كيف تصبح قائداً؟

هل سمعت من قبل مقولة: "كثرة الطباخين تفسد الطبخة"؟ إنَّه تشبيه قوي يوضِّح بدقة عدد المرات التي يكون فيها من الأفضل وجود شخص واحد يدير العمل، فسواء كنتَ طاهياً أم مديراً في مجال الأعمال، فمن المُضر عادةً وجود عدد كبير من الطهاة في المطبخ، وحتى لو كان الطهاة مؤهلين وماهرين، فإنَّ وجود أكثر من طاهٍ وكل واحد منهم يقدم اقتراحه، من الممكن أن يجعلهم لا ينجزون العمل بالشكل المطلوب، وقد يحصل الكثير من الخلاف فيما بينهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، يُحدِّثُنا فيه عن كيفية أن تصبح القائد.

فعلى الرغم من أنَّ استخدام مقولة: "كثرة الطباخين تفسد الطبخة" يوضح وجهة النظر، إلَّا أنَّ التفكير في عملك كسفينة هي طريقة رائعة لتصوِّر مؤسستك في عقلك، ومثل السفينة إلى حدٍّ كبير، فإنَّ الشركة لديها طاقم ووجهة ومدير واحد للحفاظ على مسارها؛ إذ إنَّ السفينة عبارة عن مركبة معقدة تحتاج إلى عدد كبير من المتخصصين لكي تعمل بشكل صحيح، كما أنَّ العمل له المتطلبات ذاتها.

أتقن دورك الحالي وأتمِم وظيفتك بأفضل ما لديك:

من أجل أن تحقق الشركات إمكاناتها الكاملة؛ يتعيَّن على كل واحد من هؤلاء المتخصصين القيام بوظيفته المحددة بأفضل ما لديه، كما يحتاج المهندسون إلى الحفاظ على تشغيل المحرك، ويحتاج الملاحون إلى تخطيط الرحلة، ويحتاج مديرو الدفة إلى توجيه المسار، وربما الأهم من ذلك، يحتاج القبطان إلى التحكُّم بالعملية كاملة وتحمُّل المسؤولية؛ وربما يرجع السبب في ذلك إلى أنَّ القبطان يُنظَر إليه على أنَّه الأهم، ولكنَّ الشيء الذي لاحظتُه في الشركات المتنامية هو أنَّ معظم الأشخاص في هذا العمل يرغبون في أن يكونوا القبطان؛ أي إنَّهم يرغبون في أن يكونوا ذلك القائد.

سواء كان المنصب المطلوب هو الرئيس التنفيذي أم المدير المالي أم مدير تطوير المنتجات أم أي منصب لامع آخر، فيوجد لدى العديد من الأشخاص الرغبة الفطرية في قيادة مؤسساتهم، وهذا ليس بالأمر السيئ إن استُخدِم باعتدال.

أنا متأكد من أنَّ جميع أرباب العمل في الخارج يبحثون عن أشخاص لديهم الرغبة في القيادة، لكن عندما تكون المؤسسة شركة ناشئة متنامية، فمن الهام بشكل أساسي أن تكون للشركة رؤية واضحة وقائد قوي وأدوار محددة لموظفيها، وعلى الرغم من أنَّ كل شركة يجب أن تُدار مثل السفينة، إلَّا أنَّه من الهام أن تعمل الشركة الناشئة مثل السفينة.

شاهد: 10 مهارات أساسية لتصبح قائد فريق ناجحاً

كل منصب في العمل له نفس القدر من الأهمية لنجاح هذا العمل:

كما ذكرنا آنفاً، تحتاج الشركة الناشئة أو أيَّة شركة نامية في هذا الأمر إلى توجيه إيجابي وقيادة قوية، وبنفس القدر من الأهمية، فهي تحتاج إلى جهود مشتركة من جميع موظفيها؛ إذ إنَّ كل وظيفة داخل الشركة لا تقل أهمية عن الوظيفة الأخرى ويجب أن ينفذها بأفضل شكل ممكن؛ فإنَّ المحاسب الذي يعرف الحسابات بكل تفاصيلها هو جزء لا يتجزأ من نجاح هذا العمل مثل الرئيس التنفيذي.

فقط اسأل القبطان عن مدى صعوبة قيادة سفينة ليس بها مهندس للحفاظ على عمل المحرك، وعلى سبيل المثال، ماذا لو قرر ملاح سفينتنا في مثالنا أنَّه مؤهل بنفس القدر ليكون القبطان؟ فبالتأكيد يعرف الملَّاح كيفية رسم مسار السفن، لكن مَن الذي سيتولى منصب الملاح المتخصص؟ وكيف سيكون رد فعل الطاقم إذا بدأ الملاح بمعارضة قرارات القبطان؟ وماذا لو شعر الملاح بوجود مسار أفضل للسفينة وحاولَ السيطرة عليها؟

توجد الكثير من الأسئلة في هذا السيناريو لدرجة أنَّ الجميع في النهاية سيغرقون مع السفينة؛ ولذلك بدلاً من التنافس على السلطة في عملك؛ فأتقِن دورك الحالي وافهم أنَّه على الرغم من أنَّك قد لا تكون في منصب قيادي، فإنَّ وظيفتك تساعد شركتك على النمو.

إقرأ أيضاً: كيف تكون قائداً يلهم الآخرين ويجعلهم يتبعونه بإخلاص؟

التطلُّع إلى أن تكون قائداً هو أمر جيد طالما أنَّه لا يعوق منصبك الحالي:

لا تفقد طموحك في القيادة، لكن عليك أن تدرك أنَّ الصراع على السلطة سيضر بعملك في النهاية، وتعلَّم كل ما يمكنك تعلُّمه وتحمَّل المزيد من المسؤولية واسمح لدورك أن ينمو مع الشركة، كما يجب أن تثبت لمجموعتك القيادية أنَّ لديك صفات القيادة وفي يوم من الأيام قد تكون القبطان، وتذكَّر دائماً أنَّك على متن شيء يسير في الاتجاه الصحيح، فاستمتع بالرحلة؛ إذ إنَّ الأشياء التي ستتعلمها في الشركات التي تُدار بشكل جيد، ستقودك إلى عملك الخاص حيث تكون القبطان.

المصدر




مقالات مرتبطة