ولاحقاً عثرت على طرائق عديدة لأكون منتجةً خلال سفري؛ كأن أخطط لبرنامجي التالي باستخدام مفكرتي، أو أكتب مقالاتي باستخدام الهاتف، أو أستمع إلى تدوينة صوتية، أو أقرأ الكتب الإلكترونية، أو أمارس التأمل الذاتي، وإن كنت تقود فبإمكانك أن تستمع إلى مدونات صوتية، أو كتاب عبر النظام الصوتي في سيارتك.

9. استخدم وسائل نقلٍ موثوق بجودتها:

اعتمد وسائل النقل الموثوق بجودتها، حتى وإن استغرقت وقتاً أطول؛ على سبيل المثال إن كان بمقدورك أن تصل إلى وجهتك باستخدام كلٍّ من الحافلة والقطار، فإنَّ الحافلة قد تكون أسرع، ولكن خدماتها غالباً ما تكون غير جديرة بالثقة، وقد تتأخر في الوصول، عندها ربما من الأفضل أن تستقل القطار؛ لذا احرص على أن تحظى برحلةٍ خاليةٍ من المنغصات المحتملة.

10. ضع خططاً احتياطية:

لتكن لديك خطة احتياطية تحسباً لأيِّ طارئ في وسيلة النقل المعتمَد عليها؛ على سبيل المثال حمِّل تطبيقات بديلة تتيح خدمة حجز سيارات الأجرة في حال تعطَّل تطبيقك الحالي، أو استقل سيارة عوضاً عن الحافلة في حال تأخرت.

إقرأ أيضاً: التعامل مع التأخير، وحل مشاكل الالتزام بالمواعيد

في الختام:

إن أدركت أنَّك ستتأخر على الرَّغم من كل الجهود التي بذلتها لتصل في الوقت المحدد أعلِم الشخص الذي ينتظرك حالاً، وبذلك تمنحه الوقت ليرتب مواعيده بناءً على ذلك، أو إعادة جدولة يومه إن لزم الأمر.

حظاً طيباً، آمل أن تساعدك هذه النصائح لتصل في الموعد المحدَّد من الآن وصاعداً.




مقالات مرتبطة